شددت دراسة محلية على اهمية الدور الذي تلعبه الاسرة في حياة الطفل وتاثيرها على النمو

الذهني والمعرفي والعاطفي لديه سلبا او ايجابا لا سيما في السنوات الاولى من عمره.

جاء ذلك في دراسة قام بها الاستشاري النفسي والاجتماعي الدكتور حسن الموسوي في

الكويت وتهدف الى تبيان اثر الحرمان العاطفي على النمو المعرفي عند الاطفال حسب نظرية

العالم السويسري جان بياجيه.

واستندت الدراسة الى عدد من الدراسات السابقة التي اكدت ان العاطفة هي المحرك لكل

الانشطة والعمليات التي يقوم بها الفرد منذ ولادته وان ملاحظة الحياة الانفعالية للطفل تعني

دراسة جميع النشاطات العقلية كالذكاء واللغة وتكون الشخصية والنمو الحركي.

وخلصت الدراسة حسب ما نقلته (كونا) الى ان الغذاء الجسدي يساوي الغذاء الانفعالي الذي

يحصل عليه الطفل في اسرته والجو النفسي الذي تصنعه الاسرة هو الاوكسجين الذي يحتاجه

الجسم كي يحيا كما ان الطاقة النفسية المحدودة اوالناقصة في الجو الاسري لا توفر العناصر

النفسية الصحية المطلوبة.

وبينت ان الطفل يتعرض خلال مراحل نموه للكثير من الصراعات التي اذا تجاوزها بشكل

صحيح حاز شخصية مستقرة واذا عجز عن ذلك ولم يساعده احد تعرضت شخصيته للتفكك

واثرت بالتالي سلبا على جميع نواحي نموه.

وتساءلت " ماذا ننتظر من هؤلاء الاطفال الذين يعانون من عدم الافساح لهم للتعبير ولا

يجدون من لديه الوقت والصبر لكي يساعدهم على تخطي مصاعبهم ".

وذكرت ان الاسرة تعاني الامان للطفل الذي هو بداية الثقة بالنفس والحب وهي تمثل احدى

اقوى المؤسسات الاجتماعية التي تكسب الطفل العادات والمهارات والاتجاهات العقلية

والاجتماعية والجسدية.

واستشهدت الدراسة بالكثير من الدراسات السابقة التي تشير الى ان الكثير من حالات

الاجرام والتشرد تعود الى انهيار الاسرة وان الاحصاءات تؤكد ان الجانحين لم يعيشوا حياة

اسرية سوية - واشارت الدراسة التي اجراها الدكتور الموسوي الى ان الصراعات النفسية

والخلل في اشباع حاجات الطفل تجعله غير قادر على تمييز نفسه عن الاخرين ويبقى رهن

الحرمان العاطفي الذي يعاني منه بالاضافة الى الاوضاع الاجتماعية الناتجة عن فقدان حب

احد الوالدين.

واكدت العلاقة بين الحياة العاطفية للطفل وبين تكون شخصيته فالصراع الذي يعيشه الطفل في

الفترة الواقعة بين 3 و 6 سنوات والمعرفة من خلال التباهي بالام والاب تحدد شخصية الطفل

والانماط السلوكية المستقبلية له.

واشار الباحث الى ان تحليل الاختبارات اظهر جليا التاخر الدراسي لدى الاطفال بين سنة

دراسية و3 سنوات وهو ما يمثل نسبة 72 بالمئة في حين ان 24 بالمئة من افراد العينة فقط

هم في الصف المقرر.

وذكر ان الاضطراب والقصور في العلاقة بين الام والطفل تحدثان تخلفا متشابها عند الاطفال

فيفقدون بعضا من اوزانهم ويتوقف نموهم العقلي بدءا من الشهر الثالث من الانفصال عن

الام حيث تظهر ملامح متصلبة وباردة على وجوههم ويستولي على الطفل نوع من البلادة.

وربطت الدراسة بين العلاقة العاطفية للطفل مع الام ونموه الحركي ومهارته في اكتساب

اللغة وتكون الشخصية التي اما ان تكون ايجاب في حال استقرار العلاقة او سلبا في حال

اضطرابها.

وقالت الدراسة ان "معظم الاحداث المنحرفين يعانون من انتمائهم الى اسر مفككة او انهم

عاشوا بعيدا عن اسرهم وعانوا من الحرمان العاطفي كما ان معظم المجرمين في العالم بينت

الدراسات انهم لم يعيشوا في اسر سوية ".