أقبلت إليها فرأيتها شاردة الذهن, تحبس دمعة تأبى إلا أن تسقط على وجنتيها البريئتين, وأبيت أنا إلا أن أعرف من شقيقتي حور ما بخاطرها : ما بالك أختاه شاردة البال؟ ما يشغلك يا ترى؟
حور: أتفكر في (صنع الله) وكيف أنعم علينا نعما ظاهرة وباطنة وخلقنا في أحسن صورة.
نور: وما سر دمعتك المترقرقة يا غالية؟
حور: أختاه لقد هالني حال بنات أمتي, وكيف ركضن وراء التمدن والموضات, وأبكاني خبر إحدى الفتيات النامصات في محل التجميل عند نزع آخر شعرة من حاجبها فاضت روحها لباريها! يا نور هذا عظيم كيف ستلقى ربها بالله عليك؟!
نور: آه يا رب أحسن خاتمتنا. رويدك أيتها الدرة هوني عليك, فلقد انبهرت فتياتنا بالغرب, وركضن وراء التقليد الأعمى ظنا منهن أنه الدرب في إدراك السعادة.
حور: لكن يا عزيزتي لا يريدون من فتياتنا إلا الانسلاخ من لباس الدين وأخلاقه وإشغال فتياتنا بالتوافه, فلا يمجدونهن إلا لشهوة, وإذا حصل لهم المطلوب ونالوا من فتياتنا المرغوب, ألصقوا بهن العيوب وتركوهن يصارعن المصاعب والخطوب.
نور: ليت أخواتنا يدركن هذا, بل بعين الألم والحسرة أراهن أخية قد نتفن وهذبن وشقرن الحواجب, وما من مراقب لعلام لغيوب!! تلك تقول لزوجها, وأخرى لفرح صديقتها, والثالثة مسايرة لبنيات جنسها ونرى البعض يجادلن ويقلن هذا من الزينة المباحة...طيب أن لو كان كذلك كما يدعين, فلماذا لا يشمن أنفسهن بوشم؟! سيقلن: لا فالوشم حرام!! سبحان الله ما بالهن أخذن من الدين ما يردن؟!! (أفتؤمنون ببعض الكتب وتكفرون ببعض فما جزآء من يفعل ذلك منكم إلا خزى فى الحيوة الدنيا ويوم القيمة يردون إلى أشد العذاب), نعم أخذن ما يردن فقط, والدليل على ذلك أنه في حديث تحريم النمص نفسه يأتي تحريم الوشم والوصول –ومن ذلك ما يسمى بالباروكة في زماننا هذا-. (لعن الله النامصة و المتنمصة, والواصلة والمستوصلة, والواشمة والمستوشمة, والمتفلجات للحسن).
حور: أختاه...آيات الله تجلجل في الآفاق, تحذر كل قلب وعى, تنبه كل عقل سهى, تطرق أبواب القلوب, تهز سكانها هزا , فاسمعي يا أختي إلى قول الرحمن فيما يحكيه عن توعد إبليس لبني آدم, قال تعالىولا مرنهم فليغيرن خلق الله) أختي أفهمت حقيقته؟ ألم نسمع نداء الحقولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين)
فما بال أخواتنا هجرن المنادي وأنكرن النداء, فغيرن حواجبهن تغييرا قبيحا, وشوهنها تشويها مفزعا, أراق لهن شكلهما الآن باختيارهن؟
ما بالهن غفلن عن آي الرحمن (لقد خلقنا الإنسان فى أحسن تقويم) أختي أتظنين أن الجمال في نمصهما حقا؟ بئس ما فعلن! أما علمن أنهن بفعلتهن هذه قد أحرقن أنفسهن وأخرجنها من رحمة الله "لعن الله النامصة والمتنمصة" أو ما تخيلت النامصة بأنه لو قد مر بها الرسول-صلى الله عليه وسلم- فناداها أمام الناس: فلانه أنت ملعونة مطرودة من رحمة الله؟ ويحها ويحها!!
نور: ليت نداءك يا أختي يصل إلى كل القلوب, وتصغي إليه أخواتنا ولعلهن لله يتبن.
رسالة حور إليك:
يا حفيدة الزهراء عودي, فقد طال بعدك واشتاقت لك الهدى,
يا أختنا لا تكوني ولية للشيطان إني أخاف أن يمسك عذاب الرحمن,
يا أختنا لا تستهيني بالنمص حتى لمرة واحدة فإنه يبعدك عن ربك مسافة ساحقة,
فهل يرضيك أن تهدمي دينك وتبيعيه بنزع شعيرات خلقت لك زينة فطرية؟!
قرري أن تلقي ربا غير غضبان, وشدي همتك وأعلنيها صرخة
(ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخسرين)
منقول للافائدة
أسال لله العظيم الهدي لنا ولكم
أستغفر الله استغفروه يغفر لنا ولكم
قبل أن تقرأني .. سأخبرك بِ أني صعبة الفهم .. غريبة الطباع ..
وسأخبركَ أيضاً .. بإن الذين سبقوك إنسحبوا في بداياتِ اللقاء ..!
رسالة عاجلة 3
ولا مرنهم فليغيرن خلق الله) أختي أفهمت حقيقته؟ ألم نسمع نداء الحق
العرض الشجري
المواضيع المتشابهه
