12-07-2008
			
							
		 | 
		
			 
			#1
			
		 | 
	
	| 
			
			
   
    
   
	 
            
 
 
 
 
 
 
 
 
             
                
                    | 
                           | 
                         | 
                 
             
			   
 
             من مواضيعي  |  
        
        
          
           |  
             
              
             
            |  
           
      
          
			
								
		
	  | 
	
	
	
	
		
			
			
				 
				
			 
			 
			
		
		
		 
			  
		[2] 
متَسوّلة 
< سئمَت من إخفاء أرانبها في قبعتها >   
  
موتٌ يطعن موتاً آخر ، وحوافر كآبة تطحن صدر كآبة أخرى ، والروح تتوه في سُكرِ الآلام ، وتضيع .. وتضيع .. ، تمسك عكازها ، تحاول أن تهتدي لضمادٍ يلمّ جراحها ، وتسير على عرصة الأحزان ، بعض الشوك المتناثر على الدرب قد تكسر من كثرة الوطء ، والبعض الآخر ما زالت أنيابه مصاغة من سيف عنترة ! ، .. تمشي وتمشي ، بالطبع لابدّ لها من السير ، لابدّ لقدمها أن تغدو مسناً للأشواك ! ، .. ولكنّ نور بصرها بدأ يخبو ، والضباب يجتاح عمود الكهرباء الأعور ويعيث فيه فساداً ، لابدّ أن تسير ، ولعلّ قنديل بصيرتها يساعجها إن لم ينفد زيتُه . لقد شاءت لها الأقدار أن تمشي على ثلاث : تعاستها ، وتعاستها ، وتعاستها !! ، كما قُدّر لها أن تبصرَ الدنيا وهي تعطّر إبطها بخلوف آمالها ! ، وتطلي أظافرها بأحلامها المسفوحة ! ، فأي مطرقة تستطيع الآن تقويم حدوبها ؟! ..   
طرحتْ قلمها أرضاً ، أخذت تلقي له النظرة إثر النظرة ، لقد ضمر بطنُه ، كم أرهقته طويلاً ، كم حرمته لذة النوم ليربت عليها ، ويرسل غيثه فيُمَرهِم جسدها ، إذ سرير الأرق قد كوى جنبيها . 
- كم أنت وفيّ ! .. الوحيد الذي يهتك أستار رمزيّتي ، الوحيد الذي يرى الصورة كاملة .. لا طرفاً منها !   
أمسكت قلمها ثانيةً ، وخطّت : 
(( .. كاد الغراب أن يدفن الأرض وجبالها وهو يواري السوءات .. وسوأتها عجز بنو البشر أن يكونوا مثل هذا الغراب ، فتركوها للعراء ، ونبذوها كالنواة ! )) . 
سئمت من جزّ مشاعرها عن أنظار المارّة .. سئمت من خبئ الأوجاع تحت العباءة ! .. من إخفاء أرانبها في قبّعتها ، وبعد أن شاب تفكيرها عند عنفوان الهموم ، قررت أن تبدي رشاقة أرانبها للمتفرجين ، أن تعقر ناقة الكتمان ، وتضيف السطر الصارخ بسرّها : 
(( .. عانس في الأربعين !! ))   
سقط القلم من يدها المرتجفة ، وسقطت دمعة ساخنة من محجرها على أديم الورقة الهامدة ، امتزجت بالحبر وانزلقت على السطور ترسم نهراً من المداد والدمع ! ، كانت اعصابها متشنّجة ، وتفكريها متعباً ، ووردتها ورقة خريف ، أما قنديل بصيرتها فأخذ يخبو ، نست درس الصمود الذي تلقّته من أمها ، وأمسكت القلم كما الخنجر ! ، وراحت تجرح الأوراق كاتبةً بهذيان .. وتنحتها بجنون : 
(( حسناً ، غداً ستقف على قارعة الطريق ، تبسط كفها ، وتستجدي المارين !! ))   
27/رجب/1422هـ 
محمد آل زآيـد  
  
		  
	
		
		
		
				
		
		
            
	
		| 
		 - أجملُ الأشيآءِ، هي التِي لآ تكتمِلْ!  | 
	 
	 
		
		
		
		
		
		
	
	 | 
	
		 
						
		
		
		
		 
	 | 
	
	
	
		
		
		
		
			 
		
		
		
		
		
		
			
			
		
	 |