كنت وحدي ابحث عن ذاتي
أجالس أنين البحر المختفي في أعماقه وجداني
أتخيل أمواجه سحر يغمرني في لقاء عمري وذكرياتي
لم يستطع أن يلتمس جراحي
التي نزفت علي شواطئه
بل كان بكائه يزيدني لوعاً بقسوة الأيام
لم يكن في مشاعره المتوجعة حيزاً ليشعر بوجودي
أو أن يقول لي لماذا تنزف أو لماذا أنت في المكان
فهل كان البحر يحمل سراً
أو غضبا أو كان يشعر بانكساري
هل أتحدث إليه وهل يجبيني
هل يسمع لي بمعرفة سره أو سر أنينه
أدركت الآن أني في حيره من أمري
رفعت وجهي وبدا دهشتي
وكأني أتحسسه بعيني وكأنه يقول لي
يا صغيري مكانك رمال تصلبت من كثرة البكاء
كثرت شكوى الحب وأحزان الرجال
استدرت بوجهي جانباً واستنشقت عبير هوائه
ثم تنهد واتجهت نحوه ثانيا
وهاج وماج وعاد يقول لي
رأيتك تجلس هناك على الرمال
وفجأة بكيت فجئت اقتفي آثرك لعل شيئاً أصابك
فوجد مكانك وقف رجال يتلمسوني بكل وفاء
يسردون قهر الزمان ووحشه الأيام
فمن مات قلبه ومن مات حبه ومن لم يجد الحنان
ودائما أنصت لهما ثم أجيب؟
في الحب دائماً طرف يرتوي وطرف يسكب
فهل ارتويت وتحتاج الدواء
فليس عندي غير علقم ومرارة الهجر والانكسار
ثم عاد ورمقني بنظرة عارمة
وأدهشني حين سمعت صوت جأشه
فمشيت علي الرمال وقدامي تتبعني من غير سؤال
وأنا اعرف أن الحب داء ليس له دواء
أنــا والـبحــر
العرض الشجري
المواضيع المتشابهه
