جلست يوما على ضفاف الذكريات..استرجع الأيام الجميلة التي قضيتها معه
أيام كان الفرح حليفنا فيها..وأيام كانت المعاناة ضيفتنا الكريمة..
ومرت علينا أيام
لم نكن لنحدد فيها المصير..
أيامي معه كانت من أجمل ما عشت..
كنا نجلس تحت ظلال الحب نسامر الليل ونرتوي من شلال
العشق..
رسمنا أحلامنا على رمال الشاطئ
وبنينا قصور الحب على مملكتنا الخالدة.. لم نكن لندرك يوما إن تلك
الأحلام سيمحوها الموج الساحق..
ما أقساه من موج!
حطم أمانينا بلمح البصر..لم يترك لنا فرصه
لنعيد بناء ما رسمناه..
فكلما رسمنا آمالنا يمحوها هو.. وكلما بنينا جسورنا يعلوها ويدمرها..
أأنت غدار يا بحر؟
جعلت من نفسك ملجأ لكل من يريد
الشكوى..لكل من يريد أن ينسى
تمتص همومنا..وترسم البسمة لبرهة ف شفاهنا .. وعندما نغادرك
سرعان ما تمحو كل ما رسمناه هناك...
لماذا تجبرنا على البوح لك إذا كنت لا تستطيع الحفاظ على
أحلامنا..!!
ترسم لنا الأمل المزيف ..وتبعث فينا الحياة الخيالية..
أحقا أصبحت مثل بني البشر؟ رجوتك بالله لا تكن مثلهم..
امنح الوفاء لنفسك ولو قليلا..اجعل من نفسك قدوة ومثالا
للصديق..
نعم قد كنا أنا وأنت وهو أصدقاء.. نقصدك معظم الأوقات .. لم
نكن نقطع الزيارات عنك!!
هل تذكر أخر مره زرناك أنا و محبوبي؟ كنا قد رسمنا حلمنا الأبدي
على ضفافك..وتعاهدنا أن نبقى أوفياء
فهل كنت مدركا لثمن حلمنا الذي دمرته بموجك!!
كم أنت قاسي .. كم أنت عديم الإحساس..
آآآه حطمت أمالي..قد حطمت أخر رمق لي بالحياة.
لقد فجعتني بمحبوبي ..لقد ألتهمته .. قد راح ضحية أنيابك
الساحقة.. لقد أخذته مني وتركته يموت ف أعماقك..
آآآه منك يا غدار.. يا مخلف الوعود.. ستدفع الثمن يوما..
أنا لن أعلن الحرب عليك لأنني متأكدة بأنك ستنتصر يوما ما علي
فلديك جبروت لا يضاهى.. ولكن تأكد ايضا هناك من يملك
الجبروت كله..
انه رب الكون سأترك الحساب عليه.. وسأتركك تفعل ما شئت..
فأنا لست سوى بشرا ضعيفا لا يقوى على جبروت البحار..
لقد غفرت لك يابحر وأتمنى أن يغفر لك الرحمن..
دلعي يميزني
~جبروت البحار~
العرض الشجري
