افتتاح الدورة السادسة عشرة لمعرض مسقط الدولي للكتاب
بمشاركة "30" دولة عربية وأجنبية وحضور 5000 عنوان جديد
افتتاح الدورة السادسة عشرة لمعرض مسقط الدولي للكتاب بتدشين كتاب "جامع أبي الحسن البسيوي"
سعود البوسعيدي: المعرض فرصة ثمينة لمحبي الاطلاع حيث تجتمع المعرفة تحت سقف واحد
حمد الراشدي: العمانيون هم من صنعوا معرض الكتاب ومنحوه النجاح والاستمرارية
متابعة ـ فيصل بن سعيد العلوي وإيهاب مباشر: بمشاركة أكثر من خمسمئة دار نشر من 30 دولة عربية وأجنبية ولمدة عشرة أيام افتتح معالي السيد سعود بن إبراهيم البوسعيدي وزير الداخلية مساء أمس بمركز عمان الدولي للمعارض الدورة السادسة عشرة لمعرض مسقط الدولي للكتاب، بحضور عدد من أصحاب المعالي والسعادة وعدد من الشخصيات المهمة والمهتمين بالشأن الثقافي، حيث تم في حفل الافتتاح تدشين كتاب "جامع أبي الحسن البسيوي" وهو أحد إصدارات وزارة التراث والثقافة.
بداية المواسم الثقافية
وقال معالي السيد سعود بن ابراهيم البوسعيدي وزير الداخلية راعي الحفل إن معرض مسقط الدولي السادس عشر للكتاب يعتبر بداية موسم من المواسم الثقافية في السلطنة بما يحتويه من مشاركة واسعة من قبل دور النشر من الدول العربية والأجنبية. وأضاف معاليه في تصريحه: إن هذه التظاهرة الثقافية تعتبر فرصة ثمينة لمحبي المعرفة والاطلاع من المثقفين والطلاب وعشاق الكتاب والقراءة حيث تجتمع المعرفة تحت سقف واحد في شتى أنواعها".
وأشار معالي السيد وزير الداخلية إلى أن دور النشر في السلطنة تطورت خلال السنوات الماضية تطورا مشهودا وأصبحت تنافس دور النشر العربية الأخرى من حيث عدد ونوعية الكتب المطبوعة.
نمو وتطور ملحوظ
من جانبه قال معالي حمد بن محمد الراشدي وزير الإعلام رئيس اللجنة المنظمة للمعرض إن العمانيين مدعوون تلقائيا للمعرض وهم من صنعوا معرض الكتاب ومنحوه النجاح واستمراريته بما يتمتعون به من ثقافة وشغف باقتناء الكتاب. وأضاف معاليه: إن دور النشر العمانية أخذت موقع الصدارة بين دور النشر في المعرض لما تحتويه من عناوين عديدة ومتنوعة، موضحا أن المعرض في دورته الحالية شهد نموا وتطورا ملحوظا بزيادة عدد دور نشر المشاركة والعناوين المعروضة.
حمد المعمري: لم يتم التحفظ على أي عنوان حتى اللحظة
كما أشار سعادة الشيخ حمد بن هلال المعمري وكيل وزارة التراث والثقافة للشؤون الثقافية نائب رئيس لجنة تنظيم المعرض إلى أن إقامة الدورة السادسة عشرة في هذه الظروف المعينة التي نشهدها هي تحدٍ ولكنها تقدم الجديد دائما بفكرها المتجدد عن كل يوم يمر علينا بإنتاج الفكر الإنساني الذي يأتي كل يوم بالجديد، وهذه الدورة تأتي في هذه الفترة الزمنية الجديدة التي تعقب معرض القاهرة الدولي للكتاب والذي لم يقم بسبب الأحداث في مصر، فهنا في معرض مسقط أكثر من خمسة آلاف عنوان صدرت منذ 2010 م ولكنها تعرض لأول مرة في معرض دولي كون ان معرض القاهرة - كما أسلفت ـ لم تتم دورته، وبالتالي فإن الكثير من العارضين نقلوا إصداراتهم وإنتاجهم الأدبي هنا.
لا تحفظ
وحول التحفظ على عناوين بعض الإصدارات قال سعادته: أنا لست معنيا بالرقابة، فالأعمال تأتيني مجازة، ولكن ـ بحسب علمي ـ وما هو مؤكد أيضا أنه لم يتم إيقاف أي عنوان حتى اللحظة في هذه الدورة، وما كنا نعانيه في الأعوام السابقة مع الناشرين هو وصول بعض الإصدارات متأخرة حتى قبل نهاية المعرض بيوم، وحاولنا التأكيد على هذا الاشتراط بشكل رسمي ضمن اشتراطات المشاركة في المعرض وبالتالي ما يخل هذه الاشتراطات نحاول تفهمه بشكل أو بآخر ولكنه لا شك يزعج حتى بعض الجوانب الإدارية.
له سمته ولكن !!
وحول موضوع "الكتاب الإلكتروني" يقول وكيل وزارة التراث والثقافة للشؤون الثقافية - نائب رئيس اللجنة: إن الكتاب الإلكتروني له سمته ولكن لا زال الكتاب المقروء هو الأهم في عالمنا العربي على الأقل ، وقد أكدنا على وجود الكتاب الإلكتروني في معرضنا من العام الماضي، ولكن تم ملاحظته حتى في المعارض الدولية التي شاركنا بها "أن الكتاب الورقي هو الذي يأخذ الحيز الأكبر من الاقتناء مع وجود الكتاب الإلكتروني، وهذا الأخير يحتاج إلى وقت طويل وأجيال قادمة حتى تتكيف معه".
نسبة تخفيض مخصصة
وحول نسب التخفيض أكد سعادته أن نسبة التخفيص المفروضة في الدعوة الرسمية التي تم توجيهها للعارضين والناشرين وهي تلزمهم تخفيض نسبة من 10 - 15 % ، فمعرض مسقط يعد الأرخص من حيث إيجار منصات العرض وبالتالي ما نأمله من التخفيض ليس مجانا، وهناك مراقبة على الأسعار وعلى رواد المعرض الذين يلاحظون مبالغة في الأسعار التوجه بشكوى لمكتب اللجنة المنظمة للمعرض.
مناشط ثقافية مصاحبة
وعن المناشط الثقافية المصاحبة للمعرض قال سعادة وكيل وزارة التراث والثقافة للشؤون الثقافية "حاولت اللجنة المنظمة أن تأتي بما هو جديد حتى في عناوين المحاضرات وهناك أمسيتان شعريتان في الفصيح والشعبي ثابته من العام الماضي ولكن بوجوه جديدة، وما حاولنا فيه هذا العام ومنذ العام الماضي أن نشرك الجمعيات الأهلية المعلنة والمشهرة في إقامة هذه الفعاليات حيث تواصلت الجمعية العمانية للكتاب والأدباء وستكون لهم أمسية هم اختاروا عنوانها والقائمين عليها إضافة إلى جمعية المكتبات الأهلية، كنا نتمنى أن تشارك جميع الجمعيات الأهلية في المساهمة بنتاجها في المعرض، وهي فرصة لهم كون القادمين من كل أنحاء العالم العربي وغير العربي إلى المعرض يحملون كل جديد وهي فرصة لتبادل الأفكار والرؤى.
الحرص على التصحيح
وفي الختام قال سعادة الشيخ حمد بن هلال المعمري وكيل وزارة التراث والثقافة للشؤون الثقافية نائب رئيس لجنة تنظيم المعرض إن معرض مسقط يشكل جانبا مهما لأن القوة الشرائية جيدة جدا ورواد معرض مسقط من خلال الأربع السنوات رواد رائعين بتواصلهم ومشاركتهم وهناك أعداد أكثر من المتوقع دائما ما ترتاد هذا المعرض، وما أتأمله هو أن يرصد المهتمون هذا المعرض وسنكون سعداء باستقبال أي ملاحظات وأن نتعامل معها من أجل تصحيح المسار إذا كان ثمة إعوجاج، وهناك استبيان تم تخصيصه لهذا الشأن في المعرض وفي الموقع الإلكتروني للمعرض من زوار المعرض أو حتى من الناشرين أنفسهم.
مشاركات
ويشارك في هذه الدورة من المعرض أكثر من 30 دولة عربية وأجنبية، تشتمل على المشاركة المباشرة وعبر التوكيلات، ووصل عدد المشاركين بشكل مباشر 415 مشاركا من 24 دولة مقارنة مع 406 مشاركات في العام الماضي حيث تتوزع المشاركات على أربع قاعات وهي الفراهيدي والعوتبي وإبن دريد وأحمد بن ماجد، وتخصص الفراهيدي وأحمد بن ماجد لدور النشر العربية والأجنبية التي تعرض الكتاب العربي على مساحة تقدر بـ6093 مترا مربعا، بواقع 677 منصة عرض لتضم القاعتان بذلك 351 دار نشر، كما خصصت قاعة العوتبي للمؤسسات والهيئات الحكومية من داخل السلطنة وخارجها، والتي بلغت في مجموعها 43 مؤسسة وهيئة، على مساحة 450 مترا مربعا، بينما ظلت قاعة إبن دريد خاصة بدور النشر العربية والأجنبية، التي تعنى بنشر الكتاب الأجنبي، وعددها 25 دار نشر، على مساحة 450 مترا مربعا، وعدد المشاركات الرسمية 50 جهة مشاركة، بالمقارنة مع 40 مشاركة في الدورة السابقة.
أما عدد المشاركين في الكتاب الأجنبي فهو 25 دار نشر ومكتبة يمثلون 7 دول، مقارنة مع 23 دار نشر من 7 دول. والدول المشاركة بالمعرض: هي السلطنة، والسعودية، والإمارات، وقطر، والبحرين، والكويت، ومصر، ولبنان، وسوريا، والأردن، وفلسطين، والعراق، والمغرب، وليبيا، واليمن، وتونس، والجزائر، والسودان، وإيران، وتركيا، وألمانيا، وبريطانيا، وأميركا، والهند.
برنامج الفعاليات الثقافية
وسيحفل برنامج معرض مسقط الدولي للكتاب في دورته السادسة عشرة بالعديد من الفعاليات الثقافية والأدبية المصاحبة التي تمتد طوال فترة انعقاد المعرض، ومنها "أمسية شعر فصيح" تقام مساء اليوم بمشاركة الشعراء حسن بن عبيد المطروشي، وعمر عبدالله محروس الصيعري، وعائشة بنت محمد السيفية، ومنيرة بنت خميس المعمرية، حيث يدير الأمسية الشاعر بدر بن علي الشيباني، أما يوم غد الخميس فسيكون زوار المعرض على موعد مع "قراءات نقدية للكتب الحديثة من إصدارات الجمعية العمانية للكتاب والأدباء"، ومنها كتاب "تحولات الخطاب النصي" لعبدالرزاق الربيعي، و"أسرار صغيرة" لمحمد الحضرمي، و"الأعمى" لزهران القاسمي، و"تفاصيل صغيرة" لسالم الغيلاني، و"من شرفة الذاكرة" لعزيزة الوهيبية. ويدير هذه الأمسية الثقافية الدكتور شبر الموسوي، وناصر عون وخميس العدوي وهشام مصطفى. وفي يوم السبت المقبل ستكون هناك محاضرة بعنوان "حقوق المؤلف في العصر الرقمي"، يقدمها سعيد بن سعد الشحري وعبدالله بن ناصر الشيادي، ويدير المحاضرة صالح بن سليمان الزهيمي من الجمعية العمانية للمكتبات. أما فعاليات يوم الأحد فستكون أمسية أدبية بعنوان "سيرة المكان في الأدب العماني .. رواية المرأة نموذجا" وتقدمها الدكتورة لنا عبدالرحمن، وتديرها هدى بنت حمد الجهورية. ويوم الإثنين قراءة في كتاب "سلطنة عمان .. أربعون عاما من التنمية المستدامة 1970-2010" تقديم الدكتور مسعود ضاهر، ويديرها محمد بن سيف الرحبي. أما محاضرة "تطور اللغة العربية واللهجات في عمان" والتي يقدمها الدكتور شبر بن شرف الموسوي، ويديرها عاصم بن سالم الشيدي فستقام يوم الثلاثاء 1/3/2011، وفي يوم الأربعاء 2/3/2011 تقام "أمسية في الشعر الشعبي" ويقدمها الشعراء فهد بن سرور السعدي، ناصر بن خميس الغيلاني، أصيلة بنت سيف السهيلية، مطرة المدهوشية هجير، ويقدم الأمسية الشاعر أحمد بن محمد البلوشي. وستقام جميع هذه الفعاليات الثقافية، في السابعة مساء بقاعة الفعاليات الثقافية بمركز عمان الدولي للمعارض.
وستكون فترات الزيارة بالنسبة للجمهور يوميا ولفترة واحدة من العاشرة صباحا وحتى العاشرة مساء، أما يوم الجمعة فستكون الزيارة من الرابعة عصرا وحتى العاشرة مساء. وعن تخصيص فترات محددة للطالبات والنساء وكذلك للطلبة، فستكون على النحو التالي: السبت والإثنين 26 و28 فبراير والأربعاء 2 مارس للنساء وطالبات المدارس فقط، من العاشرة صباحا وحتى الرابعة عصرا. أما بالنسبة للطلبة فستكون فترة زيارتهم للمعرض أيام الأربعاء والأحد 23 و27 فبراير والثلاثاء 1 مارس، من العاشرة صباحا وحتى الرابعة عصرا.
تدشين "جامع أبو الحسن البسيوي"
ويحتوي الكتاب الذي أصدرته وزارة التراث والثقافة ممثلة بالمديرية العامة للوثائق والمخطوطات "دائرة المخطوطات" والذي دشّن مساء أمس بعنوان "جامع أبو الحسن البسيوي" لمؤلفه الفقيه العلامة علي بن محمد بن علي بن محمد بن الحسن البسيوي أو البسياني، نسبة إلى قريته "بسيا" على إنتاج علمي خلفه البسيوي، فقد أفرغ فيه خلاصة آرائه واجتهاداته الفقهية بأسلوب سهل ممتع، قائم على الْـحجة والدليل، من غير تطويل ممل ولا اختصار مخل، جامع يستفيد منه المقتصد ولا يستغني عنه المجتهد. اتبع البسيوي في جامعه أغلب المسائل الفقهية بأدلتها من الكتاب أو السنة أو مصادر الاستدلال الأخرى. وأولى المؤلف عناية بالغة بفقه المذهب الإباضي، ويمتاز بحسن السبك، ورقة الأسلوب، ووضوح المعنى. يقول الإمام السالمي: وجامع أبي الحسن علي بن محمد البسياني، سلك فيه مسلك أبي محمد في قرن المسألة بدليلها من الكتاب والسنة وهو في الأديان والأحكام. وللكتاب مميزات مبثوثة في ثنايا قسم الدراسة من الكتاب بتوسع أكثر، وهي تبين قيمة الكتاب ومكانته العلمية.
افتتاح الدورة السادسة عشرة لمعرض مسقط الدولي للكتاب
العرض الشجري
المواضيع المتشابهه
