المبدأ الحادي عشر:













قال تعالى: { وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ }













قوة الإرادة وحدها ليست كافية

إذا كنت تريد إحداث تغيير دائم..









المجاهدة تعني استفراغ الوسع
في المقاومة ,والمقاومة هنا تكون للنفس,
ومجاهدة النفس يكون بتزكيتها عبر أدوات الإصلاح ..

وهي العلم والإيمان والأخلاق..

وهذا لا يكون إلا بالتكرار والمحاولة ..













يقول راغب الأصفهاني:" الأفعال الجميلة والقبيحة

يقوى الإنسان فيها بتكرارها مرات كثيرة وزمانا طويلا ..
فإن من فعل ذلك في شيء اعتاده ..
وإن اعتاده تخلق به.."













إن الحدث الذي تفعله مرة واحدة
أو مرتين لا يحدث تغييرا في حياتك ..
إن ما يحدث التغيير هو العمل الذي تكرره باستمرار ..
فمثلا لو زاولت رياضة المشي لمدة ثلاث ساعات

ثم توقفت لمدة شهر فإنك لن تخلق لديك

عادة صحية و لن يحدث تغيير في لياقتك وصحتك ..
بل كان من الأفضل لك أن تمشي نصف
ساعة يوميا أو ثلاث مرات أسبوعيا..
فالبتكرار و الاستمرار يكون التغيير...
















أنت اليوم تتبنى عادة جديدة تتعب في إدخالها
لحياتك لكونها غير مريحة بالنسبة لك ..
لكنها غدا ستصبح أمرا اعتياديا ومريحا..
فكل عادة تفعلها بارتياح اليوم ..
كانت بالأمس صعبة وثقيلة على النفس..
والشخص الذي بنى تلك العادات هو أنت ..

والشخص القادر على بناء عادات جيدة
وايجابية مرة أخرى هو أنت..















إن الأعمال المستمرة هي التي تحدث التغيير
لأنها تتحول إلى عادات تكون عليها مدار حياتك..
وفي ذلك يقول أرسطو :" نحن ما نفعله مرارا وتكرارا..
فالتميز ليس بالفعل بل بالعادة.."
والقليل الدائم خير من الكثير المنقطع..

فهذا القليل الدائم هو الذي يحدث التحسين على حياتك ..
لكنه تحسين مستمر..













لذا قد تجد البعض يحب لفظ تحسين
أو تطوير أكثر من لفظ تغيير ..
فهذا اللفظ يشعرهم بالخوف من أن شيئا

غير مألوف سيحدث..
أما كلمة تحسين فتعني أن هناك أشياء

جديدة موجودة ولكننا فقط نريد تحسينها
إذ يكفي أن تتقدم فيها 10 سم في كل مرة..
تماما كما يحدث مع البناء الجديد
يبدأ بحائط صغير وينتهي ببناء شاهق ..

لكن البعض ليست لديه عزيمة
أو إصرار على العمل حتى النهاية ..
















وفي هؤلاء يقول الدكتور صلاح الراشد:"كثير من
الناس يريد عصا موسى وخاتم سليمان ..
أود أن اخبرهم أن العصا والخاتم مفقودان
منذ زمن طويل وليس لدينا طريق إليهما..

غالبية الناس يريدون أن يتغيروا في لحظة ..
وهذا هو السبب الحقيقي في عدم طلب

الاستشارة والمساعدة النفسية والأسرية

عند كثير من الناس..
لأنهم لا يريدون كل هذه المشقة في التغيير.."













لا تعجب إن رأيت الناجحين قلة ..
لأن أكثر الناس تنسحب بعد عدة محاولات ولا تستمر..

وقد تنسحب وهي قريبة من القمة دون أن تشعر..










إن مسألة الإصرار والاستمرار
هي مسألة جهد وليست مسألة عبقرية..

بل حتى العبقرية ذاتها كما يقول أديسون تتكون من :

العبقرية = 1% إلهام + 99% مشقة وجهد













لذلك كان عمل الرسول صلى الله عليه وسلم
ديمة أي استمرار وكان يقول:

" أحب الأعمال إلى الله أدومها و إن قل".