لأيلاك أيها الحب دعني أفهمُ
وأجلو ظلمة أفكاري لعل قلبي يفهمُ
في غموض عينيك سر للحقيقة يبهمُ
وفي عيني تسكن الحيرة والطلاسمُ
أعاشقة أنا فيك أم صماء أبكمُ
أو شريدة في قفارك أو في صحراءك أعدمُ
أحبك! أنا لا أحبك بل في حبي أتألمُ
عذاب لاينتهي وفي عذابها أسكنتني جهنمُ
كاذب أنت وفي الكذب يتفنن المُنجمُ
واهم في حبك والسماء أقرب إليك والأنجمُ
ماعدت فتاة ترتمي في أحضانك وتحلمُ
ولا رضيعا يبكي اشتياقا لثدي ثم يفطمُ
ولا مملكة عرشها على همسات شفاهك يتحطمُ
ولا لوحة بالية حزينة فنك فيها ترسمُ
ولا جيش عشق بعد انتصار ظل يهزمُ
لا- أنا في رحى حربك راية لاتهزمُ
أنا في معاقل وجدانك قلعة لاتتحطمُ
ولكن مثل قولهم فرة للوراء هي أسلمُ
عوض أن تطعنك السيوف غدرا والأسهمُ
عشقتك, كان أمسا من ظلمة القبر أعتمُ
كانت سحابة خوف من غيم السماء أغيمُ
وصالك بعد وشاطئك لايصله قلزمُ
جددت لك في الحب هواي وما خلته يوما يقدمُ
ظني فيك وفاء وصدق وكنت ظني تظلمُ
تارة يسعدني وفاءك وتارة بخيانتك اصدمُ
لأجلك سفكت دماء الشرف وأنا منك أكرمُ
لأجلك تجشمت العناء ومن غيري لحبك يتجشمُ
كنت لك في عوزك هناء وفي سقمك بلسمُ
زهقت أنفاس روحي فهل وجدتني يوما أتبرمُ ؟
وأضحى حزني دول والهم فيه عواصمُ
وبكائي عبادة والدمع على خدي حصرمُ
سجنتني رهينة وأغلال غدرك لي تبسمُ
تتلذذ بتعذيبي وقتلي وعذابك بي مغرمُ
ماعاد عندي لك وفاء وحبل الود متصرمُ
ولا سقيا محبة ولا طهارة عشق ولا زمزمُ
فلقد أحرقت قلبا على جمر الكراهية يتفحمُ
وتركت خنجر الحقد يذبح قلبي مُثلمُ
فيدمي الجرح فيغدوا أسودا ويسقمُ
ها أنا أعلن هنا للملأ جميعا وأعلمُ
أن لاضياع ولا اغتراب وأنا لك اليوم عدو يتخصْمُ