متابعة ـ هاجر محمد بوغانمي:
شهد اليوم الأول من معرض مسقط الدولي للكتاب في دورته الخامسة عشرة إقبالا كبيرا من الزوار القدامى والجدد من المواطنين والمقيمين (العرب والأجانب) بأرض السلطنة، حيث ملأت أفواجهم المتعاقبة قاعات المعرض الثلاث، وهي "قاعة العوتبي" المخصصة للمؤسسات والهيئات الحكومية داخل السلطنة وخارجها، و"قاعة بن دريد" التي خصصت لدور النشر العربية والأجنبية والمعنية بإصدار الكتاب الأجنبي، والقاعة الجديدة التي تحمل اسم "أحمد بن ماجد" والتي تم تخصيصها مع "قاعة الفراهيدي" لدور النشر العربية والأجنبية التي تعرض الكتاب العربي.. ومما لوحظ خلال اليوم الأول توافد العائلات في شكلها الجماعي، أعني بذلك الأب والأم والأبناء، وأحيانا يكون هذا الثالوث مرافقا بأحد الأشقاء أو الأقرباء أو الجيران، مما أعطى للمشهد بعدا احتفاليا شديد التأصل، أكد في مناحيه المتعددة على أن معرض مسقط الدولي للكتاب أصبح تقليدا يحتفى به في مثل هذا التوقيت من كل عام، وهو مؤشر جيد على تنامي مفهوم "التسوق المعرفي" لدى العمانيين على اختلاف مستوياتهم العلمية والثقافية والمادية أيضا.
.. والمشاركون يبوحون بأسرار إصداراتهم
على امتداد أجنحة المعرض توزع أكثر 500 مشارك (مباشرا أو عن طريق التوكيل) يمثلون 27 دولة عربية وأجنبية، كان العرس.. عرس الكتاب الذي يزداد الإقبال عليه في مثل هذه المناسبات الوطنية الدولية، ويتهافت الناس على شرائه وإن لم يكن، فالتعرف إليه من خلال قراءة العنوان مثلا أو تصفحه، وهو في كل الحالات مبتهج لقدوم هذا الزائر الذي تربطه به صلة روحية وفكرية عميقة.. (الوطن) كانت حاضرة خلال اليوم الأول من افتتاح معرض مسقط الدولي للكتاب في دورته الخامسة عشرة، واستطلعت آراء المشاركين أصحاب دور النشر والمكتبات أو وكلائها المباشرين، ونقلت إليكم التالي:
أحمد عفيفي مسؤول دار الجيل (بيروت) قال: معرض عُمان للكتاب يشهد في الحقيقة إقبالا كبير من الزوار من سنة لأخرى بحكم تواجدنا في كل الدورات، والإقبال أول يوم من انطلاق المعرض أراه مقبولا وإن كان يدرج في خانة الاكتشاف.. اكتشاف الإصدارات والتعرف إلى الأسعار، لأن تقييم الإقبال لا يحسم في أول يوم بل في الأيام الأخيرة من المعرض، وبحكم التجربة أستطيع القول بأن معرض مسقط هو من أكثر المعارض الدولية للكتاب جذبا للقارئ.. وحول جديد إصداراتهم لهذه الدورة قال عفيفي: ركزنا على كتب الأطفال والكتب الإسلامية.
من جانبه عبر سعود بن حمد بن عبدالله السالمي (مسؤول مكتبة نورالدين السالمي) عن سعادته بتواجد المكتبة للمرة الخامسة عشرة بالمعرض حيث قال: مكتبة نورالدين السالمي متخصصة في طباعة مؤلفاته، إذ له ما يقرب من 28 مؤلفا بين تاريخ وفقه وشريعة وتاريخ وأدب، وبصفة خاصة أصول الفقه، ويعد شقيقي نورالدين أول مؤلف عُماني في هذا المجال وكتابه بعنوان "طلعت الشمس"، وهناك مؤلفات عديدة منها معارج الآمال والفتاوى وبذل المجهود في مطالبة النصارى واليهود .. أما عن الإقبال فوصفه السالمي بالجيد، وحول جديد إصدارات المكتبة قال: الجديد ديوان للشاعر أبزون العماني المتوفى منذ ألف عام وهو فارسي الأصل عُماني الروح مجوسي الديانة، والديوان أصدره إسماعيل السالمي، ولإسماعيل أيضا مجموعة شعرية مدرجة في المعرض، وهناك كتاب نحوي سيكون حاضرا في الدورة القادمة إن شاء الله .. مضيفا: نجد إقبالا من طلبة العلم على الكتب المعروضة التي تتماشى مع المناهج الدراسية.
زياد مخللاتي صاحب دار العصماء للطباعة والنشر والتوزيع تحدث عن مشاركة الدار في المعرض قائلا: هذه هي المرة العاشرة التي نشارك فيها بمعرض مسقط الدولي للكتاب، والذي يعتبر من أفضل وأحسن المعارض في الدول العربية، وهذا الانطباع ليس انطباعا عاما أو رميا للورود، ولكن معرض مسقط من المعارض التي تشهد استعدادا منقطع النظير قبل انطلاقه، وتسهيلات ودعما من قبل إدارة المعرض من حيث التنظيم والمعاملة من قبل إدارة المعرض التي توفر لنا كل التسهيلات من حيث التنظيم والترتيب، ووصف زياد المواطن العماني بأنه مواطن شغوف بالكتاب والقراءة والمعرفة، ولذلك فهو يرصد لمثل هذه المعارض ميزانية خاصة، وعن جديد إصداراتهم لهذه الدورة قال: كتبنا تختص في المناهج، واللغة العربية، والتربية، والجغرافيا، وعلم النفس، وعلم الاجتماع.. والكتب الجديدة هي كتب اللغة العربية التي أدخلنا عليها تطويرات في مستوى اللغة والأسلوب والمنهج .. جديد هذه الدورة هو كتاب "التيسير والتكوين شرح بن عقيل" في خمس مجلدات، وهو من أفضل الكتب، وكذلك كتاب "ذكر الله طريق إلى السعادة والنجاح والتفوق" وكتب الفقه والتفسير.
أما وديع المعمري من أكاديمية شرطة دبي فقال: نشارك للمرة الثانية في معرض مسقط الدولي للكتاب، ولدينا أكثر من مئة إصدار بين مواد شرطية وقانونية وهي في أغلبها إصدارات مركز البحوث بالأكاديمية للعام 2010، واصفا الإقبال في اليؤوم الأول بأن يبشر بكل خير.
ومن دار الصفاء (الأردن) أشار أحد عناصرها بأن مشاركتهم في المعرض هي العاشرة، مضيفا: كما تلاحظون فإن الإقبال في اليوم الأول يعد كبيرا، أما عن تخصص الدار فقال: تختص دار الصفاء الأردينة بالكتب العلمية (كيمياء، فيزياء، إدارة ، محاسبة) وهناك ما يقرب من 180 عنوانا صدر في العام 2010، والدار هي من كبريات دور النشر بالأردن إصدارات.. مضيفا في سياق انطباعه عن تراجع إقبال القارئ العربي على الكتاب أن هذا الإقبال "في تقلص وتراجع لأن الانترنت سحبت البساط من تحت الكتاب الورقي، ولكن في الأخير الكتاب هو المرجع الأساسي في عالم القراءة".
ومن مصر التقينا أحمد عبدالكريم من مركز الخبرات المهنية للإدارة حيث قال: تخصص النشر عندنا هو الإدارة والتدريب والتنمية البشرية، ولنا ما يقرب من ثلاثين عاما في المهنة وبدأنا النشر منذ 15 عاما فقط، ونحن حريصون على المشاركة في المعارض الدولية، وهذه هي المشاركة الثامنة في معرض مسقط وحول مدى مجازفة الدار بتوجهها للقارىء المتخصص قال: توجهنا نحو القارىء المتخصص والمهتم بالمجال يعود إلى سابقية إقبال هذه النوعية من القراء في الدورات السابقة، ونتمنى أن تكلل جهودنا بالنجاح في هذه الدورة.. نعم هناك مجازفة ولكن التخصص في بعض الاحيان يعتبر ميزة وليس عيبا.
أما إسماعيل أحمد عبد الباسط من دار الكتاب العربي فقال: نشارك للمرة الثامنة في معرض مسقط الدولي للكتاب، وتختص الدار بالكتب السياسية والثقافية والأدبية.. وعادة ما تحظى الكتب السياسية بإقبال الزوار عليها أكثر من الكتب الأخرى، وعن جديد الدار قال: جديدنا في هذه الدورة "السلطان عبد الحميد" و"مصطفى كمال أتاتورك" و"نبوليون بونبرت" و"لينين" أي الشخصيات العالمية التاريخية.
من جهته قال محمد صبحي (مدير العلاقات العامة لعالم الكتاب الحديث بالأردن): مشاركتنا هذه هي العاشرة، والتواجد في معرض مسقط أصبح تقليدا نمارسه كل عام بل نعتبر مشاركتنا أساسية، وحول تخصص الدرا قال: تخصصنا الكتاب الأكاديمي، والتربية واللغة العربية والاقتصاد، ولدينا ما يربو عن 250 عنوانا(2009 /2010 )، مضيفا: الشعب العماني شعب مثقف ولا أعتقد أن الإقبال سيتراجع هذا العام، بل على العكس نحن متفائلون جدا بهذه الدورة.
ومن بين الدور التي تشارك بالكتاب الأجنبي، دار (وورلد هارتيج بيبليشر/ لبنان) وهي متخصصة في اللغة الإنجليزية، وقد عبر أحد مسؤوليها عن سعادته بتواجد الدار في معرض مسقط الدولي للكتاب، وقال في هذا السياق: اسم الدار يتواجد تقريبا في كل المعارض الدولية للكتاب وهي مختصة بمرحلة عمرية معينة.. والمعرض مناسبة للاتقاء بالشعوب العربية المختلفة وتكوين علاقات صداقة بين الأشقاء.. أما عن جديد الدار فقال: جديدنا قاموس عربي أنجليزي، بالإضافة إلى أننا حاولنا هذه العام أن ننوع في القصص الموجهة للطفل.. وحول إقبال الزائر العماني على المعرض في اليوم الأول من انطلاقه قال: المواطن العماني معروف بحبه للقراءة، وهو شعب قارئ ما يحفزنا للاستمرار في هذا المجال.
اليوم... سماء عيسى وزهران القاسمي يوقعان في جناح "الفرقد" ويونس البوسعيدي في "الانتشار"
يوقع في السابعة من مساء اليوم الأديب سماء عيسى على إصداره الجديد "الجلاد" بواقع 25 نصا أدبيا، كتبه "عيسى" في مراحل مختلفة من تجربته الأدبية، ويوثقها في هذا الاصدار الذي صدر عن دار الفرقد بسوريا والذي يشارك في معرض مسقط الدولي الخامس عشر للكتاب حيث سيوقع الكاتب على إصداره في جناح الدار، كما سيوقع في نفس الدار وبنفس التوقيت القاص زهران القاسمي على مجموعته الجديدة "سيرة الحجر" وهي سلسلة حكايات قروية تبلغ 26 نصا واقعيا نشرها "القاسمي" في ملحق "أشرعة" بجريدة (الوطن) منذ العام 2008م.
كما سيوقع الشاعر يونس البوسعيدي على ديوانه الجديد "قريبٌ كأنّهُ الحُب" الساعة الثامنة من مساء اليوم في جناح دار الانتشار العربي ببيروت، ويعد هذا الإصدار ضمن منشورات الجمعية العمانية للكتّاب والأدباء، ويحتوي على حوالي 24 نصًّا شِعريًا بعضها لَمْ يسبقُ نشرها.
...وهدى الجهوري توقع على أشياء ليست في أماكنها
توقع في الساعة السابعة من مساء اليوم القاصة والروائية هدى الجهوري على إصدارها الروائي الأول، والذي فاز بالمركز الأول في جائزة الشارقة للإبداع العربي في دورتها الثانية عشرة في مجال الرواية والمعنونة بـ "الأشياء ليست في أماكنها" ضمن إصدارات دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة. ويأتي هذا الإصدار الروائي بعد أن أصدرت الجهورية مجموعتيها القصصيتين "نميمة مالحة"، "ليس بالضبط كما أريد" عن مؤسسة الانتشار العربي. وتشير الكاتبة إلى أن الرواية تقوم على ثلاث شخصيات رئيسية امرأتين ورجل وكل منهما بنفرد بكتابة فصل كامل ضمن الرواية، عن أحداث تتقاطع وتتشابه مع الأحداث الأخرى التي يكتبها الآخر في مذكراته. وفي الوقت الذي يتبدى لنا أن أحد الشخصيات كاذب، ويكتب ما يتنافى مع الآخر نكتشف بجلاء أن كل شخص بطبيعة الحال عندما يكتب موقفه الخاص من الأشياء بالتأكيد سينحاز وبقوة إلى نفسه، وإلى موقفه الخاص، وسيبدو أكثر مثالية لأنه الوحيد القادر على وضع المبررات لما يفعل. لذا تُغير الأشياء أماكنها بسرعة خاطفة، لنعي لاحقا أن الخدعة الكبيرة هي أن نفترض أن الأشياء تبقى في أماكنها دوما.
وتشير الجهورية أيضا أنها قيد الاشتغال على كتابة عمل روائي آخر، في الوقت الذي ما تزال تواصل مشوارها الكتابي مع القصة القصيرة. علما بأن حفل التوقيع سيقام في قاعة العوتبي جناح إصدارات دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة.