[COLOR="DarkRed"](عبير تبكي و تمسح دموع الفرحة.....)[/COLOR]
بَـني جام : هؤلاء هم الخوارج ,
عبير الجنابي : بل هم من دمروا البوارج ...
هم من قهر الطلـيان , و قسم ظهر الأمريكــان ,
بَنِي جــام : و قتلوا المستأمنين و المعاهدين , و استباحوا دماء المعصومين ,
عَــبير الجنابي : و هل هم من قتلني ؟ هل هم من اغتصبني ؟
بني جام : لو لاهم ما دخل الأمريكان إلى بلادكم ,
عبير الجنابي : و لولاكم؟ ....لو لاكم يا بني جام ما بنوا القواعد العسكرية , و ما نصبوا منصات الصواريخ الغبية , لو لاكم ما احتلوا بلاد الرافدين , ومن قبلها بلاد الحرمين !
لو لاكم يا بني جام ما سقطت الكويت و لا احتلت قَطــَر , ولا اسْتُعمِرت الظهران و لا شُيدت قاعدة الخُبر !
لـَو لاكم يا بني جام ما قتلوا الأقصى قبلي !
لَــو لاكم يا بني جام ما حرقوا الأقصى قبلي !
لــَو لاكم يا بني جام ما اغتصبوا الأقصى قبلي !
( و تَغرورق عينا الملثم ...و تبلل الدموع لثامه , و يُقرر الرحيل إلى مبتغاه )
عَبير الجنابي : إلى أين الجهة يا أيها الملثم ؟
الملثم : إلى الأخذ بثارك ,
عبير الجنابي : تأخذ بثاري ؟
الملثم و قد ركب ظهر فرسه ...: سآخذ يا عبير بثــاركِ , و سأسقي بالدماء ثــراكِ ,
عبير الجنابي : لَكن لا تمتْ , يا فارسي لا تَمت ,
الملثم : لا تخافي يا أَســيرة الحزن ,
لا تخافي يا كَـسيرة الغضن ,
فمن خلفي آلاف مــؤلفة من جنود الرحمن ,
عَبير الجنابي : أين هم هؤلاء الفرسان ؟
المُلثم : هنا في بغداد وعمّان , هناك في الشيشان و إيران , في أمريكا و بلجيكا , في لندن و دبلن ...
عَبير الجنابي تبكي حتى أصبح خدها ورداً ...يقطر ندىً : هل سيأخذون بثأري ؟
الملثم : و بـِثأر بغداد , و ثأر القدس , و ثأر الأندلس ,
عَـبير الجنابي : من هو قائدهم في بــِلادي ؟
الملثم -هاتفاً- و قد محى غبار الفرس أثره : أبو عُمر البــغدادي !
(بعد أيام ,
و بينما عبير تنتظر فارسها الصنديد ليأخذ بثارها , و يطهرها من عارها , لتنام في سلام و أمان )
عَبير الجنابي : سأنتظرك يا فَجري , سأنتظرك يا فَخري ,
بني جام و قد شاب حاجباه و انحنى ظهره : لن يأتي ذلك الفارس حتى يلج الجمل في...
عبير الجنابي مقاطعةً : بل هو في الطريق يا خانس , عد إلى جُحرك ...قبل أن يراك فارسي فينْـحرك !
(عبير متوجسة حائِسة , تقول لنفسها لعل العُذر حابِسُه )
و في هذه الأثناء , تسمع صوت مكــبر !
الله أكبر الله أكبر ,
عبير تهتف فرحى : مرحى مرحى !
فتحت أبواب السماء , و بدأت أرواح الشهداء بالعروج إلى الجنان ,
يموتون و هم يهتفون :
يا لِثــارات عبير , يا لِثــارات عبير ,
عَبير الجنابي : تبكي ..و تبكي... و تبكي ,
(تسمع بطلا يقول لأخيه , خذوا الأسيرين و انسحبوا , بعون الله أحمي ظهركم ,
المعركة مازالت محتدمة , و أصوات إطلاق النار تمر على مسمع عبير و كأنها أحلى " زغاريد "
ملحمة بطولية سَجلها المجد في أول صفحة , و كتب أعلاها : إهداء إلى من صَنعوا المجد من عدم !
بدأت الصّغيرة عبير , تشعر بدماء حــارة تسقي تراب قبرها ,
كانت دماء طاهرة ,لا أعــذب منها ولا أطــيب , تروي ثأرها
بكت عَبير ....
و تنشقت عبق الشهيد , منْ أيقنت أنه الصنديد ,
من بقي ليحمي ظهر إخوانه الذين خطفوا جنديين صليبيين من نفس الكتيبة التي قتلتها )
عبير باكية : ألم أقل لك لا تمت يا فارسي المغوار ؟
أَجــاب الشهيد و كيف يُــمحى يا عبيرُ العار ؟
عبير الجنابي تجهش بالبكاء...: و كيف تركتم أميركم من خلفكم ؟
الشهيد : هو بخير , يقرئكِ السلام , و يقول لك نامي بسلام يا أيتها الطاهرة ,
نامي بسلام يا أيتها العفيفة ,
نامي بسلام , و لتهدأ جوانحك , و لتسكن جوارحك ,
فلقد أخذ الرجال بثارك !
يقول لك نامي بسلام في ليلة فرحك , فلقد خطبك رجل من خيرة الرجال ,
لقد تقدم لزواجك بطل من أشجع الأبطال ,
و يستأذنك أمير المؤمنين أن تقبلي بي زوجـــاً لك في الجنة بإذن الله و توفيقه ,
(عبير الجنابي صامتة في خجل عُذري )
الشـّهيد : رضى البكر صمْتها , يارب اجمع بيننا ازواجــاً في الجنة , يا رب اجمع بيننا أزواجــًا في الجنة !
هذه سيرة خطيب عبير , و سيرة خطيب فاطمة و سيرة خطيب صابرين ...
لله دركم يا رجال أبي عمر البغدادي ,
فمن لنساء المسلمين غيركم ؟
من للثكالى غيركم ؟
و الله لو لم يبق إلا رجل واحد يحمل راية دولة العراق الإسلامية لتمنيت أن أكون أنا هو,
و كتبه حبا و وفاءً لدولة العراق الإسلامية :
بقلم " أبو دجانة الخراساني "