البعض يتعلل بأن حوادث السيارات التي تحدث والوفيات التي تحصل إنما هي عائدة إلى المقاييس الفنية للسيارات من غير أن يضع اعتبارا لعدم التزام الناس بقواعد المرور والسلامة هل لمثل هذه الأمور دخل؟
- مهما كانت المقاييس الفنية فإن على الإنسان أن يكون محافظا على سلامته وسلامة الركاب معه والمشاة في طريقه وأصحاب المركبات الأخرى والراكبين فيها ومحافظته على سلامة الجميع أمر واجب لأنه يدخل في مسؤوليته أمام الله تبارك وتعالى.
لا يجوز
* ما قولكم في من يبني سورا على قبر أبيه (أي عمارة القبر) هل هذا يجوز أملا وهل الزرع على حدود القبر مثل الورد وغيره يجوز؟
-لا يجوز البناء على المقابر ولا زرع شيء عليها فإن ذلك ينافي ما هو مطلوب من اندراسها كما أنه داعية لتعظيمها المنافي لعقيدة التوحيد وقد ثبت في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم النهي عن تجصيص القبور والله اعلم.
*ما قول سماحتكم اذا قام الأهالي بالتبرع لصاحب المصيبة لتغطية مصاريف العزاء والأكل والشرب في بيته على أن لا يتحمل المصاب أي شيء؟
- إن كان هؤلاء الذين يأكلون من هذا الطعام هم من أصحاب المصيبة ولم يرزأوا المصاب البشر في ماله شيئا فلا حرج وأما أكل غيرهم منه فلا يجوز والله اعلم.
تدخل ضمن الصدقة
* ما هي العلاقة بين الزكاة والصدقة والضمان الاجتماعي، وهل الضرائب من ضمن الزكاة؟
-الزكاة تدخل ضمن الصدقة وهي تتميز عن سائر الصدقات بكونها فريضة محكومة في أصناف مخصوصة من المال تجب فيها إذا بلغت قدراً مخصوصاً، وعندما يمضي على ذلك زمن مخصوص وهو الحول وهذا هو حكم معظم الأصناف التي تزكى اللهم إلا الثمار فهي تزكى في أوقاتها من غير نظر إلى الحول، والصدقة أعم من ذلك فتشمل ما كان مفروضاً وغير مفروض وجميع الأنواع التي يتصدق بها الإنسان كالثوب أو قطعة أرض أو السلاح أو ... إلخ فالصدقات أنواعها متعددة، وكل من الزكاة وعموم الصدقة من الممكن أن يفسر بأنه ضمان اجتماعي بحسب سنن الله سبحانه وتعالى في شريعته التي أنزلها على خاتم الأنبياء والمرسلين - صلوات الله وسلامه عليه - وإنما هذه التسمية مستجدة طارئة وإلا ففي الزكاة والصدقة ما يسد مسد هذا الضمان الاجتماعي، هذا وأما الضرائب فهي لا تدخل في الزكاة ولا تتعلق بجانب الدين قط، وأما من حيث جوازها وعدمه فإن الأصل في مال المسلم عدم جواز أخذه إلا بإباحة منه، وأخذ الضريبة في مقابل خدمة تقوم بها الدولة مع عدم إجحاف بحق المواطن وإنما كانت بقدر الخدمة فلا مانع منها وإلا فهي ممنوعة. والله أعلم.
الرحمة والعطف
* ما مدى تأثير الزكاة في المجتمع المسلم؟
- الزكاة تثمر في نفس المزكي الرحمة والعطف على الفقراء والمساكين وتطهر قلبه من آثار الشح وذلك هو المعنى من قوله تعالى: (خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها) فهي تطهر النفس من آثار الشح وتزكيها : أي تنمي ما فيها من أخلاق فاضلة فهي داعية الرحمة والعطف وتقضي حاجة المساكين وتجعل قلوبهم تميل نحو إخوانهم الأغنياء وتستل ما في القلوب من السخائم والأحقاد تجاه الطبقة التي من الله عليها بالمال. والله أعلم.
بعذابٍ أليم
* ما عقوبة من ترك الزكاة عمداً أو تكاسلاً؟
- عقوبة من ترك الزكاة نص عليها القرآن الكريم فالله تعالى يقول: (والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذابٍ أليم، يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتهم تكنزون). ودلت السنة النبوية أن من أتاه الله تعالى مالاً ولم يؤد زكاته صفح له يوم القيامة صفائح من نار يكوى بها جنبه وظهره ووجهه وهذا ما دلت عليه الآية الكريمة . والله أعلم.
يُنصح
* اكتشف المصلون أن الإمام الذي يصلي بهم لا يقرأ الاستعاذة، فما حكم الصلاة خلفه الآن، وما حكم ما مضى من الصلوات؟
- اختلف في الاستعاذة قيل هي فريضة وبناء على ذلك تبطل صلاة من ترك الاستعاذة عمداً أو نسيانا.
وقيل هي سنة وبناء على ذلك تبطل صلاة من تركها عمداً لا نسيانا.
وقيل هي نافلة وعليه فتصح صلاة من تركها عمداً أو نسيانا.
والذي نأخذ به أنها فريضة ذلك لأن الله تعالى أمر عند قراءة القرآن بالاستعاذة إذ قال الله تعالى (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ) (النحل:98)، وهذا المصلي إنما يقرأ قرآناً في صلاته وقبل تلك القراءة يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، فلذلك نرى الاستعاذة أنه لا بد منها، إذ هذا أمر والأمر محمول على الوجوب.
ونسّوغ قول من قال بأنها سنة، ولكن نستبعد قول من قال بأنها نافلة.
وبناء على ما ذكرناه فإن الذي ترك الاستعاذة فيما مضى يُنصح أن لا يتركها في المستقبل، فإن قبل بأن لا يتركها فهو وذلك وإلا فيؤمر أن يتأخر ويتقدم غيره للصلاة، والله تعالى أعلم.
سماحة الشيخ العلامة أحمد بن حمد الخليلي
المفتي العام للسلطنة