***
إن الحوار - بلاشك - قيمة حضارية، بما فيه من مكاشفة ومصارحة، وبما يمثله من ظاهرة طبيعية، خلافا لا اختلافا، وبما يشير إليه من سلوك اجتماعي صحي، إذا كان قائما على قبول الرأي والرأي الآخر، واحترام وجهات نظر المتفقين والمختلفين.
وإذا كان قد جاء في الأثر: رأينا صوابا يحتمل الخطأ ورأي غيرنا خطأ يحتمل الصواب، فإن البعض يري أن من حقك إبداء رأيك وأن من حقي قبوله أو رفضه ومن ثم فإن الحوار القائم على فرض الرأي دون الأخذ بالرأي الآخر، لا يسمى حوارا، إنما هو جدال سلبي معاكس لمنهجية الحوار، لماذا؟
لأنه باختصار يوسع الخلافات، ويرسخ البغض بين المتحاورين، وبالتالي فإنه سلوك يخالف الفطرة.