وطن الخلود--- موعد بعد المغيب..
حيالله وسهلا
حبيت اطرح اولى المشاركات وهي عبارة عن خواطر في المنتدى الغالي
اتمنى انها تنال اعجابكم
@ وطـــــن الخلــــــــود@
بقلم: الرحيل الســــــــاحر
أبكيك عندما يفتقد البدر في نفحات السجود ..
وتذبل أوراق الأمل وتنحل الوعود ..
وأتشاقى مثل نجم وحيد عنيد
غرد خارج السرب مفارقا وطن الخلـــود ..
وأغسل مرارة الألم المكلى بالورود ..
لأبدأ بعدها رحلة في عينيك بلا قيود ..
وأصرخ هاتفا في دجى الليل البهيم ,
رباه هل لي في هذا القلب من وجود ؟..
هل أنا ظل وحيد في سجن السراب أتعبه القعود..
أم طيف تغشى فاستكان حائرا بين الادمع والخدود ..
فارتشف من قطرات العذاب السم الزعاف وكأنها
خمر الجنة الموعود ..
هل هذه بقايا جروح تصارع للرحيل ؟
أم أنها رياح الشوق تعبر الحدود ؟
ارحلي واغتربي أيتها الذكريات ولكنني
باق هاهنا مادام هذا القلب ينبض بالوجود ..
موعد بعد المغيب ..
لم يكن بيني وبينها حجاب ولا ساتر .. لا قيود ولا حواجز ...
موعد ارتسم بعد مغيب الشمس في ركن لطالما سحر العاشقين ..
كانت هناك .. صغيرتي .. تنتظرني على أحر من الجمر .. كالطفلة المدللة التي نتنظر هديتها الغالية كي تحتضنها في سعادة ... وأنا أتيت راكضا لاهثا متأخرا عن الموعد بثوان ... ممسكا في يدي بكيس صغير يحوي بعضا من المشروبات .. أين كنت ؟ ولم تأخرت ؟ سألتني في شقاوة ونبرة يعلوها الشوق قبل التأخير ... اعتذرت وأنا أتملها مبتسما ... عذرا صغيرتي قطعت بحار الدنيا وأراضيها كي أتيك شيئا يزيل إرهاقك الواضح على محياك .... كانت في حالة مزرية لم أتعودها قط.. بعد انتهاء فترة الدوام المدرسي بدت في غاية الإرهاق والتعب والفوضى .. خصلتان من شعرها امتزجتا بقطرات من العرق صافحتا خدها الأحمر... يالله كم تبدو ساحرة وهي مرهقة متعبة مشتاقة ... مددت لها يدي بالمشروب فتناولته ويدها ترتجف ارتجافا خفيفا ... لم الحظ أن هنالك حزن عميقا يصارع مقلتي عينيها ... ولم الخوف ؟ لماذا ترتجف يدك ؟ فأجابت في حياء محبب : تملكني الخوف بأن لا تأتي وتدعني في هذا المكان وحيدة خائفة من ظلمة ما بعد المغيب ... لحظتها لم اشعر بنفسي إلا وأنا احتويها بيدي في حنان جارف .. رقيق هو ملمسها ... ناعمة هشة لينة كريشة بيضاء صافية سقطت من حمامة بيضاء ساحرة.. أراحت رأسها في صدري فلم أدري ماذا أفعل سوى أن قلت : معجزة هي أساطير العاشقين .. هل تعلمين ؟ فوضعت سبابتها على شفتي وقالت : هشششش لا تكدر صفو هذه اللحظة بعباراتك الحمقاء المجنونة الرائعة دعني أسافر في قصور قلبك الماسي ,دعني أرتمي في أحضانك طفلة بللها المطر في ليلة قارصة البرودة فوجدت منزلا دافيء مقره هاهنا في قلبك .. ... صمت وأنا أتأمل نافورة الماء التي كانت تزيد الموعد سحرا .. حفيف أوراق الأشجار , نسيم ما بعد المغيب ,هدوء المكان بعد رحيل الجميع كلها أنغام شدتني لتذكر الماضي .... أيام كنا محض عاشقين ضائعين بلا هدف وبلا جرأة في البوح ... نظرات كانت وتلميحات عابرة ... ثم ندم على إضاعة فرصة ... والآن ذهبت أيام التردد والضياع ... أصبحنا قلبين في روح واحدة .. صغيرتي أتدرين ما يشدني إليك ؟ فضربتني بخفة ورقة على خدي قائلة : ألا تكف عن الثرثرة أبدا ! هل من الممكن أن تبقى صامت ولو للحظة ؟ ابتسمت مرة أخرى ... تأملتها وهي تواصل ارتشاف قطرات المشروب في دلال ثم فجأة هبت نسمة قوية من الهواء فأطاحت بالكيس الصغير أرضا فانسكبت محتوياته على الأرض فحاولت أن التقطها كي أنقذ ما يمكن إنقاذه ألا أنها وضعت قدمها الصغيرة على يدي وقالت في غرور وشقاوة :دع ما سقط ألا ترى أن القدر يحمل تفاصيل أكثر من ما تظن ؟ فأردت الإجابة فسارعت تضع أصبعها على شفتي وقالت بصوت ناعس كسير: هششششششش
فسكت هذه المرة .... سكت لأنها لم تعد هناك .. لم تعد معي .... غطت في نوم عميق على صدري وحجابها منحسر بينما خصلات شعرها تدغدغ رقبتي تناغم مضطرب .. لم أدري ساعتها أنها كانت تحلم حلما أخر في عالم أخر .. في يوم أخر ... صمت وأخذت أراقب نومها الملائكي ... صمت ولكن هذه المرة للأبد ....
هششششششششش لا زالت تداعب مخيلتي كلما رأيتها .. متى تغرب الشمس مرة أخرى ؟
|