. 
.   
أخبرني .. 
ما سرّ هذا الوخز اللّذيذ في صدري كلّما صادفني وجهك ؟ 
عن عينيك التّي أبدو فيهما كـ ملاكٍ صغير والسّماء باتّساعها حولي ، عن هذه الرّعشة 
 في أصابعي كلّما تسلل البحر بهوائه إلى رئتيّ وجعل مدني غارقةً بغنائك .. و وجهك  
حاضرًا في أعمقِ نقطةٍ في الرّوح ..!    
  
  
تبدو كلمـاتي مشوّشةً ، مشتّتةً كـ رغـوةِ القهوةِ في كوبك هذا الصّباح، كـ قلبي المطـرّز 
بالشّوق ، كـ هذا الحنـين النّـائم بجـوار صـدري منذ البارحة ، كـ أرقي الـذي يبتسم فــي  
وجهك صباحًـا و يطبع قبلته على خــدّك ثمّ يمضي بخفّة وســط الفـوضى والغياب ، 
كـ أنا حين أستيقظ وعلى وجهي بقايا مشهدٍ أخير من حلمٍ لم يزرني بالأمس .. أحاول 
أن أتذكّره بحذر شديد كي لا يصطدم بالشّوق المتراكم على قلبي و يخنق صوتي و  
يرحل ! 
باردة أصابعي هذا الصّباح ، تبحثُ عن زوايةٍ دافئة في جيب معطفك تعيد لها شهيّة  
الحلم و لذّة الشّوق، أفتح النّافذة تلتصق نسائم الهواءِ بوجهي كـ أغنيةٍ هاربة ، تبدو  
السّماء متعبةً شاحبةَ اللّون _ على غير عادّة _ غيومها تائهة ، والبحر بعيدٌ جدًا .. 
جدًّا ، وأنت وطن غائب وأنا خارج حدودك أقاوم هذا الشّتاء بيأس وأسعل كثيرًا خارجك 
دون صوت !  
ذات حنين ، كنتُ أمرّ شوارعنا القديمة وأغسل ذاكرتي بالحزن، أخترع قصّة مأساويةً  
لـ قلبي ، أجعله يعتاد النّوم على نصفِ رغيفٍ و شوق، وأمنية مسروقة و قلق ، أمرّ 
عليها كـ لحنٍ منسي ، أقف طويلاً عند الرّصيف ، عند الزّاويةِ اليسرى من محلّ الكعك 
وتملؤني كآبة كرسيّنا في الحديقة الخلفيّة ، تخيّل .. كلّ الأماكن التي اعتدنا أن نتقاسم 
في حضورها الحب لم تستطع أن تتعرّف عليّ ولا أن تقابلني بالدّفء الذي كان يقابلني 
به قلبك ، أشعر بالفقد والكثير من الفراغ في صدري ، لم تعد الأشياء مرتّبة في قلبي 
ثمّة فوضى ، حزن ويأس وفرح ضائع في الطّرقات .. و بكاء !    
  
  
  
أنت بعيد جدًا كـ البحر 
كـ الطفولة  
كـ الفرح !   
 
  
		  
	
		
		
		
				
		
		
            
	
		
		 
:: 
:: 
 
  
 
اسم العميل: وداد 
رقم العميل: 001 
الحزب: 04 
المهمة: اجتياح حصن عمان 
 
:: 
:: 
 | 
	 
	 
		
		
		
		
		
		
		
						  
				
				التعديل الأخير تم بواسطة وداد ; 08-07-2012 الساعة 05:28 PM.
				
				
			
		
		
	
	 |