السؤال الأول : بعض الأقطار في شمال أوروبا يقصر فيها الليل كثيرا ويطول فيها النهار كثيرا حيث تصل ساعات الصيام في بعض هذه البلدان إلى عشرين ساعة أو تزيد ، وكثير من المسلمين يجدون مشقة زائدة في الصيام ، فهل يجوز اللجوء في هذه البلدان الى التقدير ، وما نوع التقدير الذي يمكن اعتماده اذا كان جائزا ، وهل يكون التقدير بساعات الصيام في مكة او بساعات النهار في اقرب البلدان اعتدالا ، أو بماذا؟
الجواب : الأصل في الصيام ان يكون جميع نهار رمضان ، لقوله تعالى (ثم أتموا الصيام إلى الليل). وانما يستثنى ذلك ما اذا بلغ قصر الليل وطول النهار الى قدر ما لا يحتمل معه صوم جميع النهار عادة فيرجع في هذه الحالة الى تقدير وقت الصوم بالساعات والأولى اتباع اقرب بلد يتيسر فيه صوم النهار كله ، والله أعلم.
السؤال الثاني : هل يلزم المسافر اذا رجع الى بلده أثناء النهار الإمساك اذا كان مفطرا؟
الجواب : استحب له بعض الناس الإمساك ولكن لا دليل على هذا ، والقول الراجح بأنه لا مانع من أن يفطر ، اذ الإمساك لا يجديه شيئا وقد أصبح مفطرا ، وفطره كان بوجه شرعي سائغ له . وقد ذكر في بعض الكتب ان الإمام جابر بن زيد رضي الله عنه رجع من سفره وكان مفطرا ، ووجد امرأته طهرت من حيضها فواقعها في نهار رمضان وهذا يدل على انه ترجح عنده القول بعدم الإمساك. والله أعلم.
وقال سماحته في جواب آخر: من أفطر في حالة السفر في شهر رمضان ثم رجع إلى بلده نهارا وهو مفطر ، فلا عليه حرج إن واصل الإفطار ، والله أعلم.
فتاوى سماحة الشيخ العلامة : أحمد بن حمد الخليلي
المفتي العام للسلطنة