شهرته وصلت الآفاق -
صلالة - مكتب عمان:-- يوجد في ظفار أربعة أنواع من اللبان تختلف باختلاف المناطق ومدى ارتفاعها وابتعادها عن الساحل أجودها اللبان «الحوجري» وتنمو أشجاره في الأجزاء الشرقية من منطقة ظفار ثم اللبان «النجدي» يلي الحوجري في الجودة وتنمو أشجاره في منطقة «نجد» الواقعة إلى الشمال من مرتفعات ظفار الوسطى والنوع الثالث هو اللبان «الشعبي» و تنمو أشجاره في السهول الساحلية ويسمى «شعبي» وهو أقل الأنواع جودة والنوع الرابع هو اللبان «الشزري» و ينمو على جبال القراء الممتدة وراء الساحل ويسمى «شزرى» وهو نوع جيد.
وقد تضافرت الظروف الطبيعية لتجعل من اللبان في ظفار نوعا ممتازا مما أدى إلى رواجه الكبير في أسواق العالم القديم، فاللبان يجود إذا نمت أشجاره فوق مناطق مرتفعة شحيحة المطر ولكن في بيئة ملبدة بالسحب، وهذه الظروف تتوافر في ظفار لأن الرياح الموسمية الجنوبية الغربية المحملة بالرطوبة من جراء مرورها فوق البحر عندما تصل إلى خط الساحل تتسبب في تكوين ضباب وطبقات من السحب المتراكمة على منحدرات جبل سمحان وجبل القراء والقمر فتتوفر بذلك الظروف الثلاثة الملائمة لنمو أشجار الكندر الجيد، وهي الارتفاع والجفاف النسبي والجو الملبد بالسحب والضباب
وتمثّل شجرة اللبان واحدة من هذه الموارد التي تدر دخلا جيدا لسكانها وقد ازدادت أهمية هذه الشجرة نتيجة للمادة التي تنتجها، التي تستخدم في العديد من الأغراض سواء في المجالات الطبية أو المنزلية أو في المناسبات الدينية والعائلية كالأعراس بجانب استخداماتها اليومية في المنازل على شكل بخور ذات رائحة طيبة. كما يستخدمها البعض في عملية الصمغ خاصة النساء، إضافة الى استخداماتها الأخرى.
ويطلق البعض على هذه الشجرة بـ «الشجرة المقدسة».وتنمو شجرة اللبان بشكل طبيعي على الحواف المتأثرة بالأمطار الموسمية في هذه المحافظة.
ونظرا لما تمثله هذه الشجرة من أهمية تاريخية وطبيعية ودينية واقتصادية وصحية، فقد أجريت لها العديد من الدراسات والأطروحات العلمية حولها، التي تناولت هذه الشجرة من زوايا مختلفة. أما الحقيقة الثابتة حولها فإن محافظة ظفار تنفرد عن باقي المناطق والمحافظات العمانية في وجود هذه الشجرة.
وكان اللبان يمثل عمود التجارة الأساسي في جنوب شبه الجزيرة العربية قديما ومصدرا مهما من مصادر الدخل حيث اشتهرت محافظة ظفار بإنتاج أجود أنواع اللبان في العالم لتوفير المناخ الملائم لنمو أشجاره في مجموعات صغيرة، ويكون ارتفاع شجرة اللبان حوالي ثلاثة أمتار وتصبح قادرة على العطاء بعد ثماني أو عشر سنوات من زراعتها.
وقد احتلت شجرة اللبان أهمية بالغة تضارع قيمة الذهب وهدايا الملوك ولا تزال تلعب دورا مهما حتى عصرنا الحديث ويطلق على أفضل أنواع اللبان اسم «البخور الفضي» وينتج في محافظة ظفار. ولقد وصف المؤرخ الرومان بلينى، مادة اللبان بأنها «مادة بيضاء لامعة تتجمع في الفجر على شكل قطرات أو دموع كأنها اللؤلؤ» إن المقصود باللؤلؤ هو هذه المادة الراتنجية التي تنتج عند جرح الأشجار في مواقع معينة.
ويستخرج اللبان من سيقان الأشجار وذلك بخدشها بفأس حاد ثم تترك فيخرج سائل لزج مصفر إلى بني اللون ويتجمد على المكان المخدوش من السيقان ثم تجمع تلك المواد الصلبة و اللبان، يتكون من مزيج متجانس من حوالي 60% راتنج وحوالي 25% صمغ وحوالي 5% زيوت طيارة ومركب يعرف باسم اولبين ومواد مرة وأهم مركبات الزيت فيلاندرين، وباينين.
كما يحتوي اللبان العماني على نسبة عالية من زيت اللبان تصل إلى 15%، إضافة إلى ذلك أن اللبان العماني يحتوي على نسبة عالية من الصمغ.
جريدة عُمان
الأربـــعاء 11 شعبان 1432هـ .
الموافق 13 من يوليو 2011