«إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث»
[COLOR="Navy"]بسم الله الرحمن الرحيم
اخوتي/ أخواتي الاعزاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
النوايا هي شيء من مكنونات القلب، ولا يعرف مكنونات القلب إلا خالقه، فهذا السر العظيم الذي اودعه الله بنا، هو مخزن مشاعرنا، وعيوننا كثيرا تفضحنا، ولكن يبقى القلب، صديقنا الكتوم الوحيد...
ولكن.. للأسف
قد يسيء الآخرون الظن بك، فتكون نواياك في أمر طيب حسن، وترى الآخرين يظنون بك الخبث والغبار.. أليس لهم قلب يشعرون به؟ أليس لهم عيون في بصيرتهم، تمنعهم من سوء الظن؟
؟
قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ}[الحجرات: 12].
فقد نظلم الآخرين بسوء ظننا بهم، وقد نفتري عليهم بهتانا واثماً مبينا، أو قد يترجم لنا الشيطان هذا الظن السيء، إلى جرائم نرتكبها بحق إخواننا، وهم عما نسيء بهم الظن بريئون...!!!
وترى المريض بظن السوء في إخوانه المسلمين يرصد كل تحرك وكل همسة وكل نظرة ويحسب لها ألف حساب ثم تراه لا يحملها إلا على أسوأ المحامل. وقد لا يأتي بالأعذار لأخيه المسكين. ولكن ما هي أسباب سوء الظن:
1. وساوس الشيطان البغيض الذي ينفث سمومه في كل طعام، ويستلذ أكل اللحوم وستر العيوب.
2. الجبن وضعف نفس المسيء ظناً بالآخرين.
3. العجب والكبرياء.
4. خبث قلب المسيء ظناً. وخلو سريرته من النقاء والصفاء.
5. ضعف الإيمان وتسلط الشيطان.
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: «إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث» وأصل هذا كله: الغرور بالنفس والازدراء للغير ومن هنا كانت أول معصية لله في العالم: معصية ابليس وأساسها الغرور والكبر: حين قال قاصداً آدم عليه السلام «أنا خير منه».
رحلة عذاب مريرة يمر بها الشخص الذي يقع عليه اختيار مسيء الظن به، بأن ينظر له بعين ما، مخالفة تماماً لما في باطنه من الطيبة وحلاوة الروح، والتنزه عن المسائل الدنيئة.
وقد قسَّم بعضهم سوء الظن إلى قسمين كلاهما من الكبائر وهما:
1- سوء الظن بالله: وهو أعظم إثمًا وجرمًا من كثير من الجرائم؛ لتجويزه على الله تعالى أشياء لا تليق بجوده سبحانه وكرمه.
2- سوء الظن بالمسلمين: وهو أيضًا من الكبائر، فمن حكم على غيره بشر بمجرد الظن حمله الشيطان على احتقاره وعدم القيام بحقوقه وإطالة اللسان في عرضه والتجسس عليه، وكلها مهلكات منهيٌ عنها.
وقد قال بعض العلماء: وكل من رأيته سيئ الظن بالناس طالبًا لإظهار معايبهم فاعلم أن ذلك لخبث باطنه، وسوء طويته؛ فإن المؤمن يطلب المعاذير لسلامة باطنه، والمنافق يطلب العيوب لخبث باطنه.
فإياك أخي والظن، وادع ربك أن يصرف عنك خواطر السوء، وإن لم تستطع أن تدفع عن نفسك فلا أقل من السكوت وعدم الكلام بما ظننت لعلك تسلم.
فإن تنج منها تنج من ذي عظيمة وإلاَّ فإني لا إخالك ناجيًا.
ملاحظة بسيطة اضيفها للموضوع المنقول وهي
الظن السيء هو مرض يصيب الإنسان الذي ليس لديه ثقة بنفسه، فيظن بالناس السوء ويجعل من نفسه شيطان ممدداً داخل حجرة معزولة، فالظن الحسن في الأشخاص يكسب الانسان إرادة ومحبة الكل وثقة رائعة في نفسه وفي محبة الغير.[/COLOR]
منقول

رويدك يا قلمي!
فإن الكلمة...
أمانة!
|
|