اللغة السواحيلية

السواحيلية لغة من فصيلة لغات البانتو الأفريقية Bantu Languages، والتي تعتبر أفريقيا الموطن الأصلي لها. والسواحيلية وسيلة اتصال لأكثر من خمسين مليون نسمة يعيشون في مناطق متعددة من سواحل أفريقيا الشرقية وجزرها ووسط القارة.
و"السواحيلي" لفظة مشتقة من العربية "سواحل" وتعني الشواطئ ومعنى ذلك أن السواحيلية هي لغة الشعب الذي يقطن سواحل شرق أفريقيا..
وقد ارتبطت السواحيلية بالعربية، كما ارتبط الأفارقة بالعرب بروابط عميقة ضاربة الجذور في التاريخ.. ودارس اللغات الأفريقية يرى بوضوح التداخل اللغوي الكبير بينها واللغة العربية: فالعربية قد لعبت دورًا كبيرًا في تنمية لغاتها وتطويرها، وحفظ تاريخ القارة.
إن عالم اللسانيات يدرك أن العلاقة وثيقة جدًا بين التاريخ واللغة، فمعرفة تاريخ الشعب تساعد على فهم خصائص لغته، وإدراك اللغة ومعرفتها يقدم الكثير من المساعدة لعالم التاريخ، لذلك فإن اللغوي دائم السؤال عن وضعية اللغة التي يدرسها، ومكانتها، وانتشارها، وخصائصها، وكيفية اكتسابها.
والسواحيلية – اليوم – هي اللغة الرسمية الوحيدة في تنزانيا وهي اللغة الرسمية الأخرى مع الإنجليزية في كينيا وتستخدم بصورة كبيرة في أوغندا، وبعض البلاد الأخرى، أي أنها وسيلة اتصال لأقوام مختلفي اللغات، لغة مشتركة لأكثر من ستين مليون يعيشون في تسع دولٍ أفريقية.
هذا وقد أخذت السواحيلية مكانًا بارزًا بين لغات العالم، واهتم بها أهلها والعرب والغرب على السواء؛ فكثير من الإذاعات تبث بهذه اللغة من ضمنها: تنزانيا وكينيا وأوغندا وجنوب أفريقيا والصين وإنجلترا وألمانيا وغيرها.
وهذه الدراسة العلمية للسواحيلية وتاريخها مهمة للقارئ والباحث والأستاذ العربي.. يتبين القارئ العربي تاريخ الشعب السواحيلي، والعلاقة المتميزة منذ القدم بين العرب والسواحيليين، وأثر العربية في تنمية السواحيلية ومساعدتها في أن تكون لغة ثقافة وأدب وعلم.
ويتعرف الباحث – في التاريخ واللغة – على كيفية نشوء السواحيلية من اللغات البانتوية ويتمثل خصائصها الصوتية والصرفية والنحوية، وتاريخها اللغوي والثقافي.