وهم عشائر يتراوح عددها من عشر عشائر إلى اثنتي عشرة عشيرة تسكن في طور سيناء وفلسطين والحجاز، وتجاور قبيلتيْ "بلى" و "جهينة"،. وهم في الجملة ميالون إلى الحرب والغزو، ولذلك كانوا يغزون العشائر المجاورة لهم، ويأخذون الأتاوة من القرى والمدن الواقعة في مناطق نفوذهم في أيام العثمانيين. وتتألف "الحويطات" من ثلاثة بطون هي: "حويطات التهمة أ و أخويطات العلويون" "العلاوين" ويعرفون أيضاً ب "حويطات ابن جاد" "حويطات ابن جازى". وتتألف "حويطات التهمة" "حويطات التهم" التي تقع منازلها على سا حل البحر الأحمر حتى "الوجه" في الجنوب، من عشائر عديدة هي: "العمران" و "العميرات" و "المساعيد" والذبابين والزماهرة والطقيقات و السليمانيين والجرافين والعبيّات والمواسة والمشاهير والفرعان والجراهرة والقبيضات والفحامين. وأما"حويطات العلويون"، فتتألف من: "الصوياحين أ و "المقابلة" ُ "المحاميد" و "الخضيرات" و "السلامين" و "العزاجين". و "القدمان" و "العواجة" و "السلامات". ومن "حويطات ابن جازى" "المطالقة" ُ "الدراوشة" و "العمامرة" و "المرايع" و "الدمانية" و "العطون" ُ "التوايهة
لقد عثر كل كتابات مدوّنة بالنبطية وعلى كتابات مدونة بثلاث لغات هي النبطية والإرمية واليونانية، بعضها من بعد ضم مملكة النبط إلى "الكورة العربية"، أي بعد سقوطها في ايدي الرومان، وقد تبين منها أن النبط بقوا أمداً يكتبون ويدوّ نون بلغتهم، وان كانوا يستعملون معها اليونانية أو الإرمية أو كلتا اللغتين في بعض الأحيان، كما تبين أن اليهود دوّ نوا بالنبطية أيضاً، أولئك اليهود الذين كانوا على اتصال بالنبط، وكانت لهم صلات تجارية بهم. وقد دونوا بهذه اللغة حتى بعد سقوط دولة النبط. وقد وصلت كتابات أصحابها يهود فيها عقود بيع وشراء مع النبط، كما وصلت كتابات نجد فيها خلاصات من عقودومكاتبات دوّ نت باليونانية أو بالإرمية، على حين دوّنت الخلاصات بالنبطية وبالعكس. ولا نعرف شيئاً يذكر عن أصول تنظيم الدولة وكيفيتها عند النبط. والملك بالطبع هو رئيس الدولة والشخص الوحيد الأعلى للحكومة. وهو الذى يختار من يوكل اليهم ادارة الأعمال وتسييرأمور الرعية وللملك حاشية القربة عنده، وكل اليها النظر في المسائل العليا للدولة وتقديم الاستشارة إلى الملك، ويقال للواحد منها "اخ ملكا"، أي "أخو الملك". ويظهر انها كانت طبقة خاصة من الطبقات الإرستقراطية انحصرت فيها هذه الوظائف انحصار الملكية في الأسر المالكة.
مدن النبط
و "بترا" "البتراء" "بطرا " "Petra"، هي عاصمة النبط القديمة. ومعنى " PETRA" "بطرا" في العربية "الصخر" 0 أما اسمها القديم ف " ه سلع" "ها - سلع"، "SELA"="SELAH"، ويعني أيضاً "الصخر" لغة الأدوميين. وهي على خمسين ميلاً تقريباً إلى الجنوب من البحر الميت ولما افتتحها "أمصيا " "837 - 9 0 8 ق. م."، سمّاها "يقتئيل" أي "الخاضع لله". وكانت عاصمة ""أدوم". وكانت من أشهر المدن في العالم القديم، ثم صارت لمؤاب. وقد ذكرها "ياقوت الحموي" في مادة "سلع"، فقال: "وسلع أيضاً حصن بوادي موسى عليه السلام بقرب بيت المقدس". وتقع آثار المدينة وبقاياها اليوم قي وادي موسى، ويسمى أيضاً "وادي السيق". وقد عرف هذا الوادي بوادي موسى، لما زعم إن موسى ضرب الصخر بعصاه فشقه فجرى الماء من موضع العين إلى النهر، فسميت لذلك بعين موسىوكان السيق مبلطاً، ولا تزال آثار التبليط باقية في بعض المواضع وتجاه نهاية السيق هيكل منحوت في الصخر، يسمى: "خزنة فرعون"، وداخل باب الهيكل دار، وعلى بعد "600" قدم تقريباً من هذا الهيكل بقايا آثار مسرح عظيم منحوت في الصخر يتسع لزهاء أربعة آلاف انسان.
ومن آثارها المهمة، الأثر المعروف باسم "خزنة فرعون"1، وقوس النصر وهياكل وقبور عدة، بعضها على الطراز النبطي القديم، وبعضها متأثرة بالفن المصري الآشوري أو اليوناني أو الروماني.
.وتشاهد في "بطرا" كتابات كهثيرة، منها ما هو مؤرخ يعود بعضها إلى ما قبل الميلاد، أكثرها كتابات نبطيه من نوع الكتابات التي توضع على القبور، وبعضها لاتينية وأخرى يونانية. ووجدت كتابة باليونانية دوّ نها أسقف سكن معبداً من معابد المدينة القديمة التي تعود إلى ما قبل الميلاد في حوالي سنة"447" للميلاد. كما وجدت كتابة لاتين ية على قبر بني على النمط "الروماني" صاحبها ضابط روماني اسمه "سكستيوس فلورنتينوس "sextius Flrentinus" لا يعلم زمانه على وجه الصحة، ويرى بعضهم انه من أيام "هدريانوس" "hadrianus" أو "أنطونيوس بيوس" "antoninus Pius".
وقد منحت "بطرا" درجه "colonia" رومانية في أيام حكم الرومان كما يظهر ذلك من بعض النقود الرومانية التي عثر عليها. ويرى بعض الباحثين ان ذلك كان في أيام حكم "elagabalus""18 2 - 222 1 للميلاد. لكن هنالك من يعارض هذا الرأي من الباحثين في علم النميات.
وقد وصف "سترابو" "بطرا" "بترا" بقوله: كانث "بطرا" عاصمة النبط ومقر حكمهم ودولتهم وهي لا تبعد الا أربعة أيام عن "اريحا" "jericho" وخمسة ايام عن غابة النخيل بوسيديون" "poseidion". وهي موضع غني بالماء كثير البساتين بالنسبه الىمن يأتي إليها من البوادي القاحلة الجرد. وقدزارها "أثنودور" "athenodor" صديق "سترابو"، فوصفها له،ذكر له انه وجد بها أجانب، بينهم جمع من الروم. ويظهرمن أخبار "سترابو" ان النبط كانوا قد بنوا بيوتاً لهم في هذه المدينة كذلك، وقد أيدت التنقيبات التي أجريت عند مدخل المدينة هذا الرأي.
?????الحجر
?? ???????أما "الحجر"، فمدينة من مدن النبط للقديمة المهمة تقع على شريان التجارة في العالم القديم، وهي "egra"="hegra" التي أشار اليها "سترابو" في أثناء حديثه عن حملة "اوليوس غالوس" و "haegra"="hegra" التي ذكرها "بلينيوس" على أنها مقر القبيلة المسماة " ليانيته" "laenitae".
وقد ذهب بعض الباحثين إلى أنها "مدائن صالح"، وذهب بعض آخر إلى أن "مدائن صالح"، هي "العلا" لا "الحجر". وفرق بعض آ خر بين موضع مدائن صالح و "العلا". وقد ذكر "بطلميوس" المدينة ايضاً، وذكرها المؤ رخ "اصطيفانوس البيزنطي" كذلك. وقدكانت من مواضع النبط المهمة، وقد عثرعلى خمس كتابات في مدائن صالح" خرج بعض الباحثين من دراستها الى أن "الحجر" هي من الأمان التي انشأها "المعينيون". وقد كان اسمها القديم "حجرا" "هجرا" او "حجرو" "هجرو"، و"ال- حجر" في الكتابات..
و "حجرو" و "ال - حجرو" هي "الحجر" في العربية. وقد ذكر هذا الموضوع في المؤلفات الغربية. وذكر "ابن حبيب" أن قوم ثمود نزلوا "الحجر". وذكرعلماء اللغة أن"الحجر" ديار ثمود ناحية الشام عند وادي القرى"، وهم قوم صالح النبي،وقد جاء ذكرالموضع في القرآن: "وقد كذب أصحاب الحجر المرسلين"، كما جاء ذكره في كتب الحديث. وقد تضاءل شأنها في الإسلام، حتى صارت قرية صغيرة في القرن العاشر للميلاد، ثم تركها أهلها، وتقع خرائبها اليوم بين "جبل اثلت" و "قصر البنت" وخط سكة حديد الحجاز، حيث تشاهد آثار حصن قديم وبعض بقايا أبراج وآثار سور، كما عثر على بقايا تيجان أعمدة قديمة وعلى مزولة شمسية، وعلى نقود يرجع عهدها إلى "الحارث الرابع". ويظهر من أسس بعض الدور أنها بنيت بالحجارة. أما الجدران، فقد بني أكثرها باللبن. وتقع خرائب "العلا" إلى الجنوب من "الحجر".
وقد عثر الباحثون على قبور من بقايا قبور الحجر القديمة، نقشت مداخلها وجدرانها بنقوش تدل على حذق ومهارة، ولا سيما المقبرة التي هي من القرن الأول للميلاد، ومن عهد الملك "الحارث الرابع". وقد تألفت من غرف نحتت في الصخور، ولبعضها دروب وطرق توصل بعضها ببعض.. وهي قبور لأسر، ومن هذه المقابر الموضع المعروف ب "قصر البنت"، وقد نحت في داخل تل، ويعد من أغنى تلك المقابر من الناحية الفنية، وله مدخل خارجي، ارتفاعه عشرون متراً. وقد زين بالزخارف والنقوش.
ويعدّ الموضع المعروف ب "ديوان" من الآثار القيمة الباقية من "الحجر". وقد عمل في "جبل اثلب". وهو معبد يذكرنا بمعابد "بطرا". وهو على قاعة ذات زوايا مربعة، عرضها عشرة أمتار، وعمقها اثنا عشر متراً،وارتفاعها ثمانية أمتار، ولها مدخل عرضه ثمانية أمتار و "35" سنتمتراً،وارتفاعه سبعة أمتار وزهاء خمسة سنتيمترات، على كل جانب منه عمود من حجر، جعلت زواياه مربعة أما الباب، فقد تلف. ويوصل إلى هذا المدخل مدرج. وهناك معبد آخر صغير يقع على مسافة "150" متراً إلى الجنوب من "جبل اثلب".
وقد وجدت في "القرية" بالحجاز وهي أطلال، مدينة قديمة على خمسة وأربعين ميلاً إلى الشمال الغربي من "تبوك" في أرض "حسمى" كتابات نبطية ويونانية، كما عثر على معبد قريب منها في البادية دعاه "موسل" "غوافة" و "روافة"، وجدت عليه كتاية نبطية يونانية طويلة ورد فيها اسم "مارقوس أورليوس انطونينوس" "marcus Aurelius Antoninus" و "لوقيوس أورليوس فيروس" "lucius Aurelius Verus". ويظهر إن هذه المدينة كان لها شأن في أيام النبط، ولا سيما في أواخر أيام مملكتهم، وان هذا المعبد كان قد ابتناه قوم ثمود في أوائل منتصف القرن الثاني للميلاد.
? الكورة العربية
ضمت "العربية النبطية" سنة "105" أو "6 0 1" بعد الميلاد. إلى الأملاك الرومانية وكوّ ن منها ومن أرضين أخرى ضمت إليها مقاطعة جديدة عرفت باسم "الكورة العربية" " Provincia Arabia" "المقاطعة العربية" وجعلت نحت حكم حاكم بلاد الشام المدعو "كورنليوس بالما " "a.cornelius Palma".. ولا يعلم على وجه التحقيق أعينَ الرومان والياً على هذه الكورة حال تكوينها، ام انها جعلت تحت ادارة حاكم "سورية" المباشرة ثم عينّ لها حاكم خاص. والمعروف إن اول وال " Legat"عين عليها انما عين في سنة "111" بعد الميلاد.
ولم تكن حدود "الكورة العربية" "المقاطعة العربية" ثابتة،بل كانت تتغير وتتبدل، وتتقلص وتتوسع تبعاً لمراكز الحكام ومنازلهم. ففي سنة "195" بعد الميلاد مثلاً أضيف اليها بعض الأرضين الجنوبية من مقاطعة "سورية الفينيقيه" "syria Phonice"، ولكن هذه الحدود تغيرت مراراً قبل هذا التاريخ وبعده. وتساعدنا "السكة الرومانية" التي أنشأها "تراجان" ثم وسعت فيما بعد مساعدة كبيرة في تعيين حدود ومساحة هذه المقاطعة. وقد أنشئت هذه السكة لأغراض عسكرية لتيسر للجيوش الرومانية الوصول بسرعة إلى المواضع المهمة من الوجهة العربية، ولتتمكن بواسطتها من السيطرة على الوطنيين وضبط الأمن.
ويمكن الاستدلال من أنصاب الأميال، التي وضعها الحاكم "قلوديوس سوريوس" "قلوديوس سفيروس" "claudius Severus"على هذه الطرق للوقوف بواسطتها على الأبعاد والمسافات والاتجاه، على معرفة طريقين مهمين: أولهما طريق جديد انتهى منه في سنة "111، للميلاد، يمتد من الحدود الشمالية للمقاطعة العربية أي من بلاد الشام إلى "بصرى" "bostra" ثم إلى "فيلادلفيا"،"عمان" "philadelphia"، ومنها في اتجاه الجنوب ثم الغرب على طريق "بطرا" حتى البحر الأحمر.
وثانيها الطريق الممتد من "فلادلفيا" ماراً ب "جرش" "gerasa" وربما ب "أذرح" "adra" نحو "بصرى" "bostra". وقد كان هذا الطريق معروفاً قبل سنة "105" للميلاد، غير انه اصلح وعمر، وربما حول إلى طريق عسكري في سنة "112" للميلاد، أي في أيام "تراجان".
وقد عرفت أسماء اكثر الحكام الذين تولوا منصب حاكم المقاطعة العربية من رومان وبيزنطيين،وردت أسماؤهم مدونة على أنصاب الأميال وفي الكتابات الأخرى التي عثرعليها في مواضع متعددة من هذه المقاطعة. وأولهم "كورنليوس بالما". وقد تبين أن الألقاب الرسميه التي كان يتلقب بها حكام هذه المقاطعة في القرن الثاني بعد الميلاد كانت من درجة الألقاب الرفيعه التي تمنح عادة لحكام مقاطعة "قيصرية" مثل لقب: "legatus Augusti Pro Praetore" أو "augustroum" تضاف إليه جملة: "concul Designatus" متى يكون الحاكم في درجة "قنصل" "consul"، وذلك يكون عادة بالنسبة الى حكام المقاطعات من درجة
legatus Pro Praetore" وقد يقتصر اللقب على كلمة" Consulares" اذا كان صاحبه قنصلاً. غير ان هذه الألقاب الرسمية لم تكن ثابتة، بل كانت تتغير بحسب اهمية الحاكم ومنزلته، والوظيفه. التي يشغلها، والزمان الذي حكم فيه.
وتفيدنا وثائق المجامع الكنسية التي انعقدت في أوقات مختلفة لمعالجة المشكلات الي جابهت الكنيسة، وحضرها ممثلون عن كنائس "الكورة العربية" فائدة كبيرة في تعيين أسماء مدن هذه الكورة وتأريخها ومن هذه المجالس مجلس "نيقية" ِ"nicaea" الذي انعقد في سنة "325" بعد الميلاد،ومجمع "انطاكية" "antiochia" المعقود قي سنة "341" بعد الميلاد، ومجمع " Sardica" الملتئم، عام "347" للميلاد، ومجمع "القسطنطينية" المنعقد عام "381" بعد الميلاد، ومجمع "أفسوس" ِ" Ephesus" المجتمع عام "431"، ومجمع "خلقدونية" "chalcedon" الذي انعقد في عام "451،"، للميلاد، ومجمع "القسطنطينية" المنعقد سنة "536" للميلاد، مجمع "القدس" الملتئم عام"536" لما بعد الميلاد، وغيرها من المجالس والمجامع الدينية.
وقد عثر على نقود ضربث في أيام الرومان والبيزنطيين في عدد من مدن العظيمة. وقد اشتهرت "أدرعات" بخمرها عند العزب، وقال عنها علماء اللغة إنها موضع بالشام تنسب إليه الخمور.
و "أذرعات" موطن "عوج" "og" ملك "باشان"، وكان جباراً قامة وبأساً، من سلالة الرفائيين، حاول أن يمنع مرور بني اسرائيل بأرضه، فاصطدم بهم بأذرعات، وتغلبوا عليه، فقتل هو وبنوه، وانقسمت مدنه الستون المحصنة بين "الرأوينين" و "الجاديين" ونصف سبط "منى". وتقع "اذرعات" في وادٍ يكوّن القسم الجنوبي من وادي "حوران" وعلى مسافة ستة أميال إلى الشرق من طريق الحج، وفيها كهوف عديدة وصهاريج كبيرة، وبها خرائب وآثار يقرب محيطها من ميلين يظهر أنها من عهد الرومان. ومن بقاياها "قناة فرعون"، وهي تأخذ مياهها من بحيرة صغيرة قرب موضه، "يابس" في حوران. ومسجد يشبه بناؤه "كاتدرائية" بصرى،. وآثار الشوارع والحوانيت التي كانت عليها، وموضع سوق. وعثر في خرائبها على كتابات باليونانية كما عثر فيها على نقود ضربت فيها من سنة "83" قبل الميلاد. وقد ألحقها "بومبيوس" "pompeius" بمقاطعة سورية الرومانية، وألحقها "تراجان" بالمقاطعة العربية، وذكر "أويسبيوس" "Eusebius" و "جيروم" انها من اشهر مدن "العربية"، وكان بها أسقف حضر مع من الأساقفة في المجالس الكنسية الني انعقدت في "سلوقية" "Seleucia" و "القسطنطينية" و "خلقدونية" "Chalcedon" "45 م".
بعضها إلى "دو شرى" "ذي الشرى" إلهَ النبط. كما صوّر على بعضها صور القياصرة الذين في أيامهم ضرب ذلك النقد.
و "باشان"، ومعناها "التربة الخفيفة"، مقاطعة من أرض كتعان واقعة شرقي الأردن بين جبلي حرمون و "جلعاد"، وسميت "باشان" من جبل في البلاد 2. وسكانها القدماء هم "الرفائيون" "Raphalite"، ولهم مملكة ذكر في التوراة من ملوكهم اسم الملك "عوج" الذي قتله الاسرائيليون، وهو المعروف ب "عوج بن عوق" عند أهل الأخبار، والمعروف ب "عوج بن عنق"،عند العوامّ. وقد ذكر الأخباريون انه رجل "ذكر من عظم خلقه شناعة"، وانه كان ولد في منزل آدم فعاش إلى زمن موسى، وقد قتله موسى. وقد أخدْوا أخبارهم هذه عنه عن أهل الكتاب، أو من وقوفهم على ما جاء في اسفار "التثنية" و "يشوع" و "العدد" عنه. وكان قد حاول منع الاسرائيليين من المرور بأرضه، فقتلوه، وجاء انه كان ينام على سرير من حديد طوله تسع أذرع وعرضه أربع أذرع، وذلك لبيان ضخامة جسمه. ونجد في الأسفار المذكورة مع بني اسرائيل ومقاومته لهم.
وكانت باشان تشمل حوران والجولان واللجاة، وكلها مؤلفة من صخور وأتربة بركانية، وتربتها خصبة، وماؤها غزير، ويحدها شمالاً أرض دمشق، وشرقاً بادية الشام، وجنوباً أرض "جلعاد"، وغرباً "غور الأردن"، ويخترق جانبها الشرقي جبل الدروز، وهو جبل "باشان" القديم. ويمر بالجولان سلسلة تلال من الشمال إلى الجنوب. أما مقاطعة "اللجاة"، فهي حقل من "اللافا" أي الصخر البركاني، سالت من" تل شيحان"، وهو فم بركان قديم بقرب شحبة.
ومن أشهر مدن "باشان" "الجولان" "Golan"، وهي من منطقة"الجولان" "Gaulanitis" وتعني الكلمة "الدائرة"، وأصلها مدينة "جولان" "وبها سميت المقاطعة. وتقع في "باشان"و "عشتاروت" "عشتروت" "بعشترة" "Aschtaroth"="Ashtoreth"="Be-Eshterah"،و يظهر ا نها "تل عشترة" "تل أشعرى" في الجولان. ومدينة "عشتاروت قرنايم" "Asther Karnaim" وهي "قرنيون" "Carnion" أو "قرنين" "Carnain" التي استولى عليها "يهوذا المكابي" "Judas Maccabaeus" سنة "64 ا" قبل الميلاد على ما يظن. وهي من مدن "الرفائيين" في "باشان"،. وقد اختلف الباحثون في مكانها في هذا اليوم، فذهب بعضهم إلى انها "الصمان" وذهب بعض أخر الى انها "قنوات" وذهب آخرون إلى انها "تل عشترة".
ويظهر أن كثيراً من "الباشانيين" كانوا يعيشون عيشة سكان المغاور والكهوف "Troglodytes"،إذ تبين أن قسماً منهم سكن الكهوف والمغاور، وسكن بعض منهم في نفاق وكهوف تحت الأرض يبلغ طولها "150" قدماً، وتتفرع منها أزقة تحت الأرض بجانبها بيوت تنفتح كواها في سقوفها، فهي في الواقع مدن تحت الأرض. وفضل نفر آخر السكنى في بيوت منقورة في الصخر. وسكن بعض منهم في بيوت منفردة مبنية من الحجر.
وأما "بصرى" وتعرف ب "Bostra"، فقصبة " حوران"، ومن أشهر مدنها. وقد عرفت في أيام الرومان ب "Nova Trajana.Bstra". وقد الحقت بالمقاطعة العربية في مبدأ تأسيس هذه المقاطعة، أي في أيام "تراجان"، ويعني هذا حدوث تغير في النظام الاداري لهذه المدينة في هذا العهد. ويرى بعض الباحثين أنها جعلت في درجة مستعمرة، أي " Colonia" قبل ايام "سويروس"، وبقيت في هذه المرتبة حتى عهد "سبتيميوس سويروس" "Septimius Severus" غير أن "هل" وآخرين يعارضون هذا الرأي ويرفضونه،. ويرون أن ذلك كان في أيام "سويروس اسكندروس"، لا قبله، وانها لم تعرف ب "Colonia Bostra Nova Traiana Alexandriana"إلا في أيامه. وأما في نقود "يولية مامية" "Julia Mamaea"، فقد دعيت ب "Colonia Bostra" كذلك. .
ملاك الشرق
&&&لا مستحيل عند أهل العزيمة&&& |
|