منتديات حصن عمان - حكايا فلسطين( الجزء الثاني-شبح الذكريات)
منتديات حصن عمان

منتديات حصن عمان (http://www.hesnoman.com/vb/index.php)
-   برج المقال والقصة (http://www.hesnoman.com/vb/forumdisplay.php?f=20)
-   -   حكايا فلسطين( الجزء الثاني-شبح الذكريات) (http://www.hesnoman.com/vb/showthread.php?t=3709)

الرحيل الساحر 31-07-2006 02:26 PM

حكايا فلسطين( الجزء الثاني-شبح الذكريات)
 
سلسة حكايا فلسطين..
أعود مرة أخرى لأعيد صياغة تكملة للقصة التي فازت وبحمد من الله وتوفيقه بالمركز الأول في مسابقة القصة القصيرة(حكايا فلسطين) وهذه المرة في جزء ثان وبعنوان آخر يحكي معاناة لأمة عربية.. لمن لم يطلع على الجزء الأول يرجى دخول الرابط التالي للإطلاع عليه فبدونه لاتحلو قراءة الجزء الثاني من القصة... سائلا المولى القدير أن يوفقني في إخراج القصة بالشكل الأمثل ..


رابط الجزء الاول من القصة:
http://www.hesnoman.com/vb/showthread.php?t=1400


********************************************
هذه القصة إهداء من قلم عربي إلى كل أم عربية فلسطينية أهلت دموعها على أحبابها الشهداء صغارا كانوا أم كبارا ... إلى كل طفل فلسطيني راح ضحية الغدر الصهيوني ... إلى كل ونة ألم في سجون الصهاينة الطغاة .. إلى كل شيخ سجد باكيا متضرعا إلى العزيز القهار يشتكي إليه ظلم القتلة أحفاد الخنازير ... إلى كل مسلم ينبض قلبه بالوفاء لفلسطين الغالية ...
إلى كل حلم بريء قتل قبل أن يرى طريقه إلى النور ... إلى محمد الدرة الذي مازال ينثر درر الإباء في نفوسنا ... وأخيرا إلى ذلك الشعب الأبي الذي قلت عنه يوما ومازلت أقول (( صبرا يا وطني صبرا لن يلين ..قبرنا نور وحقدنا ماض دفين .. في عيون الطامعين نحن شوك للخائنين.. صبرا يا وطن الأباة)) ...



حكــــــــــــــايا فلسطيــــــــــــن
الجزء الثاني (( شبح الذكريات ))..


شهور عديدة مرت على الغارة الأخيرة التي شنها الصهاينة الطغاة على القرية الفلسطينية الصغيرة في قطاع غزة المحتل.. خرج سعد أحد الأولاد الخمسة الذين بقوا على قيد الحياة من جراء الغارة الأخيرة التي راح فيها العشرات من أبناء قريته, أبناء وطنه فلسطين.. مجدولين ماتت وكذلك مهند في بوادر الغارة الحقيرة وكانوا ضحايا رسموا ألق الشهادة عاليا في تراب القرية الصغيرة ومعهم الكثير من الرجال والنساء والأطفال.. خرج سعد ليتجول بين أزقة القرية الحزينة المنكوبة وعينيه العسليتين الحزينتين ترمق بقايا الأطلال وشراذم المنازل المهدمة التي طحنتها مدفعيات الأعداء بقسوة وحقد.. أبصر شيخا عجوزا يجر جسده جرا ليبحث عن مأوى يقيه من حرارة الشمس اللاهبة فأحس بغصة أليمة تدفعه إلى البكاء ولكن هيهات لقد سبق وأن وعد مجدولين بأنه لن يبكي لأنه رجل عربي لا تبيكه جرائم الأعداء بل تزيده حقدا وثورة على الطغيان.. ولكن رغم هذا لم يستطع مقاومة المعاناة في منظر ذلك الشيخ المسكين الذي بدا كسمكة صغيرة ضالة في عرض بحر تتقاذفه الأمواج العاتية.. سالت دمعة على خده الأبيض ثم انطلق يعدو إلى الشيخ بسرعة يهم بمساعدته.( أبتاه ماذا أنت فاعل؟ دعني أساعدك) فتأوه الشيخ بصوت كسير وقال والحزن يسبح في عينيه السوداويين( شكرا ياولدي سعد ... كيف حال أمك بعد رحيل أباك في الغارة الأخيرة؟) فاطرق سعد صامتا بضع لحظات ثم رفع رأسه بشموخ قائلا:( إنها على أحسن مايرام يا أبتاه وفي كل صباح تزغرد في الحي فرحا باستشهاد أبي.. لقد كان من الأبطال الذين ماتوا وهم يقاومون جنود الاحتلال,لقد مات بفخر وأنا ماض قدما على خطاه) فابتسم العجوز ابتسامة واسعة وأحس ببريق من السعادة يشع في عينيه وكأنما عبارات سعد أعادت خفقة من الأمل في قلبه الهش. فقال سعد وهو يقعد العجوز تحت احد الأشجار كي ينعم بظلها: أبتاه استأذنك في الانصراف. سأذهب لأتمشى قليلا في القرية. وانطلق بعدها سعد يقصد المكان الذي كان فيه هو وبقية أصدقاءه الأربعة يلعبون فيه .. وفي طريقه مر على بقايا بيت عائلة مجدولين الذي دمره القصف شر تدمير.. أخذ يتذكر مجدولين وسحر مجدولين وضحكاتها العذبة التي كانت تبهج كل من في القرية صغار وكبار.. لكم كان يحبها كثيرا.. قلبه الصغير اغرم بها وأعجب بها اشد الإعجاب ولكم كان يغار كثيرا من صديقه مهند عندما يتحدث إليها أو يضحك معها.. والآن كل هذا انتهى.. لقد رحلت مجدولين كما رحل مهند.. أطلق سعد زفرة قوية وتنهد بألم قائلا( مجد ,مهند ليتني كنت معكما الآن ).. ثم أكمل طريقه بهدوء وسكينة ليصل إلى الساحة القديمة التي كانوا يلعبون فيها.. أخذ يرمق الجدران الصغيرة ويراقب الشقوق التي كانت تبزغ عبرها خيوط الشمس الذهبية.. كانوا صغارا بالفعل ولكن أحلامهم واحدة مشتركة بكل مافيها من خيال وسحر وطفولة.. هنا كانت الكرات الخمس تتقافز بمرح الطفولة البريئة.. هنا كانت القطة العجوز "جيكا" تلعب وتنام وتحرس المكان في سكينة ووقار القطط..
كل ذلك ولى وراح وما بقي إلا شبح الذكريات يهيم على المكان ويرسم جروحا قانية في جسده الصغير.. وبينما كانت عيناه تجولان في المكان إذا به يبصر كرة صغيرة زرقاء اللون اختبأت تحت أحد الجدران الصغيرة.. أسرع إليها وقلبه ينبض بعنف ..( إنها كرة مجدولين) يالهي ما زالت الكرة بحالة جيدة رغم ماحدث هنا.. ثم أخذ يقلب الكرة بين يديه فرحا سعيدا وكأنما كانت أثمن مايملك في الحياة.. أخذ يتلمسها برفق عجيب ثم خبئها في جيب بنطاله وانطلق يعدو ويعدو ويعدو إلى البيت..( أمي أمي لقد وجدت كرة مجدولين.. لقد وجدت كرتها) فخرجت أمه من المطبخ مسرعة وهي تهتف ووجها تعلوه تباشير الفرح( سعد ماذا تقول؟ كرة مجدولين ؟ أين عثرت عليها؟) فقال سعد وأنفاسه تتلاحق بسرعة وقلبه الصغير يدق بقوة( بين أنقاض جدران الساحة القديمة خلف القرية ..حيث تعودنا أن نلعب نحن الخمسة.. انظري ماتزال الكرة بحالة جيدة وكأن لم يمسسها أحد أبدا حتى ذرة غبار واحدة لاتوجد عليها.)قالها وهو يخرج الكرة من جيبه بحرص فحملتها الأم بين يديها بحرص اكبر وبرفق عجيب وأخذت تتأملها ثم طفرت عينيها بالدموع فجأة وهي تقول( واه يا صغيرتي مجد.. يا أميرة فلسطين كلها .. ماذا فعل الطغاة بك ماذا فعلوا؟) فأحس سعد بالحزن فجأة وأسرع يختطف الكرة من بين يدي أمه وهو يصرخ( أمي لاتعيدي عزف اللحن الحزين مرة أخرى أرجوك.. يكفي أن شيئا تبقى لنا من مجدولين بعد رحيلها عنا) فنظرت الأم إلى طفلها الصغير الذي تفوق كلماته سنوات عمره العشر ثم احتضنته بقوة وأخذت تهل دموعها وتغرق خديه البيضاويين بالقبلات الحارة .. وهنا سمع الاثنان مناديا يهتف في القرية بصوت جهوري( مجدولين على قيد الحياة... مجدولين على قيد الحياة) لم يستطع أي منهما أن ينطق ببنت شفه وعجز لسانيهما عن نطق الحروف بل أسرعت عيناهما ترمقان الكرة الزرقاء اللامعة في خليط عجيب من الأمل والأمتنان والدهشة ..

زعيم المحبة 01-08-2006 12:59 AM

http://www.leblover.com/logo-samidon.jpg

إنها تتسلح بالحق والايمان ولأن كل مواطن فلسطيني أو لبناني هو مقاوم للاحتلال ولن يتوقف عن المقاومة حتي ينتهي الاحتلال الاسرائيلي لاراضيه .
فعلا سلاح قوي

اللهم انصر المسلمين على الاسرائلين
وان شاءالله ترجع الاراضي الفلسطينية الى اهلها وترجع الى لبنان السلام والطمائنية .

تسلم أخي الرحيل الساحر ع هذا القصة .

آسر القلوب 01-08-2006 08:46 AM

رائع الرحيل الساحر..
في انتظار ابداعاتكـ أخي..

الرحيل الساحر 01-08-2006 11:38 PM

زعيم المحبة-- اسر القلوب اشكر مروكما العاطر في صفحات قصتي قصة كل العرب

كاسر الأمواج 03-08-2006 03:29 PM

مشكور أخي الرحيل الساحر على الموضوع الجميل ..
ويعطيك الف عافية ..
وبارك الله فيك ..

الرحيل الساحر 03-08-2006 03:53 PM

وانا اشكر مرورك الكريم اخي كاسر

كاسر الأمواج 03-08-2006 03:55 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الرحيل الساحر
وانا اشكر مرورك الكريم اخي كاسر



لاشكر على الواجب أخي العزيز .. :icon30:
وهذا واجبنا نمر على جميع الموضوع .. :hat:
وجزاك الله خير ..

الفارس البلوشي 05-08-2006 06:15 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

أخي الرحيل الساحر

لك جزيل الشكر والإمتنان على هالقصه .. وفلسطين لها حكايات ومواقف كثيره ..

الرحيل الساحر 05-08-2006 06:28 PM

اشكر مرورك صديقي العزيز فارس واتمنى لك كل خير وللعشب الفلسطيني استعادة حقوقه يارب

Wala'a 30-04-2008 10:54 PM

بارك الله فيك اخي..

قصة في منتهى الروعة:thumbsup:

تحيااااتي

الفتاة الغامضة 01-05-2008 08:59 PM

قصةٌ في غاية الروعه

شبح أليمـ

ونداء بهيج

يالها من حكايا..
تعجز الحــــروف
عن وصفهـــا!!

أسلوب مميز جدا

يسلمو أخي
دمتَ متألقاً

hidaya 03-05-2008 05:58 AM

خط قلمك كلمات ابهرتني
سلبت عقلي و ادخلتني في عالمها
عالمها الذي هو في الواقع حقيقه

و كان تلك الكره البلوريه الزرقاء..
مبعثا لامل جديد..

فمتي سياتي ذلك الامل في واقعنا
الا ان الوقت ان نبدا في تحقيقه؟؟
جزاك الله خيرا اخي على مشاركتنا لك
ب ابدعك..واصل
:thumbsup:


الساعة الآن 02:43 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. , Designed & TranZ By Almuhajir
لا تتحمل منتديات حصن عمان ولا إدارتها أية مسؤولية عن أي موضوع يطرح فيها

a.d - i.s.s.w