... هم يمرون عليّ مر الكرام .. يعتبروني ظل الموجودات حينما تطلع الشمس مشرقةً مبهجةً .. كرهوا وحدتي .. ظلمتي .. ملامحي اليائسة .. تركوا عناكب الركود تنسج شباكها .. تطويني كشرنقةٍ عملاقةٍ هدها أمدُ البقاء في الظلام فكتمت أنفاسها في غيبوبة السبات بلا أضواء الحياة فعانقت النسيان بصمت .. ولجمتُ لساني لأقول لهم : " إنني موجود .. أنا حي ! "
سأعلن نفسي لهم كبرج شامخٍ ينسدل على جوانبه أوراق الحياة وأقلام الصدق .. سأعلن نفسي جلياً في نهاري حينما ألتحم مع الشمس أستنير بضوئها وأمتص منها دفئها لأتثائب في نهارها وأنفض من أركاني تراب السبات وفي ليلي أنسج لي أثواب النور حينما أعانق القمر في صفحات الأحلام وفي حروف مطرزةٍ بفضةٍ مصقولةٍ بماء الوجد ولمحة السكون في برود السلام .
حينها سأطير بعيداً في آفاق الحياة ومن هناك سأنظر لنفسي بعين الحقيقة .. بنظرة ثاقبة وسأقول : " ها أنا ذا .. ها أنا ذا " سيأتوني أفواجاً مبجلةً .. سيأتوني في مراسمٍ مبدعةٍ يتوجوني ملك جليل .. سيصنعون مني تاريخاً في أيامهم وسينقشوني في ذكرياتهم كنحت ثابتٍ في قبضة الدهور ..
نعم !
أختي الفاضلة خدلان ..
لقد كتبت أناملك كلمات الصدق .. وأنطقت الجمود في صفحات هذا البرج .. وحركت مشاعر الأسى والأسف على حاله .. لعل حبنا له سيعطيه الدفء من جديد .. سينهض العملاق من تحت كثبان الرمال شامخاً بيدك وبيدي وبيد الجميع .
مهما كبلتنا الظروف .. مهما أُلجمت أقلامنا وأُخرست أفواهنا .. ستشق حروفنا جليد الإحباط وستصهره كألف بركان .
نعم يا أختي ..
بيدي وبيدك وبيد الجميع سننهض بهذا البرج بعزمنا بإرادتنا .. بدعوتنا لأحبائنا وأخوتنا وللجميع .. سنتعاون من أجلنا كلنا من أجل جهدنا وحصننا .. مهما تُتوِّهنا الحياة في دهاليزها المظلمة سننير لبعضنا .. سنتقاسم الأضواء لنسلك طريق التميز والإبداع .
في نهاية كلماتي العمياء .. ألتمس طريق إليكم لتبصروني ولتعينوني .. فإنني لا أيأس ولن أبقى مكتوف اليدين أرى بعيني المغرورقة بالدموع إنهيار أبراج حصني .. فهو جسدي .. وهو روحي لأني وجدت فيه نعم الإخوة ونعم الأخوات ..
لا ..
لا وألف لا .. لن نقف لنرى إنهيار أنفسنا ..
دمتِ أختي الفاضلة لحصن عمان عزماًَ وإرادة ..
 |
التعديل الأخير تم بواسطة القلم الحزين ; 17-06-2007 الساعة 08:41 AM.
|
العرض الشجري
