يطلق اسم الإسكيمو على شعب يعيش في المناطق القطبية الباردة شمالي قارة أمريكا الشمالية، وشمالي شرق آسيا، وتمتد مواطنهم من سيبيريا مروراً بألاسكا وكندا حتى جزيرة جرينلاند.
وكلمة "إسكيمو" تعني آكلو اللحم النيئ، وقد أطلق عليهم الهنود هذا الاسم لأن أبناء هذا الشعب نادراً ما يطهون طعامهم.
وتتعدد أسماءهم ففي شمالي أمريكا يسمون أنفسهم "إنويت" وفي سيبيريا "يويت" ومعنى كلتا الكلمتين هو "الرجال".
يتكلم شعب الإسكيمو لغة تكاد تكون واحدة، وهم كالهنود الأمريكيين من السلالة المغولية، يمتازون بالشعر الأسود والوجوه الواسعة وعظام الخدود الناتئة والعيون السوداء الضيقة، ويختلفون عن الهنود فى أنهم أقصر منهم قامة، وبأن أيديهم وأرجلهم أصغر حجماً ووجوههم أقل سمرة، وهم مشهورون بمرحهم وإكرامهم للغرباء، وهم ينتقلون عادة في المناطق القطبية من مكان إلى آخر بحثاً عن الطعام.
ويبلغ عدد الإسكيمو حوالي ستين ألفاً، يعيشون على شواطئ ألاسكا والجزر القريبة منها، في كندا وجرينلاند وسيبيريا.
وأفراد شعب الإسكيمو يعيشون في منزل يطلق عليه " الكوخ القبي" والذي يتم بناءه من ألواح الثلج، فعلى الرغم من أن المساكن المبنية بالحجر والخشب قد اصبحت مألوفة في أوساط هذا الشعب الذي يعيش على الثلج، فإن الكوخ القبي لا يزال يشيد لغايات ومناسبات خاصة، أوعندما يكون الإسكيمو على سفر، فهوسريع البناء ويتحدى كل أنواع الأحوال الجوية.
ويتم تشييد هذا الكوخ عن طريق حفر خندق بطول متر ونصف، وبعمق نصف متر في ثلج تكدسه الريح ثم تقطع عدد من الكتل بالسكين من وجه الخندق، وتشكل بحيث تميل إلى الداخل عندما توضع على المزلاجات.
ويتم صنع دائرة من هذه الحجارة الثلجية، ثم تكشط بحيث يتكون لدى رجل الإسكيمو، وهو يبني، شكلا لولبي يضيق شيئا فشيئا.
بعد ذلك يتم كشط الثلج من الداخل أثناء العمل، وبذلك ينتهي بناء الكوخ القبي أو المنزل الثلجي، والذي لا يستغرق أكثر من ساعتين.
وعقب بناء هذا الكوخ، تتولى المرأة انجاز العمل؛ فتضيء مصباح دهن الحوت، ثم تغلق الباب بقطعة جليد، فيصبح المكان محكم الاغلاق، ويبدأ الثلج في الذوبان، ولكن لما كان السقف مقببا، فإنه لاتسقط أي نقاط من الماء، بل يتسرب الذوبان الى الحجارة الجليدية على الجانبين، بحيث تصبح كلها مبللة. وبعد أن تبلل الحجارة بما فيه الكفاية، تطفىء المرأة المصباح، وتفتح الباب، فيندفع الهواء القارس إلى الداخل، وخلال بضع دقائق يتحول الكوخ إلى قبة من جليد، ولأنه صلب جدا، فهو لايذوب، وبوسع دب ضخم أن يزحف فوق سقفه دون تحطيمه.
وعندما ينتهي فصل الشتاء وترتفع الحرارة، يبدأ الكوخ القبي بالذوبان، ويكون السقف غالبا أول ما يسقط.

ويتميز فصل الصيف في مناطق الإسكيمو بأنه قصير جداً ، فتلك الأماكن يطلق عليها أحياناً "بلاد شمس منتصف الليل" ففي بعض أيام الصيف تظل الشمس مشرقة على مداراليوم كله، أما في الشتاء فإنها تغيب بضعة أسابيع ولا تنمو الأشجار الكبيرة في هذه المناطق، وغالباً ما تكسوها الثلوج شهوراً متتالية.
وليس لدى الأسكيمو قبائل، ولكن قد تعيش عدة عائلات في مكان ما في فصل الشتاء بصورة مؤقتة، وما أن يحل الصيف حتى تتفرق هذه العائلات هنا وهناك بحثاً عن الصيد، وهم ليس لديهم حكومات أو رؤساء أو قوانين ولكن تحكمهم عادات متوارثة ، فإذا ما تصرف أحدهم خلافاً للعرف والعادة، كان موضع سخرية من المجتمع، ونبذه الناس في المناطق المختلفة، وأهم ما في تقاليدهم مبدأ التعاون للحصول على الطعام وهم يفضلون البنين على البنات؛ لأنهم يساعدون أهلهم في أعمال الصيد عندما يكبرون.