تبليغ عن مشاركة بواسطة alaa_eg (اخر مشاركة : alaa_eg - عددالردود : 1 - عددالزوار : 2 )           »          تبليغ عن مشاركة بواسطة alaa_eg (اخر مشاركة : alaa_eg - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          تبليغ عن مشاركة بواسطة alaa_eg (اخر مشاركة : alaa_eg - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          [ رَسَائِل ..إلَى مَا لانِهَايَة..] ! (اخر مشاركة : البريء - عددالردود : 705 - عددالزوار : 103615 )           »          دعونا نـ ـلون جدراننـ ـا بضجيج أقـ ـلامنــا (اخر مشاركة : البريء - عددالردود : 2080 - عددالزوار : 170029 )           »          سجل دخولك للقسم العام بـحـكـمـتـك لهذا اليوم (اخر مشاركة : البريء - عددالردود : 618 - عددالزوار : 92652 )           »          ســجـل حـضــورك بالصـلاة علـى النبي (اخر مشاركة : البريء - عددالردود : 72 - عددالزوار : 24295 )           »          سجل دخولك وخروجك بالاستغفار (اخر مشاركة : البريء - عددالردود : 81 - عددالزوار : 33915 )           »          همسات قبل حلول شهر رمضآن المبارك .. (اخر مشاركة : البريء - عددالردود : 9 - عددالزوار : 18891 )           »          عندك مشكلة..تفضل مع دكتوره دبدوبــ،،ــهـ (اخر مشاركة : البريء - عددالردود : 166 - عددالزوار : 58744 )           »         
 

 

منتديات حصن عمان

الرئيسية مركز التحميل المتواجدون الآن مشاركات اليوم
العودة   منتديات حصن عمان > الأبراج التربوية > برج التقارير والبحوث > الدراسات الاجتماعية
 

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

 
قديم 23-04-2010   #391
مراقبة الأبراج التربوية
 
الصورة الرمزية ملاك الشرق







مؤهلاتك بالحصن
  عدد نقاط تميزك بالحصن : 26790
  المستوى : ملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصف
ملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصف
  
عدد زياراتك للحصن:
عدد المرفقات :
  الحالة :ملاك الشرق غير متصل
 

 

!.. رسائلي ..!
 




 

من مواضيعي

الاوسمة

افتراضي

 

وقد ذهب الباحثون مذاهب عدة في تعيين موضع مدينة skenai، إن جاز التعبير عنها بلفظة "مدينة"، فذهب بعضهم إلى إنها "عُكْبرا"، وذهب بعض آخر إلى إنها "الحرة"، فالحرة بمعنى المخيم والمعسكر، وهو معنى قريب من معنى لفظة Skenai. وذهب آخرون إلى إنها "مسكين" أو "مسجين"، وهو موضع يقع شمال بغداد، أو "بيت مشكنة". ولكل رأي ودليل في أختياره لذلك المكان.
ويظهر من وصف "سترابو" لأحوإل "سكان الخيام"، أي الأعراب، انهم كانوا كثرة، وقبائل تنتقل جمع الماء والكلأ. أما ال Mailoi، فانهم كان منهم أشباه مستقرين، وآخرون مستقرون، تكاد منازلهم تكون ثابتة، ولهم نظام يمكن أن نسميه نظام حكومة، ويدير شؤونهم سادات منهم، يشرفون على أعرابهم ويرعون طرق القوافل التي تمر بأرضهم، لأنها تأتي لهم بفوائد كبيرة.
ومن الإمارات التي يرجع كثير من الباحثين أصول حكامها إلى أصول عربية: الحضر Hatra، و "إمارة حمص" Emesa و "إمارة الرُّها". Edessa، وتدمر، وإمارات أخرى. وهي إمارات لا يمكن أن نقول إن ثقافتها كانت ثقافة عربية



وان غالب سكانها كانوا من العرب، ولكننا نستطيع أن نقول إن العرب كانوا يتحكمون فيها، وان هنالك أدلة تزداد يوما بعد يوم، تزيد في الاعتقاد بأن العنصر العربي كان قوياً فيها، وان سكانها كانوا عرباً، ولكنهم تأثروا بالمحيط الذي عاشوا فيه، فتثقفوا على عادة تلك الأيام بثقافة بني إرم، واتخذوا من لسان بني إرم لساناً لهم في الكتابة، ومن قلم بني إرم قلماً لهم يكتبون به ويعبرون عن إحساسهم وشعورهم وعلمهم به.
أما "الحضر"، فهي اليوم آثار شاخصة في البرية بوادي الثرثار جنوب غربي الموصل، على بعد "145" كيلومتراً منها. ولعلماء الآثار آراء في أصل التسمية، فمنهم من ذهب إلى إنها من أصل إرمي، ومنهم من ذهب إلى إنها من أصل عبراني إرمي، ومنهم من رجح إنها من أصل عربي، بمعنى "الحرة" أي "العسكر"، وقد عرفت ب "اترا" Atra و Atrai في اليونانية، و ب "هترا" Hatra في اللاتينية. وهي "حطرا" في الكتابات التي عليها في الحضر.




ويرى "هرتسفلد" E. Herzfeld إن القبائل العربية هي التي أسست هذه المدينة، أسستها في القرن الأول قبل الميلاد حصنًا منيعاً أقام ساداتها فيه مستفيدين من الخلاف الذي كان بين الفرث واليونان، حيث استغلوه بذكاء وحنكة، فحصلوا على أموال من الجانبين، لما لموضعهم من الشأن العسكري والسياسي والاقتصادي. وكانوا كلما ازداد مالهم وبرزت أهميتهم، ازدادت المدينة توسعاً وبهاءً وعمراناً، حتى صارت مدينة كبيرة ذات شأن، سكنتها جاليات أجنبية أيضاً، أنجزت، وتولت الوساطة في البيع والشراء، ونقل تجارة آسية إلى تجار أوروبة، وتجارة أوروبة وحاصلاتها إلى تجار آسية.
وقد قوّت الكتابات الإرمية التي عثر عليها في "الحضر" سنة "1951 م" رأي "هرتسفلد"، القائل بأن الذين أسسوا هذه المدينة هم قبائل عربية، وذلك لورود أسماء عربية فبها مع أسماء إيرانية و إرمية. وقد وجد أن نسبة الأسماء العربية تزيد على نسبة الأسماء العربية في كتابات مدينة "تدمر"، وهي مكتوبة بلغة "بني إرم" كذلك، وهذا مما يدل على وجود جالية عربية قوية في الحضر. ولكن ذلك لا يعني في الزمن الحاضر أن غالب السكان كانوا عرباً.






وقد نُعت رئيس معبد الحضر الكبير ب "سادن العرب"، على غرار تلقيب ملوك الحضر أنفسهم ب "ملوك العرب". واسم هذا السادن، هو "افرهط"، و قد قال عن نفسه: "رب ي تا دي عرب"، أي: "أفرهط سادن العرب"، وذكر مترجم النص أن المألوف في كتابات الحضر أنها لا تنسب الكاهن إلى عبدة الإلَه أي المتعبدين، ولكن تنسبهم إلى الآلهة، بأن يكتب "سادن الإلهَ..."، لا "سادن عبدة الإلهَ..."، كما هو في هذا النص، ويرى مترجمه أن "أفرهط" قد خالف المألوف، وخالف عادة القوم، تقليداً لما فعله الملك "سنطروق" ملك الحضر من تلقيب نفسه ب "ملك العرب" "ملك الأعراب".
وقد عثرت مديرية الآثار العامة في العراق على نص وسمته ب "79" من النصوص التي عليها في الحضر، جاء فيه اسم المدينة "الحضر"، لأول مرة، فلم يسبق ورود هذا الاسم في نصوص سابقة. وقد ورد على هذا الشكل: "حطرا"، على نحو ما ينطق به في لغة "بني إرم"، كما وردت فيه جملة: "و بالحظوظ العائدة إلى العرب"، وهي جملة ذات دلالة مهمة بالطبع، لأنها تشير إلى العرب ووجودهم في هذه المنطقة، كما ذكر فيه "عربايا" "عربواو"، و لأسم إقليم "عربايا" شأن كبير، لأنه نسبة إلى العرب، وفيه تقع مدينة الحضر

 

ملاك الشرق


&&&لا مستحيل عند أهل العزيمة&&&
ملاك الشرق غير متصل  
 
 

 
قديم 23-04-2010   #392
مراقبة الأبراج التربوية
 
الصورة الرمزية ملاك الشرق







مؤهلاتك بالحصن
  عدد نقاط تميزك بالحصن : 26790
  المستوى : ملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصف
ملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصف
  
عدد زياراتك للحصن:
عدد المرفقات :
  الحالة :ملاك الشرق غير متصل
 

 

!.. رسائلي ..!
 




 

من مواضيعي

الاوسمة

افتراضي

 

أما أسماء ملوك الحضر، فهي أسماء غير عربية النِّجار، يظهر على بعضها أنها إيرانية، وعلى بعض آخر أنها إرمية. غير إن علينا إن نفكر في أن التسميات لا يمكن إن تكون أدلة يستدل بها على أصل الناس. فقد كانت العادة تقليد الأجانب وعاداتهم في اختيار أسماء، ولا سيما عند الحكام والملوك. فقد كانوا يختارون لهم في كثير من الأحيان أسماءً أو ألقاباً من الدول القوية التي تتحكم في شؤونهم و التي لها سلطان عليهم. فقد لقب جماعة من ملوك "اليطوربين" أفسهم ب "بطلميوس" ولقب نفر منهم أنفسهم ب "ليسنياس" Lysanias و ب "فيلبيون" Philippion، وهي من التسميات اليونانية، مع أن اليطوريين ليسوا يونانيين. كذلك نجد اللحيانيين يقلدون اليونان، فيلقبون أنفسهم ب "بطلميوس"، مع أنهم عرب، و هكذا قل عن أهل "الرها" و "تدمر" وأمثالهم فإنهم هم وملوكم قد قلدوا اليونان في أسمائهم وفي اتخاذ ألقاب يونانية لهم، وهم مع ذلك لبسوا من اليونان، ولهذا لا نستطيع أن نحكم على اصل الإنسان استناداً إلى الألقاب والأسماء. وينطبق هذا الرأي على ملوك الحضر أيضاً ت فإن "سنطروق" وهي تسمية إيرانية فرثية، لا يمكن أن تقوم دليلاً على إن أصله من الفرث.




يلاحظ إن كثيراً من كتابات الحضر، لا يكتفى فيها بذكر اسم الشخص واسم أبيه، و إنما يذكر فيها اسم جده أيضاً، و اسم والد جده أحياناً. وقد عثر على كتابة ورد فيها اسم ستة أجداد. وتجد هذه الطريقة في الكتابات الصفوية كذلك، وقد استدل "اينو ليتمان" E. Littmann من طريقة تدوين الصفوبين لأنسابهم على هذه الصورة على انهم عرب، لأن العرب يعتنون بالنسب أكثر من عناية غيرهم به، فيذكرون أسماء الآباء والأجداد. ولذهاب بعض أهل الحضر هذا المذهب في تدوين أنسابهم، رأى بعض الباحثين إن أصحاب هذه الكتابات هم من أصل عربي.
وما زال تأريخ الحضر غامضاً ناقصاً، فيه فجوات واسعة، لم تملأ حتى الآن. ويرئ الذين عنوا بدراسة تأريخها إنها تعود إلى القرن الأول قبل الميلاد، وربما امتد تأريخها إلى ما قبل ذلك. وأما ازدهارها، فقد كان في أيام "الفرث" Parthians، وهم "الاشكانيون" و "ملوك الطوائف" في الكتب العربية. وقد عاركت "الرومان" و "الساسانيين" " وتعرضت للخراب والدمار في أيام "سابور" المعروف ب





سابور الجنود" في الكتب العربية، وذلك سنة "241" للميلاد. ولم تتمكن بعد هذا الحادث من استعادة نشاطها وقوتها، فذكر إن جيشاً رومانياً مرّ بها سنة "363" للميلاد، فوجدها خراباً.
ومن ملوك الحضر، الملك "سنطروق"، وقد ورد اسمه في طائفة من الكتابات. ويظهر انه كان مؤسس سلالة ملكية من السلالات التي حكمت هذه المدينة. وقد عرف أبوه باسم "نصرو مرى" "نصر". ولعله كان أول من ملك الحضر. ويظهر إن أباه لم يكن ملكاً، ولكن كان كاهناً. وقد ورد اسمه في نص رقم برقم "82" من نصوص الحضر، مؤرخ بسنة "388" من التقويم السلوقي، الموافق لسنة "77" للميلاد. ومعنى هذا إن الملك "سنطروق" كان يحكم في النصف الثاني من القرن الأول للميلاد. ولا يستبعد إن يكون قد حكم قبل هذا العهد. ويعد هذا النص من اقدم النصوص المؤرخة التي عليها في هذه المدينة.
وقد عثر على كتابات أخرى، ورد فيها: "سنطروق ملك بن نصرو مريا"، و لورود جملة "ملك العرب" بعد اسم الملك شأن كبير بالطبع، لأنها توضح علاقة هذا الملك بالعرب بكل جلاء.




وقد أمكن الحصول في هذا اليوم على أسماء عدد من حكام الحضر. منهم: "اورودس" "ورود"، وكان يلقب بلقب "مريا"، افي "السيد" و "الرئيس"و "نصرو" "نصر"، وقد لقب بلقب "مربا" كذلك. وهو ابن "نشرى هبه" "نشرى هاب" و والد الملك "سنطرق" "سنطروق" الموسوم ب "الأول". ثم "ولجس" "ولجش" "ولوجس"، وقد لقب ب "مريا" أي "الرئيس" في أحد النصوص وبلقب "ملكا ذي عرب"، أي "ملك العرب" "ملك الأعراب"، في نص آخر. مما يدل على أنه عاف لقب "مريا"، أي السيد أو الرئيس، الذي لقب به في أول عهده بالحكم، وهو لقب أسلافه، واستبدله بلقب "ملك". وهو أضخم من لقب "مريا" بالطيع.
وقد عثر على تمثال كتب على قاعدته جملة: "تمثال ولجش ملك العرب". وقد أقام ذلك التمثال وأمر بتسطير الكتابة "جرم اللات بن حي".
ثم الملك "سنطرق" "سنطروق" الأول، وهو ابن "نصرو" "نصر" "نصر ومريا"، وقد لقب ب "ملكا دي عرب"، أي "ملك الأعراب" وقد كان حكمه في النصف الثاني من القرن الأول بعد الميلاد "77 = 78 م".
ثم الملك "عبد سميا"، الملقب بلقب "ملكا ذي عرب" "ملكا دي عرب"، وهو والد الملك "سنطرق" "سنطروق" الثاني.
والملك "سنطرق" "سنطروق" الثاني، وهو ابن الملك "عبد سميا"، هو والد ملك آخر اسمه "عبد سميا" كذلك. وملك آخر اسمه "معنا" "معنى" أي "معن" في عربيتنا.




ولعل "تراجان" "98 - 117 م" الإمبراطور الروماني ذا المطامع الواسعة في الشرق الأدنى، كان قد فكر في الاستيلاء على الحضر في عهد "سنطرق" "سنطروق" أو أيام "عبد سميا" 0 إذ عثر على منار في طريق سنجار دوّن عليه اسمه، يشير إلى وصوله إلى هذه المواضع من العراق. ولكن الرومان لم يتمكنوا من الاستيلاء على الحضر، وبعد إن حاصروها مدة، تراجعوا عنها، لأنهم وجدوا صعوبة في فتحها، وعادوا إلى "أنطاكية".
وقد ورد في النص "139" اسم "نشرى هب"، وهو ابن "نوهرا"، وهو ابن "سنطرق" "سنطروق"، الملقب بلقب "ملكا" أي "الملك".
ويظن إن حكم "اثل ملكا"، أي الملك "اثل" "أثال" أو "اثال الملك" بتعبير اصح، والذي ورد اسمه في النصوص، دون إن يذكر اسم والده، كان يحكم الحضر في منتصف القرن الثاني للميلاد، أو في النصف الثاني منه، و هو ملك لا نعرف صلته بالملوك المتقدمين.








واما "برسميا"، فقد كان من معاصري "سبتيميوس سفيروس" Septimius Serverus الذي كان حكمه في حوالي السنة "193" إلى السنة "211" بعد الميلاد. وكان من خصومه المزعجين. فقد صبر بجنوده ودافع معهم عن أسوار مدينته حتى اكرهه على فك الحصار عن الحضر وعن التراجع عنها، بسبب العطش الذي اثّر في جيشه، على حين كان الماء كثيراً في المدينة مخزوناً عندهم. وبسبب ا لمقاومة العنيفة التي أظهرها الفرسان العرب، و إلقاء أهل الحضر، قنابل النفط على جيوش الرومان ومقاومتهم مقاومة عنيدة حملت الرومان على التراجع عن المدينة وفك الحصار عنها.
ولما ظهرت الدولة الساسانية كانت الحضر على صلات طيبة بالرومان. وكانت تلعب دوراً خطيراً في عالم التجارة لموقعها المهم بالنسبة لطرق القوافل لذلك الوقت، فتحرش بها الساسانيون وغزوها، ثم دمروها في الأخير، وكان سبب ذلك هو أن "اردشير" الأول، مؤسس الدولة الساسانية ومهدم كيان الدولة الأشكانية، دولة الفرث، لما انتصر على دولة الفرث، حارت الدويلات الصغيرة، وفي جملتها حكومة الحضر، في أمرها،





وظنت أن النصر سيكون للفرث، فوقفت موقف الحذر من الساسانيين، ورأى ملك الحضر "الضيزن" أن من الأصلح له إن ينضم إلى الرومان الذين كانوا قد توجهوا نحو الشرق، واستولوا على "ميديا"، وان يهاجم الفرس. فهاجمهم وتغلب عليهم في معركة "شهر زور" كما تذكر الموارد العربية، وأسر بنتاً من بنات ملك الفرس. وكان ذلك في حوالي السنة "232" للميلاد تقريباً. فسار "سابور" الأول، وهو "سابور الجنود"، وهو ابن الملك "أردشير الأول"، إلى الحضر يريد الانتقام من "الضيزن"، فتحصن "الضيزن"، وأناخ "سابور" على حصنه أربع سنين، من غير أن يتمكن من فتحها، ثم إن ابنة للضيزن اممها "النضيرة" رأت "سابور" فوقعت في حبه، فراسلته و أرشدته إلى طريقة يمكن بها من إحداث ثغرة في سور المدينة فقتحها، واستولى عليها وقتل أباها، وأباد أهل المدينة، وأخذ "سابور" النضيرة فأعرس بها بعين التمر، ثم تذكر خيانتها "فأمر رجلا فركب فرساً جموحاً، ثم عصب غدائرها بذنبه، ثم استركضها فقطعها قطعاً".
وقد تعرض "الطبري" لمدينة الحضر، فقال: "وكان بحيال تكريت بين دجلة والفرات مدينة يقال لها: الحضر، وكان بها رجل من الجرامقة، يقال له: الساطرون، وهو الذي تقول فيه أبو دواد الإيادي: وأرى الموت قد تدلى من الحض ر على ربّ أهله الساطـرون
والعرب تسميه الضيزن، و قيل: إن الضيزن من أهل باجرمى.




وزعم هشام بن الكلبي انه من العرب من قُضاعة، وانه الضيزن بن معاوية ابن العبيد بن الأجرام بن عمرو بن النخع بن سليح بن حُلوان بن عمران بن الحاف ابن قضاعة، وان أمه من تزيد بن حلوان اسمها جيهلة، وانه إنما كان يعرف بأمه. وزعم انه ملك ارض الجزيرة، وكان معه من بني عبيد بن الأجرام وقبائل قضاعة ما لا يحصى، وان ملكه كان قد بلغ الشام، وانه تطرّف من بعض السواد في غيبة كان غابها إلى ناحية خراسان سابور بن أردشير. فلما قدم من غيبته اخبر بما كان منه، فقال: ذلك من فعل الضيزن، عمرو بن إلة بن الجُدّى بن الدهاء بن جشم بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة... فلما اخبر سابور بما كان منه، شخص إليه حتى أناخ على حصنه، وتحصن الضيزن في الحصن، فزعم ابن الكلبي انه أقام سابور على حصنه أربع سنين لا يقدر على هدمه ولا على الوصول إلى الضيزن. ثم ذكر قصة ابنة الضيزن مع سابور وخيانتها لأبيها وكيف كان مصيرها.
ويذكر "الطبري" في روايته التي يرفعها إلى "ابن الكلي"، إن سابور أباًد أفناء قضاعة الذين كانوا مع الضيزن، فلم يبق منهم باق، و أصيبت قبائل من بني حلوان، فانقرضوا ودرجوا. ثم ذكر في ذلك شعراً نسبه إلى "عمرو بن إلة"، وكان مع الضيزن.

 

ملاك الشرق


&&&لا مستحيل عند أهل العزيمة&&&
ملاك الشرق غير متصل  
 
 

 
قديم 23-04-2010   #393
مراقبة الأبراج التربوية
 
الصورة الرمزية ملاك الشرق







مؤهلاتك بالحصن
  عدد نقاط تميزك بالحصن : 26790
  المستوى : ملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصف
ملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصف
  
عدد زياراتك للحصن:
عدد المرفقات :
  الحالة :ملاك الشرق غير متصل
 

 

!.. رسائلي ..!
 




 

من مواضيعي

الاوسمة

افتراضي

 

وروى "ابن خلدون" إن الملك بالحضر كان لبني العبيد بن الأبرص بن عمرو ابن اشجع بن سليح، وكان آخرهم "الضيزن بن معاوية بن العبيد" المعروف بالساطرون. وذكر "البكري" إن "سابور ذا الأكتاف" لما أغار على الحيرة و هزم أهلها، سار معظمهم إلى الحضر، يقودهم "الضيزن بن معاوية التنوخي" فنزلوا به، وهو بناء بناه الساطرون الجرمقاني، فأقاموا به مع الزباء، فكانوا رب لها وولاة أمرها. فلما قتلها "عمرو بن عدي"، استولوا على الملك حتى غلبتهم غسان. وقد فرق البكري بين الضيزن و الساطرون.
وقد ورد في أثناء القصص المروي عن الضيزن والحضر شعرٌ نسبوا بعضه إلى "أبي دُواد الإيادي"، و بعضه إلى "الأعشى ميمون بن قيس"، وبعضاً آخر إلى "عمرو بن إلة" وبعضاً إلى "عدي بن زيد العبادي". ونجد في شعر الأعشى، خبر حصار "شاهبور الجنود" حولين للحضر، وذكر "عدي ابن زيد العبادي" في شعره أن صاحب الحضر شاد حصنه بالمرمر، وجلله كلساً، وللطير في ذراه وكور. ثم باد ملكه، فصار بابه مهجوراً، بعد أن كانت دجلة تجبى له والخابور. وهو من هذا الشعر الحزين الذي يغلب عليه طابع الموعظة واحتقار الدنيا وازدرائها، سر طابع أغلب الشعر المنسوب إلى الشاعر البائس.



و الساطرون، هو "سنطروق" في كتابات الحضر حرّف، فصار الساطرون عند أهل الأخبار. وهو لفظ إيراني الأصل انتقل من اللسان الإيراني إلى لغة بني إرم، فصار "سنطروق"، وصير "سنتروسس" في اللغة الإغريقية. وقد عرف بهذا الاسم أحد الملوك الفرث "الاشكانيين" "سنة 76 أو75 - حتى 70 أو 69 ق. م." .
وإذا أخذنا برواية "الطبري" من أن "الساطرون" كان من الجرامقة، فمعنى ذلك أنه كان من "بني إرم"، أي من الآراميين. و هم سكان "جرمقايا" "جرمقايه" الواقعة شرق دجلة جنوب "الزاب" الصغر، وقد عرفوا بالجرامقة نسبة إلى هذه الأرض. وإذا أخذنا بروايته ايضاً من أن الساطرون كان يعرف بالضيزن، وأن "الضيزن" هو من أهل "باجرمى"، فإن في الرواية الثانية تأييد للرواية الأولى من إن الساطرون كان من بني إرم، ولم يكن من العرب.
غير إن "ابن الكلبي" يقول انه من العرب وانه من قضاعة من جهة الأب، وانه من "تزيد" من جهة الأم، وانه ملك ارض الجزيرة، وان ملكه بلغ الشام، وكان معه من "بني عبيد بن الأجرام" و قبائل قضاعة. وانه انتهز فرصة غاب "سابور بن أردشير" إلى ناحية خراسان، وتطرف في بعض ناحية السواد، فلما قدم "سابور" من غيبته اخبر بما كان منه، فشخص إليه حتى أناخ على حصنه أربع سنين في رواية "ابن الكلبي"، وحولين كما جاء في شعر "الأعشى" .
وقد أنكر "نولدكه" رواية "ابن الكلبي" بشأن حصار "سابور" للحضر.




وقد كانت الحضر قد فتحت في عهد "أردشير" الأول، وذلك قبل وفاته في سنة "241" للميلاد. و كان ابتداء حكم "سابور" الأول سنة "241"، لذلك رأى "نولدكه" وغيره إن قصة "الضيزن" لا علاقة لها بهذا "السابور"، بل بملك آخر من ملوك الساسانيين. وان "الضيزن" المذكور كان رئيساً من رؤساء قبائل عربية متنفذة كانت تغير من "الجزيرة" و من الغرب على ارض السواد.
ورجحوا كون "سابور" أهل الأخبار هو "سابور" الثاني الذي حكم من سنة "309" حتى سنة "379" ل!ميلاد. وقد عرف هذا الملك بغزوه للعرب، وهو صاحب "الأنبار" و "خندق سابور" الذي حفره لحماية الأرض الخصبة المأهولة من هجمات الأعراب. وقد كان هذا الملك قد غزا "خراسان" وغزا ارض بكر وتغلب التي تقع بين الروم والفرس "المناظر"، وحيث كانت تنزل قضاعة.
وقد رأى بعض الباحثين إن تعبير "سابور الجنود" "شاهبور الجنود" الوارد في شعر "الأعشى" و "عمرو بن إلة" تعبيراً يشير إلى إن "سابور" المذكور لم يكن ملكاً، بك كان قائداً من قادة الجيش، وان هذا التعبير هو ترجمة لمصطلح "اصبهبذ" Spahbad الذي يعني "صاحب الجيش".





وان المقصود به رجل اسمه "شابور" "سابور" وكان بدرجة "اصبهبذ" "اسبهبذ" على "الري"، وذلك في أيام "قباذ" الأول "488 - 531م". و أما "الضيزن"، فهو عامل من العمال العرب من سادات القبائل، قد لم يكون "طيزانيس" الذي كان في أيام "قباذ"، الذي يجوز أن يكون صاحب المدينة المسماة "طيزن آباد" و "مرج الضيازن" على الفرات.
ومن القبائل التي ورد اسمها في كتابات الحفر، قبيلة عرفت ب "بني تيمو" "بني تيم". و هي قبيلة قد تكون لها صلة بقبيلة ورد اسمها في كتابات عثر عليها في وادي حوران بالعراق، وفي كتابات عثر عليها في تدمر. ويظهر أنها كانت من القبائل المعروفة في الجزيرة وفي بادية الشام في القرن الأول قبل الميلاد فما بعده، ويدل اسمها على أنها من القبائل العربية المتنقلة التي انتشرت بطونها في منطقة واسعة في ذلك العهد.
هذا ما عرفه أهل الأخبار عن الحضر و عن أهل الحضر. فهم على رأيهم من عرب قضاعة نزلوا هذه المواضع في زمن لم يحددوه، وأقاموا هناك.



ولا أظن إن ما أورده "ابن الكلبي" عن الحضر قد جاء به من عنده، فلا بد أن يكون قد أخذه من موارد فارسية أو ارمية، وأغلب ظني انه اخذ ذلك عن أهل الحيرة، وقد كان لرجال الدين فيها من النصارى علم بالتواريخ، أخذوا علمهم هذا من موارد متعددة، وعنهم نقل ما أورده عن الحضر.
وأما مملكة "الرها" Edessa، وتعرف ب "أورفة" "أُرفه" أيضاً، فإن معارفنا عنها من ناحية صلتها بالعرب لا تزال ضئيلة، وهي من مدن الجزيرة العليا. وقد أزهرت قبل الميلاد، وظهرت مثل جملة مدن في هذه المنطقة، منها: "بتنى"، ونصيبين، و "سنكارا" Singara أي "سنجار".
وقد أدخل "بلينيوس" "الرها" Edessa و Carrhoe=Callirhoe في جملة مدن "العربية". ويقال للرها "أورهة" Orrhoe=Orhai في السريانية. وهي من "ديار مضر" المعروفة باسم Orrhoene=Osrhoene قديماً. وهي Orroei في تأريخ "بلينيوس". ومن جملة الأرضين الداخلة في العربية، ومن المدن التي جدد بناءها "سلوقيوس الأول" Seleuces. وعرفت أيضاً باسم "انطوخيه"، نسبة إلى "انطيوخس" Antiochus الرابع.





وقد تكوّنت في القرن الثاني قبل الميلاد مملكة في هذه المقاطعة، مقاطعة Osrhoene=Orrei. مملكة عَدَّ الكتبة اليونان والرومان ملوكلها من العرب، وعدّوا سكانها عرباً كذلك، و يعزو "روستوفتزيف" Rostovtzeff سبب تكوّنها إلى حالة الفوضى التي ظهرت في "ما بين النهرين" على أثر انحلال دولة السلوقيين و احتلال الفرث "الاشكانيين لها" . وذكر "بروكوبيوس" إن هذه المقاطعة إنما دعيت Osroes نسبة إلى ملك اسمه Osroes كان يحكم هذه الأرض في الأيام الغابرة، وكان حليفاً للفرس.
وقد وجدت أسماء ملوك "الرها" مرتبة ترتيباً زمنياً بحسب حكم الملوك في "حولية الرها" Edessene Chronicle المدونة حوالي سنة "540" بعد الميلاد، وفي حولية أخرى هي "حولية زقنين" على مقربة من "آمد" المدونة حوالي سنة "775" بعد الميلاد، كما وجدت أسماء بعضهم على نقود ضربت في أيامهم. ويظهر من دراسة هذه الأسماء إن بينها أسماء عربية نبطية، مثل: "معنو"، وهو "معن"، و "بكرو"، و هو "بكر"، و "عبدو"، و هو "عبد"، و "سحرو"، أو "سهرو"، أو "سهر"، أو "سحر"، و "أبجر"، و "مزعور"، أو "مذعور"، و "وائل". وقد استدل بعض الباحثين من تسمي ملوك "الرهاء" بأسماء عربية، ولا سيما الملوك الأولين منهم، ومن نص "بلينيوس" على إن كورة Osrhoene هي كورة عربية، ومن الوضع السياسي العام في الجزيرة Mesopotanmia




القرن الثاني وما بعده قبل الميلاد، إذ كانت القبائل العربية قد توغلت في هذه المنطقة، استدل من كل ذلك على إن أهل الرها وحكامها كانوا من اصل عربي.
وقد نسب بعض أهل الأخبار بناء "الرها" إلى رجل سموّه "الرهاء بن البلندي بن مالك بن دعر" "ذعر"، أو إلى "الرهاء بن سبند بن مالك بن دعر بن حجر بن جزيلة بن لخم". وذكر "ياقوت" نقلاً عن "يحيى بن جرير النصراني" إن اسم "الرها" هو "أذاسا" في الرومية، وقد بنيت في السنة السادسة من موت الإسكندر، بناها الملك "سلوقس". وقد أخذ "يحيى ابن جرير" قوله هذا من كتب سريانية أو يونانية ولا شك. وقد انتزعها المسلمون في سنة "639 م" من ايدي الروم.
ومن آلهة "الرها"، الإلهان: Azizus=Azizos و Monimos، ويرى "موردتمن" Mordtmann أن اسمي هذين الإلهين ليسا إرمين ظ ولكنهما عربيان أصليان، وأن أحدهما وهو Azizus - هو عزيز، والآخر - وهو Monimos- هو عربي كذلك، وهم منعم. ودليله على ذلك ورود اسميهما في الكتابات اليونانية التي عثر عليها في "الكورة العربية" Provincia Arabia. وهما في رأيه من الهة عرب هذه المنطقة، وإن أضافهما بعض الكتاب إلى السريان الوثنيين. والإله "بعل" و "نبو".



وللرها شأن خطير في الأدب السرياني والأدب النصراني و تأريخ النسطورية، وقد أزهرت هذه المدينة خاصة في أواسط القرن الرابع و في القرن الخامس، للميلاد. وتنسب إلى ملكها "أبجر" Abgar رسالة قبل إنه بعثها إلى "المسيح" ومراسلات مع الحواريين الأولين.
ويراد ب "كاليرهو" Kallirrhoe=Callirhoe الموضع الذي يعرف اليوم باسم "بركة إبراهيم "نبع خليل الرحمان".
وذكر "بلينيوس" أن سكان "الجزيرة" Mesopotamia, Arabes,Qui Praetavi Vocantur عرباً، مقرهم Singara، أي سنجار. وهو موض قديم كان معروفاً في أيام الآشوريين. ويظن أن "تراجان" نزل به في أثناء سيره على الحضر س قطيسفون Ktesiphon.
أما Emesa=Homesa=Hemesa أي حمص، فيشبه تأريخها من أوجه عديدة تأريخ مدينة تدمر. فقد حكمتها أسرة عربية، و أزهر تأريخها في الزمن الذي أزهرت فيه حكومات المدن الأخرى التي ظهرت على اثر المضعف الذي حل بالسلوقيين. وتقع في السهل الذي يرويه نهر العاصي Orontes وعلى مسافة ميل منه.






وعرفت ب Emesa أيضاً عند اليونان والرومان. وفي أيام "بومبيوس" كانت مدينة Arethusa المجاورة لحمص، وهي "الرستن"، مقر أسرة عربية حاكمة. وفيها ولد القيصر Elagabalus. وبلغت أوج ازدهارها في أيام "سبتيموس سفيروس" Septimius Severus وفي أيام Elagabalus اسكندر سفيروس Alexander Severus، و كانت أسقفية في عهد البيزنطيين.
وقد استدل بعض الباحثين من صُوَر أسماء ملوك حمص على أصلهم العربي. فالأسماء Sampsigeramus و Iamblichus=Jamblichus و Azizus و Soemus هي أسماء تحمل طابعاً عربياً خالصاً. وهي أسماء ترد في نصوص صفوية، و في نصوص عربية أخرى أيضاً، مما يحملنا على الذهاب إلى إن ملوك حمص هم عرب كذلك. فالاسم الأول و هو Sampsigeramus يمكن إن يقرأ "شمس جرم"، والاسم Jamblichus يمكن إن يكون "يملك" أو "جميل" أو ما شابه ذلك، والاسم Azizo هو "عزيزو"، أي "عزيز"، و أما الاسم Soemus، فيمكن إن يكون "سخيم" أو "سهيم" أو ما شاكل ذلك.
وقد كان حكام "حمص" المذكورين كهنة يخدمون هيكل "الشمس"، شأنهم في ذلك شأن سادات القبائل العربية الذين كانوا كهنة يخدمون آلهة القبيلة ويتحدثون باسمها بين أتباعهم.




وقد ذكر "اصطيفانوس البيزنطي" أن شيخاً عربياً اسمه "مانيكو" Maniko كوّن مشيخة في Chalcis أي "قنسرين" من بلاد الشام.
وكانت القبائل العربية قد استقرت في هذه المنطقة قبل أيام "اصطيفانوس" بمدة طويلة. وفي "الحيار"، وهي من أعمال قنسرين، اصطدم الغساسنة بالمناذرة في سنة "554" بعد الميلاد، فانتصر الغساسنة على خصومهم انتصاراً كبيراً. ولما استولى الفرس على "قنسرين" وانتزعوها من البيزنطيين، كان للقبائل العربية سلطان واسع في مناطق قنسرين وحلب ومنبج وبالس.
ويعد "اليطوريون" Ituraean من القبائل العربية اليدوية، وهي في التوراة من نسل "إسماعيل". وهم من نسل "يطور" ابن إسماعيل. وتقع أرضهم بين "اللجاة" Trachonitae والجليل، وتسمى "جدورا"، و تقع في جنوب غربي دمشق. وهي من المناطق التي امتزج فيها العرب ببني إرم.
وقد توسع اليطوريون فدخلوا لبنان، وسكنوا البقاع Massyas، واستولوا على "بعلبك" Heliopolis، وتوسعوا نحو الغرب حتى هددوا "جبيل" Bybols وبيروت Berytos. وذلك في أيام ملكهم المعروف ب "بطلميوس" Ptolmaios ابن Mennaios.

 

ملاك الشرق


&&&لا مستحيل عند أهل العزيمة&&&
ملاك الشرق غير متصل  
 
 

 
قديم 23-04-2010   #394
مراقبة الأبراج التربوية
 
الصورة الرمزية ملاك الشرق







مؤهلاتك بالحصن
  عدد نقاط تميزك بالحصن : 26790
  المستوى : ملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصف
ملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصف
  
عدد زياراتك للحصن:
عدد المرفقات :
  الحالة :ملاك الشرق غير متصل
 

 

!.. رسائلي ..!
 




 

من مواضيعي

الاوسمة

افتراضي

 

وقد استدل بعض العلماء من حشر التوراة اليطورين في "الإشماعيليين" ومن اسم Mennaios وهو اسم والد الملك "بطلميوس" الذي عاش في القرن الأول قبل الميلاد، ومن عثورهم على أسماء يطورية في كتابات لاتينية يونانية تشير إلى إنها أسماء عربية الأصل، استدلوا من هذا كله على انهم من العرب، وان كانوا قد تأثروا بثقافة بني إرم. فقد تأثر بهذه الثقافة اكثر العرب الشماليين.
ويعلق بعض العلماء أهمية كبيرة على أسماء الأشخاص في إثبات أصولهم. ووجهة نظرهم هذه في الأسماء، هي التي جعلتهم يذهبون إلى إن من ذكرناهم هم عرب في الأصل، فان الطابع الظاهر على أسمائهم هو طابع عربي. وترد تلك الأسماء في الكتابات الصفوية حكم و أصحابها هم عرب من غير شك، وان دوّنوا بقلم نبطي و بلغة نبطية. فالنبط أنفسهم هم عرب، كما أشرت إلى ذلك في مواضع من هذا الكتاب، وكما سأشير إلى ذلك في مواضع تأتي.
إن تدوين أهل الشرق الأدنى لأفكارهم ولما يجول في خاطرهم بلغة بني إرم وقلمهم، جعل من العسير على الباحثين الحكم في أصول الشعوب التي دوّنت بتلك اللغة والتي عاشت في الهلال الخصيب.





ويدفعنا هذا التدوين إلى وجوب اتخاذ موقف حذر ومتأن في إبداء آراء قطعية في أصول من ذكرنا، فنظرية الحكم على أصول الناس استناداً إلى أسمائهم وان بدت إنها نظرية معقولة مقبولة، لكنها مع ذلك غير علمية. فأكثر أسماء المسلمين في هذا اليوم هي أسماء عربية خالصة، ما في ذلك شك، فهل يجوز لنا أن نستنبط من هذه الأسماء بأن حملتها هم من اصل عربي? ثم إن علينا أن نتذكر إن أسماء القبائل والأشخاص عند الشعوب السامية هي، متقاربة ومتشابهة، وهي واحدة في كثير من الأحيان، بل إن علينا إن نتذكر إن ثقافة تلك الشعوب و آراءها متقاربة، و يعني هذان إن من الواجب علينا ألا نتسرع فنحكم بأن ذلك مأخوذ من هذا الشعب أو من تلك الشعوب، وان ذلك الشعب أو هذا هو الأصل، فمسألة تشابه الأسماء و تقارنها في النطق، لا يمكن أن تكون في نظري ميزاناً توزن به أصول الناس. و هل يعقل إن يكون الأعاجم المسلمون عرباً، لأن أسماءهم عربية، أو إن زنوج الولايات المتحدة هم من أصل أوروبي لأن أسماءهم أوروبية? ويتصل الحديث عن هذه الإمارات بالحديث عن "تدمر" المدينة المعروفة ب "بالمرا" Palmyra عند الغربيين الذين ورثوا هذه التسمية من الإغريق و اللاتين. وهي "تدمر امورو" في كتابات "تغلات فلاصر الأول" "تغلث فلاسر" "تغلت فلاسر" في رأي بعض الباحثين. وسأتكلم عنها بعد حين.

 

ملاك الشرق


&&&لا مستحيل عند أهل العزيمة&&&
ملاك الشرق غير متصل  
 
 

 
قديم 23-04-2010   #395
مراقبة الأبراج التربوية
 
الصورة الرمزية ملاك الشرق







مؤهلاتك بالحصن
  عدد نقاط تميزك بالحصن : 26790
  المستوى : ملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصف
ملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصف
  
عدد زياراتك للحصن:
عدد المرفقات :
  الحالة :ملاك الشرق غير متصل
 

 

!.. رسائلي ..!
 




 

من مواضيعي

الاوسمة

افتراضي

 

الفصل الثالث و الثلاثون
ساسانيون و بيزنطيون




حدث تطور خطير في الشرق الأدنى بعد الميلاد، فقد زالت حكومة "البارثيين" "الفرث" "البرث" The Parthians، في حوالي سنة "226 ب. م."، وحلت محلها حكومة عرفت بحكومة "الساسانيين". وهي حكومة نبعت من ثورة على الحكومة السابقة، تولى كبْرَها ملوك أقوياء اظهروا حزماً وشدة جعلت الروم يهابونهم، ويرون انهم مكافئون لهم في القوة، ولم يكن الروم ينظرون إلى "الفرث" بهذه النظرة من قبل.
وحدث تطور مشابه في إمبراطورية "رومة"، فقد انقسمت الإمبراطورية إلى قسمين، وصارت "القسطنطينية" عاصمة الجزء الشرقي،الذي كوّن الإمبراطورية "البيزنطية"، وذلك في سنة "335 م"، وتولت هذه الإمبراطورية إرث النزاع مع الفرس، النزاع الموروث من الاسكندر، واصبحت بحكم وجودها في بلاد الشام وفي مصر على اتصال بالعرب في البر وفي البحر.
وكان لا بد للساسانيين والبيزنطيين من التعامل مع العرب، ومن استرضائهم، ووضع حساب لهم. فقد كانت لكل من الإمبراطوريتين حدود واسعة طويلة معهم كما كان في كل من الإمبراطوريتين قبائل ذات شأن نازلة في أرضها في مناطق حساسة هي حافات الحدود. و أما البادية: بادية الشام التي تملأ الهلال الخصيب، فقد كانت مملوءة بقبائل عربية تعرف عند الروم باسم Saracens و Scenites،





وتعني الكلمة الأخيرة سكان الخيام، أو أهل الخيام، وهي كما قال أحد المؤرخين "الكلاسيكيين" في تنقل مستمر وحركة دائمة من مكان إلى مكان. إذا وجدت أرضاً خصبة عاشت عليها، و إلا كسبت معيشتها بالغزو. تغير. على ارض الفرس أو الروم، فإذا جابهتها قوة، تقهقرت إلى البادية حيث يعسر على غير الأعراب ولوجها لتأديبهم. و لهذا لم يكن أمام الحكومات الكبيرة إلا استرضاء تلك القبائل، لصيانة حدودها وللاستفادة منها في إلقاء الرعب في قلوب الأعداء و الخصوم.
وسلك البيزنطيون السياسة التي سلكها حكام "رومة" من قبلهم، وهي سياسة التقرب إلى سادة "أكسوم"، وعقد اتفاقيات ود وصداقة معهم، لضمان مصالحهم وللضغط على حكام السواحل العربية المقابلة لهم لجلبهم إلى جانبهم ولمنعهم من التحرش بسفنهم وبتجارهم الذين كانوا يرتادون البحار إلى الهند والسواحل الإفريقية ويقيمون في مواضع من السواحل والجزر على شكل جاليات، كما هي الحال في جزيرة "سقطرى". وقد نجحت سياستهم هذه نج*********ً أدى إلى غزو الجيش لليمن بتحريض من الروم فيما بعد.





وسلكوا سياسة حكام "رومة" أيضاً في تقوية حدود بلاد الشام وضمان سلامتها من غارات الأعراب أو الفرس عليها، ببناء سلسلة من الاستحكامات في البوادي وفي مفارق الطرق المؤدية إلى تلك البلاد، وبتقوية "خطة ديوقليطيان" Diocletian الدفاعية الشهيرة التي وضعها، بالدفاع عن الحدود من مصر إلى نهاية الفرات وفي جملتها تحصين مدينة "تدمر" قلب الدفاع، والمواقع العسكرية الأخرى المقامة في البادية، لتكون الموانع الأولى للأعراب من مهاجمة بلاد الشام، والرادع الذي يردعهم عن التفكير في الغزو.
و في جملة مما اتخذه البيزنطيون من وسائل التأثير في الشرقيين، وفي جملتهم العرب، نشر النصرانية، الديانة التي قبلوها ودانوا بها، واتخذوها ديانة رسمية للدولة. وفي نشر النصرإنية تقوية لنفوذهم، وسند لسياستهم في نزاعهم مع الساسانيين. ولهذا نراهم يشجعون إرسال البعثات التبشيرية و الإرساليات الدينية إلى إفريقية والى بلاد العرب والى الهند، وينفقون بسخاء لبناء الكنائس في تلك الأرضين يرسلون الخشب النفيس اللازم للبناء، و "الفسيفساء" التي امتازوا بصنعها،




والعمال الروم الهرة في البناء، ليبنوا كنائس فخمة جميلة تبهر العيون وتقر الأفئدة، و تؤثر في العقول، فتجلب إليها الناس وتستهويهم، وهناك يتلقاهم المبشرون الذين أوفدوا للتبشير، بتلقينهم النصرانية و الإخلاص لإخوانهم في الدين وفي طليعتهم الروم بالطبع، وفي ذلك كسب سياسي عظيم. وبذلك صارت "الكنائس" دوراً لعبادة الله، ودوراً للتبشير السياسي والثقافي، ومركزاً من مراكز الاستعلامات والتبادل الثقافي في مصطلح هذا الزمن.
وتمكنت النصرانية من كسب بعض العرب، فجرتهم إليها. جذبت إليها القبائل الساكنة على حدود الأرياف والأطراف، أي سكان المناطق الحساسة الدقيقة بالنسبة إلى الخطط السياسية والعسكرية للساسانيين وللبيزنطيين على حد سواء. وقد كان من سوء المصادفات أن النصرانية كانت قد تجزأت إلى شيع، وان غالبية النصارى العرب تمذهبت بمذهب يخالف مذهب الروم، و لكنها كانت تشعر على كل حال أنها مع الروم على دين واحد. ولهذا لم يحفل ساسة "القسطنطينة" كثيراً بموضوع اختلاف المذهب، وان تألموا من وجوده وظهوره،فساعدوا نصارى اليمن ونصارى الأماكن الأخرى من جزيرة العرب على اختلافهم عنهم، و عملوا في الوقت نفسه على نشر مذهبهم بين العرب، ليتمكنوا بذلك من إيجاد محيط ثقافي سياسي يؤيد البيزنطيين.





وعني الساسانيون بتقوية حدودهم مع الهادية كما فعل البيزنطيون، وكما فعل "الفرث" وغيرهم ممن حكم قبلهم. وسعوا في استرضاء سادات القبائل وأصحاب السلطان من حكام البوادي، وبنوا "المسالح" في المشارف المؤدية إلى أرياف العراق لحمايتها من الغزو، ولتقوم بتأديب الأعراب ومراقبة حركاتهم وتجمعاتهم، لتكون الحكومة على علم بما يريدون فعله، ووضعوا في الخليج سفهناً لحماية سفنهم من التحرش بها، ولحماية حدودهم الجنوبية الواقعة على الخليج من التعرض للغزو و أقام "أردشير الأول" "225 - 241 م"، عدة موانئ بحرية ونهرية لهذا الغرض.
و تقابل هذه "المسالح" ما يقال له "المناظر" في عربيتنا بالنسبة إلى حماية بلاد الشام. فقد كان اليونان والرومان ثم البيزنطيون قد أقاموا خطوطاً Limes من التحصينات اسكنوا بها حاميات ألقوا عليها مهمة الدفاع عن الحدود. وهي تتكون من قلاع Castella ومن حصون "أبراج" Burgi ومن Centenaria و Turres. وخطوط التحصينات هذه، هي "المناظر" عند العرب و "المسالح" بالنسبة لخطوط دفاع الفرس.






وواجبها حماية ما يليها من تحصينات أخرى وحاميات أقيمت على "الخنادق" في الإمبراطورية الساسانية، أو ما يقال له Fossatum عند الروم. فهي الخطوط الأولى من خطوط الدفاع. أما الذين يقومون بحراستها و الدفاع عنها، فانهم لا يتقاضون أجراً، أي رواتب على عملهم، لأنهم Limitanei كما يقال لهم في اليونانية. ومعاشهم ما يزرعونه بأنفسهم، أو يدفع لهم من غلاّت الفلاحين الذين يعفون من دفع ما عليهم من استحقاق للدولة. اي ما نسميه بضرائب Capitatio. وينتخب هؤلاء من السكان المحليين، ليكون من السهل عليهم السكن في هذه المواضع البعيدة. وعليهم مشرفون من الفرس أو الروم لتوجيههم ولقيادتهم في أثناء وقوع غزو أو تحرش قبائل بهذه الخطوط.
و شجع الساسانيون مذهب "نسطور" مع انهم كانوا مجوساً، ولم يكونوا نصارى. شجعوه لأنه مذهب يعارض مذهب الروم، فانتشر في العراق وفي إيران وفي سائر الأرضين الخاضعة للحكم الساساني. ودخل في هذا المذهب اكثر النصارى العرب في العراق. ومن يدري? فلعلهم ساهموا من طرف خفي في توسيع الشقة بين هذا المذهب ومذهب الروم ولإلقاء العداوة بين هؤلاء النصارى والروم.






كانت بادية الشام ميداناً للقبائل، تتصارع فيه كيف تشاء. تبرز فيه قبيلة، ثم ينطفئ اسمها، لتظهر قبيلة أخرى. ولم يكن ذلك ليهم الدول الكبرى، ما دام ذلك الصراع في مواضع بعيدة عن حدودها، فإذا بلغ الحد، اضطرت تلك الدول إلى الوقوف بحزم و صرامة أمامه، إذا كانت تملك الحزم والقوة.
ولصعوبة قيام جيوشها النظامية بتعقب القبائل المغيرة وملاحقتها في البادية، عمدت إلى استرضاء سادات القبائل الكبيرة ذات العدد الكبير، بالهدايا والمنح المالية المغرية وبالامتيازات وبالألقاب للقيام بحراسة الحدود ومراقبتها، وبتعقب القبائل التي قد تتجاسر فتغزو الحدود، منتهزة مواطن الضعف والثغرات. فالتجاء الساسانيون إلى عرب "الحيرة"، والتجأ البيزنطيون إلى الضجاعمة والى أهل تدمر والغساسنة فيما بعد للقيام بهذه المهمة.
ولم تكن مهمة حفظ الحدود مهمة سهلة هينة، حتى على أهل البادية أنفسهم، فمنطق القبائل: إن القبيلة إذا كانت قوية ذات بأس، وشعرت بقوتها، جاز لها إن تطلب لنفسها ما تشاء وان تغزو من تشاء كائناً من كان. وطالما صار من توكل إليه حراسة الحدود نفسه هدفاً للغزو، لأنه لم يطعم الغازين، ولم يقدم لهم ما يرضيهم من ترضيات و اعطيات،





أو لأن الغازين رأوا في قرارة أنفسهم أحق بحماية الحدود من الذين يقومون بحمايتها في هذا الزمن، ولهذا يرون وجوب انتزاعها منهم بالقوة، كما انتزعهما هؤلاء القائمون بالحماية من سلفهم. فلا يكون أمام الدول الكبرى غير الموافقة والتسليم، ودفع الجعالات التي كانوا يدفعونها إلى الحرس القديم إلى الحرس الجدد الذين اظهروا قوة فاقت قوة القدماء في ميدان التنافس والقتال. وما الذي يهم الدول الكبرى في مثل هذه المواقف غير حماية الحدود ? ومع رغبة الدول الكبرى في التعامل جهد الإمكان معع أصحابهم القدماء الذين اطمأنوا إليهم، فأوكلوا لهم حراسة حدودهم، وكانوا يهددون ذلك الحرس بجعل حراستهم إلى خصومهم ومنافسيهم إذا ما شعروا بسوء نهيتهم أو طمعهم أو إلحافهم في زيادة الجعالات، أو بضعف أو تهاون في الدفاع عن الحدود وفي إنزال القصاص بالمغيرين. وقد يوكلون الحراسة في الحالات الشاذة إلى قوادهم الأشداء، لتعقيب المغيرين، و إنزال ضربات شديدة بهم، إلى إن يتفقوا مع حارس جديد أو إن يتفق أهل الحارس القديم على اختيار شخص جديد كما في حالات وفاة احد رؤساء آل نصر أو آل غسان.









وليس من الصعب بالطبع على حماة الحدود إدراك الأدوار الخطيرة التي يقومون بها، والخدمات الكبيرة التي كانوا يؤدونها للدولة التي يتولون حماية حدودها وضبطها من غارات الأعراب عليها، ولهذا صاروا يتحينون الفرص السانحة والظروف المؤاتية لإرغام الدولة على رفع جعالاتهم ولزيادة امتيازاتهم، و إلا أضربوا عن الحراسة، وأثاروا الأعراب عليهم، وهاجموا هم أنفسهم تلك الحدود حتى تجاب مطالبهم أو يسترضوا، وعندئذ يقبلون بالعودة إلى عملهم. وفي تواريخ المناذرة و الغساسنة، أمثلة عديدة من أمثلة خروج أمراء هاتين الحكومتين على الساسانيين و البيزنطيين، لعدم تلبية مطاليبهم في زيادة الجعالات وفي الحصول على امتيازات جديدة تزيد على امتيازاتهم السابقة الممنوحة لهم.
وكان من نتائج العداء الموروث بين الساسانيين والبيزنطيين إن انتقلت عدواه إلى العرب أيضاً،- فصار أناس منهم مع الفرس، وآخرون مع الروم، وبين العربين عداوة وبغضاء، مع انهما من جنس واحد وكلاهما غريب عن الساسانيين والبيزنطيين. وقد تجسمت هذه العداوة في غزو عرب الحيرة للغساسنة، و في غزو الغساسنة لأهل الحيرة، حتى في الأيام التي لم يكن فيها. قتال بين الفرس والروم،





مما أدى أحياناً إلى تكدير صفو السلم الذي كان بين البيزنطيين والساسانين، وتجسمت في شعر المدح والهجاء الذي تجده في حق آل نصر أو آل لخم، من الشعراء الذين وجدوا في هذه البغضاء متسعاَ لهم ومفرجاً في الرزق. فصار بعضهم يساوم في أجور المدح وفي أجور الذم.
وقد انتهت حدود الأرضين التي خضعت لحكم البيزنطيين أو سلطانهم عند حدود "المقاطعة العربية" الجنوبية، فلم تتجاوزها إلى ظهور الإسلام. ولعل محاولة "أبرهة" الاستيلاء على "مكة" كانت خطة سياسية عسكرية من خطط البيزنطيين كانت ترمي إلى الاستيلاء على الشقة التي بقيت تفصل بين الروم والحكم الحبشي في اليمن، فيبسط بذلك البيزنطيون سلطانهم السياسي على العربية الغربية كلها وعلى قسم كبير من العربية الجنوبية، ومن يدري? فلعلهم كانوا يبغون من بعد ذلك احتلال العربية الجنوبية كلها، لغرض سيطرتهم على أهم جزء من خطوط الملاحة البحرية العالمية المؤدية إلى الهند والسواحل الأفريقية.







أما فيما عدا ذلك من جزيرة العرب، فلم يكن للبيزنطيين سلطان سياسي أو تدخل فعلي. ولهذا انفردت فعالياتهم السياسية والعسكرية مع العرب النازلين في الأرضين التي خضت لحكمهم ولسلطانهم، ومع عرب بادية الشام وعرب العراق.
ولا نعلم إن ملوك الروم كانوا يرسلون قوافل تجارية خاصة بهم، لتتاجر مع جزيرة العرب، أو إن حكام مقاطعاتهم في بلاد الشام كانوا يتاجرون باسم حكومتهم أو بأسمائهم مع بلاد العرب. وكل ما نعرفه هو إن التجار العرب كانوا هم الذين يرسلون القوافل إلى بلاد الشام فكانت إذا دخلت مناطق الحدود ، تؤدي ضرائب المرور و "المكس" إلى رجال "مصلحة الضرائب" التابعين للروم. وعندئذ يسمح لهم إن يذهبوا إلى الأسواق لبيع ما يحملونه وشراء ما يحتاجون إليه. وكانت "بصرى" حاضرة "المقاطعة العربية"، هي السوق الرئيسية للتجار العرب، ومنتهى قوافلهم في الغالب. فكانت علاقة أهل الحجاز، ولا سيما أهل مكة، بالروم علاقة اقتصادية. وعلى هذه العلاقة كانت تتوقف العلاقات السياسية في غالب الأحيان. فقد كان الروم يزيدون الضرائب أحياناً، و يتعسفون في الجباية، فيتضرر بذلك التجار العرب، فكانوا يشتكون، ويراجعون حكام المقاطعات، وقد يرفعون إلى كبار القادة والحكام التماساً، أو يرسلون إلى عاهل القسطنطينية رسلاً، كما تقول بعض روايات أهل الأخبار للتوسل برفع هذه المظالم عنهم و لتخفيف الضرائب،





وتنتهي مثل هذه الشكايات بترضيات يراد بها إن تكون ترضيات سياسية، لتوجه عرب الحجاز ضد الفرس، أو لفتح المجال لتجار الروم بالمرور من الحجاز إلى الجنوب، أو للضغط على التجار لمنع القبائل من التجاوز على حدود الروم إلى ما شاكل ذلك من أمور.
أما ملوك الساسانيين، فقد كانوا يتاجرون مع العرب، يشترون منهم ويبيعونهم ويرسلون القوافل بأسمائهم إلى العربية الجنوبية، لبيع ما تحمله في أسواقها، ولشراء سلع العربية الجنوبية يحملونها إلى أسواق العراق. وقد كانوا يوكلون حراستها إلى جماعة يختارونهم من سادات القبائل المهيبين المعروفين، بجُعْل يدفعونه لهم، وسأتحدث عن ذلك فيما بعد. ولا أستبعد إن يكون بين تلك القوافل، قوافل حملت ما كان يرسله الأكاسرة إلى عمالهم في اليمن بعد استيلائهم عليها من مؤن وبضائع، لتعود بما يفضل من الجباية يجبيها مرازبتهم على اليمن، لتكون حصتهم وسعة الخزينة من مال اليمن.
ويظهر من روايات أهل الأخبار إن جماعة من أهل مكة قد تخصصت بالاتجار مع العراق. وقد كان لها تعامل مع كسرى وربما مع كبار رجال دولته أيضاً من أولئك الذين اقتدوا بملوكهم في الاشتغال بالتجارة وبالنزول إلى الأسواق، فإنا في أناساً من كبار تجار مكة كانوا يفدون على المدائن، ويتصلون بديوان كسرى، ويتعاملون هناك بيعاً وشراءً. وكانت لهم دالة على ملك المدائن، وربما كان يساعدهم هو نفسه في مال القوافل، أو يجعل له نصيب من الأرباح.

 

ملاك الشرق


&&&لا مستحيل عند أهل العزيمة&&&
ملاك الشرق غير متصل  
 
 

 
قديم 23-04-2010   #396
مراقبة الأبراج التربوية
 
الصورة الرمزية ملاك الشرق







مؤهلاتك بالحصن
  عدد نقاط تميزك بالحصن : 26790
  المستوى : ملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصف
ملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصف
  
عدد زياراتك للحصن:
عدد المرفقات :
  الحالة :ملاك الشرق غير متصل
 

 

!.. رسائلي ..!
 




 

من مواضيعي

الاوسمة

افتراضي

 

أما حدود الدولة الساسانية مع البلاد العربية، فلم تكن ثابتة، بل كانت تتبدل و تتغير بحسب الظروف والأحوال. فقد كانت تتوسع أحيانا، وتتراجع وتتقلص أحياناً أخرى. كان الساسانيون يتقدمون نحو الجنوب في اتجاه "العروض" وبقية الأقسام الشرقية من جزيرة العرب حين تكون لهم قوة بحرية كافية، وكانوا ينسحبون منها حين تضعف هذه القوة، وحين تلهيهم الأحداث الداخلية وحروبهم مع الروم عن التفكر في الجنوب. وقد كان العرب في عهد الساسانيين وقبله قد استوطنوا السواحل الجنوبية من ايران، وهيمنوا عليها، وكان لقبائلهم أثر خطير هناك، ولا سيما قبل إن تكون الدولة الساسانية، إذ وجدوا في انشغال الدولة إذ ذاك في المنازعات الداخلية فرصة ملائمة لهم، فبسطوا سلطانهم على مناطقهم مثل "كرمان" Karmania وغيرها. ولهذا كان أول ما فعله مؤسس الدولة الساسانية "أردشير الأول" "224 - 240 م"، "225 - 241 م" "226 - 241 م" أن حارب عرفي هذه الأرضين ليخضعهم إلى حكمه، في جملة سياسته التي قررها،" وهي القضاء على الإقطاع وعلى الإمارات التي تعددت في هذا العهد نتيجة ضعف الحكومة.
فورد إن "أردشير" سار بعد إن تغلب على خصومه في إيران، لقتال ملك "الأهواز"، فغلبه في معركة حاسمة أ واستولى على ولايته، ثم سار نحو "ميسان"، وكان حاكمها عربياً، فاستولى عليها، وبذلك خضع له العرب الساكنون في المناطق الجنوبية من بلاد إيران.




وذكر "حمزة الأصفهاني" إن "أردشير" ابتنى مدينة بالبحرين سماها "بتن أردشير"، "وإنما سماها بتن اردشير لأنه بنى سورها على جثث أهلها، لأنهم فارقوا طاعته، و عصوا امره، فجعل سافاً من السور لبناً، وسافاً جثثاً، فلذلك سماها اردشير". ويفهم من هذه الرواية الفارسية التي لا تخلو من الخيال إن اردشير كان قد استولى على البحرين. وقد ورد إن "أردشير"، كان قد أنشأ عدة موانئ على الأنهار وعلى البحار، بعد إن قضى على مقاومة القبائل العربية النازلة في المناطق الجنوبية من إيران، وعندئذ صار من الميسور له ركوب البحر والاستيلاء على البحرين وعلى الأرضين العربية الأخرى من جزيرة العرب. ولهذا نص بعض الكتبة "الكلاسيك" على إن ساحل عمان Oman كان تابعاً للفرس يومئذ، أي لحكم "أردشير"..
و ذكر الطبري إن "أردشير" بنى بالبحرين مدينة سمّاها "فنياذ أردشير" وقال إنها مدينة "الخط".
ويفهم من تأريخ "الطبري" إن "عمرو بن عدي"، وهو أول ملك من ملوك الحيرة، كان "مستبداً بأمره، يغزو المغازي، ويصيب الغنائم، وتفد عليه الوفود دهره الأول، لا يدين لملوك الطوائف بالعراق، ولا يدينون له، حتى قدم أردشير بن بابك في أهل فارس"،




ولم يشرح "الطبري" صلته ب "أردشير". ولكن الذي يتعمق في دراسة معنى هذه العبارة يخرج منها بان أردشير فرض سلطانه عليه: وانه أطاعه، فلم يعد يغزو المغازي، و يصيب الغنائم كما كان يفعل أيام ملوك الطوائف.
أما "سابور الأول" "241 - 272 م"، وهو ابن الملك "أردشير" مؤسس الدولة الساسانية، فقد ذكر انه تلقن درساً مهماً في السلوك من "أذينة" ملك تدمر، إذ يقولون، انه لما تمكن من تمكن من القيصر "فالريان" "فالريانوس" Valerian وأسره وانتصر على جيشه انتصاراً كبيراً، تملكه الغرور والعجب،
وصار يشعر انه ملك الدنيا، فلما أرسل إليه "أذينة" رسالة مع هدايا تحملها قافلة كبيرة من الجمال، وصلت إليه في أثناء عودته منتصراً، تملكه العجب من تجاسر "أذينة" على مخاطبته بلهجة ليس فيها كثير من التعظيم والتفخيم والاحترام، و هو "ملك الملوك" و "أذينة" رئيس موضع في البادية، فأخذته العزة وأمر برمي هداياه في "الفرات" قائلاً: "ومن هو أذينة Odenathus هذا? ومن أي ارض هو حتى يوجه هذه الرسالة إلى سيده فليأت حالاً إذا أراد إن يخفف من العقاب الذي سينزل به، و ليسجد أمامي بعد إن توثق يداه إلى ظهره!". فلما سمع "أذينة" بهذه الإهانة،


جمع ما عنده من قوة، وأسرع فباغت الساسانيين مباغتة أفزعتهم، فوقع الرعب فيهم، حتى تركوا له اكثر ما حصلوا عليه من غنائم من حربهم مع الرومان، وفقدوا بعض زوجات الملك، إذ وقعن أسرى في أيدي قوات "أذينة"، ولم يكتف ملك "تدمر" بهذا الانتقام، بل أسرع في سنة "263 م". فهاجم الجزيرة، فانتصر على "سابور"، ثم حاصر عاصمته "طيفسون" .
و.قد استمر الساسانيون في محاربة "أذينة" رجاء التغلب عليه والانتقام منه إلى سنة "265 م" من غير جدوى، إذ قتل "أذينة" دون إن يتمكن "سابور" من أخذ الثأر منه.
ولما تغير الزمن، واتبعت "الزباء،" سياسة معادية للرومان، و حاصرها "أورليان" Aurelian، اتصلت بالساسانيين رجاء الحصول منهم على مساعدة عسكرية، لتتخلص بها منهم، إلا أن الملك "بهرام" لم ينجدها، فسقطت أسيرة في أيدي الرومان سنة "272 م"، واخذ نجم المدينة المهمة التي اتخذها "هادريان" Hadrian قاعدة عسكرية لحماية حدود بلاد الشام من المغيرين، في الأفول منذ ذلك الحين. وكان تقاعس "بهرام" عن مساعدة "الزباء" من ضعف سياسة ذلك الملك، إذ لم يكن ذا همة في إدارة الملك.







ولا نعلم شيئاً يذكر بعدئذ عن صلات الفرس الساسانيين بالعرب منذ عهد "بهرام الأول" إلى عهد "سابور الثاني" "310 - 379 م"، فالموارد صامتة لا تتحدث عنها بأي حديث، إلى عهد هذا الملك، و إنما هي تتحدث عن غارات قاسية أغارها هذا الملك على العرب في المنطقة العربية من إيران وفي الخليج العربي و في العراق.
ويحدثنا "المسعودي"، أن "سابور بن هرمز" المعروف ب "سابور ذي الأكتاف" "310 - 379 م"، كان قد أوقع في العرب موقعة عظيمة، وذلك لأن القبائل العربية وفي طليعتها قبيلة "إياد"، كانت غلبت على سواد العراق، وأطبقت على البلاد، ولذلك قيل لها "طبق" في أيام ملكها "الحارث ابن الأغر الإيادي"، و كانت تصيف بالجزيرة وتشتو بالعراق، فلما كبر "سابور" واخذ أمور الملك بيده من مستشاريه ووزرائه، إذ جاء الملك إليه بوفاة أبيه وكان في بطن أمه - أراد الانتقام من إياد، و إخضاعها للساسانيين، كما كانت من قبل، فأرسل سراياه نحوها، وكان في حبسه رجل من إياد، اسمه "لقيط"، سمع بعزم سابور فأرسل إليها شعراً ينذرها به، ولكنها لم تحفل بإنذاره، ففاجأتها جيوشه، وأوقعت بهم، فما أفلت منهم إلا نفر لحقوا بأرض الروم، وخلع بعد ذلك أكتاف العرب، فسمي سابور ذا الأكتاف.
ويفهم من البيت الأول من شعر لقيط، وهو قوله: سلام في الصحيفة من لَقِـيط على من في الجزيرة من إياد




أن إياداً كانت قد استبدت في أرض الجزيرة، وعصت الفرس هناك وكانت قد استوطنت منذ أمد فيها، ولذلك حذرها "كسرى".
و إذا كان هذا البيت الذي نسب إلى "علي بن أبي طالب": لقريب من الهلاك كما أه لك سابور بالسـواد إيادا
حقا و صحيحاً، فإن قوله هذا يكون أقدم مورد جاء فيه خبر إيقاع "سابور" بإياد.
وفي خبر "المسعودي" وهمٌ وتسرع فإن الذي حارب إياداً وأنزل بهم خسائر فادحة، لم يكن "سابور ذا الأكتاف"، بل كان "كسرى انو شروان"، أو "كسرى بن هرمز"، وان "كسرى" هذا أرسل جيشاً ضدهم، وضعه بقيادة "مالك بن حارثة" ومعه قوم من "بكر بن وائل" فأرسل عندئذ "لقيط" إليهم إنذاره فلم يحفلوا به، فوقعت بهم خسائر كبيرة في "الحرجية"، وفرّ قسم كبير منهم إلى بلاد الشام.
وينسب بعض الرواة الشعر المذكور إلى "عمرو بن جدي"، ويرجع جماعة من الرواة أيام "لقيط بن معمر" إلى أيام "كسرى أنو شروان" "الأول". وفي القولين دلالة على إن الأبيات الشعرية التحذيرية لا يمكن إن تكون قد أرسلت
في أيام "سابور" المذكور، بل في أيام ملك آخر حكم بعده بسنين.

 

ملاك الشرق


&&&لا مستحيل عند أهل العزيمة&&&
ملاك الشرق غير متصل  
 
 

 
قديم 23-04-2010   #397
مراقبة الأبراج التربوية
 
الصورة الرمزية ملاك الشرق







مؤهلاتك بالحصن
  عدد نقاط تميزك بالحصن : 26790
  المستوى : ملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصف
ملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصف
  
عدد زياراتك للحصن:
عدد المرفقات :
  الحالة :ملاك الشرق غير متصل
 

 

!.. رسائلي ..!
 




 

من مواضيعي

الاوسمة

افتراضي

 

وفي رواية أخرى إن "سابور" سار في البلاد حتى أتى بلاد البحرين، وفيها يومئذ بنو تميم، فأمعن في قتلهم، ففرّ من قدر منهم على الفرار، فأراد اللحاق بهم، ولكن "عمرو بن تميم بن مرّ"، وهو سيد تميم يومئذ، وكان قد بلغ ما بلغ، تحدث إليه حديثاً لطيفاً أقنعه بالكف عمن بقي، فتركهم وشأنهم.
ويظهر من روايات أهل الأخبار إن السبب الذي دعا ب "سابور" إلى الفتك بالعرب، هو إن القبائل العربية كانت قد توغلت في جنوب إيران، وصار لها سلطان كبير هناك، وتزايد عددها، ثم صارت تتدخل في الأمور الداخلية للدولة الساسانية. فلما أخذ الأمور بيديه، بدأ يضرب هذه القبائل، للقضاء على سلطانها ثم قطع البحر، فورد "الخط"، فقتل من بلاد البحرين خلقاً كبيراً، وأفشى القتل في "هجرَ"، وكان بها ناس من أعراب تميم و بكر بن وائل وعبد القيس، ثم عطف على بلاد عبد القيس فأباد أهلها، إلا من هرب منهم فلحق بالرمال، ثم أتى اليمامة فقتل بها كثيراً أيضاً، وسار على خطة طمّ المياه وردم الآبار، ليحرم الناس الانتفاع بها.



ثم. سار حتى بلغ قرب "المدينة" ، فقتل من وجد هناك من العرب، وأسر. ثم عطف نحو بلاد بكر و تغلب فيما بين مملكة فارس و "مناظر الروم" بأرض الشام، ففعل بها ما فعله في الأرضين الأخرى، وأسكن من كان من بني تغلب من البحرين "دارين" واسمها "هيج" و "الخط"، ومن كان من عبد القيس وطوائف من بني تميم "هَجَرَ"، ومن كان من بكر بن وائل "كرمان" وهم الذين يدعون "بكر بن أبان"، ومن كان من بني حنظلة ب "الرميلة" من بلاد الأهواز.
فحملة "سابور" على البحرين وساحل الخليج، إنما هي جزء من الحملة العسكرية التي وضعها ذلك الملك للقضاء على نفوذ القبائل العربية التي كانت قد سكنت السواحل الجنوبية من إيران وأقامت بها قبل أيامه بزمن. والظاهر إنها انتهزت فرص ضعف الدولة الساسانية، وتناحر الرؤساء ورجال الجيش على السلطة فأخذت تزحف نحو الشمال وتقوي سلطانها في الأرضين الجنوبية من المملكة، فلما انتقل الحكم إلى "سابور" وكان من سياسته إعادة السلطة المركزية للدولة والقضاء على الإقطاعيين وعلى منازعي الحكومة، حمل على عرب إيران، حملة شديدة عنيفة حتى أخضعهم، ثم نزل نحو الجنوب فعبرت جيوشه إلى جزر، البحرين والسواحل العربية المقابلة، فأوقع بالعرب وآذاهم على نحو ما نجد وصفه في كتب أهل الأخبار.






وقد كان نزوح العرب إلى إيران عن طريق البحر، حيث زحف أهل ساحل الخليج من الخط والبحرين وكاظمة وعمان، إلى السواحل المقابلة: السواحل الجنوبية من ارض الفرس. كما نزحوا إليها من مملكة "ميسان" Mesene، فتوغلوا شرقاً إلى "عيلام" Elam، اي "خوزستان" ثم الأقسام الجنوبية من فارس. ويفهم مما كتبه "كورتيوس روفوس" Curtius Rufus، الذي عاش في العشرات الأولى من القرن الثالث للميلاد، إن العرب كانوا إذ ذاك في "كرمان" وفي "فارس". ولا بد وان يكون وجودهم في هذه الأماكن قبل هذا العهد بأمد طويل. وذلك مما يؤيد ما جاء في تأريخ "الطبري" وغيره من وجود العرب في إيران قبل قيام حكومة الساسانيين.
وقد أنشأ "سابور" أسطولاً قوياً في ا الخليج العربي، ليحافظ على حدود إمبراطوريته، و على التجارة في هذا الماء، مع مساهمة أهل الخليج العرب أنفسهم في ركوب البحر وفي نقل التجارة ما بين الهند وسيلان وجزيرة العرب والعراق. ويظهر من روايات أهل الأخبار إن "سابور" نفسه كان في الأسطول الذي وصل إلى البحرين للانتقام من العرب الذين كانوا يهاجمون سواحل حكومته الجنوبية المطلة على الخليج.
وفي رواية أخرى نقلها "الطبري" من مورد آخر غير مورد ابن الكلبي:






إن سابور، بعد إن اثخن في العرب وأجلاهم عن النواحي التي صاروا إليها، مما قرب من نواحي فارس والبحرين واليمامة، استصلح العرب، وأسكن بعض قبائل تغلب وعبد القيس وبكر بن وائل كرمان وتوّج والأهواز. وقد كان ذلك بعد حربه مع الروم. والظاهر إن الأوضاع السياسية اضطرته إلى استصلاح العرب، بعد إن تبين له صعوبة الاستمرار في سياسة العنف والقوة إلى أمد غير معلوم، وبعد ما وجد من خطر في الاستهانة بشأن القبائل، ولا يستبعد أن يكون للدرس الذي تعلمه من "أذينة" نصيب في هذا التبدل الذي أدخله على سياسته.
ويتبين من وصف "الطبري" لحملات "سابور" على العرب، إنها كانت حملات واسعة، شملت أرضين بعيدة. بدأت بمن نزل أرض فارس من العرب ممن أناخ على "أبر شهر وسواحل أردشير خرة وأسياف فارس"، ثم السواحل المقابلة لإيران من بلاد العرب، ثم امتدت نحو الغرب حتى بلغت "المدينة"، ثم منها نحو بلاد بكر وتغلب، فيما بين مسالح الساسانيين و "مناظر" الروم. أي انه حارب قبائل بادية السماوة. وهي حملات إن صح إنها وقعت فعلاً، فلا بد وان تكون قد نجحت وتمت بقبائل عربية مؤيدة ل "سابور"، إذ يصعب تصوّر قيام الفرس وحدهم و بدون مساعدة باجتياز البوادي الشاسعة المنهكة لملاحقة العرب، وهم سادة البادية. ولم يكن في وسع الفرس، مهما بلغ جيشهم من التدريب والتنظيم تحمّل العطش وحرارة البادية وجوّها القاسي الصارم.




وفي رواية المؤرخ "أميانوس" Ammianus عن حروب "سابور" "شابور" الثاني تأييد لرواية "الطبري" عن تلك الحروب وتوثيق لأكثرها. وقد وقعت تلك الحروب في ارض اغلب سكانها من عشائر قضاعة.
ولضمان الحدود من غارات الأعراب عليها، قوّى "سابور" "المسالح"، بأن وضع بها حاميات عسكرية قوية، لمنع الأعراب من التعرض بالحدود. كما أقام خندقاً عرف ب "خندق سابور" ليحول بين الأعراب والدنو من الحضر. وقد أباح لرجال الحاميات التي وضعت على الخندق، إقامة الأبنية وزرع الأرض واستثناهم من دفع الخراج.
وقام "سابور" بعمليات واسعة لإجلاء القبائل من منازلها إلى منازل أخرى جديدة، تأديباً لها، وضماناً لعدم قيامها بغارات على الحدود. وهي سياسة قديمة معروفة، استعملتها الحكومات في تأديب القبائل. فكان الآشوريون يجلون القبائل من مواطنها إلى مواطن جديدة، قد تكون بعيدة عن منازل القبيلة القديمة. وقد أجلى "سابور" بعض عشائر "تغلب" إلى البحرين، حيث انزلوا "دارين" وهي "هَيج" ، وأسكن عشائر أخرى "الخط". ونقل بعض عشائر "بكر وائل" إلى "كرمان" و "ابان"، حيث عرفوا ب "بكر أبان". ونقل "بني حنظله" إلى "الرملية" من "الأهواز" "خوزستان". و يرى "نولدكه" احخمال كون "الرملية" موضع "قرية الرمل"، الواقع على مسيرة يوم واحد عن "شوشتر". ونقل قوماً من "عبد القيس" وتميم إلى "هجر".






وفي جملة ما وضعه "سابور" من خطط لحفظ "السواد" وحفظ الحدود، إقامة "أنابير" أي مخازن في المواضع المهمة، لخزن الأسلحة والأطعمة لتوزيعها على حاميات "المسالح" وعلى الأعراب عند الحاجة. ومن هذه المواضع: "الأنبار" و "عكبرا". وقد وضعت كلها تحت حماية عسكرية قوية. كذلك عهد إلى "آل نصر" مهمة حماية الحدود، بضبط العشائر والسيطرة عليها. بأن جعلهم يقومون بدور الشرطة المسؤولة عن حماية الحدود.
ولا استبعد احتمال تقليد "سابور" للرومان في خططهم العسكرية التي كانوا وضعوها لحماية حدودهم في بلاد الشام وفي إفريقية من غزو القبائل. فقد كانوا قد حموا حدودهم بسلسلة من التحصينات ضمت Castella و Burgi و Centenaria، وخطوطاً دفاعية حصينة أقيمت في مؤخرة التحصينات الأمامية عرفت ب Fossaatum. و "المسالح" التي أقامها الفرس أمام "الخندق" أو أمام الخطوط الدفاعية المحصنة هي محاكاة لخطط الرومان، وتقابل ما يقال له Limitanei في اللاتينية.
ولما تحرش "سابور" سنة "337 م" بحدود الروم كلف العرب الهجوم على حدودهم أيضاً وغزوها. و الظاهر إن هؤلاء العرب كانوا من العرب المحالفين له، ولعلهم عرب الحيرة. وقد وقع هذا الغزو في أيام "قسطنطين" Constantine ملك الروم.





ونجد في الروايات الأعجمية تأييداً للرواية العربية القائلة باسترضاء "سابور" للعرب للاستفادة منهم في محاربة الروم وفي الوقوف أمامهم. إذ ورد في الأخبار اليهودية انه أثناء الحروب الفارسية الرومية الطويلة التي امتدت من سنة "338" حتى سنة "363" للميلاد، استدعى "سابور" قبائل عربية عديدة وأسكنها في مواضع متعددة من العراق، وذلك لتساعده في حربه مع الروم.
وفي رواية في تأريخ الطبري: إن "لليانوس" ملك الروم. حارب "سابور"، فضم إلى جيشه من كان في مملكته من العرب، أي عرب الروم، "و انتهزت العرب بذلك السبب الفرصة من الانتقام من "سابور" و ما كان من قتله العرب، واجتمع في عسكر "لليانوس" من العرب مئة ألف وسبعون ألف مقاتل، فوجههم مع رجل من بطارقة الروم بعثه على مقدمته، يسمى "يوسانوس". أما من بقي في عسكر "لليانوس" من العرب، فقد سألوه إن يأذن لهم في محاربة "سابور"، فأجابهم إلى ما سألوه، فزحفوا إلى "سابور" فقاتلوه، ففضّوا جمعه، وقتلوا منهم مقتلة عظيمة، وهرب "سابور" فيمن بقي من جنده، واحتوى "لليانوس" على مدينة "طيسفون" محلة سابور، و ظفر ببيوت أموال سابور وخزائنه فيها" عندئذ استنجد سابور بقواده فلما وصل إليه العون، استخلص طيسغون، ثم تصالح بعد مقتل "لليانوس" مع "يوسانوس" الذي انتخبه الجيش ملكاً على أثر قتل "لليانوس".



وقصد "ا لطبري" ب "لليانوس" الإمبراطور "جوليان" "يوليا ن" Julian، فقد تقدم هذا بجيوشه سنة "363 م"، نحو الدولة الساسانية فاكتسح حدودها، وهرب الفرس من أمامه، حتى بلغت جيوشه "صيسغون" عاصمة الساسانيين، إلا أنه لم يلحق ضربة شديدة قاصمة ب "سابور"، بل شرك عاصمته، وتراجع حيث لاقى مصيره في المعركة في أثناء رجوعه إلى بلاده. فانتخب "يوسانوس"، وهو "جوفيان" Jovian في لغة الروم، خلفاً له.
وقد ورد في بعض الروايات أن "لليانوس" "يوليان" Julian قيصر الروم، كان متعجرفاً متغطرساً فلما كلف جماعة من العرب Saracen أن ينضموا إلى جيشه، لمحاربة الفرس، وافقوا على ذلك وحاربوا معه، إلاّ أنهم لما طالبوه بعطاياهم وبهدايا، أجابيم جواباً غليظاً: "الإمبراطور الشجاع المقدام، عنده الحديد، لا الذهب"، فتركوه وانقلبوا عليه، وألحقوا به خسائر كبيرة.
ويذكر المؤرخ "أميانوس مرسيللينوس" Ammianus Marcellinus: إن "يوليان" Julian لما بلغ "الفرات" ليلحق بالأسطول الذي بناه في هذا النهر ويسير به لمحاربة الساسانيين ولينقل جيشه إلى حيث يلتقي بالجيش الآخر الزاحف من "دجلة" والطرق البرية، قدمت له قبائل عربية Saracens الطاعة، إلا إن هؤلاء أناس لم يكونوا يعرفون هل هم أعداء أو أصدقاء? ولذلك صار الروم على حذر شديد منهم، خشية الانقلاب عليهم عند الشدائد.





وذكر هذا المؤرخ: إن سادات القبائل قدّموا إلى القيصر تاجاً من ذهب، ليعبّر. عن خضوعهم له. ولقبوه بلقب "ملك كل العرب" فقبل الملك منهم التاج واللقب، لما في ذلك من أثر معنوي يحدثه في نفوس العرب. وحاربت القبائل التي انضمت إليه الفرس في معارك صغيرة. فكافأها القيصر على عملها هذا. إلا انه لم يقدم لها معونات الذهب التي كانت تقدم عادة إلى سادات القبائل. فاستاء الرؤساء من ذلك، وانحاز قسم منهم إلى الفرس. وأخذوا يتحرشون بعسكر "يوليانوس"، و ألحقوا به خسائر في الأرواح، وباعوا من وقع في أيديهم أسيراً من الروم، في أسواق النخاسة.
وكان سبب انضمام تلك القبائل إلى الروم، ما لاقته من شدة "سابور" "شابور الثاني" ومن تنكيله بها، فأرادت بانضمامها إلى "يوليانوس" الانتقام من الفرس، وأخذ ثأرها منهم عند سنوح أول فرصة. وقد آذوه فعلاً، مما حمله على تغيير سياسته تجاههم، فأخذ يرضيهم فعاد إليه من عاد منهم.
وذكر "أميانوس"، إن ممن انضم إلى الفرس من الأعراب Saraceos، سيد قبيلة اسمه "مالك" Malechus. وقد عرف والده ب Podosacis. وقد تمكن بمعاونة رجل عربي أخر اسمه: "سورينا" Surena من الفتك بكتيبة من كتائب الروم، وذلك بنصب شرك لها، فوقعت تحت سيوف العرب. وذكر إن "مالك"، كان عاملاً "فيلارخا" على قبيلة اسمها Assanitarum، يرى البعض انهم الغساسنة.



ويذكر أهل الأخبار إن "سابور" إنما لقب ب "ذي الأكتاف"، لأنه خلع أكتاف العرب. ويرى "نولدكه" أن هذا التفسير مصنوع، وان اللقب إنما جاء عند الساسانيين في معنى آخر لا علاقة له بخلع الأكتاف، بل قصد به "ذو الأكتاف"، أي صاحب الأكتاف دلالة على الشدة والقوة، فهو لقب تمجيد وتقدير. و قد حوله أهل الأخبار إلى معنى آخر، هو المعنى المتقدم لبطش "سابور" بالعرب و إيقاعه القاسي بهم. أما "أرثر كريتنسن"، فيرى أن تفسير أهل الأخبار تفسير صحيح، وهو لا يستبعد خالع "سابور" لأكتاف العرب، فقد كان مثل هذا التعذيب القاسي المؤلم معروفاً في تلك الأيام.
وذكر "حمزة الأصفهاني"،أن التسمية المذكورة إنما جاءته من الجملة الفارسية، وحي "شابور هويه سنبا" "وهويه اسم للكتف وسنبا أي نقاّب. قبل له ذلك لأنه لما غزا العرب كان ينقب أكتافهم، فيجمع بين كتفي الرجل منهم بحلقة ويسبيه، فسمته الفرس بهذا الاسم وسمته العرب ذا الأكتاف" فالتسمية إذن هي تسمية فارسية. ولا استبعد أن تكون القصة شرحاً تكلفه القصاصون، لتفسير هذا اللقب، وهناك ألقاب عديدة، فسرت تفسيراً أسطورياً على هذا النحو من المبالغة والتهويل.

 

ملاك الشرق


&&&لا مستحيل عند أهل العزيمة&&&
ملاك الشرق غير متصل  
 
 

 
قديم 23-04-2010   #398
مراقبة الأبراج التربوية
 
الصورة الرمزية ملاك الشرق







مؤهلاتك بالحصن
  عدد نقاط تميزك بالحصن : 26790
  المستوى : ملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصف
ملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصف
  
عدد زياراتك للحصن:
عدد المرفقات :
  الحالة :ملاك الشرق غير متصل
 

 

!.. رسائلي ..!
 




 

من مواضيعي

الاوسمة

افتراضي

 

وقد نسب إلى "سابور" "شابور" هذا بناء الأنبار، ذكر أنه بناها، فسميت ب "فيروز شابور". وقد صيرها العرب "الأنبار". وكانت من المدن التي تغلب عليها العنصر العربي عند ظهور الإسلام، كما نسبوا إليه بناء "عكبرا".
ويذكر "المسعودي" أن "سابور بن سابور"، ويريد به "سابور الثالث" "383-388 م"، كانت له حروب كثيرة مع إياد بن نزار وغيرها من العرب. ويتبين من بيت شعر نسبه إلى شاعر نعته بأنه: "شاعر اياد" ولم يسمه، أن إياداً استعادت مكانتها، و أصبحت قبابها و "حولها الخيل والنعم" وذلك "على رغم سابور بن سابور". ويظهر أن إياداً التي كانت قد لحقت بأرض الروم في أيام "سابور ذي الاكتاف" عادت فرجعت إلى العراق وحلت في محلها.
ويذكر "المسعودي" روايةً أخرى، خلاصتها أن إياداً بعد إن رجعت من أرضى الروم، دخلت في جملة "ربيعة" من ولد "بكر بن وائل"، وأن ربيعة كانت قد غلبت على السواد، و شنت الغارات في ملك هذا الملك فصارت إياد في جملة "ربيعة". فإياد وإن عادت إلى العراق، لم تتمكن من أن تستعيد مكانتها، فدخلت في قبائل "ربيعة" التي هي من "بكر وائل"، وهي قبائل كانت قد كسبت سلطاناً و مكانةً مستغلة فرصة ضعف هذا الملك، فسادت من ثم على "إياد".






وقد وقع هذا التطور بعد وفاة "سابور ذي الأكتاف"، وإذا أخذنا برواية "المسعودي" هذه، وجب أن يكون زمانه ما بين سنة "383 - 388 م". ففي خلاك هذه المدة كان حكم "سابور الثالث".
ولا تتحدث الموارد العربية بشيء يذكر بعد ذلك عن علاقة الساسانيين بالعرب إلى أيام "بهرام جور" "بهرام كوز" "420- 438 م" " و هو المعروف ب "بهرام الخامس" عند المؤرخين. ثم نجدها تعود فتتكلم عن علاقتهم بعرب الحيرة، حيث يحتل الكلام عليهم الجزء الأكبر من صفحات تأريخ العلاقات العربة الساسانية، ولهذا السبب وجب البحث في الحيرة وفي علاقاتها بالساسانيين في فصل خاص.
وكان لملك الحيرة فضل في تولي "بهرام" عرش الدولة الساسانية بعد أن قرر و الأشراف وأصحاب الجاه و السلطان من رجال الدين والجيش انتزاعه من أولاد "يزدجرد" والده. فقد أمده بجيش افزع أولئك الأقوياء فوافقوا على أن يمنحه التاج، كما سأتحدث عن ذلك في أثناء كلامي على ملوك الحيرة.
ويذكر "الطبري" أن "يهرام" المذكور كان قد ربي تربية عربية، ذلك لأن أباه "يزدجرد" "يزدكرد" كان قد أرسله إلى الحيرة لتربيته تربية صحيحة، فأقام في البادية وبيت الأعراب حتى شب مثلهم قوياً شجاعاً مغامراً، ينظم الشعر بالعربية، و يتكلم بها بطلاقة وفصاحة.



ويرى بعض المؤرخين المحدثين إن إقامة "بهرام" إنما كانت في قصر الخورنق، و يرون إن بناء هذا القصر كان قد تم قبل ذلك بزمن. ويرون إن إرساله إلى الحيرة، لم يكن على نحو ما زعمعته الروايات العربية، إنما كان نفياً له في الواقع لخلاف بينه وبين أبيه، ولأن أباه لم يكن يعطف عليه عطفه على ولديه الآخرين.
وهذا القسم من تأريخ صلات الساسانيين بعرب الحيرة، واضح و مفصل بالقياس إن القسم المتقدم، وانه يدل على انه أخذ من موارد تأريخية منظمة، غير ساسانية وهي موارد دوّنها أهل الحيرة أنفسهم، و في مقدمهم رجال الكنيسة الذين ألفوا تدوين التواريخ، وقد صار رجال الدين النصارى هم رواة التأريخ وحفظته منذ تفشي في النصرانية، فمن هذه الموارد نقل "ابن الكلبي" و إضرابه ممن دوّنوا تأريخ الحيرة.
وذكر بعض أهل الأخبار إن "كسرى برويز" "كسرى أبرويز"، لما انهزم من "بهرام شوبين". كان فراره على فرس من خيل رجل من طيئ، فنجا بفضله، و ذكروا إن ذلك الفرس، هو "الضبيب"، و هو من خيل العرب المعروفة.
وذكر "حمزة الأصفهاني" إن من جملة قواد "كسرى أبرويز" القائد "فنابرزين"، وهو "نكهان". وكان "فنابرزين" متولياً على ما يلي الريف من البادية إلى حد الحيرة إلى حدود البحرين، و العرب تسمية "خنابززين ساسان بن روزبة".




وفي أيام "كسرى أنو شروان"، طرد الأحباش من اليمن، إذ أرسل إليها نجدة بقيادة "وهرز"، و بذلك دخل الفرس اليمن، وصاروا على مقربة من الحبش حلفاء الروم. وقد لاقت السياسة البيزنطية بذلك ضربة شديدة عنيفة، لأن الفرس بد*********هم اليمن صار في إمكانهم الضغط على التجارة البحرية للروم، و صار في إمكانهم الهيمنة على منفذ البجر الأحمر، البحر الذي تلج منه سفن الروم إلى المحيط الهندي وبالعكس، كما صار في إمكان الفرس الاتصال بعرب الحجاز وعقد اتفاقيات تجارية مع أهل مكة، وهم إذ ذاك من أهم تجار بلاد العرب.
وقد بقي الفرس في اليمن حتى ظهور الإسلام، فأسلم آخر عامل فارسي، وزال ملك الفرس عنها بذلك، كما زالت الدولة التي كان العامل الفارسي يحكم باسمها.
وكانت للفرس قوة في عمان عن ظهور الإسلام، وقد ذكر إن أول من أغار عليهم "نعام بن الحارث" من "عتيك"، وكان من فرسانهم في آخر الجاهلية وأول الإسلام.
وكر "الطبري": إن "كسرى أنو شروان" "انصرف نحو عدن، فسكر ناحية من البحر هناك بين جبلين مما يلي أرضي الحبشة بالسفن لعظام والصخور و عمد الحديد والسلاسل. وقتل عظماء البلاد... ثم انصرف إلى المدائن،





وقد استقام له ما دون هرقلة من بلاد الروم وأرمينية، وما بينه وبين البحرين من ناحية عدن". و فرّق "كسرى" الولاية و المرتبة بين أربعة اصبهذين. منهم: اصبهذ نيمروز وهي بلاد اليمن.
وذكر "حمزة" أنه في زمن "كسرى أنو شروان" ولى "أنوش بن حشنشبنده" ناحية من ارض العرب، و بقي عليها بعض أيام هرمز بن كسرى.
وكان الساسانيون كالبيزنطيين قد اتخذوا "مسالح" لهم على مشارف البوادي والحدود لحماية أملاكهم من الغزو، ولإخبار الحكومة عند دنو العدو وحالة حدوث خطر. وهي أبنية حصينة، وضعوا فيها قوات تحت آمرة أمراء منهم، يقيمون فيها واتخذوا فيها مخازن لخزن الأسلحة والأطعمة. وحفروا فيها آباراً، و صنعوا "كهاريز" تخزن الماء. ولما ظهرت جيوش الإسلام لفتح العراق، كان على هذه المسالح إخبار "طيسفون" بما حدث، و الوقوف أمام تلك الجيوش، حتى تجيء جيوشهم فتلتحم بالمسلمين.
وفي جزر البحرين قنوات يضن أنه من عمل الساسانيين، أقاموها للاستفادة من المياه المتدفقة من العيون، وهي أخاديد حفرت في الأرض ثم بطنت بمادة تمنع الماء من التسرب إلى التربة ثم سقفت بصفائح من الحجر، أهيل عليها التراب لتمنع أشعة الشمس من الوصول إلى الماء فتبخره، وبذلك تقل كمياته. وبين مسافة و أخرى تقدر ما بين عشرة وعشرين ياردة توجد منافذ لمرور الهواء منها إلى باطن القناة.

 

ملاك الشرق


&&&لا مستحيل عند أهل العزيمة&&&
ملاك الشرق غير متصل  
 
 

 
قديم 23-04-2010   #399
مراقبة الأبراج التربوية
 
الصورة الرمزية ملاك الشرق







مؤهلاتك بالحصن
  عدد نقاط تميزك بالحصن : 26790
  المستوى : ملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصف
ملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصف
  
عدد زياراتك للحصن:
عدد المرفقات :
  الحالة :ملاك الشرق غير متصل
 

 

!.. رسائلي ..!
 




 

من مواضيعي

الاوسمة

افتراضي

 

وقد بطنت هذه المنافذ بالحجارة، وقد أقيمت جدر عند مخارجها إلى الأرض لتحميها من سقوط الأتربة فيها. ولا تزال بعضها عامرة تجري فيه مياه العيون حي الآن. وهناك آثار قنوات مشابهة لها تقع في السواحل المقابلة للبحرين من المملكة العربية السعودية تعود إلى هذا العهد أيضاً.
وقد كانت البحرين تخضع لحكم الساسانيين عند ظهور الإسلام، أما حاكمها الفعلي فهو رجل من العرب على دين النصرانية، وعلى مذهب النساطرة. و كان للنساطرة عدة أساقفة في مواضع من الخليج، كما كانت لليهودية و لمجوسية مواضع في بلدان الخليج أيضاً. أما غالبية العرب، فعلى الوثنية.
وقد كانت "الأبُلّة" من أهم المواضع المهمة في نظر الساسانيين من الوجهة الحربية، وكانت تعدّ عندهم "فرج أهل السند والهند". و كان "فرج الهند أعظم فروج فارس شأناً، و صاحبه يحارب العرب في البر. والهند في البحر. وقد وضعوا هذا الفرج تحت إمرة قواد عسكريين. ولما سمعوا بمجيء خالد بن الوليد من اليمامة، أسرع كسرى فأمر قواده بالاتجاه إلى "الكواظم" و إلى "الحفير" لمقابلته. وقد التقى به "هرمز" بكاظمة، وكان جباراً، كل العرب عليه مغيظ، وقد كانوا ضربوه مثلاً في الخبث، حتى قالوا: "أخبث من هرمز" و "أكفر من هرمز". فلما التحم العرب والعجم ومن معهم من العرب قتل هرمز وفرّ العجم وأفلت "قباذ" و "أنو شجان"، وكان على مجنبة الفرس. وقد عرفت هذه الوقعة ب "ذات السلاسل"، لاقتران العجم في السلاسل حتى لا يكون لهم أمل في الفرار.






وفي الحروب الأخرى التي، وقعت بين الفرس والمسلمين، توالت الهزائم على العجم على الرغم من كثرة عددهم. ولم يكن الفرس يحاربون وحدهم، بل حارب معهم "عرب الضاحية"، وآخرون. ففي "وقعة الولجة"، مما يلي "كسكر" من البر، كان يحارب إلى جانب الفرس قوم من العرب من عرب الضاحية، وقد أسر فيها ابن لجابر بن بجير وابن لعبد الأسود، وهلك عدد كبير من "بكر بن وائل" وكانوا نصارى، فغضبت لذلك بقية نصارى بكر بن وائل وغضب نصارى عرب آخرون، فكاتبوا الأعاجم وكاتبتهم الأعاجم، فاجتمعوا إلى موضع "أليس"، وعليهم "عبد الأسود العِجْلي" في نصارى العرب من بين عجل وتيم اللات وضبيعة وعرب الضاحية من أهل الحيرة، وكان جابر بن بجير نصرانياً، فساند عبد الأسود، فقابلهم "خالد" و جالد العرب أولاً، فسقط "مالك بن قيس"، وهو رأس من رؤوسهم، ثم تهاوت صفوف الفرس أمام سيوف خالد، ولم تثبت أمامه.
ولما قصي خالد للحيرة، وجد قائد الضرس، وهو "الأزاذبه" قد ولىّ هارباً، وكان عسكره بين الغَرِيّيْن والقصر الأبيض، فدخل خالد "الخورنق" وأمر بكل قصر رجلاً من قواده يحاصر أهله ويقاتلهم، فحاصروا "القصر الأبيض" وفيه "إياس بن قبيصة الطائي"، وحاصروا "قصر العدسيين" وفيه "عديّ بن عدي" المقتول، وحاصروا "قصر مازن" وفيه "ابن أكال"، وحاصروا "قصر ابن بقيلة"، و فيه عمرو بن عبد المسيح، وكل هؤلاء عرب نصارى. ولكنهم لم يثبتوا أمام المسلمين، وتهاوت قصورهم، وطلبوا الصلح.





وكان أول من طلب الصلح "عمرو بن عبد المسيح بن قيس بن حيان بن الحارث" وهو بقيلة، وتتابعوا على ذلك، فخلا خالد بأهل كل قصر منهم دون الآخرين، وبدأ بأصحاب عدي وقال: و يحكم ما أنتم? أعرب? فما تنقمون من العرب? أو عجم? فما تنقمون من الإنصاف و العدل، فقال له عدي: بل عرب عاربة وأخرى متعربة، فقال: لو كنتم كما تقولون لم تحادّونا وتكرهوا أمرنا، فقال له عدي: ليدلك على ما نقول أنه ليس لنا لسان إلا بالعربية، فقال: صدقت. ثم صالحوه على الجزية.
وصالح "صلوبا بن نسطونا" "صاحب قس الناطف" خالد بن الوليد على "بانقيا" و "بسما" بدفع الجزية له. وقد نقبه خالد على قومه. ولما استقام ما بين أهل الحيرة وبين خالد واستقاموا أتته دهاقين "الملطاطين"، و أتاه "زاذ بن يهيش" دهقان فرات سريا، و "صلوبا بن بصبهري"، فضالحوه علما ما بين الفلالج إلى "هرمز جرد" ، ودجل أهل "البهقباذ" الأسفل وأهل "البقباذ" الأوسط والأماكن التابعة للمذكورين في الصلح ونزل خالد الحيرة، واستقام له ما بين الفلاليج إلى اسفل السواد، وأقر المسالح على ثغورهم، ورتب القواد وموظفي الخراج وسائر الأعمال استعداداً لطرد الفرس.




وكان أهل الأنبار عرباً، يكتبون بالعربية ويتعلمونها، وكان عليهم حينما بلغها "خالد" "شيرزاذ" صاحب "ساباط". ولما وجد الفرس إن من غير الممكن لهم الوقوف أمام المسلمين، تركوا المدينة لخالد، وخرج "شيرزاذ" في جريدة خيل يلحق بأصحابه، ثم صالح أهل "كُلواذى"، تم قصد خالد "عين التمر" وبها يومئذ "مهران بن بهرام جوبين" في جمع عظيم من العجم، و "عقة بن أبي عقة" في جمع عظيم من العرب من النمر وتغلب و إياد ومن لافّهم، فهجم خالد على عقة ومن معه من العرب، فأسره وانهزم عسكره، ثم سقط الحصن، وانهزم الفرس. وأسر خالد بعقة وكان خفير القوم، فضربت عنقه ثم دعا بعمرو بن الصعق، فضرب عنقه، وانتهى أمر عين التمر.
وحاول الفرس جمع صفوفهم ثانية، للوقوف أمام خالد و استرداد ما أخذ منهم. وكان خالد أقام بدومة الجندل، فظن الأعاجم به، وكاتبهم عرب الجزيرة غضباً لعقة، فخرج "زرمهر" من بغداد و معه "روزبة"، يريدان الأنبار، و اتعدا حصيداً والخنافس، وانتظرا من كاتبهما من ربيعة، غير أن المسلمين هاجموا الساسانيين بحصيد، فقتل "زرمهر" وقتل "روزبة" وفر من كان معهما، إلى "الخنافس" فلما أحس "المهبوذان" بقدوم المسلمين إلى المكان، هرب ومن معه إلى "المُصيخ" وبه الهذيل بن عمران، وخرج "خالد" من "العن" قاصداً للمصيخ، فأغار على الهذيل ومن معه ومن أوى إليه، فقتلوهم، وأفلت الهذيل في اناس قليل.




وأخذ "ربيعة بن بجير التغلبي" يجمع الجموع لمحاربة المسلمين غضباً لعقة، وواعد الفرس والهذيل، فباغت خالد جموع "ربيعة" بالثني، فانتصر عليها وأسر ابنة له، ثم باغعت موضع "الزميل" وكان "الهذيل" قد أوى إليه، ثم باغت موضع "البشر"، وكانت تغلب به، فقتل منهم عدداً كبيراً، ثم تحرك من البشر إلى "الرُّضاب"، وبها "هلال بن عقة"، فانفض عنه أصحابه حين سمعوا بدنو خالد منه وانقشع عنها هلال.
ثم قصد خالد "الفراض"، والقراض تخوم الشام والعراق والجزيرة، فاغتاظت الروم وحميت، واستعانوا بمن يليهم من مسالح أهل فارس، وقد حموا واغتاظوا واستمدوا تغلب و إياداً والنمر، فأمدوهم، ثم عبروا الفرات إلى الجانب الآخر حيث كان جيش خالد فهزموا، وانتصر المسلمون.
وكانت صفوف الساسانيين متضعضعة، والخصومات بينهم شديدة فتهاوى ملكهم، وسقطت "طيسفون" عاصتمهم، ثم تهاوت مدنهم في إيران، وزالت الحكومة من الوجود على نحو ما سنراه فما بعد.





وأما صلات "البيزنطيين" بالعرب، فلا نعلم عن بدايتها إلا شيئاً قليلاً، لأن الموارد التاريخية لم تهتم بغير الأحداث الكبرى، التي كان لها شأن في تأريخ الروم فلم تشر إلى العرب إلا في أثناء اشتراكهم اشتراكاً جماعياً في جيش البيزنطيين في قتال الساسانيين أو في جيش الفرس إبان قتال البيزنطيين، وأما القبائل العربية وغاراتها على حدود بلاد الشام، فلم تتعرض لها لأنها لم يكن لها شأن، فهي حوادث اعتيادية محلية، ثم إنها إذا تطرقت إلى المهم منها تطرقت إليه بإيجاز، ولهذا حرمنا الوقوف على صلات العرب بالبيزنطيين بصورة مفصلة وعلى أخبار الإمارات العربية التي حكمت في البادية الملاصقة لبلاد الشام وفي بلاد الشام ما بين ظهور دولة البيزنطيين وبزوغ نجم آل غسان.
قد كابد الساسانيون و البيزنطيين من القبائل العربية عنتا شديداً مثل ما كابده المتقدمون عليهم منهم. فقد كانت تراقب الفرص لتهاجم الحدود أو الجيوش النظامية في أثناء انتقالها إلى س*********ت القتال أو اشتغالها في القتال،




أو في أثناء تراجعها أو هزيمتها، فتوقع بها وتكبدها خسائر، وتربك وضعها، ثم إنها كانت تنتقل من موضع إلى موضع، من الأرضين الخاضعة لسلطان البيزنطيين إلى الأرضين التابعة للساسانيين وبالعكس، وقد تثور وتهاجم القرى في دولة، فإذا عقبتها، هاجرت إلى الدولة الأخرى المعادية لها، ولهذا السبب وجد الساسانيون والبيزنطيون إن من مصلحتهما عقد اتفاقية تحرم انتقال الأعراب من أرض إحدى الحكومتين إلى أرض الحكومة الأخرى من غير ترخيص وتخويل، وذلك في أيام السلم بالطيع.
لقد أخذت الدولة البيزنطية الأرضين التي كانت خاضعة لروما، وصارت تديرها من "القسطنطينية"، وتعيّن حكامها وترسل الجيوش إليها، وتطبق عليها القوانين التي تصدرها "القسطنطينية". بقي الحال على هذا المنوال إلى إن طرد البيزنطيون عن بلاد الشام بظهور الإسلام، و إرساله الجيوش إلى تلك البلاد لنشر دين الله فيها. فذهب الحكم البيزنطي عنها، وبقي الأثر الثقافي أمداً يهيمن على البلاد المفتوحة.
وقد كانت بصرى من أهم المدن التي يرد إليها عرب الحجاز للاتجار. وكانت آخر مكان يصل إليه تجار أهل مكة في الغالب في الشمال. يقيمون فيه، يبيعون ويشترون ويدفعون للروم العشور، وهي الضرائب المتعارف عليها إذ ذاك، ثم يعودون إلى ديارهم ومعهم ما اشتروه من تجارات بلاد الشام، من طرف مصنوع في هذه البلاد، أو مستورد إليها من بلاد الروم ومن أوروبة، ومن سلع حية هي الرقيق الذي يباع في سوق بصرى، وقد استورد إليها من مختلف الأنحاء.




وتعرف بصرى ب Bostra عند الرومان واليونان و لأهميتها الحربية والسياسية والتجارية كان يقيم بها حام روماني، ثم حكمها حكّام من لليونان بعد انتقالها إلى حكم اليونان، كما وضعوا بها حاميات بيزنطية. وذلك لقربها من الأعراب وللدفاع عن الحدود المهددة بهجوم أبناء البادية عليها. وقد أصيبت بخسائر جسيمة ونزل بها خراب شديد على أثر مهاجمة الفرس لبلاد الشام واستيلائهم عليها، فتهدم قسم كبير من أبنيتها، كما تهدم قسم من أبنية "اذرعات" وذلك في سنة"613 م".
و "بصرى" هي الان قرية مهملة مهن قرى حوران، ولا تزال بها بقية قائمة من آثار. وقد ورد ذكرها في سيرة الرسول، حيث كان قد نزل بها مع عمه "أبو طالب" حينما قدمها عمه للإتجار. وذ كر إن "بحيرا" الراهب، الذي يرد اسمه في كتب السير، كان من رهبان بصرى، وقد كان يقيم في دير هناك.
و كانت "غزة" من المواضع الأخرى المهمة عند أهل مكة ويثرب، لأنها كانت المورد الأخير لتجار هاتين المدينتين على البحر الأبيض. وكانت من المواضع التابعة للروم. ترد إليها السفن الواردة من بلاد الروم وموانئ إيطالية و مصر و لبنان، فتفرغ ما لديها من تجارة ويشتري أصحابها ما يجدون في غزة من أموال، ولهذا صارت فرضة مهمة لتجار أهل الحجاز






ومن سادات القبائل الذين انتقلوا من أرض كانت خاضعة للساسانيين إلى أرض كانت تابعة للبيزنطيين سيد قبيلة ذكره "ملخوس الفيلادلفي" Malchus Philadelphus في تأريخه، و سماه "امرأ القيس" Amorkesos=Amerkesos وقال: إنه كان يقيم في الأصل في الأرضين الخاضعة لسلطان الفرس، ثم ارتحل عنها و نزل في ارضين قريبة من حدود الفرس، واخذ يغزو منها حدود الساسانيين والعرب Saracens المقيمين في الأرضين الخاضعة للروم. وتوغل في "المقاطعة العربية" حتى بلغ البحر الأحمر، واستولى على جزيرة "ايوتابا" Iotaba, Jotaba، وهي جزيرة مهمة كان الروم قد اتخذوها مركزاً لجمع الضرائب من المراكب الآتية من المناطق الحارة أو الذاهبة إليها، فتصيب الحكومة أرب*********ً عظيمة جداً. فلما استولى على تلك الجزيرة، طرد الجباة الروم، و صار يجبيها لنفسه، فأغتني. كذلك حصل على ثروة عظيمة من غنائم غزوة للمواضع المجاورة لهذه الجزيرة و الواقعة في العربية الحجرية و أعالي الحجاز و ارضين الخاضعة لسلطان الساسانيين.



و أراد "امرؤ القيس"، بعد أن بلغ من السلطان مبلغه، الاتصال بالروم، و التحالف معهم، و الاعتراف، به عاملاً رسميا أي phylarch أو Satrap على العرب الذين خضعوا له و على العرب المعترفين بسلطان الروم عليهم في "المقاطعة العربية"، فأوفد رجلاً من رجال الدين اسمه "بطرس" إلى "القسطنطينية" يعرض رغبته هذه على القيصر "ليو". فلما قابل هذا رجال البلاط، أظهر لهم انه يريد الد********* في النصرانية. فأظهر القيصر "ليو" رغبته في مقابلة "امرئ القيس" للتحادث معه. فقصده "امرؤ القيس"، فأستقبله استقبالاً حسناً، و عاملة معاملة طيبة، و أجلسه على مائدته، و منحة لقب Partician، و جالس رجال مجلس "السنات" Senate، فأدى ذلك إلى استياء الروم من سياسة القيصر هذه مع رجل مشرك. و لكنه بيّن لهم انه يريد تنصيره بذلك، و إخضاعه لسلطانه. و لما قرر العودة أعطاه القيصر صورة ثمينة و هدايا نفيسة، و حث رجال مجلس الدولة يمنحوه هدايا سخية، ثم منحه درجة "عامل" phylarch على الجزيرة و على جميع ما استولى عليه و على أرظين أخرى جديدة لم يكن قد أخذها من قبل، إلا ان الروم لم يرتاحوا من هذه المعاملة،






و انزعجوا من إسراف القيصر في إكرامه ومنحه تلك الأرضين، ولا سيما تلك الجزيرة التي استرجعوها بعد ذلك بمدة ليست طويلة وفي مدة حكم القيصر "أنستاس" "انسطاس" "انسظاسيوس" Anastasius.
ولما كان القيصر "ليو" Leo "لاون" "اليون"، قد حكم من سنة "457 م" حتى سنة "474 م"، فيكون اعتراف "ليو" بحكم "امرىء القيس"، و منحه لقب "فيلارخ" "فيلارك" قد وقع في اثناء هذه المدة.
ويظهر من تأريخ "ثيوفانس" إن هذه الجزيرة كانت في سنة "490 م" في أيدي الروم، استولى عليها حاكمهم Dux على فلسطين بعد قتال شديد. ويدل خبر هذا المؤرخ على إن الروم انتزعوا هذه الجزيرة من "امرىء القيس" أو من خلفائه بعد مدة ليست طويلة من استيلاء "امرىء القيس" عليها، لعلهم استولوا عليها بعد وفاة هذا العامل على أثر نزاع نشب بين أولاده وورثته، أضعف مركز الإمارة، فانتهز الروم هذه الفرصة، وانتزعوا ما تمكنوا من انتزاعه من أملاك.
و إذا كانت هذه الجزيرة، قد كانت في جملة أملاك الروم في سنة "490 م" كما يدعي "ثيوفانس" ذلك، وجب أن تكون استعادة حاكم فلسطين لها في أيام القيصر "زينو" "زينون" Zeno الذي ولي الحكم من سنة "474" حتى سنة "491". أما سنة "491 م" فقد انتقل فيها الحكم إلى القيصر "أنسظاس".








وكان "امرو القيس" المذكور سيد قبيلة سماها المؤرخ "ملخوس الفيلاديفي" "نكليان" "نخليان" Nokalian. ويظهر أن هذا الاسم هو "النخيلة" موضع معروف قرب "الكوفة" على سمت الشام، وهو موضع ينطبق عليه ما ذكره "ملخوس" من أنه كان في ارض في سلطان الفرس.
ولم يذكر "ملخوس الفيلادلفي" أسماء الأرضين التي كانت في حكم "امرئ القيس" ، ويرى "موسل" أن هذا الرئيس كان ينزل في بادئ الأمر مع قبيلته في "الوديان" و "الحجيرة" أيام كانت علاقاته بالفرس حسنة. ومن "الحجيرة" هاجر مع قبيلته الى "دومة الجندل"، ومنها توسع فاستولى على أرضين "فلسطين الثالثة" Palestina Tartia وهي "العربية الحجرية". ثم استوف على جزيرة Iotaba، وهي على رأيه جزيرة "تاران" "تيران". وذكر "ياقوت" إن سكانها قوم يعرفون ب "بني جدان".
ولعل هذه الجزيرة هي جزيرة Ainu التي ذكرها "بطلميوس"، أخذ تسمية هذه من "حنو" "حاينو" Hainu "حينو" الاسم الذي كانت تعرف به عند الأنباط.
وامرؤ القيس هذا، هو مثل واحد من أمثلة عديدة على سادات قبائل راجعوا البيزنطيين لاستمداد العون منهم، وللحصول منهم على اعتراف رسمي بتنصيبهم رؤساء على الأعراب النازلين في ديار خاضعة لسلطانهم أو لمساعدتهم في مقارعة عرب الحيرة أو الفرس.






وقد ذكر أهل الأخبار أسماء رجال قالوا إنهم ذهبوا إلى الروم لهذه الغاية، و بعضهم ممن كان يقيم في ارضين بعيدة عن سلطانهم، والظاهر إن مثل هذا الاعتراف كان يكسب الرئيس قوة، ويمنحه منزلة ومكانة في تلك الأيام، وان كان الروم على مبعدة من الرئيس وليس لهم حول مادي يقدمونه إليه.
ولا نجد في الموارد اليونانية أسماء من حكم من رؤساء القبائل في بلاد الشام بصورة منتظمة قبل الغساسنة، إلا أن الإخباريين يذكرون إن الغساسنة لما جاؤوا إلى بلاد الشام من اليمن بعد "انتقاص العرم"، وجدوا "الضجاعمة" قد ملكوا البلاد قبلهم، وهم "آل سليج بن حلوان"، و هم من قضاعة، فقتلوهم و أخذوا مكانهم. ولا بد إن يكون الضجاعمة قد سُبِقُوا بغيرهم ممن لم يقف أهل الأخبار على أسمائهم، فقد كانت القبائل تهاجم إحداها الأخرى، فتأخذ مكانها، ولا يستبعد أن يكون "الضجاعمة" قد انتزعوا السلطان من قبائل أخرى لم تبلغ أنباؤها أهل الأخبار.
إن حدود الإمبراطورية البيزنطية الجنوبية مع العرب، لم تتغير ولم تتبدل تبدلاً محسوساً عما كانت عليه في زمان الرومان. وهي بصورة عامة الحدود الجنوبية للمقاطعة العربية. و كانت لهم الجزر المقابلة للمقاطعة العربية في "خليج القلزم"، وقد اتخذوها مراكز لجباية الضرائب من أصحاب السفن ولحماية البحر من لصوصه مثل جزيرة Iotba التي تحدثت عنها. ولم يشر أحد من المؤرخين المعاصرين للبيزنطيين إلى تقدم الروم أكثر من ذلك في جزيرة العرب.





وكان للبيزنطيين بعض المرافئ على سواحل البحر الأحمر، منها ميناء "كليزما" Clysma،و هو "القلزم" Qulzum، ويقع على مسافة قليلة من "السويس"، تأتي إليه السفن محملة ببضائع الهند وبالسلك وبالمواد الأخرى المستوردة من السواحل الإفريقية والعربية الجنوبية. وبه يقيم "الوكيل" Agens in Rabus، الوكيل التجاري الذي عليه مراقبة سير السفن والتجارة، ووضع التعليمات لتنظيم التجارة البحرية، وعرف ب Logothete في نهاية القرن الرابع للميلاد.
و كانت تجارة الحرير، من أهم المواد المطلوبة في أسواق البيزنطيين. وقد كان الساسانيون قد احتكروها تقريباً، وعبثاً حاول الإمبراطور "جستنيان" "يستنيانوس" Justinian تحطيم ذلك الاحتكار، وأخذه من أيديهم بالتوسل إلى "نجاشي" الحبشة، لإرسال سفنه إلى "سيلان" و شراء السلك منها، ومنافسة التجار الفرس الذين كانوا قد سيطروا على تجارة هذه المادة المستوردة من الصين إلى هذه الجزيرة، فكانوا ينقلونها إلى بلادهم، بل إلى "القلزم" و "أيلة" وموانئ أخرى وأسواق تابعة للبيزنطيين، فيربحون من هذه التجارة ربحاً حسناً.





وكان القيصر "يوسطنيان" "527 - 567م" قد، قد نصب "أبا كرب ابن جبلة"، كما يقول المؤرخ "بروكوبيوس"، "عاملاً"، اي "فيلاركا" "فيلارخا" Phylarch على عرب "سرسينس" Saracens فلسطين، و كان "أبو كرب" كما يقول "بروكوبيوس"، رجلاً صاحب مواهب وكفاية، تمكن من حفظ الحدود ومن منع الأعراب من التعرض لها، وكان هو نفسه يحكم قسماً منهم، كما كان شديداً على المخالفين له. وذكر أيضاً انه كان يحكم أرض غابات النخيل جنوب فلسطين، وهي أرض واسعة تمتد مسافات شاسعة في البر ليس بها غير النخيل. وقد قدمها هدية إلى الامبراطور، فقبلها منه، وعدّها من أملاكه، مع انه كان يعرف جيداً إنها فياف و بادية لا يمكن الاستفادة منها، ليس فيها غير النخيل، وليس لهذه النخيل فائدة تذكر. و يجاور عربها عرب آخرون يسمون "معديرني" "مديني" Maddeni، هم آتباع ل "حمير" Homeritae.
وهذه الأرض التي حكمها "أبو كرب بن جبلة"، هي الأرض التي حكمها "امرؤ القيس" سابقاً نفسها، أو يظهر إن الروم لم يتمكنوا من ضبطها ومن تعيين حاكم بيزنطي عليها، فاضطر إلى الاعتراف بالأمر الواقع، فثبتوا "أبا كرب" في مكانه، واعترفوا به اعترافا رسمياً

 

ملاك الشرق


&&&لا مستحيل عند أهل العزيمة&&&
ملاك الشرق غير متصل  
 
 

 
قديم 23-04-2010   #400
مراقبة الأبراج التربوية
 
الصورة الرمزية ملاك الشرق







مؤهلاتك بالحصن
  عدد نقاط تميزك بالحصن : 26790
  المستوى : ملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصف
ملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصف
  
عدد زياراتك للحصن:
عدد المرفقات :
  الحالة :ملاك الشرق غير متصل
 

 

!.. رسائلي ..!
 




 

من مواضيعي

الاوسمة

افتراضي

 

"عاملاً" على هذه المنطقة التي تقع في جنوب ارض الغساسنة، و في الأردن و أعالي الحجاز. ويظهر من ذلك أيضا إن "ابا كرب" كان عاملاً مستقلاً بشؤونه عن الغساسنة. ونكون بذلك أمام إمارتين مستقلتين.
و إذن يكون "أبو كرب" من المعاصرين للحارث بن جبلة ملك الغساسنة. وقد كان حكمه قبل السنة "542م" بدليل إرساله رسولاً إلى ابرهة لتهنئنه عند ترميمه سد مأرب الذي انجز في هذه السنة.
إن اسم "أبو كرب بن جبلة" يثير فينا الظن بأن هذا الرجل كان من آل غسان، فهذا الاسم هو من الأسماء التي ترد بكثرة عندهم. وقد يحملنا على تصور انه كان شقيقاً للحارث بن جبلة، غير أني لا أستطيع الجزم بذلك، لسكوت الموارد السريانية واليونانية عن التصريح بذلك أو التلميح إليه.
لقد كان من نتائج توثيق الروم صلاتهم بمملكة "اكسوم"، تهديدهم اليمن بغزوها إن قاومت مصالحهم وتعرضت لسفنهم ولتجارتهم، وذلك بتحريض الجيش على النزول بها، وقد سبق للأحباش إن استولوا عليها، كما سبق للرومان أن استولي على بعض مواضع من العربية الجنوبية مثل "عدن" في أيام "كلوديوس" "41 - 54م" أو قبل ذلك بقليل. ولا يستبعد إن يكون للروم دخل في الغزو الذي قام به الأحباش لليمن والذي بقي من سنة "300" حتى سنة "370 ب.م". وقد ذكر إن القسطنطينية كانت المحرضة لحكومة الحبشة على غزو اليمن أيضاً في سنة "525م"، وقد امتد حتى سنة "570م" أو "575م".




ولما عاد الأحباش إلى اليمن حيث بقوا فيها مدة قصيرة، كرّ الفرس عليهم فطردوهم منها في حوالي سنة "575م" "595 م"، وصارت اليمن من سنة "575م" "595م" حتى الفتح الإسلامي مقاطعة تابعة للساسانيين. وقد أصيبت مصالح البيزنطيين بأضرار بليغة، من هذا التحول السياسي العسكري، وأصيبت بضرر بليغ آخر كذلك في أيام "كسرى برويز" "590 - 628 م" الذي هاجم الإمبراطورية البيزنطية واستولى على مصر وفلسطين، وقطع بذلك عنها شرايين التجارة العالمية المهمة. والبيزنطيون وان استعادوا ما فقدوه في مصر وبلاد الشام بعد مدة قصيرة، فعاد الساسانيون إلى مواضعهم، إلا إن الحروب المتوالية كانت قد أنهكت الطرفين: البيزنطيين والساسانيين، وأضرت بالوضع الاقتصادي، وجعلت الناس يتذمرون في كل مكان من سوء سياسة الإمبراطوريتين،" ويودون التخلص من الفرس واليونان، لذلك لم يكن من المستغرب سقوط الأرضين التي كانت خاضعة لهم بسرعة مدهشة في أيدي المسلمين.
ولما وصلت الجيوش الإسلامية بلاد الشام، رحب أهلها بصورة عامة بها. وقد نظر البيزنطيون إلى الإسلام على انه نوع سن أنواع "الآريوسية" Arrianism المنسوبة إلى الكاهن "آريوس" المتوفى سنة "336 م". أو انه مذهب من المذاهب النصرانية المنشقة عن الكنيسة الرسمية. وقد تعوّدوا على سماع أخبار وقوع الانشقاق في الكنيسة، وظهور مذاهب جديدة. لهذا لا يستغرب ما أظهره أساقفة بلاد الشام من تساهل في تسليم المدن إلى المسلمين، وما بدر من القبائل العربية المتنصرة من تعاون مع المسلمين في طرد البيزنطيين عن بلاد الشام.

 

ملاك الشرق


&&&لا مستحيل عند أهل العزيمة&&&
ملاك الشرق غير متصل  
 
 

 
قديم 23-04-2010   #401
مراقبة الأبراج التربوية
 
الصورة الرمزية ملاك الشرق







مؤهلاتك بالحصن
  عدد نقاط تميزك بالحصن : 26790
  المستوى : ملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصف
ملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصف
  
عدد زياراتك للحصن:
عدد المرفقات :
  الحالة :ملاك الشرق غير متصل
 

 

!.. رسائلي ..!
 




 

من مواضيعي

الاوسمة

افتراضي

 

الفصل الرابع والثلاثون
مملكة النبط





مملكة النبط، مملكة عربية لم يعرف الأخباريون من أمرها شيئاً. سداها ولحمتها النبط. وهم قوم من جبلة العرب، وإن تبرأ العرب منهم، وعيّروا بهم، وبعدوا أنفسهم عنهم وعابوا عليهم لهجتهم، حتى جعلوا لغتهم من لغات العجم، وقالوا إنهم نبط، وإن في لسان من استعرب منهم رطانةً. وسبب ذلك، هو أنهم كانوا قد تثقفوا بثقافة بي إرم، وكتبوا بكتابتهم، وتأثروا بلغتهم، حتى غلبت الإرمية عليهم، ولأنهم فضلاً عن ذلك خالفوا سواد العرب باشتغالهم بالزراعة وبالرعي وباحترافهم للحرف والصناعات اليدوية، وهي حرف يزدريها العربي الصميم" ويُعَيَر من يقوم. بها ويحترفها. وتكمن عوامل ظهور النبط وغلبتهم على المنطقة التي عرفت بهم، وتكوينهم دوله بعد أن كانوا اعراباً يعيشون عيشة ساذجة، تكمن في أسباب وأسس اقتصادية قد تمكن هؤلاء النبط الأذكياء من استغلال موقع بلادهم لمرور شرايين التجارة بين العربية الجنوبية وبلاد الشام بها. ففرضوا ضرائب على التجار وعلى التجارة عادت عليهم بفوائد كبيرة، كما قاموا أنفسهم بالوساطة في نقل التجارة بين بلاد للشام ومصر ومواضع من جزيرة العرب، فدرّت هذه الوساطة عليهم أموالاً طائلة جعلتهم من الشعوب العربية الغنية بالنسبة إلى غيرهم ممن يسكنون البواديّ، المواقع المقفرة المنعزلة.




وقد كان ميناء "غزة" ميناء النبط المفضل على البحر المتوسط. وهو في الواقع ميناء كل التجار العرب، إذ كان المرفأ الوحيد الذي ترفأ إليه تجارة العرب. وقد استفادوا منه كثيراً لقربه من النبط، صاروا يشترون منه ما يرد عليه من بضائع من موانئ البحر المتوسط، ثم يحملونها إلى بلادهم فيبيعونها للتجار العرب القادمين اليهم من الحجاز ومن الجزيرة العربية الجنوبية ومن أماكن أخرى من جزيرة العرب، كما أنهم صاروا يشترون من التجار العرب ما عندهم من تجارة، ثم يحملونها إلى ذلك الميناء لبيعه في أسواقه، وبذلك حصلوا على أرباح من هذه الوساطة في الاتجار.
وقد نشأت دولة النبط التي نتحدث عنها قبل الميلاد في المنطقة الشمالية الغربية من جزيرة العرب، في المكان الذي عرف باسم "العربية الحجرية" "Arabia petraea" عند اليونان والرومان.
وأما أخبارنا عنها، فمستمدة من كتب الكلاسيكيين، ومن مؤلفات المؤرخ اليهودي "يوسفوس فلافيوس" "josephus flavius" "37100 بعد الميلاد". صاحب"ioudaike archaeologia " و"periton ioudaikon polemon"، ومن كتابات عثرعليها في "العربية الحجرية" وفي الأخرى التي خضعت لحكمها وهي نبطية ولاتينية ويونانية. وعلى هذه الموارد يعول المؤرخ الحديث في تدوين تأريخ قوم كان لهم نفوذ وسلطان وصوت مسموع وكلمة، ثم اذا هم في الذاهبين"تلك الأيام نداولها بين الناس".







وقد تضمن القسم الأكبر من كتابات النبط، كتاب:Corpus In******ionum" Semiticarum "وقد أشير فيه إلى المواضع التي عثر فيها على تلك الكتابات، والى السمات التي وسمت بها لتميّز بعضها عن بعض. وأسهمت كتب أخرى بالطبع في هذا المجهود العسير، مجهود نشر الكتابات النبطية القديمة وغيرها، ككتاب: "Handbuch der Nordsemitischenn Epigraphik"" وكتاب: "Corpus In******ionum Semiticaru"، للعالم المعروف " مارك ليدربارسكي"" "Mark Lidzbarskiوكتاب**** Book of North-Semitic In******ions" ل "كوك" "G.A. ************" وكتاب "REP. EPIG"،وكتب أخرى سأشير اليها في أثناء الحديث، يضاف اليها ما نشر في المجلات العلمية الاستشراقية كمجلة: "ZDMG" وأمثالها.
أما لغة النصوص النبطية، فلغة "بني إرم"، وأما خطها فبالقلم الإرمي، ولكنه "إرمي" مأخوذ من القلم الإرمي القديم، وقد عرف عند المستشرقين ب "القلم النبطي" تمييزاً له عن بقية الأقلام. وأما المواضع التي عثر على هذه الكتابات فيها فهي عديدة، منها "بطرا" و "الحجر "Hegra"و "العلا" و "تيماء" و "خيبر" و "صيدا "Sidon" و "دمشق" ومواضع متعددة من "حوران" ومن "اللجاة" و "طور سيناء" والجوف واليمن ومصر وايطاليا وأماكن أخرى سترد أسماؤها في ثنايا هذا الفصل.






وتختلف الكتابات النبطية القديمة، من حيث رسم الحروف، بعض الاختلاف عن الكتابات النبطية المتأخرة المدوّنة بعد الميلاد، وتختلف أيضاً باختلاف الأماكن التي وجدت فيها، فلكتابات "طور سيناء" مثلاً خصائص. كتابية محلية لانجدها في النصوص الأخرى. وتفيدنا هذه الخصائص المحلية والتطورات التي طرأت بمرور العصور على أشكال الحروف في مثل "التربيع" والانفصال والاتصال وتقاربها و تباعدها من الخط الكوفي في دراسة تطور الخطوط السامية، وعلاقاتها بعضها ببعض.
وهي على اختلافها تشارك الكتابات العربية التي عثر عليها في العربية الجنوبية أو في المواضع الأخرى من جزيرة العرب في كونها شخصية في الغالب. كتبت في أمور خاصة، لا علاقة لها بالمجموع. فهي لا تفيد المؤرخ إفادة مباشرة، ولكنها تفيد الباحثين من غير شك في أمور أخرى، نفيدهم في الدراسات الغوية مثلا، فهي كنز. لا يقدر بثمن من هذه الناحية. أما الكتابات العامة،. أعني النصوص التي لها علاقة مباشرة بالدولة وحياة الشعب وبساسة الحكومة أيام السلم أو الحرب فهي قليلة جدا-ويا للأسف-مع انها المادة الأساسية في كتابة التاريخ.





والكتابات النبطية المؤرخة مثل الكتابات السامية الأخرى، قليلة بالنسبة إلى الكتابات الغفل من التاريخ. أما طرائق توريخ الحوادث عند النبط، فكانت متعددة منها التوريخ بأيام الملوك كأن يذكر اسم الشهر الذي دوّن فيه النأص، ثم يذكر بعده عام التدوين، فيقال مثلاً: "في شهر كذا من سنة كذا من حكم الملك. ....." "بيرح. ..... شنت. .....ملك نبطو. .....". وقد استعملت هذه الطريقة في أيام استقلال النبط خاصة، والتوريخ بسني حكم قياصرة "رومة" وذلك بذكر الشهر الذي دونت فيه الكتابة، ثم السنة المصادفة من سني حكم القيصر الذي في أيامه جرى التدوين، أو السنة المصادفة دون الإشارة الى أسم الشهر.
وقد عثر على كتابات مؤرخة بسني حكم "القناصل"، وعلى كتابات أخرى أرخت تقويم"بصرى"، ومبدأه اليوم الثاني والعشرين من شهر "آذار" من سنة "106" بعد الميلاد، وقد أرخ به في كتابات "طور سينا" كذلك.وظلت الأقسام الجنوبية من "الكورة العربية" تؤرخ به حتى بعد فصلها من هذه الكورة وإلحاقها ب "كورة فلسطين". وأرخ بالتقويم "السلوقي"، وأوله اليوم الأول من شهر"تشرين الأول" "اكتوبر" من سنة"312" قبل الميلاد.
وأرخ بأيام القيصر"بومبيوس" حيث اتخذت مبدأ لتقويم يبدأ بشهر "تشرين الأول"، "اكتوبر" من سنة "63" قبل الميلاد،




أرخ به في الكتابات وفي النقود.
وأرخ في بعض الكتابات النبطية بتواريخ محلية كانت متعارفة عندهم مشهورة. كما فعل غيرهم في جزيرة العرب حيث أرخوا بالحوادث المحلية المهمة، نظراً لما كان لها من شهرة بينهم. وقد تمكن العاماء من تشخيص بعض منها، ولم يتمكنوا من تشخيص بعض اخر. ومن الكتابات المؤرخة بتواريخ محلية كتابة عثر عليها في مدينة "فيليبوبولس"philippopolis " وقد أرخت بتقويم يبدأ بسنة "248" تقريباً أو بين سنة "47 2" وسنة "249" ومدينة "شقا" "شقة"، وقد أرخت في عدد من كتاباتها بسنة "92" بعد الميلاد. ومدينة "constantia" وهي "البراك" في "اللجاة " وفي عدد من الكتابات التي عثر عليها في موضع "شيخ مسكين"، وهو "maximinopolis" على رأي بعض الناس.
الرأي السائد اليوم بين العلماء أن النبط عرب مثل سائر العرب، وان استعملوا الارمية في كتاباتهم، بدليل إن اسماءهم هي اسماء عربية خالصة، وانهم يشاركون العرب في عبادة الاصنام المعروفة عند عرب الحجاز، مثل "ذي الشرى" و"اللات" و"العزى"، وانهم رصعوا الإرمية بكثير من الألفاظ العربية،




وبدليل اطلاق اليونان واللاتين والمؤرخ اليهودي "يوسفوس" كامة "العرب" على النبط واطلاق اسم"arabia ptraria " أي "العربية الحجرية" على أرضهم. ولو لم يكن النبط عرباً، لما أطلق "الكلاسيكيون" كلمة العرب عليهم، وما كانوا يدخلون بلادهم في ضمن العربية ويجعلونها جزءاً من أجزائها الثلاثة.
وقد كان النبط من اهل جزيرة العرب في الأصل نزحوا من البوادي إلى سنة قبل الميلاد. واما اطلاق اسم السريان على الإرميين الشرقيين، اي إرميى العراق، فقد حدث بعد الميلاد. أطلق على متنصرة الإرميين ليميزوا عن بني جنسهم الوثنيين،. فصار له مفهوم خاص، وصارت كلمة "إرمي" "آرامي" تعني الصابئ والوثني أما كلمة "سرياني" فتعني النصراني حتى اليوم.
أما "ماش" "MASH"، فهو أحد ابناء "أرام" ذكر في "التكوين"، مع "عوص وحول وجائر" بمعنى أنهم أخوته.ودعي "ماشك" في "أ خبارالأيام" ويظن أنهم سكان "ماش" "ماشو" في النصوص الأشورية، أي بادية الشام. و "إرم" هو ابن "سام بن نوح" في التوراةْ، وتتفق رواية "المسعودي"المأخوذة من أقوال أهل الكتاب ولا شك، مع ما جاء في التوراة من أن "ماش" هو ابن "آرام"، وهو "إرم".




وأما ما ذكره على لسان غيره أو لسانه من إن النبط هم "نبيط" وأن "نبيطاً" هو ابن "ماش"، فهو قول لم يرد في التوراة. ولا يعرف العهد القديم شخصاَ اسمه "نبيط بن ماش بن ارام". ويقصد المسعودي من "نبيط" "نبايوت"، ولاشك و "نبايوت" هو الابن البكر لاسماعيل في التوراة.
أما أنهم سموا نبطاً لكثرة النبط عندهم وهو الماء، أو لاستنباطهم الماء، وانباطهم الأبار، وما شاكل ذلك من تفاسيروردت في معنى النبط، فهو كلام كان يسمع في القديم. أما اليوم فلا يمكن أن يقام له وزن.
والنبط في عرف الباحثين هم"نبط" و"نبطو" في الكتابات، والكلمة اسم علم ليس غير مثل سائر أسماء الأعلام، لا علاقة له لا بالماء ولا باستنباط الماء. حار الأخباريون فيه فعالجوه على مألوف طريقتهم بإيجاد معان للأسماء، وتعليلات وأسباب، وظنوا انهم بهذا التعليل وجدوا سر التسمية ووقفوا عليه، ولا سيما إن النبظ زراع، ولهم مياه غزيرة وعلم بالماء، وان النبط: الماء الذي ينبط من قعر للبئر اذا حفرت فقالوا: النبط من نبط، فالمسألة اذن سهلة هينة. انهم سموا نبطاً لاستنباطهم ما يخرج من الأرضين، وهو الماء.


وأشير إلى النبط في حديث عمر: "تمعددوا ولا تستنبطوا"، أي تشبهوا بمعد. ولا تشبهوا بالنبط. وفي الحديث الآخر: "لا تنبّطوا في المدائن" أي لاتشبهوا بالنبط في سكناها واتخاذ العقار والملك. وورد ذكر النبط في خير مرفوع إلى ابن عباس: "نحن معاشر قريش من النبط من أهل كوثى ريا، قيل: إن ابراهيم الخليل ولد بها، وكان النبط سكانها". وورد في حديث "عمرو بن معديكرب" حين سأله "عمر" عن "سعد بن أبي وقاص"، فقال: "أعرابي في حبوته"، أراد انه في جباية الخراج وعمارة الأرضين كالنبط حذقاً بها ومهارة فيها،لأنهم كانوا سكان العراق وأربابها. وفي حديث أبي أوفى: "كنا نسلف نبيط أهل الشام".
ويقال الان في نجد للشعر العامي "الشعر النبطي" أو "شعر النبط"، ويرى الباحثون في هذا النوع من الشعر انه منسوب إلى نبط العراق. وعلى كل فإن لهذه التسمية علاقه باسم هذ ا الشعب العربي القديم الذي نتحدث عنه.
والنبط الذين قصدهم الأخباريون إذن، هم قبط آخر لا نريدهم نحن في الفصل ولانقصدهم، هم يقصدون بقايا الشعوب القديمة خاصة النازلين في البطائح منهم، ومنهم مترسبات الإرمين في العراق والشام، وذلك قبيل الإسلام وفي الإسلام، وكانوا يتكلمون بلهجات عربية ولكن برطانة أعجمية وبلكنة غريبة ظاهرة. أما نبطنا، فهم أصحاب كتابات مدونة بالإرمية، وقد عاشوا في"العربية الحجرية" وفي مناطق أخرى.



خضعت لسلطانهم لم تكن البطائح منها على كل حال، كما عاش فرع آخر منهم في "تدمر"، وسيأتي الحديث عنهم.
وعندي أن النبط عرب، بل هم أقرب إلى قريش والى القبائل الحجازية التي أدركت الإسلام من العرب الذين يعرفون ب "العرب الجنوبيين". والنبط يشاركون قريشاًَفي أكثر أسماء الأشخاص، كَما يشاركونهم في عبادة أكثر الأصنام. وخط للنبط قريب جداً من خط كتبة الوحي، وقد قلت إن من العلماء من يرى أن قلمنا هذا ماًخوذ من قلم النبط.س يضاف إلى ذلك ما ذكرته من وجود كلمات عربية كثيرة في النصوص النبطية المدوّنة بالإرمية، هي عربية خالصة من نوع عربية للقرآن الكريم. لهذه الأسباب أرى أن النبط أقرب إلى قريش والى العدنانين علي حدّ تعبير النسابين من العرب الجنوبيين الذين تبتعد أسماؤهم وأسماء أصنامهم بعداً كبيراً عن أسماء الأشخاص والأصنام عند قريش وبقية العدنانيين. أضف إلى هذا ما ورد في التوراة وما عند أهل الأخيار من أن "نبايوت" وهو "نابت" أهل الأخبار، هو الابن الأكبر لأسماعيل، واسماعيل في عرف النسّابين هو جدّ العرب العدنانين.
وقد سبب تدوين النبط كتاباتهم بالإرمية خسارة فادحة لنا لا تقدر بثمن، لأنه حرمنا الحصول على نصوص بلهجات عربية قديمة نحن في أشد الحاجة اليها، لما لها من فائده في دراسة تطوّر اللهجات العربية واللهجة التي نزل بها القرآن الكريم والمراحل الني مرّ ت بها. وخاصة أننا لا نملك من النصوص العربية المدوّ نة باللهجات العربية الشمالية القريبة من عربية القرآن سوى بضعة نصوص.




ويعد "ديودورس الصقلي" أقدم كاتب "كلاسيكي ! تحدّ ث عن النبط يليه" "سترابون"، فبقية "الكلاسيكيين" الذين عاشوا بعدهما. وفي تأريخ "يوسفوس" اليهودي المتوفى حوالي سنة "95" بعد الميلاد، أخبار مفيدة عن النبط،ولا سيما علاقتهم بالعبرانيين الذين كانوا على اتصال وثيق بهم بسبب الجوار.
وقد تطرق "سترابون"0 إلى أمور لم يتطرق لها "ديودورس"، أخذها من صديق له اسمه "أثينودورس" "Athenodrous"، وكان فيلسوفاً ولد بين النبط وعاش بينهم. وقد حدّثه هذا الفيلسوف إن عدداً كبيراً من الرومان ومن الغرباء من الجنسيات الأخرى كانوا يعيشون بين النبط، وكانوا في نزاع وخصام بينهم. اًما النبط فكانوا على صفاء ووئام، يعيشون عيشة سلام وراحة. ويتبين أثر اختلاط الغرباء بالنبط، في الآثار الباقية وفي الكتابات اليونانية والرومانية التي عثر عليها في اًرض النبط وعلى النقود.
وقد شملت مملكة النبط في اًوج أيامها منطقة واسعة ضمت "دمشق" و "سهل البقاع" "بقأث ه لينون" "Biq'ath Ha-Lebanon" "cele Syria"،والأقسام الجنوبية والشرقية من فلسطين وحوران و"أدوم" "Idumaea"، ومدين الى "ددن" "ددان" وسواحل البحر الأحمر. وثبت أيضاً إن جماعة من النبط سكنت في الأقّسام الشرقية من "دلتا" النيل، وقد تركْت لنا عدداً من الكتابات.





ولا يعرف الموطن الأصلي الذي جاء منه النبط على وجه التحقيق، ولا الزمان الذي هاجروا فيه منه. ويظن بوجه عام انهم كانوا بدواً في الأصل من سكان البادية الواقعة شرق شرقي الأردن، ثم ارتحلوا نحو الغرب فنزلوا أرض "أدوم" وضايقوا الأدومين الذين ارتحلوا نحو الشمال والغرب اختياراً أو كرهاً، فسكنوا في المناطق الخصبة المشرفة على البحر المتوسط. وكان ذلك حوالي "587" قبل الميلاد. ولا يعرف علىوجه العموم في الزمن الحاضرشيء ما عن مبدأ تأريخ النبط.
ويرى بعض العلماء أن النبط هم "نبياطي" المذكورون في أخبار الملك "اشور بنبال" "Aschurbanipal"، وهم أيضاً "نبايوت" "Nebojot"="Nabatene" أولاد اسماعيل في التوراة. وهم سكان أرض" "Nabatene" ويعارض هذا الرأي بعض آخر، ولا يرى وجود صلة ما بين النبط و "نبياطي" أو "نبايوت". وأما النبط المذكورون في "المكابيين"، فهم النبط جماعتنا الذين نتحدث عنهم الان.
وقد أطلق "يوسفوس" اسم "النبطية" "Nebaioth" على منطقة واسعة تمتد من نهر الفرات فتصل بحدود الشام إلى البحر الأحمر، وهي من مناطق أولاد اسماعيل. ويظهر من تأريخ "يوسفوس" أن مؤلف هذا التأريخ كان يرى وجود صلة بين اسم "نبايوت" وهو اسم ابن"يشمعيل" "اسماعيل" وبين اسم النبط، والى هذا الرأي ذهب أيضاً "جيروم" "Jerom".




ومن اخبار "ديودورس" عنهم أن معظم بلادهم قفرة قليلة الماء والقسم المنبت منها قليل، لذلك عاش سكانها عيشة اعرابية، على الغزو، وعلى التحرش بحدود جيرانهم، لعلمهم أن من الصعب على الجيوش تعقب آثارهم والالتحام بهم في البادية لقلة الماء، وإلا تعرضت للتهلكة والموت عطشاً.
أما هم، فلهم آبار مخفية، وكهاريس أغلقت فتحاتها، فلا يعلم أحد من الناس سواهم أين هي ? يشربون منها متى شاءوا، ويأخذون منها ما يحتاجون إليه. وهم قوم يحبون الحرية ويقدسونها، ويأبون الخضوع لحكم الغرباء. ولهذا لم يخضعوا الآشوريين أو الميديين أو الفرس أو لحكم ملوك المقدونيين، مع إن هذه الدول أرادت استعبادهم فأرسلت عليهم جيوشاً قوية، ولكنها لم تنجح في تحقيق ما أرادت، ولم تتمكن من السيطرة على هؤلاء الأنباط.
وقد ذكر عنهم انهم كانوا يحمعون المطر ويخزنونه في الصهاريج، التي لا يعرف مواقعها أحد غيرهم، وانهم كانوا لا يذيقون ماشيتهم الماء أما الناس، فكانوا يعيشون على اللحوم والحليب، يضاف إلى ذلك نوع من "الفلفل" ولب بعض للشجر، حيث تخلط بالماء.

 

ملاك الشرق


&&&لا مستحيل عند أهل العزيمة&&&
ملاك الشرق غير متصل  
 
 

 
قديم 23-04-2010   #402
مراقبة الأبراج التربوية
 
الصورة الرمزية ملاك الشرق







مؤهلاتك بالحصن
  عدد نقاط تميزك بالحصن : 26790
  المستوى : ملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصف
ملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصف
  
عدد زياراتك للحصن:
عدد المرفقات :
  الحالة :ملاك الشرق غير متصل
 

 

!.. رسائلي ..!
 




 

من مواضيعي

الاوسمة

افتراضي

 

وقد أخذ "ديودورس" أخباره عن النبط من مؤرخ قبله هو " Hieronymos Of Kardia"="Hieronymos Of Cardia"، ويعود خبره إلى حوالي السنة "312" قبل الميلاد، اذ تحدث هذا المؤلف عن حملة "انطيغونس" "انتيكونس" "Antigonos" على القبائل العربية، فذكر "النبط" " Nabataioi"="Nabatoioi" وأشار إلى الحملة التي أرسلت عليهم.
ويتبين من أقدم الأخبار الواردة في الكتب "الكلاسيكية" عن النبط أنهم كانوا في بادئ أمرهم أعراباً رعاة ماشية، ومنهم أصحاب قوافل يتعاطون التجارهْ، ويقيمون حول البحر الميت، وكانوا يستخرجون "الاسفلت" من سواحله الشرقية فيحملونه إلى مصر لبيعه إلى المصريين. وكانت لهم أماكن محصنة تحصيناً طبيعياً يلتجئون اليها فيصعب على العدوّ مباغتتهم ومهاجمتهم في هذه الحصون، كما أن لهم علماً بصحاريهم وبمواضع الماء فيها، يحتمون بها عند الحاجة، ويتخلصون بذلك من تعقيب الجيوش. ويذكر أنهم جنوا أرب*********ً كثيرةً من اتجارهم بالاسفلت، إذ كان المصريون يشترونه منهم لاستعماله في "المومياء"، ولهذا أقبلوا عليه اقبالاً كبيراً، در على النبط ربحاً طيباً.
وقد وصفوا بأنهم كانوا يكرهون الزراعة ويزدرونها، كما كانوا يزدرون السكنى في بيوت مستقرة، وكانوا رعاة يربون الأغنام وبقبهّ الماشية. إذا وجدوا غريباً بينهم قتلوه، لأنهم كانوا يخشون أن يقعوا تحت حكم الأجانب فيفقدوا حريتهم. ووصف "سترابو" النبط، فقال: إنهم تجار، أقاموا في بيوت من الحجر، وقد اشتغل قوم منهم بالزراعة.





لقد أظهر هؤلاء الرعاة مقدرة فائقة وكفاية لاتقدر في تكييف أنقسهم وفي. أخذهم بالأساليب الحديثة في الحياة. تمكنوا من استغلال أرضهم وما فيها من موارد طبيعية، وتعلموا استغلال مناجم النحاس والحديد القديمة في "أدوم"، واستخدام هذين المعذنين المهيمن في صنع المواد اللازمة لشؤون الحياة. وأخذوا من "الهللينية" تنظيم المدن وأصول الادارة والفن وحولوا مدينتهم الصخرية إلى مدينة حديثة جميلة تنطق حتى اليوم بكفاية أصحابها وبقابلياتهم المدنية. كما اقتبسوا من "الفرث" "Parthian" ما يلائمهم ويوائم حياتهم وحاجاتهم. وضربوا النقود على طريقة اليونان والرومان فأحسنوا في صنعها وأجادوا واثبتوا أن العربي كيفما كان أمره قابل للتطور والابداع والأخذ والاقتباس، وأنه إذا هيئت له الظروف وأرشده المرشدون ووجهوه توجيهاً حسناً، أفاد نفسه وقومه والبشرية خير افادة.
ومن النبط انتقلت المصنوعات النحاسية والحديدية المصنوعة في بلاد اليونان أو الشام أو في بطرا إلى اليمن، وقد كانوا واسطة لنقل "الهيلينية" إلى العرب الجنوبيين. وقد عثر في "*********ان" من اليمن على راس مصنوع من النحاس، محفوظ الان في المتحف البريطاني، يشبه وجهه الوجوه المطبوعة على النقود النبطية المضروبة في القرن الأخير قبل الميلاد، لذلك يرى الباحثون أنه من صادرات مملكة النبط إلى اليمن، وأنه من المصنوعات المتأثرة بالطابع "الهبلليني".


ويحدثنا "ديودورس" إن "انطيغونس" "Antigonus" الذى خلف الاسكندر في سورية، جرّ د حملة على النبط قوامها أربعة آلاف جندي من المشاة وستمئة فارس جعلها في قيادة صديقه "أثينيوس" "Athenaeus" ليجبرهم على التحالف معه وتأييد مصالحه.،وأمره بمباغتتهم وسلب كل ما يمتلكون من ماشية. فسار القائد من مقاطعة "أدوم" "Idumaea" بكل حذروتكتم لكيلا يعلم أحد من النبطي به. وباغت الصخرة في منتصف الليل، فقتل من حاول المقاومة وأسر خلفاً منهم، وترك الجرحى، واستولى على ما وقعت عليه يده من البخور والتوابل والطيب والفضة. ثم أمر قوته بالاسراع بالرجوع، فلما قطعت مسافة مئتي "اسطاديون" أضناها التعب، ونهكها قطع الطريق، فاضطرت إلى قطع .السير للاستراحة في معسكر أقامته. وفيما كان الجنود ينعمون بنومهم، هاجمهم النبط وأعملوا فيهم السيوف، فلم ينج من رجال الحملة الا خمسون فارساً هربوا بسلام بعد أن أثخن أكرهم بالجراح. وكان ذلك كما يزعم "ديودورس" بسبب تهاون رجال الحملة بأمر الحراسة وعدم تصورهم ملاحقة النبط لهم، وتمكنهم من الصول إلى هذا الموضع في خلال يومين أو ثلاث.



وذكر "ديودورس" إن اليونان تخيروا الوقت المناسب حينما باغتوا "الصخرة" كان من عادة أهلها الذهاب إلى أسواق مجاوريهم للامتيار ولمبادلة سلعهم بسلع يحتاجون اليها من جيرانهم، تاركين في صخرتهم أموالهم ونساءهم وأطفالهم وعجزتهم وشيوخهم. ولم تكن الصخرة مع حصانتها، مسوّ رة، فانتهز رجال الحملة هذه الفرصة، وباغتوا الحصن على نحو ما ذكرت. فلما بلغ الخبر النبط،تركوا السوق وتراكضوا إلى الصخرة، وأسرعوا يتعقبون أثر اليونان حتى أدركوهم في ذلك الموضع، فانتقموا منهم. شر انتقام، وعلموهم درساَّ لا ينسى ولا شك في وجوب اتخاذ الحذر والحيطة وتقدير كل أمر حقّ قدره مهما صغر وتفه، وقد تأتي التوافه بنتائج لا تأتي من عظائم الأمور. أما تأريخ ارسال هذه الحملة، فكان في سنة "312" قبل الميلاد.
وبعد انتقام النبط ممن حاول استرقاقهم، عادوا إلى الصخرة راضين مطمئنين، فنظموا أمورهم، ثم كتبوا الى الملك "انطيغونس" كتاباً كتب بالأبجدية السريانية يلومون في " "أثينيوس" "Athenaeu" على ما فعل بهم، ويعتذرون فيه عما بدر منهم ويحملون صاحب وزر صنعه.




وقد أجابهم الملك بأن ما حدث لم يكن بعلمه ورضاه، وأن قائده عمل برأيه فخالف أمره، ولذلك فهو يحمله وزره، ويرجو أن تتحسن العلاقات فيما بينهم وبينه، وأن ينسى ما حدث، وكان غرضه من هذا الكلام التأثير عليهم، وجلبهم إليه ولو إلى حين حتى يرى أمره، فان أبوا ضرب ضربته. ونال ما أراد.
وبعد مدة هيأ قوة قوامها أربعة آلاف مسلح من المشاة، واربعة آلاف من الفرسان جعل قيادتها تحت إمرة ابنه "ديمتريوس" "Demetris "، للانتقام من النبط بأية طريقة كانت. فلما سمع النبط بقدومها، امنوا أموالهم في مواضع حصينة يصعب الوصول اليها، ووضعوا عليها حراسة كافية، وسلكوا طرقاً متعددة تؤدي بهم إلى البادية. فلما وصل "ديمتريوس" إلى "الصخرة"، هاجمها بعنف وشدة، غير أنه لم يقلح في اقتحامها والاستيلاء عليها، ورجع بجيوشه قانعاً بالهدايا التي قسمت إليه.
ويذكر "ديودورس" أن النبط كانوا قد لجأوا إلى اتخاذ أماكن حراسة وضعوا فيم حراساً، واجبهم تنبيه النبط حين تبدر ظاهرة خطر عليهم، بإيقاد نيران في مواضع مرتفعة من تلك الأماكن، تكون علامة على وجود الخطر. فلما ظهر "ديمتريوس" متجهاً نحو الصخرة، أوقد الحراس النار، فهرب النبط إلى مواضع أمينة من البادية، وتخلصوا مع أموالهم منه، لأنه خاف من ملاحقتهم لعدم تمكن جيشه من تعقب آثارهم ولخوفهم من ولوج البادية. وقد كان "المقدونيون" يخشون من د*********ها.




كان النبط من الشعوب العربية التي جمعت ثروة عظيمة،واكتنزت الذهب والفضة بفضل اشتغالها في التجارة وموقعها الممتاز الذي تلتقي عنده جملة طرق تجارية برية كانت عمادطرق القوافل في ذلك الزمن اليها يصل طريق اليمن والعربية الجنوبية المهم الموازي للبحر الأحمر، ومتها يتفرع الطريق إلى مصروالشام وغزة والمدن الفينيقية على البحر المتوسط.، واليها يصل طريق تجاري آخر مهم يصل الخليج بمدينة "بطرا". ويصل مدينة تجارية اخرى لم يكن شأنها في التجارة أقل من شأن عاصمة النبط، وأعني بها مدينة جرها Gerrha علىالخليج. فتحمل اليها تجارة الهند وما وراء الهند، وحاصلات ايران والعربية الشرقية لتوزع منها في الشام ومصر وموانىء البحر المتوسط. وقد عمل ملوك النبط بكل ذكاء على الاستفادة من هذه الطرق واستغلالها لمصلحتهم ومصاحة مملكتهم. وقد اقتضى ذلك بالطبع وضع حرس قوي لحماية القوافل واجراء التسهيلات الضرورية لأصحابها والاتفاق مع سادات القبائل لضمان سلامتها مقابل مبالغ تدفع لهم عن المرور "الترانزيت".

 

ملاك الشرق


&&&لا مستحيل عند أهل العزيمة&&&
ملاك الشرق غير متصل  
 
 

 
قديم 23-04-2010   #403
مراقبة الأبراج التربوية
 
الصورة الرمزية ملاك الشرق







مؤهلاتك بالحصن
  عدد نقاط تميزك بالحصن : 26790
  المستوى : ملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصف
ملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصف
  
عدد زياراتك للحصن:
عدد المرفقات :
  الحالة :ملاك الشرق غير متصل
 

 

!.. رسائلي ..!
 




 

من مواضيعي

الاوسمة

افتراضي

 

وقد أدت سياسة البطالمة الرامية إلى السيطرة. على البحر الأحمر واحتكار التجارة البحرية إلى إلحاق أضرار فادحة بالنبط وبغيرهم من العرب الذين كانوا يتاجرون في البحر الأحمر. فاضطر النبط إلى التحرش بسفن البطالمة وبمهاجمة السفن التي تتجه نحو مصر وبأخذ ما فيها، فاضطر "بطلميوس الثاني" "285 - 6 4 2 قبل الميلاد" إلى انشاء قوة بحرية لحراسة السفن التجارية، وقد ألحقت هذه القوة خسائر فادحة بأسطول النبط، منعت النبط أمداً من الت********* لقوافل البطالمة، غي ان النبط كانوا ينتهزون الفرص، فلما انشغل "بطلميوس" بالحرب مع "سلوقيي" سورية عادوا إلى مهاجمة سفن البطالمة والسفن الذاهبة أو الآيبة من مصر.
وألحقت سياسة "بطلميوسى فيلادلفيوس" ومشروعاته الرامية إلى السيطرة على البحر الأحمر وعلى تجارة البلاد الحارة،أضراراً خطيرة بالتجارة العربية، أثرت تأثيراً سيئاً جداً في الوضع السياسي في جزيرة العرب. إذ أفقدت العرب السيطرة على البحر الأحمر وأوجدت لهم منافسين خطيرين نافسوهم في أسواق إفريقية والهند، ولم يكن من السهل التغلب عليهم، بفضل ما أدخلوا على سفنهم من تحسينات فنية وابتكارات، وما خصصوا بها من قوات لحمايتها من تعرض سفن العرب لها. وقد ابتنى "بطلميوس فيلادلفوس" مدينة " Berenice" على خليج العقبة " Atlantic Gulf" لحماية التجار والسفن من تعرض النبط. ولعلّ ميناء






"امبلونه" "Ampelon" الذي أسسه تجار الروم في جزيرة العرب على ساحل البحر الأحمر تجاه "العلا" على رأي بعضهم، هو من المواضع التي أنشئت لهذه الغاية في هذا الزمن. وبإنشاء هذه المواضع سيطر اليونان على البحر والطريق التجاري القريب منه، كما تمكنوا من ضمان الحصول على حاجاتهم بشراء ما يريدون من حاصلات الجزيرة ومن يبع ما يريدون بيعه في هذه الموانى أيضاً.
وكان من نتائج هذه السياسة التي اقتفي أثرها من جاء بعد "بطلميوس فيلادلفوس" من الملوك والقياصرة، مشاطرة تجار العرب أرباحهم العظيمة التي كانوا يجنونها من الاتجار مع مصر والشام. فلم يدخل في امكانهم وضع الأسعار كما يريدون ويشتهون كما كان ذلك سابقاً. إذ وضع سادة بلاد الشام ومصر الجدد أسعاراً ثابتة للبضائع العربية والهندية التي تصل إلى بلادهم، كما فرضوا عليها ضرائب معينة بحسب قوائم جديدة. بذلك تحكموا في الأسعار التجارية العالمية، وحرموا تجارة جزيرة العرب وسادتها من ملوك متاجرين وأسر غنية متنفذة ربحاً عظيماً، وألحقوا بخزانتهم خسائر كبيرة. وكان من أثر هذه السياسة الصارمه هبوط الأسعار هبوطاً بيناً في الأسواق.



وقد تمكن الباحثون في تأريخ النبط من ضبط أسماء جملة ملوك حكموا النبط.ولا نستطيع اليوم ذكز اسم أول من أسس مملكة النبط، ولا الزمن الذي أسست فيه تلك المملكة ولا الأسرة التي نسلت اولئك الملوك. وكل ما نستطيع قوله هو إن استقلال النبط كان قبل الميلاد، واننا نعرف أسماء بضعة ملوك حكموا قبل الميلاد، بصورة أكيدة لا مجال فيها لأي شك، كما نعرف أسماء ملوك كان حكهم بعد الميلاد.
ويكثر اسم "الحارث" "ارتاس" "ارتياس" "Aretas=" Arethas" بين أسماء الملوك، حتى لقد ذهب الظن ببعض الباحثين إلى إن هذا الاسم هو لقب، وانه في معنى "فرعون" بالنسبة إلى ملوك مصر، و "قيصر" بالنسبة إلى ملوك الرومان والروم، و "النجاشي" بالنسبة إلى ملوك الحبشة،و"كسرى! بالنسبة إلى ملوك الفرس، و "تبع" بالنسبة إلى ملوك اليمن. أما الاسم الذي يليه في المرتبة فهو "عبادة" و "مالك" و "رب ال" "رب ايل". وذهب بعض آخر إلى إن لفظة " Aretas" هي اسم الأسرة الحاكمة التي حكمت النبط، وانها من أصل "آرامي" هو "حرتت" "Charethath".






وفي الفصل الخامس من أسفار "المكابيين الثاني" إن "أرتاس" زعيم العرب طرد "ياسون" "Jason" من أرضه "فجعل يفر من مدينة إلى مدينة والجميع ينبذونه ويبغضونه بغضة من ارتد عن الشريعة، ويمقتونه مقت من هو قتال لأهل وطنه حتى دحر إلى مصر". ويظهر من هذه الاية إن الحارث كان قد طرد "ياسون" من أرضه، وتعْلب عليه، وصار يتعقبه حتى هرب إلى مصر. وكان "ياسون" قد اختلف مع أخيه "أونياس الثالث" "Onias !!!" في يهوذا على الكهانة العظمى. وقد حكم "أرتاس" أي "الحارث" المعروف ب "حرثت" "حرتت" "حارثة" "Harithat" في الكتابة النبطية في حوالي سنة "169" قبل الميلاد. ونظراً إلى انه أول ملك وصل اسمه الينا في الأخبار، أطلق الباحثون عليه لقب الأول" تمييزاً له، عن بقية من جاء بعده حاملا هذا ا لأسم. ويلاحظ أن الاية المدكورة لم تلقب "الحارث" بلقب "ملك"، وإنما نعتته ب "زعيم"، أو بما شابه ذلك من معان، هي دون درجة "ملك". أما الموارد التأريخية، فقد لقبته بلقب "ملك".
وقد وردت كلمة "النباطين"، وهم النبط، في موضع من الفصل الخامس من سفر المكابيين الأول، وذكرت بعدها بجملة آيات كلمة "العرب". وكان هؤلاء العرب يشدون أزر "تيموتاوس" الذي حارب "يهوذا المكابي" "يهوذا مكابيوس" "Judas Macaabaeus" "161 ق. م".




أما النبط فكانوا على وئام مع المكابيين: "يهوذا المكابي" وأخوه "يوناتان" وكانت صلاتهم بجيرانهم المكابيين حسنة. ويظهر من الآية الني ذكر فيها اسم "العرب" أن "تيموتاوس" وأنصاره كانوا قد استأجروا العرب للقتال معهم. وأغلب الظن ان المراد ب "العرب". في هذه الاية هم جماعة من الأعراب.
وطلب "يوناثان" "المتوفى سنة 143 ق. م." - الذي انتخب مكان أخيه يهوذا المكابي بعد مقتله - من النبط مساعدتهم، أن يعيروه عدة يستعين بهاعلى أعدائه، وذلك حين طلب "بكيديس" قتله. وأرسل "يوحنا أخاه في جماعة بقيادته يسأل النابطين أولياءه. أن يعيروهم عدتهم الوافرة"، فلما كان يوحنا في "ميدبا" "مأدبا"، خرج عليه "بنو يمرى، وقبضوا عليه وعلى كل من كان معه وذهبوا بالجميع. ويظهر من ارسال "يوناثان" أخاه النبط ومن جملة "يساًل النباطيبن أولياءه" الواردة في "المكابين" أن علاقة المكابيين بالنبط كانت حسنة جداً، وأن النبط كانوا إذ ذاك أقوياء أصحاب عدة وعتاد.






وأما "بنو يمري" Bene-Amri Jambri الذين قتلوا "يوحنا" شقيق "يوناثان"، وهو المعروف "يوحنا المكابي"، فقبيلة عربية يظهر إن منازلها كانت في "ميدبا" "مادبا" من أقدم مدن "مؤاب"، وهي تبعد ثمانية اميال إلى الجنوب الشرقي من "حسبان" ""Heshbon " و "14" ميلا شرقي بحر "لوط"، وهيّ مدينة " Mydava" التي ذكرها "بطلميوس" وذكر انها تقع في "العربية النبطية" "Arabia Petraea" و "اندبه" "Undaba" و"Ueddaba" لدى" أويسبيوس" و " Medaba" لدى"جيروم".و صارت في العصور المسيحيهْ مركزاً لأسقف المقاطعة المعروفة باسم "المقاطعة العربية" "Provincia Arabia". ولا نعرف في الزمن الحاضر شيئاً من أمر هذه القبيلة " Bene Amri"، التي لا يستبعد أن يكون اسمها الصحيح "بنو عمرو".
وذكر "يوسفوس" إن "يونا ثا ن" وشقيقه "سمعان" "Simon" سمعا إن "بني عمرى" " Amri" "Amaraeus" سيقيمون عرساً عظيماً ويزفون العروس من مدينة " Gabatha"="Gabbatha"، وهي من أشراف العرب، فقررا الانتقام من قتلة شقيقهما، فذهبا مع قوة كبيرة ووضعا كميناً في "ميدابا" "مادبا". فلما وصل الموكب، خرج الكمين، فسقط قتلى كثيرون، وهرب من تمكن من النجاة إلى الجبل.




وحكم بعد "الحارث ا لأول" الملك "زيد ال" "زيد ايل"، وذلك في حوالي السنة "146" قبل الميلاد. ثم الملك "الحارث الثاني"حرتت" "حرثت"، الذي حكم حوالى سنة "110" قبل الميلاد، ودام حكمه حتى حوالي عام "96" قبل الميلاد.
ويرى "شرادر" أنه حكم حوالى سنة "139" قبل الميلاد، ودام حكمه حتى سنة "97" قبل الميلاد ويرى بعض آخر أنه حكم حوالي سنة "0 2 1 ق ة م". ويظهر أنه كان يعرف ب "ايروتيموس" "Erotimus"="Herotimus" ويظن "شرادر" أنه هو الذي قصده "يوسفوس" حين ذكره في حوادث سنة "97" قبل الميلاده..
وتوقف بعض آخر في تثبت اسم من حكم بعد الحارث الأول، فوضع فراغاً قدره بنحو نصف قرن، ذكر أنه لا يدري من حكم فيه، ثم وضع بعده اسم "الحارث" الثاني المعروف ب "Erotimus II"، وقد قدر حكمه فيا بين السنة "0 2 1" والسنة "96" قبل الميلاد.
ولم تصل الينا أخبار واضحة أكيدة عن هذا "الحارث". ويذكر المؤرخ اليهودي "يوسفوس" أن أهل "غزة" طلبوا منه العون والمساعدة ليتمكنوا من الثبات أمام محاصرة "اسكندر جنيوس" "Alexander Jannaeus" لمدينتهم، غير أنه خيبَ آمالهم، فلم يساعدهم. وقد نعته هذا المؤرخ ب "ملك"، مما يدل على أن هذا اللقب صار لقبأ رسمياً لحكام النبط في هذا العهد.






وذكر أن "ايروتيمس" Erotimus"="Herotimus" "الحارث الثاني" كان قد اهتبل فرصة ضعف الأوضاع في مصر وبلاد الشام، فهاجم بأولاده وبجنوده تلك الأرضين، وغنم منها غنائم كثيرة، فكوّن بذلك لنفسه وللعرب صيتاً بعيداً.
وتبين للنبط على ما يظهر انهم اذا. استمروا في تأييدهم ومساعداتهم للحسمونيين "Hasmoneans" المناضلين للخلاص من حكم السلوقيين السورين، ألحقوا أضراراً بمصالحهم الخاصة وبحكومتهم نفسها، فلم تكن سياسة المكابيين مقتصره على طلب الاستقلال التام والخلاص من الحكم الأجنبي، بل كانت تنطوي، على الاستيلاء على الأردن والتوغل في مناطق النبط نفسها، وانشاء حكومة قوية قد تزاحم حكومتهم في يوم من الأيام، فرأوا إن من الخير لهم إن يدعوا هذا التأييد، وأن يقاوموا إن احتاج الأمر إلى المقاومة. وقد حدث ذلك بالفعل في عهد الملك المكابي "اسكندر جنيوس" "اسكندر ينيوس" "Alexander Jannaeus" "103 - 76 قبل الميلاد" حيث وقعت حرب بينه وبين النبط بسبب الأردن.
فلما تمكن الملك المكابي مستعيناً بجنود مرتزقة من اليونان ومن أهل آسية الصغرى ومن "المؤابيين" ومن "الجلعاديين" أهل "جلعاد"، وهم من العرب كما يقول المؤرخ اليهودي "يوسفوس"، واجبرهم على دفع الجزية اصطدم بمعارضة الملك "عبادة" "Obedas" الذي أعلن حرباً عليه، كاد "اسكندر" يهلك فيها لولا الأقدار التي احتضنته ففر مسرعاً هارباً بنفسه إلى القدس،وبذلك كتب لنفسه السلامة والنجاة.






إن "عبادة" "Obedas"="Obodas"="Obadath" هذا الذي ذكره "يوسفوش"، هو "عبادة" المعروف عند المؤرخين ب "عبادة الأول" تمييزاً له عن ملوك آخرين عرفوا ب Obedas، وقد حكم حوالي سنة تسعين قبل الميلادْ. وجعل "شرادر" حكمه في عام "93" قبل الميلاد. وقد ورد اسمه مضروباَ على النقود.
لم ينعم "اسكندر جنيوس" "اسكندر يانيوس" بعد عودته إلى القدس بأيام طيبة هادئة، فلقد جوبه بمعارضة قوية وبجماعة شديدة أخذت تعارض سياسته وتقاومه، ودبت الفتنة في كل مكان من مملكته وبلغ من حقد الجماعة عليه انها استدعت "ديمريوس أويكروس" "Demetrius Eukarus III" المعروف با لثالث من بقايا حكام مملكة السلوقيين السوريين المتداعية ونصبته ملكاً عليها وحاكماً. وهكذا نجد الشعب اليهودي الذي استعاد استقلاله يعود إلى طبيعته الأولى، فينقسم على نفسه، ويشعل نار حرب أهلية في مملكته، ويفضل حكم الغرباء على حكم أبنائه. ولما وجد الملك المكابي مركزه حرجاً وخصمه قوياً وانه قد يتغلب عليه، وأن له في الجنوب خصماً آخر طموحاً أقوى من خصمه "ديمتريوس" وأعنف، رأى التودد إلى العرب والتحبب اليهم، فنزل لهم عن "موآب" و "جلعاد" وعن أماكن أخرى كان يخشى من احتمال انضمامها إلى خصومه، وقدّمها إلى ملك النبط وتساهل في أمور أخرى ليأمن على ما تبقى من مملكته على الأقل.

 

ملاك الشرق


&&&لا مستحيل عند أهل العزيمة&&&
ملاك الشرق غير متصل  
 
 

 
قديم 23-04-2010   #404
مراقبة الأبراج التربوية
 
الصورة الرمزية ملاك الشرق







مؤهلاتك بالحصن
  عدد نقاط تميزك بالحصن : 26790
  المستوى : ملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصف
ملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصف
  
عدد زياراتك للحصن:
عدد المرفقات :
  الحالة :ملاك الشرق غير متصل
 

 

!.. رسائلي ..!
 




 

من مواضيعي

الاوسمة

افتراضي

 

وأما "ديمريوس" الذي ترك "يهوذا" "Judaea" وارتحل عنها، فقد ذهب إلى "حلب" "Boroea"، وانتصر على أخيه "فيليب" "Philip". غير أن "ستراتو" "Strato" حليف "فيليب" وأحد حكّامه،أسرع فاستنجد في " Zizus" بسادات القبائل العربية وبالفرث " Parthians ""، فاأجدوه وساروا بقوات كبيرة على "ديمتريوس" فانتصروا عليه.
وحكم بعد "عبادة الأول" ملك اسمه "رب ال" "Rabb il"="Rabilus". يظهر أن حكمه كان حوالي السنة "87" أو "86" قبل الميلاد. ويعرف عند المؤرخين ب "رب ايل الأول" تمييزاً له عن عدد من الملوك حكموا بعده عرفوا باسم "رب ايل". وقد عثر على كتابة وسمت ب "CIS II, " مؤرخة قي شهر "كسلو" وشهر "شمادا" "Schemada" في قراءة و "شمارة" شمرة" "Schamara" في قراءة أخرى من سنة "18" على قراءة أو سنة "16" على قراءة أخرى من سني ملك اسمه "حرتت ملك"، أي "حارث الملك"، أو "الملك الحارث" بتعبير أصح. وقد دونت هذه الكثابة على قاعدة تمثال عثر عليه سنة "898 1 م" عند " بطرا" "Petra" دوّنت عليها: "




هنا تمثال رب ايل ملك النبط بن.... ت ملك النبط عملها.... ب رحيم "حيم" "ننى" "مجنى" الأقدم". فيظهر من هذه الكتابة إن تمثالاً أقيم للمملك "رب ايل" عمل في السنة الثامنة عشرة أو السادسة عشرة من سني ملك اسمه "حرتت"، أي "الحارث"، وان الذي عمل التمثال شخص لعب القدر يبعض حروف اسمه الأول، فلم يبق منه الا الحرف الأخير، وهو "ب"، كما لعب في طمس معالم بعض الحروف الأخرى من الاسم،حمل الباحثين على الاختلاف في قراءتها.
اما اسم الملك وهو "رب ال ملك نبطو"، فهو ظاهر واضح. وأما اسم أبيه الذي هو- "ملك نبطو" أي ملك النبط، فقد سقطت حروفه ولم يبق منه الا الحرف الأخير وهو "ت"، لذلك اختلف فيه الباحثون، فمنهم من قرأه "عبدت"، أي "عبادة"، فجعل لذلك "رب ايل" ابناً له، أي ل "عبادة الأول"، ومنهم من قرأه "حرتت"، أي "الحارث"، فجعل أباه ملكاً اسمه "الحارث".
ولانعرف شيثاً يذكر من أعمال "رب ايل". ولعل ما ذكره "اصطيفان البيزنطي" "Stephanos Of Byzanz" نقلاً عن "أورانيوس" من أن ملك العرب المسمى "ربليوس" "Rabilus"="Rabilos " قتل "انتيغونس" "Antigonos




المقدوني في موضع يقال له "Matho"، وهو قرية عربية، أريد به الملك "رب ايل" الذي نتحدث عنه. وقد ذهب بعض الباحثين إلى إن المراد من لفظة."موثو" "موتو" الموت، وان المقصود موضع الموت أو قرية الموت، لما وقع فيه! من موت لا، فعرفت به.
ولا نعلم من أمر "رب ايل" شيئاً يذكر، والظاهر إن حكمه كان قصيراً، جعله بعضهم نحو سنة، أي سنة "87" قبل الميلاد، ثم وضْع بعده حكم "الحارث" المعروف بالثالث. وهو من أشهر الملوك المتقدمين من النبط، وأخباره أوضح من أخبار من تقدمه ممن ذكرت. وقد ذهب بعضهم إلى احتمال كونه هو "اروتيموس" Erotimus"" المذكور في التواريخ اليونانية. وذهب بعض الباحثين إلى أن حكم الحارث كان من سنة "85" حتى سنة "60" قبل الميلاد، أو من سنة "87" حتى سنة "62" قبل الميلاد. وإذ صح أنه أدرك سنة "62" أو "65" قبل الميلاد، يكون الرومان قد استعادوا مدينة دمشق في أيام هذا الملك، إذ يرى كثير من المؤرخين ان "اللجيونات" الرومانية العاملة بإمرة القائدين "لوليوس" "Lollius" و "ميتيلوس" "Metellus" قد احتلت المدينة عام "65" قبل الميلاد،ثم دخلها "بومبيوس".في سنة "64" قبل الميلاده. وذهب بعض الباحثين إلى أنه اضطر إلى اخلاء "دمشق" سنة "70" قبل الميلاد، إذ لم تستطع جيوشه الوقوف أمام جيش الملك الأرمني "تيكرانس" "Tigranes" التي زحفت على بلاد الشام.





وقد عرف الحارث الثالث ب "فيلهيلن" "Philhellen"، وهو لقب يوناني " Aretas Philhellen"، معناه محب اليونان. وقد اشتهر بتوسيعه رقعة ملك النبط. فلما هاجمه "أنطيوخس الثاني عشر" "أنطيخس" "Antiochus XII" وأخذ يتوغل في أرض النبط، أسرع "الحارث" فجمع قواته ووقف بحزم أمام القوات المهاجمة، ثم اصطدم به عند موضع " Cana" "Kana "، حيث قضى على معظم جيش "أنطبوخس" وألحقه مع من قتل بالعالم الأخر. وقد وقعت هذه المعركة في سنة "86" أو "84 83" قبل الميلاد.
ويرى بعض الباحثين استناداً إلى النقود الني ضربت باسم "أنطيوخس"، بسنة "87 - 86" قبل الميلاد، والني استمر ضربها ثلاث أو أربع سنين ثم انقطعت أن نهاية هذا الملك كانت بسنة "85 - 84" أو "84 - 83"، وهي السنة التي قتل فيها، وانتهت بانتصار "الحارث" عليه.
وقد مكن سقوط "أنطيوخس ! في تلك المعركة النبط من تقوية أنفسهم ومن شدّ عزمهم، فلما مات الملك "رب ايل" الأول سنة "87" قبل الميلاد على بعض الاراء، وتولى "الحارث" الثالث "حارثة" "Aretas" الحكم من بعده انتهز تلك الفرصة فاستولى سنة "850 ق. م." على دمشق، وتوسعت بذلك رقعة مملكته وأحاطت بملكة المكابيين من الشرق والجنوب.




وقد افتتح عهد "الحارث الثالث" باستيلائه على "دمشق" وعلى "سهل البقاع" "Coile-Syria"="Koile-Syria""فقد استدعاه أهلها لانقاذهم من مهاجمة "اليطوريين" "Ituraer" لهم، بقيادة ملكهم "بطلميوس بن منيوس" "Ptolemaios Mennaios"، أي "بطلميوس بن معن". وهو من أصل عربي أيضاً، فأسرع اليها، وكانت يومئذ. قصبة "السلوقين"، فاستولى عليها، ودخلت في جملة أملاكه، ولقبه أهلها "محب اليونان وحاميهم"Philhellen" لأنه أنقذهم من غزوالأعراب لهم.
والآن وقد اصبح "الحارث" علىمملكة واسعة الأطراف، وتشرف على مملكة "يهوذا" المتداعية وبإمرته جيش قوي، كان لا بد له من التداخل في شؤون هذه الجماعات المتخاصمة إلمتنافرة الني تكوّن مملكة، ولكنها لا تخضع لا لسلطان. واذا لم يتدخل هو بنفسه فإن الأحزاب اليهودية نفسها لا تتركه على الحياد. وهذا ما حدث. فغزا "الحارث" أرض يهوذا، وفي معركة واحدة وقعت عند موضع "اديدا" "Addida"="Adida" انهار الجيش اليهودي، وتشتت شمله، فلم يبق. أمام "اسكندر ينيس" "Alexander Jannaeus"="Alexandros Iannaios" غير طلب الصلح، فعقد الصلح وعاد النبط إلى ديارهم إلى حين. ولم يشر المؤرخ






"يوسفوس" إلى محتويات معاهدة الصلح. أما " Adida"="Addida" المكان الذي وقعت فيه المعركة، فهو "الحديثة" على مقربة من "اللد" "Ludda"، المسماة أيضا باسم " Diospolis"، وقد عرفت " Adida" با سم "حا ديد" "Hadid"و "حديد" "Hadid" "Aditha ". لقد تمكن "الحارث" من بناء جيش يعتمد عليه في المعارك، فبعد أن كان جيش النبط في بادىء امره جماعات غزو غير منظمة ولا منقسة تهاجم عدوها وتباغته على طريقة الأعراب ثم تتراجع، يسيرّها العرف القبلي، تحسنّ جيش النبط بعض التحسن، وأدخلت على القوات الراكبة بعض الاصل*********ت، غير انها بقيت مع ذلك متأثرة بروح البداوة، التي لا تقبل الخضوع للانظمة والأوامر، والتي لا تهتم الا بالغنائم، فاذا حصلت عليها رجعت إلى مواطنها دون تفكيرفي العاقبة. فلما استولى "الحارث" على دمشق، وفيها عدد كبير من اليونان، انضم بعضهم اليه، فعملوا على تحسين جيشه وتدريبه، وعلى تكوين جيش مدرب نظامي، استعان به في تقوية مركزه حتى صار به من أقوى ملوك النبط الذين حكموا حتى أيامه، مما حمله على التدخل في شؤون مملكة يهوذا، ثم على مجابهة الرومان، وهم أصحاب جيوش منظمة مدربة، بجيش لم يتعود د********* الحروب النظامية، فتغلب الرومان منَ ثمّ عليه.







فلما دبّ الخلاف بين الأخوين "أرسطوبولس" "Aristoboulus" و"هركانوس" Hyrcanus"، ابني "اسكندرة" "Alexandra على الملك، وانقسمت "يهوذا" إلى أحزاب وجماعات أبرزها جماعة "الفريسيين" "Pharisees" يؤيدون "هركا نوس" وجماعة "الصدوقيين" "Sadducees"" أنصا ر "أرسطو بو لس"، وجمع "أرسطو بولس" حوله أنصاره وجيشاً من العرب ومن جنود مرتزقة، وتفوق على أخيه، طلب "رهركانوس" مساعدة النبط، وبعث صديقه "انتيبطر" "أتيباطر" "Antipater" إلى "بطرا" ليتوسط لدى "الحارث"، وكا ن صديقاً له، في أمر مساعدة "هركانوس" وفي أمر الالتجاء إليه. فلما نجحت الوساطة، هرب من للقدس ليلاً متجهاً إلى النبط، وطلب من الملك بإلحاح أن يعيده إلى "يهوذا"، وأن يأخذ له التاج من أخيه، ويثبته في ملكه، ويتعهد في مقابل هذه المساعدة بإعادة المدن الاثنتي عشرة التي أخذها أبوه "اسكندر" من العرب، وهي: "مادبا" "مأدبا" "Medaba" و "نبالو" "Naballo" و "ليبياس" "Libias" "وثربسة" "Tharabasa" و "اكلة " Agalla" و "اتونة" "Athone" و "زورة " "Zoara" و "اورونة" "Oronae" و "ريدة" "Rydda" و "لوسة" "Lusa" و"اوريبة" "Oryba" و "مريسة" "Marissa" إلى النبط. فوافق "الحارث" على هذه الشروط، وهجم على يهوذا" "66 - 65 ق.م





بحيش قوامه خمسون ألف جندي راجل وفارس شتت شمل أصحاب "أرسطو بولس" وتركه وحده فهرب إلى القسس. فتعقبه الحارث على رأس جيش. عربي يهودي كبير، وأحكم عليه الحصار، وكادت العاصمة تسقط في بديه لولا حدوث تطور سيامي عسكري خطير قلب الوضع، ذلك هو هجوم الرومان فجأة في أيام "بومبيوس" على دمشق وسورية هجوم قائدهم "سكورس" على "يهوذا" وتدخله في هذا النزاع.
لقد كان تقدم الرومان هنا في بلاد الشام تهديداً صريحاً لليهود وللنبط.، أدى بعد قرون إلى الاستيلاء التام على كل فلسطين والأردن وإلحاقهما بالمستعمرات الرومانية. وقد كانت فاتحة ذلك تدخل الرومان في شؤون يهوذا، وتوجيه انذار. إلى "الحارث" بوجوب فك الحصار عن "القدس" والتراجع عن بهوذا مع جميع جيشه فوراً إن أراد أن تكون علاقاته ب "رومة" حسنة، والا عُد عدواً لها ومشاكساً. وقد أدرك "الحارث" إن جيشه لا يستطيع الوقوف أمام جيوش الرومان المدربة المنظمة المسلحة تسليحاً جيداً حديثاً بالنسبة إلى أسلحة النبط. ففك الحصار، وتراجع ومعه "هركانوس"، فاغتنم "أرسطوبولس الفرصة، وكان قد اكتسب ثقة "سكوروس" قائد الرومان، وتعقب المتراجين في طريقهم إلى "ربت - عمان" "فيلادلفيا" "عمان"، فالتحم بهم في معركة عند موضع اسمه "بابيرون" "Papyron "، فانتصر على "الحازث" وقتل ستة آلاف من أتباعه.





وتعقدت الأمور ثانية بين الرومان والنبط، وهدد "سكوروس" النبط بالزحف عليهم وتخريب بلادهم، وقرر الحارث في بادىء الأمر تحدّيه، ثم وجد إن من المستحيل عليه الثبات له، وتوسط "انتيباتر" فيما بينه وبين "سكوروس" بأن يدفع الحارث جعالة للرومان، وتصالح، بذلك معهم. وقد سرّ "بومببيوس" من. هذه النتيجة حتى انه أمر بوضع صورة "الحارث" في موكب نصره، كما سرّ "سكوروس" بذلك اذ أمر بضرب نقد، صوّز الحارث علية وقد أحنى رأسه راكعاً وحاملاً سعفة تعبيراً عن استسلامه له.
لقد وقع كل ذلك في حوالي السنة "62" قبل الميلاد، السنة التي هلك فيها هذا الملك، وذهبت بوفاته معه كل آماله وأحلامه في أن يكون وريث مملكة السلوقيين في بلاد الشام. ولعل النكسة التي وقعت له قد أثرت فيه فعجلت منيته.
وقد ورد اسم "الحارث" في كتابة عثرعليها في القسم المعروف ب "المِدراس" "المدرس" "Elmadras" من "بطرا". و "المدراس" معبد خصص بعبادة الإلهَ "ذوالشرى" "Duschara" إله النبط الكبير. وقد دوّنها أحد قواد الملك في السنة السادسة عشرة أو السابعة عشرة من حكم "حرتت" "Haritat" في مناسبة تقربه إلى الإلهَ "ذو الشرى" بصنم لخيره ولخير. ملكه.






وحكم بعد "الحارث الثالث" ابنه الملك "عبادة الثاني"،حكم من سنة "62" حتى سنة "47" قبل الميلاد، أو من سنة "62 "حتى سنة"0 6" على رأي آخر. ولا نكاد نعرف من أمره شيئاً يذكر. وقد عثر على نقد من الفضة ضرب بامره وهو من فئة ال "دراخما" "Dirakhma"، ضرب في السنة الثانية أو الثالثة من سني حكمه. وقد صوّر عليه وجه الملك حليقاً، وشعر راسه قصيراً. ويظهر من رواية أوردها المؤرخ "يوسفو س"0 أن القائد " A.Gabinius"، انتصر على النبط في إحدى المعارك، وأن النبط قد هزموا هزيمةً منكرة. ولم يذكر اسم الملك الذي انتصر عليه هذا القائد. وإذا أخذنا برواية من يجعل هذا الانتصار في السنة "55" قبل الميلاد، فمعنى هذا أن الملك المغلوب هو "عبادة الثاني" على رأي من يرى أنه حكم من سنة "62" حتى سنة "47" قبل الميلاد، أو في أيام "مالك الأول" على رأي من يجعل ابتداء حكم هذا الملك من سنة "65" قبل الميلاد.
وحكم الملك "مالك" "Malichus"="Malchus" المعروف ب "الأول" بعد "عبادة الثاني"، وهو ابنه، من سنة "47" حتى سنة "30" على رأي. ومن سنة "50" أو حوالي السنة "47" حتى سنة "30" قبل الميلاد على رأي آخرْ وذهب بعض المؤرخين الى أى أن "مالكاً" كان قد حكم بعد "الحارث الثالث"، وأن حكمه كان فيما بين السنة "62" والسنة "35" قبل الميلاد.




وقد انجد النبط في أيام ملكهم "ملكوس" "مالكوس" "Malichus"، أي "مالك الأول"، "يوليوس قيصر" "Juluis Caesar" سنة "47" أو "48." قبل الميلاد في حصاره لمدينة الاسكندرية، فاًمده بقوة من جيشه كما ساعده أيضأَ عدد من سادات القبائل توسط في ارسالهم إليه "أنتيباطر" "Antipater"، لعلهم من سادات قبائل طور سيناء.
وكان "انتيباتر" قد تزوج امرأة عربية من أسرة كبيرة معروفة، نجلت له أربعة أولاد وبنتاً، وتمكن بهذا الزواج من تكوين صداقة متينة مع ملك العرب "النبط" كما يقول ذلك "يوسفوس". ولما وقعت الحرب بينه وبين "ارسطوبولس" "Aristobulus"، أرسل أولاده إلى جدهم ملك العرب ليكونوا في مأمن هناك. وكان "لبطرا" أثر مهم في الخصومات الشخصية التي وقعت في مملكة "يهوذا" ايام ا الملك "هركانوس بن اسكندر"، هذه الخصومات التي أدت إلى تدخل "الفرث" " Parthians" من جهة، والى تدخل الرومان من جهة أخرى في شؤون مملكة يهوذا، ولكلَ دولة مصلحة في هذا الجزء المهم من الشرق الأدنى ومطمع. وللدولتين أنصار وأعوان، وطامعون في الملك يريدون المساعدة والمعونة للحصول على العرش






والطامعون في العرش والراغبون في الفن والخصومات في "يهوذا" كثيرون. فلما بلغت جيوش، الفرث حدود "القدس"، بتحريض من "اطيغونس" ابن أخ "هركا نوس"، أسرع "هيرودوس" "Herodus" ابن القتيل "انتيباتر" الذي كان الحاكم الحقيقي في "يهوذا"، وصاحب النفوذ في المملكة، وصاحب الحظوة عند الرومان، فهرب إلى النبط، إلى ملكهم "مالك" "Malchus" في عاصة "بطرا"، يلتمس منه العون والمساعدة والمال على، سبيل الهبة أو الدين لما كان لوالده القتيل من صداقة به، ليرشو به من ينقذ حياة أخيه. فلما كان في طريقه إلى بطرا وصلت رسل الملك تخبره أن الملك لن يتمكن من مقابلته، وذلك بناءً على طلب ورجاء تقدم به الفرث إليه، واتصل عندئذ بسادات قبائل عربية.كانت لهم صلات وصداقة بوالده، فلما رأى ذلك آثرالذهاب إلى مصر ومنها إلى ايطالية كان له فيها أصدقاء ليساعدوه في الإنتقام من قتلة أبيه. والى هذا الملك أي ملك النبط "مالك" هرب "يوسف" "Joseph" شقيق "هيرودس" مع مئتي رجل من رجاله، غلى أثر هجوم "انطيغونس"، وحينما بلغه تغير رأيه.بالنسبة الى "هيردوس" أخيه.
وعاد "هيرودس" من "رومة" ملكاً، لقد تفضل "اغسطس" و "أنطونيوس" ومشايخ الرومان عليه فنصبوه ملكأ على اليهود، على مملكة يعين ملوكها الرومان أو الفرث. عاد بفضل الرومان، فصار بالطبع آلة في أيدي سادة "رومة". ولما نشبت الحرب بين "انطو نيوس" و "أوكتافيوس" سنة "32" قبل الميلاد،





انضم إلى حزب"انطونيوس" صاحب الفضل عليه. أما واجبه الذي كُلفَهَُ، فقد كان محاربة النبط، الذين رفضوا دفع الجزية للرومان، وأبوا الخضوع لهم، والذين أيدوا الفرث. ولما تمكن القائدء "فنتديوس باسوس" "Ventidus Bassus" من ضرب الفرث ومن انزال هزيمة بهم، أصاب الضرر الملك "مالك" حليف "الفرث" فانتزعت منه بعض أملاكه. لذلك فرح "هيرودس" بهذا التكليف، وشجعته على ذلك "كليوبطرة" ملكة مصر وصاحبة "انطونيوس"، التي طلبت منه الاسراع في محاربة "ملك العرب" الذي أبى دقع الجزية لها، وكانت تكره "هيرودس" وتريد هلاكه إن أمكن، فأرادت بعملها هذا أن تقضي عليه، أو أن تضعف من مركزه ومن مركز ملك العرب، بمحاربتهما بعضهما بعضاً فتتمكن من الملكين فيخضعان لها وتكون سيدة "العربية". وبادر "هيرودس" بمحاربة النبط، فالتقى بهم عند "اللد" "Diospolis" وانتصر عليهم، ثم التحم بهم في "قنا" ""Cana" "قنوات" "Canatha" في البقاع " Coele Syria" وكاد يتغلب عليهم لولا هجوم "أثنياوس" "Athiniaus" فتغيرت الحال وهاجمه النبط أيضاً فسقط عدد كبير من جيشه في س*********ت القتال وأسروا من فرّ منهم إلى " Ormiza" فاضطر عندئذ إلى الرجوع إلى "القدس" وفي القدس أخذ "هيرودس" يحرض قومه على الانتقام من العرب، والأخذ بالثأر، ولا سيما بعد هجوم العرب على مملكته ومباغتة مدنه.






فنشبت سلسلة من الحروب كلفت اليهود والعرب خسائر كييرة، اذ طالت الحروب، ولم تنته الا بعد مشقة. ويدعي المؤرخ "يوسفوس" إن النصر كَان في الخاتمة في جانب اليهود. فقد جمع "هيرودس" كل قواته وأعاد تنظيمها، ثم عبر الأردن. ولما بلغ "عمان" "Philadelphia" التحم بالنبط، نَأنزل بهم خسائر كبيرة. إذ سقط منهم خمسة آلاف قتيل، واستسلم منهم أربعة آلاف رجل كانوا قد تحصنوا في معسكر حصين،ولكن أجبرهم العطش في الأخير على الاستسلام. كما قتل سبعة آلاف آخرون كانوا حاولوا الفرار من الحصار، فتعقبهم اليهود وقتلوهم. واضطر النبط عندئد إلى دفع الجزية إلى "هيرودس"، وعقدوا صلحاً معه، ولم تخالفه العرب بعد ذلك.
يقول "يوسفوس": إن العرب كانوا يكرهون "هيرودس" وحاولوا الثورة عليه والانتقام منه حتى بعد عقد هذا الصلح. وقد كان في جملة من دقع الجزية إليه العرب الساكنون في "حوران" "Aurantitis"، بحكم تبرع القيصر "اغسطس" بأرضهم له،إلا أنهم كانوا يدقعون الجزية إليه أحياناً، وكانوا يمتنعون من دفعها أحياناً، أخرى، ويحاولون التخلص منه. ولم تكن قوة "هيرودس" في الحقيقة هي التي جعلت هؤلاء الأعراب يقبلون بمصالحة اليهود أو دفع الجزية. لهم، إنما كانت قوة الرومان الني تسخرها أيد إدارية قوية تحسن التوجيه للبطش في القبائل المتعادية وفي سادات القبائل المتنافسين على الزعامة المتباغضين،




وفي العساكرالمسخرين للذين أكرهوا على القتال، ولم يكن لديهم علم بأسلوب القتال ولا بكيفية استخدام الأسلحة، ولا عزم على الوقوف في وجه الخصم، وليس لهم ضباط وقادة مجربون محنكون، لهم هدف وطني وخبرة بأساليب القتال، ولم يكونوا يرون في الفرار ما لا يتفق مع واجبهم العسكري.
ولا ندري متى كانت نهاية الملك "مالك" بعد هذه الخسائر التي حلت بالنبط. والظاهر انه لم ذهب "هيرودس" إلى "رومة" ليرفع شكايته عن ابنه " اسكندر" إلى القيصهر، والتماسه من القيصر شمول ابنه الاخر "انتيباتر" بالعطف والحماية، انتهز أهل اللجاة "Trachonites" فرصة غيابه فأعلنوا الثورة وهاجموا الحدود، وعادوا إلى الغزو، وكان "هيرودس" قد منعهم منه، وضرب على أيدهم بشدة، فلما تعقبهم وكلاء "هيرودس" وقتلوا خلقاً منهم، هرب عدد من رؤسانهم إلى النبط واحتموا بهم ولما عاد "هيرودس" أراد الانتقام منهم، فطلب الاذن من حكام سورية الرومان بتأديبهم والموافقة على ارسال قواته إلى المقاطعة لمقاتلتهم. ورجا من "عبادة" ومن وزيره "صالح" اجلاء رؤساء أهل "اللجاة" عن أرض النبط وعدم حمايتهم. فلما رفضا ذلك، طلب من "صالح" اعادة المال الذي اقترضه منه "عبادة" بوساطته. ولما لم تثمر المفاوضات شيئاً، هجمت قوات "هيرودس" على المناطق التي التجأ اليها الهاربون من أهل "اللجاة"، فاستولت على " Raipta" معقلهم وهدمته. فلما سمع النبط بذلك، بادرت جماعة منهم برئاسة قائد يدعى " Nacebus" لمساعدتهم، فاصطدمت بجنود "هيرودس" وسقط " Nacebus" ".

 

ملاك الشرق


&&&لا مستحيل عند أهل العزيمة&&&
ملاك الشرق غير متصل  
 
 

 
قديم 23-04-2010   #405
مراقبة الأبراج التربوية
 
الصورة الرمزية ملاك الشرق







مؤهلاتك بالحصن
  عدد نقاط تميزك بالحصن : 26790
  المستوى : ملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصف
ملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصف
  
عدد زياراتك للحصن:
عدد المرفقات :
  الحالة :ملاك الشرق غير متصل
 

 

!.. رسائلي ..!
 




 

من مواضيعي

الاوسمة

افتراضي

 

مع زهاء عشرين رجلا" من أتباعه قتلى في هذه المعركة. ثم أمر "هيرودس" بإسكان الأدوميين في "اللجاة"، وكتب بذلك إلى حاكم "فينيقية" يبين له الأسباب التي حملته على ارسال هذه الحملة على "التراخونيين" أهل اللجاة. ويدعي "يوسفوس" أن "Syllaeus" استغل فرصة وجوده في "رومة" وذهب إلى القيصر شاكياً من العمل الذي قام به "هيرودس" ووشى به كثيراً، فغضب عليه "أغسطس". غير إن القيصر بدّل رأيه في "صالح" حين اطلع على الخبر الصحيح، ولما بلغته أخبار وفاة الملك "عبادة" وانتقال العرش إلى " Aeneas" الذي غيّر اسمه حينما تولى الملك ودعا نفسه "Aretas" على عادة أكثر ملوك النبسط دون أن يكتب ملك النبط إليه ويخبره بالحدث، فغضب على "صالح" وأمر بمعاقبته. ويدعي "يوسفوس" إن الملك الجديد كان مبغضاً ل "صالح"، لأنه كان يعتقد انه كان نفسه يطمع في الملك لما كان له من نفوذ ومال، وانه كتب إلى "أغسطس" يخبره بأنه سمّ "عبادة" الملك السابق، وانه ققتل عددا من أشراف المملكة في "بطرا"، من بينهم "Sohemus" السيد النببل، الذي يحترمه قومه ويجلونه،وانه قتل " Fabatus" خادم "أغسطس" وفعل أموراً أخرى منكرة تستوجب العقاب.





أما " Nacebus" الذي قتل في معركة "Raipta"،وهو في موضع في العربية، فكان صديقاً ل" Syllaeus" ومن أبناء عشيرته. ويخيل إليَّ أن كلمة " Nacebus" ليست علماً لقائد الحملة، وإنما هي درجة ومنزلة، وأن معناها "نقيب"، وهي درجة من درجات الجيش، ولكني لا استبعد كونها إسماً حرف في اليونانية حتى صار على الشكل المذكور، وأن الأصل هو "نقيب" أو "نسيب" أو "نجيب" أو ما شاكل ذلك من اسماء. وأما " Sohemus"، فهو اسم علم قد يكون "سخيماً" أو "سحيماً" أو ! سهيماً"، وكلها أسماء معروفة في الجاهلية.
وقد الشار "موسل" إلى رواية ذكرها "أورانيوس" "Uranius" و"اصطيفان البيزنطي" عن تأسيس مدينة " Auara" في أيام الملك "عبادة"، خلاصتها أن "حارثة" "Aretas" ابن الملك حلم أن والده سينشىء مدينة، وأن هذه المدينة هي "Auara" من كلمة "حوراء" أي "البيضاء". فلما قص "حارثة" حلمه على والده، اخذ يفتش عن موضع أبيض ينشىء عليه المدينة، وبينما كان يفتش عن هذا الموضع تراءى له شبح رجل أبيض على جمل أبيض استخفى فجأة. فلما دنا من مكان الشبح، وجد بقايا شجرة ذات عروق ممتدة، فامر أن يكون موضع "حوراء" "Auara".







ويرى "موسل" إن هذه المدينة هي "الحميمة"، وهي أيضاً " Auara" التي ذكرها "بطلميوس" وتقع في "العربية الحجرية" "Arabia Petraea" على الطريق بن "أيلة" و "بطرا"، وأن الملك المقصود هو "عبادة الأول". وأما الوقت، فكان في حوالي سنة "93" قبل الميلاد. وقد ذكرت أنه حكم على
رأي أكثر الباحثين حوالي سنة "95" قبل الميلاد. وأرى أن "Obadus" الني ذكر "أورانيوس" و "اصطيفانوس البيزنطي" أنه كان صاحب ولد اسمه "حارثة" "Areta"، هو "عبادة" الثالث، فقد كان صاحب ولد اسمه "حارثة" وهو المعروف عندنا ب "Aretas" الرابع. أما "عبادة"، فالذي خلفه هو "رب ايل"، لذلك يكون "عبادة" الثالث الذي نتحدث عنه أكثر ملاءمة لرواية المؤرخين من "عبادة الأول".
وحكم بعد "عبادة الثالث" الملك "الحارث" "حرتت" "Aretas" المعروف ب "الرابع" والملقب ب "راحم عمه" Philopatris" وب "ملك النبط". وقد حكم من حوالي سنة "9" قبل الميلاد حتى حوالي سنة "40" بعد الميلاد. وورد اسمه في عدد من الكتابات، منها النصوص المرقة ب "CIS 11,160" و "CIS II,354" "CIS II,197-217"0أما الكتابة الموسومة ب "CIS 11,160" فقد ارخت بالعام الخامس من حكمه، أي سنة "4" قبل الميلاد، وقد ورد فيها اسم الإله "




دوشرا" أي "ذو الشرى".
وأما النص الموسوم ب "CIS 11,197" فأرخ بشهر نيسان من السنة التاسعة من حكم "حرتت" "الحارث"، "بيرح نيسن ششت تشع لحرثت ملك نبطو"، أي في السنة الأولى للميلاد، وورد فيه أسماء الآلهة: "دو شرا" "ذو الشرى"، و "منوتو" "مناة" "Manutu" و "قيشح". وقد ذكرت في هذا النص بعد جملة: "لحرثت ملك نبطو....." جملة "رحم عمه"، أي "محب شعبه"، وهي من النعوت التي ظهرت في الكتابات في هذا العهد.
وأرخ بأيام صاحبنا "حرثت" "الحارث" النص المعروف ب "CIS 11,198" وهو أيضاً من النصوص التي عثرعليها في "الحجر". ويعود عهده إلى شهر "طبت" من السنة التاسعة من حكم هذا الملك، أي إلى السنة الأولى للميلاد. وقد وردت فيه بعض الأسماء، مثل "كمكم" "كمكام" و ! ودلت" و "ودلات" و "حرم" "حرا م" و "كلبت" "كلبة" "كليبت" "كليبة" و "وهب اللات" و "عبد عبادة !. وأسماء الآلهة: "دوشرا" و "هبلو" و "هبل" و "منوتو" "شا ة" و "اللت" "اللات".
أما النص " CIS11,199"، فقد كتب في شهر "شباط" من السنة الثالثة عشرة من سني حكم "الحارث" "حرثت" وهي السنة الرابعة بعد الميلاد. وقد أرخت بقية النصوص من "CIS11,200" حتى "CIS11,217" بسني "الحارث" كذلك، وهي تفيد مثل غيرها فائدة كبيرة من حيث تتبع تأريخ الأسماء، فوردت فيها أسماء كثيرة





مثل "كهلن" "كهلان" و "وعلن" "وعلان" و"سعد الله" و "مر ت" "مرة" و "سكينت" "سكينه "" و "حميد" و "حوشب" و "خلف" و "قين" و "جلهمة" و "تيم الله" و "عميرت "عميرة" و "وهب" وأمثالها مما كان شائعاً معروفاً عند العرب قبل الإسلام.
وذكرت في الكتابة "cis 11,354" مع اسم "الحارث" أسماء "شقيلت" "شقيلة" ملكة النبط و "مالك" و "عبادت" "عبادة" و "رب ال" "رب ايل". وقد دونت في السنة التاسعة والعشرين من حكم الملك، وهي سنة عشرين بعد الميلاد، وذلك عند صنع صنم يوضع في معبد "بطمون". ويلاحظ إن معظم المقابر الكبيرة التي عثر عليها في "الحجر" هي من السنين الاْخيرة من حكم "ا لحا رث".
إلى هذا الملك يرجع النصى الموسوم ب "rep.epic.54" ويرجع تأريخه إلى السنة الثالثة والأربعين من حكم "الحارث"، وقد دعي فيه ب "محب شعبه" "رحم عمه" "رحبم عمه" كما ذكر فيه اسم زوجته "شقيلة". وكذلك النص الموسوم ب "rep. Epig.1103" المكتوب في سنة "40" من حكم "الحارث"، أي سنة "31" للميلاد، وهو من النصوص التي عثر عليها في "مدائن صالح".







وأرخ بحكم هذا الملك النص " REP.EPIG.674"، وهو شاهد قبر من مدينة "مأدبا" يرجع تأريخه إلى سنة "37" بعد الميلاد.
و "الحارث" "Aretas" الذي أمد القائد الروماني "واروس" "فاروس" "Varus" بقوة من المشاة والفرسان حين زحف على "يهوذا"، هو "الحارث" الرابع الذي نتحدث عنه، فعل ذلك كما يقول "يوسفوس" انتقاماً من "هرودس" وتقرباً إلى الرومان. وبعد لن استولى "فاروس" على مدن عدة وهو ذاهب إلى القدس، منها مدينة "عكا" "Ptolemais" "Acco"، اتجه نحو "الجليل" "Galilee" ثم السامرة فالقدس. أما القوات العربية، فقد سارت إلى مدينة "Arus" فأحرقتها ثم سارت إلى مدينة "Sampho" وهي مدينة محصنة جداً فاستولت عليها وأحرقتها، واستولت على أماكن أخرى. حدث ذلك حوالي سنة "4" قبل ا لميلاد.
واصطدم النبط باليهود في أيام القيصر "طيياريوس" و "هيرودس" ملك "يهوذا" المعروف ب "هيرود انتيباس" "Herodes Antipas"، وذلك في سنة "36" بعد الميلاد، بسبب زواج "هيرودس" من زوج أخيه على زوجه الأولى، وهي ابنة "الحارث" "حرثت"






وبسبب اختلافهما على حدود منطقة " Gamalites"، فجرت حروب بين الطرفين انتهت بانتصار "الحارث" على خصمه انتصاراً كبيراً في "جلعاد" "Gilead" وبتشتيت شمل جيوشه، فاستنجد "هيرودس" بسيده وحاميه القيصر "طيباريوس"، فغضب القيصر وكتب إلى عامله على سورية "فيتليوس" "Vitellius" ان يسير فوراً بجيشه لمحاربة "الحارث" والقبض عليه حياً وارساله مكبلا بالسلاسل إلى "رومة" أو ارسال رأسه إليه إن قتل. وبينما كان العامل يهم بالزحف على مملكة النبط وتنفيذ أمر القيصر، جاءته الأخبار بوفاة "طيباريوس" سنة "37 " بعد الميلاد فتوقف عن الحرب، وقرر الرجوع إلى مكانه. وساء موقف "هيرودس" ثم نحّاه الرومان عن عرشه ونفوه إلى "اسبانية"، حيث مات هناك.
ويظهر من رسالة "بولس" الرسول الثانية إلى أهل "كورنتوس" إن "دمشق" كانت في أيدي ملك اسمه "الحارث"، وانه هم بالقبض عليه، غير انه هرب ونجا منه. قال: "في دمشق والى الحارث الملك كان يحرس مدينة الدمشقيين يريد أن يمسكن، فتدليت، من طاقة في زنبيل من السور ونجوت من يديه".






ونرى "بولس الرسول" أيضاً في رسالته إلى أهل "غلاطية" وفي حديثه عن نفسه وعن كيفية اهتدائه إلى ديانة المسيح، يقول: "ولا صعدت إلى اورشايم الى الرسل الذين قبلي، بل انطلقت إلى العربية، ثم رجعت أيضاً إلى دمشق. ثم بعد ثلاث سنين صعدت إلى اورشليم لأتعرف ببطرس فمكثت عنده خمسة عشر يوماً". فهو يذكر هنا العربية وبعدها دمشق فهل أراد بالعربية البادية ? أو أرادعربية النبط، وانه من عربية النبط أو البادية عاد إلى دمشق ?.
والرأي الراجح بين علماء العهد الجديد، هو أن "الحارث" الذي قصده "بولس الرسول" هو هذا "الحارث"، أي "الحارث" الرابع، وأما الوقت الذي استولى فيه "الحارث" على دمشق، فقد كان في حوالي سنة "37" بعد الميلاد، وذلك على أثر الحرب التي شنها على "هيرود انتيباس"، وتدخل "طيباريوس" في الموضوع. ويظهر إن تدخل الرومان هذا أثار غضب "الحارث" عليهم، فسار بعد انتصاره على "يهوذا" إلى "دمشق" فاستولى عليها وأعادها بذلك مدة لانعلم طولها إلى مملكة النبظ. ويتخذ هؤلاء من وجود فجوة في النقود الرومانية الدمشقية، تبدأ بسنة "34" بعد الميلاد وتنتهي بسنة "2 6 - 63" بعد الميلاد دليلاً على صحة نظريتهم في أن المدينة تحررت في خلال هذه الفجوة ضمن حكم الرومان ودخلت في حكم النبط، ولهذا السبب حدثت هذه الفترة في ضرب النقود الرومانية في الشام.






وفي أيام هذا الملك دُوّ نت الكتابة المعروفة ب "REP.EPIG.1108"، وهي من الكتابات المدوّ نة في "الحجر" "Hegra"، أي "مدائن صالح"، دونت في السنة "38". للميلاد.وفي جملة الأسماء المذكورة في هذا النص امسم "عبدعدلون" أي "عبد عدنان".
وقد عثرعلى كتابة قبرية مؤرخة بالتقوم السلوقي من سنة "4 - ه" قبل الميلاد، وهي أيام حكم "الحارث" الرابع، صاحبها رجل اسمه "قصي بن تعجلة"، ولم يشر في الكتابة إلى حكم ملك النبط الذي في أيامه دونت هذه الكتابة. ويرى "ليتمان" أن الذي حمل "قصيّ" على إغفال الاشارة إلى اسم الملك هو أن القيصر "أغسطس" كان قد فوّ ض أمر" Trachonitis" و "Batanaea" "Auranitis" في عام "23" قبل الميلاد إلى ملك "يهوذا" "هيرودس" "Herodes"، وقد كان صاحب الكتابة من سكان هذه الأرضين، فلم يؤرخ بسني حكم ملك النبط الذي في أيامه أنشأ ذلك القبر.
لقد كان الحارث الرابع من المتأثرين بالثقافة الهيلينية وبالحياة الهيلينية. ويظهر هذا الأثر في المباني العامة التي أقيمت في أيامه وفي الكتابات اليونانية من عهده. ولا يستبعد أن يكون قد أتقن اللغة اليونانية وأخذ يتكلم بها مع اللسان الإرمي والنبطي، إذ كانت تلك اللغة هي لغة القوة والثقافة في تلك الأيام.




وحكم بعد "الحارث الرابع" ابنه الملك "ملكو" "مالك" المعروف بالثاني، وذلك من سنة "40 " حتى سنة "71".أو "75" بعد الميلاد. ويظهر أن النص المعروف ب "cis11.195" لصاحبه "عبد ملكو بن عبيشو"، أي "عبد الملك ابن عبيش" والمؤرخ بالسنة الأولى من حكم "ملكؤ" "مالك"، قصد ب "ملكو" "مالك الثاني" هذا، ويرجع تأريخه إلى سنة "41" بعد الميلاد. أما ناشر النص في " Cis11"، فقد ذهب إلى أنه "مالك الثالث" وانه كتب في حوالي سنة "39" بعد الميلاد. ومعنى هذا إن "مالك الثالث" حكم في سنة"38" بعد الميلاد، وهو وهم. وقد عثرعلى هذا النص في موضع "أم الرصاص". وفي السنة الأولى من. حكم "ملكو" "مالك" دوّ نت الكتابة الموسومة ب "cis11,218". وقد ذكر ناشرها إن "ملكو" المقصود هو "ملكو" الثالث، وأن تأريخها يرجع إلى سنة "39" بعد الميلاد، وهو وهم. وأما النص "cis11,182"، فقد أرخ كذلك بأيام "ملكو"، أرخ بشهر "اب" "آب" من السنة السابعة عشرة من حكم "ملكو ملك نبطو برحرثت"، أي من حكم الملك "مالك النبط بن حارثة". ويصادف هذا التأريخ عام "57" بعد الميلاد. أما ناشر النص، فقد جعله أيضاً "ملكو" "مالك"،




وجعل تأريخ التدوين في حوالي سنة "50" بعد الميلاد. وهو يناقض ما ذهب إليه كثير من الباحثنن من إن حكم الملك "مالك الثاني" كان من سنة "40" حتى سنة "71" بعدالميلاد. ثم إن ما ذهب إليه ناشر النص من أن تأريخه يوافق سنة "50" بعد الميلاد، هو وهم أيضاً، اذ يجب أن يكون سنة "57" للميلاد، لأن ابتداء حكم هذا الملك كان سنة "40". ولما كان النص قد أرخ بالسنة السابعة عشرة من حكمه تكون السنة إذن مسنة " 57" للميلاد.
لقد انتزعت "دمشق" من حكم "مالك الثاني"، في زمن لا نعرفه، إلا أن الأرضين في شرقها وفي جنوب شرقيها بقيت جزءاً من مملكة النبط.
وانتقل الحكم الى "رب ال "رب ايل" "ربئيل" الثاني المعروف "سوتر" "سوطر" "Soter" بعد وفاة "ملكو" "مالك" الثاني. وقد حكم من حوالي سنة "70" حتى سنة "106" بعد الميلاد على رأي،ومن سنة "75"حتى سنة "101" على رأي آخر، أو شئياً آخر قريباً من ذلك أو بعيداً بعداً قليلاً، بحسب تعدد أنظار الباحثيبن، لعدم وجود تقاويم ثابتة لدينا أو كتابات تنص على تواريخ حكم كل ملك من هؤلاء الملوك.
والى عهد هذا الملك تعود الكتابة المعروفة ب "CIS11,183" المؤرخة في السنة الخامسة والعشرين من سني حكم "رب ال" "رب ايل". وصاحبها رجل اسمه "قصي بن ادينت"، أي "قصي بن أذينة ". وتكون سنة تدوين هذه الكتاية اذن في سنة "95" أو " 100" بعد الميلاد. أما الكتابة " CIS11,161"، فتعود إلى أيامه كذلك، وقد دونت في شهر "أيار" من السنة الرابعة والعشرين من حكم "رب ايل"، وقد دوّن مع التأريخ النبطي ما يقابل بالتقويم المستعمل عند الرومان آنئذ وهو سنة "405".




والتقويم الروماني هو تقويم السلوقيين. وتقابل هذه السنة سنة "94" للميلاد ويكون مبدأ حكم "رب ايل" اذن في سنة "381" من التقويم السلوقي، أي سنة "70" بعد الميلاد. ووردت في هذه الكتابة بعض الأسماء، مثل: "هنى" "ها نىء" و "جد لت" "جد لة" و "بجرت" "بجرة" "بجير ة" و "ادرم" و "عبد الملك"، وهي من الأسماء المعروفة أيضاً عند عرب الحجاز ونجده.
والى عهد الملك "رب ايل" الثاني تعود كذلك الكتابة التي دوّ نها "منعت بن جديو" "منعة بن جديّ" "ببصرابشنت 23 لرب ايل ملكا ملك نبطو"، اي بمدينة "بصرى"، وذلك في السنة الثالثة والعشرين لحكم "رب ايل" ملك النبط. وقد دونت هذه الكتابة بمناسبة تقرب صاحبها إلى الإلهَ "دوشرى واعرى" بتقديمه مذبحاً إلى معبده في مدينة "بصرى". ويكون تأريخ تدوين هذه الكتابة سنة "3 9" للميلاد. وكذلك الكتابة القبرية المؤرخة بالسنة الثالثة والعشرين من حكم "رب ايل"، أي في سنة "93" للميلاد. ولدينا كتابة أخرى سجلت في أيام هذا الملك صاحبها رجل اسمه "عذرو برجشمو"،







أي "عاذر بن جشم" "عذره بن جشم" "عذير بن جشم" "عذر بن جشم"، ورد فيها اسم الإلهَ "شيع القوم" دوّ نها في السنة السادسة والعشرين من حكم الملك، أي في حوالي سنة "96" بعد الميلاد.
وترينا الكتابة الموسومة ب "REP.EPIG.1434" أن للملك شقيقين هما:
"جميلت" أي "جميلة" و "هجرو" أي "هاجر"،وقد نعتتا فيها ب "ملكتي النبط". ويظهر إن هنالك شقيقة ثالثة اسمها "فصائل"، وربما كانت له شقيقة رابعة سقط اسمها من النص.
وقد ذكرت "شقيلت" "شقيلة" أم الملك "رب ايل" الثاني مع ابنها في نقد، وذلك في أثناء عهد وصايتها عليه حين انتقل العرش إليه، وكان على ما يظهر صغيراً. وكان للملك شقيق ساعدها في تحمل أعباء الحكم اسمه "انيشو" "Oneishu" لعله "أنيس". ولما تزوّ ج "رب ايل" من زوجه "جميلت" "جميلة" "Gamilath" أمر بضرب اسمها مع اسمه على النقود.
وقد ذكر بعض الباحثين ان بعض ملوك النبط ولا سيما المتأخرين منهم، أقاموا في أكثراوقاتهم في "بصرى" "Bostra"، مما أدئ إلى اضعاف شأن عاصمتهم القديمة "بترا" والى اضعاف ادارة أمور النبط.




وآخر ملك نعرفه من ملوك النبط، هو الملك "ملكو" "مالك" الثالث،الذي حكم من سنة " 101"حتى سنة"106" بعد الميلاد على بعض الآراء. وفي أيامه قضى "تراجان" في سنة "6. ا" بعد الميلاد على استقلال هذه المملكة وجعلها تحت حكم حاكم "سورية" "كورنليوس. بالما" "Cornelius Palma" "98 - 117 م"، وأطلق عليها اسم "الكورة العربية" " Provincia Arabia". وقد نقل مقر الحكم من "بترا" إلى "بصرى"، فتضاءل بذلك شأن العاصمة القديمة فلما كان القرن الثالث للميلاد، صارت "بترا" مجرد موضع قليل الشأن.
لقد قضى الرومان على استقلال النبط في العربية الحجرية، فأضافوا بلادهم إلى جملة الأرضين التي استولوا عليها. وخسر النبط ملكهم ودولتهم،ثم خسروا أرضهم فيما بعد. واضطرهم ضغط القبائل العربية الأخرى عليها إلى الرحيل إلى أماكن أخرى، والهجرة إلى مواطن جديدة طلباً للرزق.كما هاجر من قبلهم سكان الأرضين التي استولى النبط عليها في أيام عزهم وملكهم واندمج أكثرهم في القبائل الجديدة الفتية التي سادت على أرض النبط، وتسموا باسمهم وانتسبوا اليهم حتى نسوا اصلهم القديم فزال النبط بزوال دولتهم، وبقي اسمهم،




التي سادت على أرض النبط، وتسموا باسمهم وانتسبوا اليهم حتى نسوا اصلهم القديم فزال النبط بزوال دولتهم، وبقي اسمهم، وبعض رسومهم التي يعود الفضل في إحيائها إلى المستشرقين.
وقد بقي النبط يمارسون التجارة وقيادة القوافل حتى بعد فتح الرومان لبلادهم كما يتبين من بعض الكتابات النبطية المؤرخة التي عثر عليها في "طور سيناء" وفي مصر. ومنها كتابة مؤرخة بسنة " 160" من تقويم " بصرى" المقابلة لسنة "266" بعد الميلاد. وقد تبين إن أكثر الكتابات التي عثر عليها في الأماكن المذكورة وفي أماكن أخرى هي كتابات وجدها العلماء والباحثون والسياح على الطرق القديمة الموصلة إلى جزيرة العرب أو البحر الأحمر، وفي وجودها في هذه الأماكن دَلالة على أن أصحابها كانوا أصحاب تجارة يتجرون بين مصر وجزيرة العرب وموانى ساحل البحر الأحمرولاسيما ساحل النبطالمقابل لبر مصر. ويظن جماعة من المستشرقين ان عرب "الحويطات" الساكنين في منطقة "حسمى" في الأقسام الشمالية من الحجاز، في المنطقة التي كانت تسكنها "جذام"، هم من بقايا النبط وتنسب "الحويطات" إلى جد أعلى لهم اسمه "حويط"، وهو على زعمهم من أهل مصر، جاء بيت الله الحرام حاجاً فمات في "العقبة" ودفن في "حسمى".

 

ملاك الشرق


&&&لا مستحيل عند أهل العزيمة&&&
ملاك الشرق غير متصل  
 
 

 
قديم 23-04-2010   #406
مراقبة الأبراج التربوية
 
الصورة الرمزية ملاك الشرق







مؤهلاتك بالحصن
  عدد نقاط تميزك بالحصن : 26790
  المستوى : ملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصف
ملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصف
  
عدد زياراتك للحصن:
عدد المرفقات :
  الحالة :ملاك الشرق غير متصل
 

 

!.. رسائلي ..!
 




 

من مواضيعي

الاوسمة

افتراضي

 

وهم عشائر يتراوح عددها من عشر عشائر إلى اثنتي عشرة عشيرة تسكن في طور سيناء وفلسطين والحجاز، وتجاور قبيلتيْ "بلى" و "جهينة"،. وهم في الجملة ميالون إلى الحرب والغزو، ولذلك كانوا يغزون العشائر المجاورة لهم، ويأخذون الأتاوة من القرى والمدن الواقعة في مناطق نفوذهم في أيام العثمانيين. وتتألف "الحويطات" من ثلاثة بطون هي: "حويطات التهمة أ و أخويطات العلويون" "العلاوين" ويعرفون أيضاً ب "حويطات ابن جاد" "حويطات ابن جازى". وتتألف "حويطات التهمة" "حويطات التهم" التي تقع منازلها على سا حل البحر الأحمر حتى "الوجه" في الجنوب، من عشائر عديدة هي: "العمران" و "العميرات" و "المساعيد" والذبابين والزماهرة والطقيقات و السليمانيين والجرافين والعبيّات والمواسة والمشاهير والفرعان والجراهرة والقبيضات والفحامين. وأما"حويطات العلويون"، فتتألف من: "الصوياحين أ و "المقابلة" ُ "المحاميد" و "الخضيرات" و "السلامين" و "العزاجين". و "القدمان" و "العواجة" و "السلامات". ومن "حويطات ابن جازى" "المطالقة" ُ "الدراوشة" و "العمامرة" و "المرايع" و "الدمانية" و "العطون" ُ "التوايهة






لقد عثر كل كتابات مدوّنة بالنبطية وعلى كتابات مدونة بثلاث لغات هي النبطية والإرمية واليونانية، بعضها من بعد ضم مملكة النبط إلى "الكورة العربية"، أي بعد سقوطها في ايدي الرومان، وقد تبين منها أن النبط بقوا أمداً يكتبون ويدوّ نون بلغتهم، وان كانوا يستعملون معها اليونانية أو الإرمية أو كلتا اللغتين في بعض الأحيان، كما تبين أن اليهود دوّ نوا بالنبطية أيضاً، أولئك اليهود الذين كانوا على اتصال بالنبط، وكانت لهم صلات تجارية بهم. وقد دونوا بهذه اللغة حتى بعد سقوط دولة النبط. وقد وصلت كتابات أصحابها يهود فيها عقود بيع وشراء مع النبط، كما وصلت كتابات نجد فيها خلاصات من عقودومكاتبات دوّ نت باليونانية أو بالإرمية، على حين دوّنت الخلاصات بالنبطية وبالعكس. ولا نعرف شيئاً يذكر عن أصول تنظيم الدولة وكيفيتها عند النبط. والملك بالطبع هو رئيس الدولة والشخص الوحيد الأعلى للحكومة. وهو الذى يختار من يوكل اليهم ادارة الأعمال وتسييرأمور الرعية وللملك حاشية القربة عنده، وكل اليها النظر في المسائل العليا للدولة وتقديم الاستشارة إلى الملك، ويقال للواحد منها "اخ ملكا"، أي "أخو الملك". ويظهر انها كانت طبقة خاصة من الطبقات الإرستقراطية انحصرت فيها هذه الوظائف انحصار الملكية في الأسر المالكة.






مدن النبط
و "بترا" "البتراء" "بطرا " "Petra"، هي عاصمة النبط القديمة. ومعنى " PETRA" "بطرا" في العربية "الصخر" 0 أما اسمها القديم ف " ه سلع" "ها - سلع"، "SELA"="SELAH"، ويعني أيضاً "الصخر" لغة الأدوميين. وهي على خمسين ميلاً تقريباً إلى الجنوب من البحر الميت ولما افتتحها "أمصيا " "837 - 9 0 8 ق. م."، سمّاها "يقتئيل" أي "الخاضع لله". وكانت عاصمة ""أدوم". وكانت من أشهر المدن في العالم القديم، ثم صارت لمؤاب. وقد ذكرها "ياقوت الحموي" في مادة "سلع"، فقال: "وسلع أيضاً حصن بوادي موسى عليه السلام بقرب بيت المقدس". وتقع آثار المدينة وبقاياها اليوم قي وادي موسى، ويسمى أيضاً "وادي السيق". وقد عرف هذا الوادي بوادي موسى، لما زعم إن موسى ضرب الصخر بعصاه فشقه فجرى الماء من موضع العين إلى النهر، فسميت لذلك بعين موسىوكان السيق مبلطاً، ولا تزال آثار التبليط باقية في بعض المواضع وتجاه نهاية السيق هيكل منحوت في الصخر، يسمى: "خزنة فرعون"، وداخل باب الهيكل دار، وعلى بعد "600" قدم تقريباً من هذا الهيكل بقايا آثار مسرح عظيم منحوت في الصخر يتسع لزهاء أربعة آلاف انسان.







ومن آثارها المهمة، الأثر المعروف باسم "خزنة فرعون"1، وقوس النصر وهياكل وقبور عدة، بعضها على الطراز النبطي القديم، وبعضها متأثرة بالفن المصري الآشوري أو اليوناني أو الروماني.
.وتشاهد في "بطرا" كتابات كهثيرة، منها ما هو مؤرخ يعود بعضها إلى ما قبل الميلاد، أكثرها كتابات نبطيه من نوع الكتابات التي توضع على القبور، وبعضها لاتينية وأخرى يونانية. ووجدت كتابة باليونانية دوّ نها أسقف سكن معبداً من معابد المدينة القديمة التي تعود إلى ما قبل الميلاد في حوالي سنة"447" للميلاد. كما وجدت كتابة لاتين ية على قبر بني على النمط "الروماني" صاحبها ضابط روماني اسمه "سكستيوس فلورنتينوس "sextius Flrentinus" لا يعلم زمانه على وجه الصحة، ويرى بعضهم انه من أيام "هدريانوس" "hadrianus" أو "أنطونيوس بيوس" "antoninus Pius".
وقد منحت "بطرا" درجه "colonia" رومانية في أيام حكم الرومان كما يظهر ذلك من بعض النقود الرومانية التي عثر عليها. ويرى بعض الباحثين ان ذلك كان في أيام حكم "elagabalus""18 2 - 222 1 للميلاد. لكن هنالك من يعارض هذا الرأي من الباحثين في علم النميات.




وقد وصف "سترابو" "بطرا" "بترا" بقوله: كانث "بطرا" عاصمة النبط ومقر حكمهم ودولتهم وهي لا تبعد الا أربعة أيام عن "اريحا" "jericho" وخمسة ايام عن غابة النخيل بوسيديون" "poseidion". وهي موضع غني بالماء كثير البساتين بالنسبه الىمن يأتي إليها من البوادي القاحلة الجرد. وقدزارها "أثنودور" "athenodor" صديق "سترابو"، فوصفها له،ذكر له انه وجد بها أجانب، بينهم جمع من الروم. ويظهرمن أخبار "سترابو" ان النبط كانوا قد بنوا بيوتاً لهم في هذه المدينة كذلك، وقد أيدت التنقيبات التي أجريت عند مدخل المدينة هذا الرأي.
?????الحجر
?? ???????أما "الحجر"، فمدينة من مدن النبط للقديمة المهمة تقع على شريان التجارة في العالم القديم، وهي "egra"="hegra" التي أشار اليها "سترابو" في أثناء حديثه عن حملة "اوليوس غالوس" و "haegra"="hegra" التي ذكرها "بلينيوس" على أنها مقر القبيلة المسماة " ليانيته" "laenitae".





وقد ذهب بعض الباحثين إلى أنها "مدائن صالح"، وذهب بعض آخر إلى أن "مدائن صالح"، هي "العلا" لا "الحجر". وفرق بعض آ خر بين موضع مدائن صالح و "العلا". وقد ذكر "بطلميوس" المدينة ايضاً، وذكرها المؤ رخ "اصطيفانوس البيزنطي" كذلك. وقدكانت من مواضع النبط المهمة، وقد عثرعلى خمس كتابات في مدائن صالح" خرج بعض الباحثين من دراستها الى أن "الحجر" هي من الأمان التي انشأها "المعينيون". وقد كان اسمها القديم "حجرا" "هجرا" او "حجرو" "هجرو"، و"ال- حجر" في الكتابات..
و "حجرو" و "ال - حجرو" هي "الحجر" في العربية. وقد ذكر هذا الموضوع في المؤلفات الغربية. وذكر "ابن حبيب" أن قوم ثمود نزلوا "الحجر". وذكرعلماء اللغة أن"الحجر" ديار ثمود ناحية الشام عند وادي القرى"، وهم قوم صالح النبي،وقد جاء ذكرالموضع في القرآن: "وقد كذب أصحاب الحجر المرسلين"، كما جاء ذكره في كتب الحديث. وقد تضاءل شأنها في الإسلام، حتى صارت قرية صغيرة في القرن العاشر للميلاد، ثم تركها أهلها، وتقع خرائبها اليوم بين "جبل اثلت" و "قصر البنت" وخط سكة حديد الحجاز، حيث تشاهد آثار حصن قديم وبعض بقايا أبراج وآثار سور، كما عثر على بقايا تيجان أعمدة قديمة وعلى مزولة شمسية، وعلى نقود يرجع عهدها إلى "الحارث الرابع". ويظهر من أسس بعض الدور أنها بنيت بالحجارة. أما الجدران، فقد بني أكثرها باللبن. وتقع خرائب "العلا" إلى الجنوب من "الحجر".




وقد عثر الباحثون على قبور من بقايا قبور الحجر القديمة، نقشت مداخلها وجدرانها بنقوش تدل على حذق ومهارة، ولا سيما المقبرة التي هي من القرن الأول للميلاد، ومن عهد الملك "الحارث الرابع". وقد تألفت من غرف نحتت في الصخور، ولبعضها دروب وطرق توصل بعضها ببعض.. وهي قبور لأسر، ومن هذه المقابر الموضع المعروف ب "قصر البنت"، وقد نحت في داخل تل، ويعد من أغنى تلك المقابر من الناحية الفنية، وله مدخل خارجي، ارتفاعه عشرون متراً. وقد زين بالزخارف والنقوش.
ويعدّ الموضع المعروف ب "ديوان" من الآثار القيمة الباقية من "الحجر". وقد عمل في "جبل اثلب". وهو معبد يذكرنا بمعابد "بطرا". وهو على قاعة ذات زوايا مربعة، عرضها عشرة أمتار، وعمقها اثنا عشر متراً،وارتفاعها ثمانية أمتار، ولها مدخل عرضه ثمانية أمتار و "35" سنتمتراً،وارتفاعه سبعة أمتار وزهاء خمسة سنتيمترات، على كل جانب منه عمود من حجر، جعلت زواياه مربعة أما الباب، فقد تلف. ويوصل إلى هذا المدخل مدرج. وهناك معبد آخر صغير يقع على مسافة "150" متراً إلى الجنوب من "جبل اثلب".









وقد وجدت في "القرية" بالحجاز وهي أطلال، مدينة قديمة على خمسة وأربعين ميلاً إلى الشمال الغربي من "تبوك" في أرض "حسمى" كتابات نبطية ويونانية، كما عثر على معبد قريب منها في البادية دعاه "موسل" "غوافة" و "روافة"، وجدت عليه كتاية نبطية يونانية طويلة ورد فيها اسم "مارقوس أورليوس انطونينوس" "marcus Aurelius Antoninus" و "لوقيوس أورليوس فيروس" "lucius Aurelius Verus". ويظهر إن هذه المدينة كان لها شأن في أيام النبط، ولا سيما في أواخر أيام مملكتهم، وان هذا المعبد كان قد ابتناه قوم ثمود في أوائل منتصف القرن الثاني للميلاد.
? الكورة العربية
ضمت "العربية النبطية" سنة "105" أو "6 0 1" بعد الميلاد. إلى الأملاك الرومانية وكوّ ن منها ومن أرضين أخرى ضمت إليها مقاطعة جديدة عرفت باسم "الكورة العربية" " Provincia Arabia" "المقاطعة العربية" وجعلت نحت حكم حاكم بلاد الشام المدعو "كورنليوس بالما " "a.cornelius Palma".. ولا يعلم على وجه التحقيق أعينَ الرومان والياً على هذه الكورة حال تكوينها، ام انها جعلت تحت ادارة حاكم "سورية" المباشرة ثم عينّ لها حاكم خاص. والمعروف إن اول وال " Legat"عين عليها انما عين في سنة "111" بعد الميلاد.






ولم تكن حدود "الكورة العربية" "المقاطعة العربية" ثابتة،بل كانت تتغير وتتبدل، وتتقلص وتتوسع تبعاً لمراكز الحكام ومنازلهم. ففي سنة "195" بعد الميلاد مثلاً أضيف اليها بعض الأرضين الجنوبية من مقاطعة "سورية الفينيقيه" "syria Phonice"، ولكن هذه الحدود تغيرت مراراً قبل هذا التاريخ وبعده. وتساعدنا "السكة الرومانية" التي أنشأها "تراجان" ثم وسعت فيما بعد مساعدة كبيرة في تعيين حدود ومساحة هذه المقاطعة. وقد أنشئت هذه السكة لأغراض عسكرية لتيسر للجيوش الرومانية الوصول بسرعة إلى المواضع المهمة من الوجهة العربية، ولتتمكن بواسطتها من السيطرة على الوطنيين وضبط الأمن.
ويمكن الاستدلال من أنصاب الأميال، التي وضعها الحاكم "قلوديوس سوريوس" "قلوديوس سفيروس" "claudius Severus"على هذه الطرق للوقوف بواسطتها على الأبعاد والمسافات والاتجاه، على معرفة طريقين مهمين: أولهما طريق جديد انتهى منه في سنة "111، للميلاد، يمتد من الحدود الشمالية للمقاطعة العربية أي من بلاد الشام إلى "بصرى" "bostra" ثم إلى "فيلادلفيا"،"عمان" "philadelphia"، ومنها في اتجاه الجنوب ثم الغرب على طريق "بطرا" حتى البحر الأحمر.




وثانيها الطريق الممتد من "فلادلفيا" ماراً ب "جرش" "gerasa" وربما ب "أذرح" "adra" نحو "بصرى" "bostra". وقد كان هذا الطريق معروفاً قبل سنة "105" للميلاد، غير انه اصلح وعمر، وربما حول إلى طريق عسكري في سنة "112" للميلاد، أي في أيام "تراجان".
وقد عرفت أسماء اكثر الحكام الذين تولوا منصب حاكم المقاطعة العربية من رومان وبيزنطيين،وردت أسماؤهم مدونة على أنصاب الأميال وفي الكتابات الأخرى التي عثرعليها في مواضع متعددة من هذه المقاطعة. وأولهم "كورنليوس بالما". وقد تبين أن الألقاب الرسميه التي كان يتلقب بها حكام هذه المقاطعة في القرن الثاني بعد الميلاد كانت من درجة الألقاب الرفيعه التي تمنح عادة لحكام مقاطعة "قيصرية" مثل لقب: "legatus Augusti Pro Praetore" أو "augustroum" تضاف إليه جملة: "concul Designatus" متى يكون الحاكم في درجة "قنصل" "consul"، وذلك يكون عادة بالنسبة الى حكام المقاطعات من درجة



legatus Pro Praetore" وقد يقتصر اللقب على كلمة" Consulares" اذا كان صاحبه قنصلاً. غير ان هذه الألقاب الرسمية لم تكن ثابتة، بل كانت تتغير بحسب اهمية الحاكم ومنزلته، والوظيفه. التي يشغلها، والزمان الذي حكم فيه.
وتفيدنا وثائق المجامع الكنسية التي انعقدت في أوقات مختلفة لمعالجة المشكلات الي جابهت الكنيسة، وحضرها ممثلون عن كنائس "الكورة العربية" فائدة كبيرة في تعيين أسماء مدن هذه الكورة وتأريخها ومن هذه المجالس مجلس "نيقية" ِ"nicaea" الذي انعقد في سنة "325" بعد الميلاد،ومجمع "انطاكية" "antiochia" المعقود قي سنة "341" بعد الميلاد، ومجمع " Sardica" الملتئم، عام "347" للميلاد، ومجمع "القسطنطينية" المنعقد عام "381" بعد الميلاد، ومجمع "أفسوس" ِ" Ephesus" المجتمع عام "431"، ومجمع "خلقدونية" "chalcedon" الذي انعقد في عام "451،"، للميلاد، ومجمع "القسطنطينية" المنعقد سنة "536" للميلاد، مجمع "القدس" الملتئم عام"536" لما بعد الميلاد، وغيرها من المجالس والمجامع الدينية.




وقد عثر على نقود ضربث في أيام الرومان والبيزنطيين في عدد من مدن العظيمة. وقد اشتهرت "أدرعات" بخمرها عند العزب، وقال عنها علماء اللغة إنها موضع بالشام تنسب إليه الخمور.
و "أذرعات" موطن "عوج" "og" ملك "باشان"، وكان جباراً قامة وبأساً، من سلالة الرفائيين، حاول أن يمنع مرور بني اسرائيل بأرضه، فاصطدم بهم بأذرعات، وتغلبوا عليه، فقتل هو وبنوه، وانقسمت مدنه الستون المحصنة بين "الرأوينين" و "الجاديين" ونصف سبط "منى". وتقع "اذرعات" في وادٍ يكوّن القسم الجنوبي من وادي "حوران" وعلى مسافة ستة أميال إلى الشرق من طريق الحج، وفيها كهوف عديدة وصهاريج كبيرة، وبها خرائب وآثار يقرب محيطها من ميلين يظهر أنها من عهد الرومان. ومن بقاياها "قناة فرعون"، وهي تأخذ مياهها من بحيرة صغيرة قرب موضه، "يابس" في حوران. ومسجد يشبه بناؤه "كاتدرائية" بصرى،. وآثار الشوارع والحوانيت التي كانت عليها، وموضع سوق. وعثر في خرائبها على كتابات باليونانية كما عثر فيها على نقود ضربت فيها من سنة "83" قبل الميلاد. وقد ألحقها "بومبيوس" "pompeius" بمقاطعة سورية الرومانية، وألحقها "تراجان" بالمقاطعة العربية، وذكر "أويسبيوس" "Eusebius" و "جيروم" انها من اشهر مدن "العربية"، وكان بها أسقف حضر مع من الأساقفة في المجالس الكنسية الني انعقدت في "سلوقية" "Seleucia" و "القسطنطينية" و "خلقدونية" "Chalcedon" "45 م".






بعضها إلى "دو شرى" "ذي الشرى" إلهَ النبط. كما صوّر على بعضها صور القياصرة الذين في أيامهم ضرب ذلك النقد.
و "باشان"، ومعناها "التربة الخفيفة"، مقاطعة من أرض كتعان واقعة شرقي الأردن بين جبلي حرمون و "جلعاد"، وسميت "باشان" من جبل في البلاد 2. وسكانها القدماء هم "الرفائيون" "Raphalite"، ولهم مملكة ذكر في التوراة من ملوكهم اسم الملك "عوج" الذي قتله الاسرائيليون، وهو المعروف ب "عوج بن عوق" عند أهل الأخبار، والمعروف ب "عوج بن عنق"،عند العوامّ. وقد ذكر الأخباريون انه رجل "ذكر من عظم خلقه شناعة"، وانه كان ولد في منزل آدم فعاش إلى زمن موسى، وقد قتله موسى. وقد أخدْوا أخبارهم هذه عنه عن أهل الكتاب، أو من وقوفهم على ما جاء في اسفار "التثنية" و "يشوع" و "العدد" عنه. وكان قد حاول منع الاسرائيليين من المرور بأرضه، فقتلوه، وجاء انه كان ينام على سرير من حديد طوله تسع أذرع وعرضه أربع أذرع، وذلك لبيان ضخامة جسمه. ونجد في الأسفار المذكورة مع بني اسرائيل ومقاومته لهم.





وكانت باشان تشمل حوران والجولان واللجاة، وكلها مؤلفة من صخور وأتربة بركانية، وتربتها خصبة، وماؤها غزير، ويحدها شمالاً أرض دمشق، وشرقاً بادية الشام، وجنوباً أرض "جلعاد"، وغرباً "غور الأردن"، ويخترق جانبها الشرقي جبل الدروز، وهو جبل "باشان" القديم. ويمر بالجولان سلسلة تلال من الشمال إلى الجنوب. أما مقاطعة "اللجاة"، فهي حقل من "اللافا" أي الصخر البركاني، سالت من" تل شيحان"، وهو فم بركان قديم بقرب شحبة.
ومن أشهر مدن "باشان" "الجولان" "Golan"، وهي من منطقة"الجولان" "Gaulanitis" وتعني الكلمة "الدائرة"، وأصلها مدينة "جولان" "وبها سميت المقاطعة. وتقع في "باشان"و "عشتاروت" "عشتروت" "بعشترة" "Aschtaroth"="Ashtoreth"="Be-Eshterah"،و يظهر ا نها "تل عشترة" "تل أشعرى" في الجولان. ومدينة "عشتاروت قرنايم" "Asther Karnaim" وهي "قرنيون" "Carnion" أو "قرنين" "Carnain" التي استولى عليها "يهوذا المكابي" "Judas Maccabaeus" سنة "64 ا" قبل الميلاد على ما يظن. وهي من مدن "الرفائيين" في "باشان"،. وقد اختلف الباحثون في مكانها في هذا اليوم، فذهب بعضهم إلى انها "الصمان" وذهب بعض أخر الى انها "قنوات" وذهب آخرون إلى انها "تل عشترة".





ويظهر أن كثيراً من "الباشانيين" كانوا يعيشون عيشة سكان المغاور والكهوف "Troglodytes"،إذ تبين أن قسماً منهم سكن الكهوف والمغاور، وسكن بعض منهم في نفاق وكهوف تحت الأرض يبلغ طولها "150" قدماً، وتتفرع منها أزقة تحت الأرض بجانبها بيوت تنفتح كواها في سقوفها، فهي في الواقع مدن تحت الأرض. وفضل نفر آخر السكنى في بيوت منقورة في الصخر. وسكن بعض منهم في بيوت منفردة مبنية من الحجر.
وأما "بصرى" وتعرف ب "Bostra"، فقصبة " حوران"، ومن أشهر مدنها. وقد عرفت في أيام الرومان ب "Nova Trajana.Bstra". وقد الحقت بالمقاطعة العربية في مبدأ تأسيس هذه المقاطعة، أي في أيام "تراجان"، ويعني هذا حدوث تغير في النظام الاداري لهذه المدينة في هذا العهد. ويرى بعض الباحثين أنها جعلت في درجة مستعمرة، أي " Colonia" قبل ايام "سويروس"، وبقيت في هذه المرتبة حتى عهد "سبتيميوس سويروس" "Septimius Severus" غير أن "هل" وآخرين يعارضون هذا الرأي ويرفضونه،. ويرون أن ذلك كان في أيام "سويروس اسكندروس"، لا قبله، وانها لم تعرف ب "Colonia Bostra Nova Traiana Alexandriana"إلا في أيامه. وأما في نقود "يولية مامية" "Julia Mamaea"، فقد دعيت ب "Colonia Bostra" كذلك. .

 

ملاك الشرق


&&&لا مستحيل عند أهل العزيمة&&&
ملاك الشرق غير متصل  
 
 

 
قديم 23-04-2010   #407
مراقبة الأبراج التربوية
 
الصورة الرمزية ملاك الشرق







مؤهلاتك بالحصن
  عدد نقاط تميزك بالحصن : 26790
  المستوى : ملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصف
ملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصف
  
عدد زياراتك للحصن:
عدد المرفقات :
  الحالة :ملاك الشرق غير متصل
 

 

!.. رسائلي ..!
 




 

من مواضيعي

الاوسمة

افتراضي

 

وأعيد النظر في مرتبتها في أيام "فيليب سنيور" "فيليب الأقدم" "Philip Senior"" على ما يظهر،فجعلت في درجة "متروبوليس" "Metropolis"، فدعيت "Colonia Metropolis Bostra". وحافظت على درجتها هذه في أيام "، فيليب الأصغر" "Philip Junior". ولم يعثر على نقود. ضربت في "بصرى" بعد أيام "نراجان دسيوس" "Trajan Decius" أو "تويبونيانوس غالوس" "طريبونيانوس غالوس" "Trebonianus Gallus".
وأما " Charachmoba"، فإنها "قير موآب" "Kir Moab" في التوراة والتركوم. و "قير حاراش" "قير حراشات" "قير حارسة" من "موآب" وهي "الكرك". وقد عثرعلى نقد يعود إلى عهد " Elagabalus" يطن انه من نقود هذه المدينة،وان الصورة المضروبة في الوجه المقابل لصورة "Elagabalus " ترمز إلى الإله "دو شرى".
. وتختلف وجهات نظر الباحثين في موضع مدينة "ديوم" "Dium" "ديون"" Dion" فمنهم يرى انها "الحصن" "قلعة الحصن" على مقربة من "اربد" وانها "Dia" عند "بطلميوس ومنهم من يرى انها "كفر أبيل"، وآخرون يرون انها "تل الأشعري"، وهكذا. وهي من مدن " Decapolis




ثم ألحقت ب "المقاطعة االعربية" في عهد "سبتيميوس سويروس" "Septimius Sevsrus" على ما يظن. وقد عثر فيها على نقد ضرب باسم "Geta"، وأرخ تأريخ الضرب بتقويم "بومبيوس"، وأشير في أحد وجهي النقد إلى الإلهَ "هدد" الذي صوّرته بعض النقود المضروبة في بعض المدن السورية. وهو يقابل الإلهَ "زيوس" "Zeus" عند اليونان.
ويراد ب "Decapolis" الحلف المؤلف من عشر مدن، تحالفت لدفع غزو القبائل لها. ويظهر أنه ظهر إلى الوجود في القرن الأول للميلاد. والمدن المذكورة هي: "Pella " و "Scythopolis" و "Dion" و "Gerasa" و "Philodelphia" و "Raphana" و "Kanatha " و "Hippos" و "دمشق". وقد انضمت إليه مدن أخرى بين حين واخر. فلكون أرض هذا الحلف ممتدة من دمشق إلى الجنوب الشرقي لبحر الجليل "Sea Of Galalee".
ومدينة "Eboda"، هي "عبدة " "العبدة" في "العربية الحجرية" "Arabia Petraea ". وقد أشار "بطلميوس" إلى أن "Eboda"="Oboda" و "Gerasa" و "Gypsaria" و "Lysa" هي من مدن "العربية الحجرية"، وجعلها بعضهم من "النقب". وتقع خرائب "عبدة" في جنوب "بئر السبع" "Beerscheba" وفي غرب "بطرا". وفي جنوبها سباخ، غير أن من المشكوك فيه أن تكون هذه السباخ موضع "Geham Maleh"، أي وادي الملح ا. وأما صنم "Eboda"، فقد عرف باسم "زيويوس عبودة" "Zeus Oboda".




وأما "Esbus"، فإنها "حشبون" "Heshbon" في التوراة، وتعرف اليوم ب "حسبان"، وتقع بن "فيلاذلفيا" "عمان" و"مأدبا"،وعلى مسافة "26" كيلومتراً من شرق النهاية الشمالية للبحر الميت في صعيد "موآب". وهي من مدن العربية القديمة الشهيرة. وفي التوراة انها كاتت من مدن "الموآبيين" ثم استولى عليها الملك "سيحون" ملك "الأموريين" وجعلها عاصمة له، ثم تغلب عليها الاسرائيليون، ثم استعادها "الموآبيون". والظاهر انها كانت من مدن النبط، ثم دخلت أخيراً في أملاك الرومان فالبيزنطبين. ولا تزال آثار المدينة القديمة باقية حتىالآن. وأما النقود التي، ضربت فيها،فهي من أيام "Elagabalus" وبعضها من عهد "كركلا" "كاركلا" "Caracalla". ويظهر من بعض النقود انها كانت تعرف أيضاً ب "Aurelia". و "Gerasa" هي "جرش" في الزمن الحاضر، ونسبها "ياقوت الحموي" إلى رجل زعم أن اسمه هو "جرش بن عبد الله بن عليم ين جناب بن هبل بن عبد الله بن كنانة بن بكر ابن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة". وتقع عند الحافة الجنوبية الشرقية لسلسلة "عجلون"، ولا يعرف أصلها ومبدأ تأريخها على وجه التحقيق. ولم يرد اسمها في التوراة. وقد أشير اليها في كتب "الحديث".







ويظن بعض الباحثين انها " راموت جلعاد" "Ramoth-Gilead" المذكورة في العهد العتيق.ويظهر انها من المدن التي عرفت بعد عهد "اسكندرالكبير"، وقد استولى عليها "اسكندرينيوس" "اسكندر جنيوس" ملك "يهوذا"، ثم تحررت من اليهود في عهد "بومبيوس"، وألحقت بكورة "سورية الرومانية"، ثم أضافها " تراجان" في عام " 06 ا" بعد الميلاد إلى "الكورة العربية"، وضمت بعد ذلك إلى كورة " فلسطين الثانية" "Plestina Secunda" "أي الأردن. وكانت "جرش" مركزاً لعبادة الإلهَ "ارتيمس" "Artemis"، وهو "ديانا" "Diana" عند الرومان، وابنة "زيوس" "Zeus" و "ليتو" "ليطو" "Leto" عند الإغريق، كما كانت أسقفية معروفة بركة، والى الشرق والشمال برك أخرى. وتوجد آثار هيكل كبير بينها عمودان واقفان. ومن أنفس ما عثرعليه في هذه المدينة القديمة خارطة من "الموزاييك" "الفسيفساء" "Mosaic" لفلسطين النصرانية ومصر، كما عثر فيها على نقود من أيام الرومان واليونان. وقد ازدهرت بعد الميلاد: فصارت مركز "أسقف"، ومثلث في مجمع "خلقيدون" "Chalcedon".
وأما "فيلادلفيا" "Philadelphia"، فهي "ربة" و "ربة بني عمون" "Rabbath-bene-Ammon" في التوراة. وهي في "جلعاد" بالقرب من مخرج نهر " يبوق" وعاصمة " بني عمون". وذكر "اصطيفانوس البيزنطي" انها كانت تعرف ب "Astarty". وقد يكون لهذا القول أصل، فقد ورد في بعض الكتب إن من مدن " سورية" مدينة عرفت ب "Asteria"، وللتسميتين علاقة بالصنم "عشتروت" "Asteria".





وعلى أنقاض هذه المدينه القديمة تقع " عمان" عاصمة المملكة الأردنية الهاشمية. وأما سبب تسميتها ب "فيلادلفيا"، فلتجديد بنائها واعادة تعميرها في عهد " بطلميوس فيلادلفوس" "Ptolemy" "Philadelphus" "285 - 47 2" قبل الميلاد فعرفت به. وصارت من أشهر مدن " Decapolis". وقد ا نتزعها " أنطيوخس أبيفا نوس" "Antiochus Epiphanes" من "بطلميوس فيلوباتر" "بطلميوس فيلوباطر" "Ptolemy Philopater" في سنة "218" قبل الميلاد، وكان يحكمها في أيام "هركانوس" ملك "يهوذا" "135 -107" قبل الميلاد، حاكم اسمه "زينو كوتيلوس" "Zeno Cotyles". وكانت بأيدي النبط في سنة "65" قبل الميلاد.
وتنسب " فيليب بولس" "Philippopolis"، وهي "شهبة" "شحبة" في الزمن الحاضر، وتقع على مسافة سبعة كيلومترات شمال " القنوات" إلى "فيليب" "فيلفوس" المعروف بالعربي "M.Julius Philippus Arabus" "4 24 - 9 24 م". وقد عرف بالعربي لأنة كان عربي المولد. وكان قد نشأ وترعرع في "بصرى"، ثم دخل الجيش الروماني وتقدم فيه، وأصبحت له مكانة كبيرة أوصلته إلى أعلى مراتب الدرلة، وهي "قيصر".




ويرى بعض الباحثين انه أنشأ هذه المدينة في سنة "248" بعد الميلاد أو بين " 47 2" و "48 2" بعد الميلاد. ويرى، " كوبيجك" "Kubitschek" انه أسسها في عام " 244"، أي قبل ذهابه إلى "رومة". وجعلها في درجة " مستعمرة" "Kolonia"="Colonia" رومانية. ولا تزال أنقاض هذه المدينة باقية حيث تشاهد آثار معابدها وشوارعها وبعض أبنيتها ومسرح وغير ذلك مما جاء وصفه في كتاب: "Die Provincia Arabia"، كما عثر فيها على كتابات ورد فيها اسم "القيصر" "فيليب"، كما عثر فيها على نقود.
وأما "Rabbathmoba"، وتعرف في اليونانية باسم" Areopolis"، فإنها "ربة" "ربا"، وهي مدينة بنيت في عهود الرومان المتأخرة على رأي بعض الباحثين. وقد عثر فيها على نقود ضرب عليها اسم "سبتيميوس سويروس" وأسرته. ويظن أن الصورة الرمزية المضروبة على عدد من نقود "ربة" تشير إلى إلهَ لعله الإلهَ "Kemosh" أو إلى معبده الخاص به، على نحو ما رأينا في بعض النقود من ذكر " متاب"، وهو معبد " دوشرى" ليرمز إلى الإلهَ. ويرى بعض الباحثين أن "Kemosh" هو إلهَ الحرب.






ومن مدن الكورة العربية الأخرى: "Sodoma"، ولعلها "الزوراء"، و "السويداء" "Dionysias"، و "Beretana"، وقد وردت اسماؤها في مجمع " نيقية". وقد ألحقت " السويداء" بالكورة العربية. في أيام "سويروس" و "Adrama" و "Constantine" و"Neapolis" وقد وردت اسماؤها في جملة الأسماء المدوّ نة في أعمال مجمع " القسطنطنية المنعقد عام "381" للميلاد. و"Ziza" و "Dia-Fenis" و "Tricomia" و "Areopolis" و "Canotha" و"Nela" و "Zerabena" و "Anitha" و "Eutymia" و "Chrysopolis" و "Erra" و "Neve" و" Maximianopolis" و "Phaena" و "Aena"، وقد وردت أسماؤها في سجلات أعمال مجمع " خلقدون" "خلقيدون" "Chalcedon" "451 م.
وذكر "بطلميوس" أسماء مواضع أخرى يقع بعضها في النقب "Begeb"="Negev" غرب " العربة". وسجلت في "Notitia Dignitatum" أسماء " Motha"، وهي: "أمنان" "Speluncae"، وهي "دير الكهف"، " Mefa" "Gada" و هي " خو"، و "Betthoro" و "Dia-Fenis" و "Auatha" و "Gomotha" و "Libona" "و "Naarsafari" و "Thainatha" و "Adittha" وهي "الحديد" و "Asabaia" و "Ultha" و "Uade Afar" و "Castra" "arnonensia"، على انها من مواضع الكورة العربية.




وهناك أماكن أخرى ذكرت أسماؤها في كتاب: "Die Provincia Arabia"، قد يخرجنا تعدادها عن أصل الموضوع.
وقد أوكلت مهمة المحافظة على الأمن في " الكورة العربية" إلى الكردوس "اللجيون" "Legion VI Ferrata " الروماني الذي كان معسكراً منذ أمد في " سورية"، فصدر الأمر إليه في سنة "106" للميلاد على ما يظهر بنقل مقره من شمال سورية إلى هذه الكورة الجديدة التي أنشاًها " تراجان". ثم نقل مقره في أيام "هدريا نوس" "Hadrianus" إلى "اللجون" "Caparconta" في " الجليل "Galilee" وفي ايام "هدريانوس" أيضاً وفي سنة" 135" للميلاد: وهي سنة استيلائه على القدس واخماده الثورة التي قامت في " اليهودية" أمر بانشاء "Aelia Capitolina"، لأغراض عسكرية على ما يظهر.
ويرى بعض الباحثين أن الكورة العربية قد قسمت في القرن الثالث للميلاد وفي "د يوقليطيان" "ديوقليانوس" "Diocletianus"="Diocletian" الى كورتين: كورة شمالية عاصمتها " بصرى" وعرفت ب "كورة بصرى" "Provincia Bostron"، وكورة جنوبية وعاصمتها " بطرا" وعرفت باسم " كورة بطرا"، وبعبارة أصح "الكورة الحجرية" "Provincia Petrae"، وتعرف ب "العربية" أيضاً.





الحجرية" "Provincia Petrae"، وتعرف ب "العربية" أيضاً.
أما في القرن الرابع وفي حوالي سنة "307" للميلاد تقريباً، فقد اقتطعت منها بعض المدن، مثل " أيلة" و"Phainon"، وألحقت بفلسطين، وبذلك تقلصت "Praeses Arabiae" وتوسعت رقعة فلسطين "Praeses Palestinae" كثيراً. ويظهر أن الضرورات العسكرية هي التي دفعت إلى احداث هذه التغيرات. وحدثت تغيرات أخرى في " الكورة العربية" في القرن الخامس والسادس للميلاد،فانتزعت منها مدن أخرى ألحقت ب "فلسطين الثالثة" "Palestina Tertia" وتعرف أيضاً ب "Palestina Salutaris".
أهل الكهف والرقيم
ولا بد لي وقد انتهيت من الحديث عن النبط وعن " الكورة العربية" من الكلام عن أهل الكهف والرقيم، الذين ذْكروا في القرآن الكريم: )أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا(" 0إذ ذهب بعض علماء التفسير إلى أن الرقيم واد دون فلسطين فيه اللأضف، وهو قريب من "أيلة". كان اليهود قد أوحوا إلى المشركين من أهل مكة،أن يسألوا. الرسول عنهم، امتحاناً له. وكانوا يتداولون أخبارهم، ويروون قصصاً عنهم، كان شائعاً فاشياً اذ ذاك بين النصارى أيضاً، فجاء الجواب منهم في سورة " الكهف".




وهناك من زعم أن "الرقيم" على فرسخ من "عمّان"، أو قرية صغيرة بالقرب من البحر الميت، أو أنها " البتراء": وذلك بالإضافة إلى روايات أخرى ر جَعَت مكان " الكهف" إلى "أفسس" "أفسوس"، بالأناضول، أو إلى أماكن أخرى لا داعي إلى ذكرها في هذا المكان، لعدم وجود علاقة لها بهذا البحث. وقد بحث عنها المتخصصون، كما قامت بعثات آثارية بالبحث عن كهف " أهل الكهف" في الأماكن المذكورة، للتأكد عمّا جاء عنه في الموارد النصرانية والاسلامية، فإليها أحيل من يريد التبسط في الكلام عنه.
ولقد تبين الان إن الكتابات المدونة عند مدخل " الشق" في "البتراء"، لا صلة لها بأهل الكهف، وانما كتبت تخليداً لذكرى جماعة من اليونان البارزين جاءوا من "جرش" فوافاهم اجلهم ب "البتراء"، ماتوا قبل "أصحاب الكهف" بأمد. وقد شرح تلك الكتابات "ستاركي" "Starkey". وذهب الباحثون في "دائرة الآثار في المملكة الأردنية الهاشمية" إلى أن كهف "أهل الكهف"، هو "كهف الرجيب"، وهو على مقربة من قرية صغيرة تدعى "الرجيب"، وجدت بداخله مدافن يرجع عهدها إلى زمان !لقيصر "ثيودوسيوس الثاني" "TheodosiusII" "458 - 450 م"،



الذي في زمانه كان بعث أهل الكهف. وذهبوا إلى إن اسم هذا الموضع في القديم هو " الرقيم"، تحوّ ل إلى "الرجيب" فيما بعد. وأيد هذا الرأي الأستاذ " هج نيلي" "Hugh Nilley" الذي زار الموضع ودرسه، وكتب مقالاً عنه.
وذهب من رأى إن كهف الرجيب هو "كهف أهل الكهف"، إلى أن د********* الفتية الكهف، كان في أيام الطاغية " تراجان" "1 9 - 17 1 م". المشهور، فاتح " الكورة العربية" ومؤسسها والآمر يانشاء الممر الحربي المعروف باسم " طريق تراجان" وباني مدينة "أيلة" الرومانية وصاحب الملعب الروماني. والآثار العديدة للمباني التي أقامها بعمان وبمدن أخرى من الأردن. وقد كان شديداً عاتياً قاسياً على النصارى، عدّ هم خونة مرقة خارجون على الدولة والقانون لذلك أصدر امره سنة "112 م" بقتل كل نصراني لا يخلص للقيصر والدولة، فخاف منه النصارى وتكتموا، و كان من جملة من تكتم وانزوى " أصحاب الكهف".
ووجدت البعثة الأميركية لمدرسة الأبحاث الشرقية بالتعاون مع دائرة الاثار الأردنية في موضع " أم الرجوم" الواقع على بعد "15" كيلومتراً شمال " عمان"، آثار بئر قديمة استدل من كتابة عثر عليها مدوّنة على جدرانها إنها تعود إلى ما قبل الميلاد. وأن الموضع المذكور هو حصن التي كانت تدافع عن مدينة "ربّة عمون"، عاصمة مملكة "عمون"، التي عاشت بين القرن الثالث عشر والقرن السادس عشر قبل الميلاد. و "ربة عمون"، هي "عمان" العاصمة الآن. وقد كتب بخط الكتابة بخط مشتق بخط مشتق من القسلم العربي الجنوبي، يظن البعض أنها من كتابات القرن السابع قبل الميلاد.
ويظهر من هذه الكتابة المهمة، أن أصحابها كانوا يكتبون بقلم قريب من القلم المسند، وقريب من القلم اللحياني والثمودي والصفوي، وأن لهجتهم كانت لهجة عربية، أي إن أصحابها من العرب. وقد كتبوها لمناسبة إقامة تلك البئر التي حفرها وهيأها " شمان" و "سمان" و "ساعدن" "سعد" "ساعد" وهما أصحاب هذه الكتابة والبئر

 

ملاك الشرق


&&&لا مستحيل عند أهل العزيمة&&&
ملاك الشرق غير متصل  
 
 

 
قديم 23-04-2010   #408
مراقبة الأبراج التربوية
 
الصورة الرمزية ملاك الشرق







مؤهلاتك بالحصن
  عدد نقاط تميزك بالحصن : 26790
  المستوى : ملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصف
ملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصف
  
عدد زياراتك للحصن:
عدد المرفقات :
  الحالة :ملاك الشرق غير متصل
 

 

!.. رسائلي ..!
 




 

من مواضيعي

الاوسمة

افتراضي

 

الفصل الخامس والثلاثون
مملكة تدمر




ويتصل الحديث عن النبط بالحديث عن مكان آخر له علاقة بهم أيضاً، هو "تدمر" المعروف ب "Palmyra" عند الغربين الذين ورثوا هذه التسمية عن الرومان واليونان. وهو " تدمر امور" المذكور في كتابة من كتابات " تغلت فلاصر الأول" Tigalet"="Tigalath -Piles" "1117- 1080 ق.م." على رأي بعض الباحثين. وقد ورد اسم المدينة وهو "تدمر" في عدد من الكتابات كما ورد اسم علم للأاشخاص.
وقد رأى بعض الباحثين إن "Palmyra" من لفظة "Palma" اللاتينية ومعناها " نخل" "نخلة"، وان الاسكندر ذا القرنين لما تغلب عليها أطلق عليها "Palmyra" أي مدينة النخل، وذلك لما يكتنفها من غابات النخل العظيمة، فعرفت عند اليونان واللاتين منذ ذلك الحين بهذا الاسم. غير إن هذا رأي يحتاج إلى اثبات، فليس لدينا دليل من عهد الاسكندر يؤيد هذا القول. وليست لدينا حجة دامغة تثبت وجود النخل في هذه المدينة اثباتاً يستوجب تسمية الموضع ب "Pamyra" أي مدينة النخل.
وهناك آراء متباينة في سبب تسمية "تدمر" بهذا الاسم، هي موضع جدل، وليس فيها رأي يمكن الاطمئنان إلى صحته وترجيحه على غيره،لذلك أترك البحث عنه إلى،المراجع التي بحثته.




ويظن بعض الباحثين أن "Palmyra" هي ترجمة لكلمة " تمار" "تامار" "تمر" "Tamar" العبرانية ومعناها " نخلة" "Date-Palm"، وهي في الأصل اسم موضع إلى الجنوب الشرقي من يهوذا ورد ذكره في " حزقيال"، لا يعرف موضعه اليوم على وجه التحقيق. ويرى علماء التوراة أنه الموضع الذي بناه سلمان والمذكور في " الملوك الأول" وان خطأ وقع قديماً في تعيين الموضع فجعل "تدمر"، سببه أن كتبة أسفار " أخبار الأيام" أو الكتبة قبلهم أخطأوا في معرفة موضع " تامار" "Tamar" الواقع في الصحراء اليهودية جنوب البحر الميت، فظنوا انه "تدمر" المدينة الشهيرة المعروفه، وكتبوه "تدمر" في محل "تامار". فالأصل اذن هو " تامار". وصارت "تدمر" نتيجة لهذا التغير في جملة المدن التي بناها "سليمان". وقد كتبت "أسفار أخبار الأيام" "Chronicles" في حوالي سنة "300" أو "200" قبل الميلاد، لذلك يكون هذا التبديل والتغير قد ظهر في حوالي هذا الوقت. ومنه صارت "تامار" "تدمر" ومنه أصبح معنى "تدمر" مدينة النخل، أي "Palmyra" عند اللاتين واليونان وقد ظهرت هذه الترجمة بعد تدوين أخبار الأيام بالطبع. ومنها جاءت اسطورة بناء سليمان لمدينة "تدمر" في هذه المنطقة البعيدة عن حدود مملكة اسرائيل.




وعلى كل حال، فإن الذي نستنبطه من قصة إضافة " تدمر" إلى المباني التي نسب بناوها إلى سليمان، هو أن هذه المدينة كانت قد اكتسبت شهرة فى أيام تدوين أسفار " أخبار الأيام" وأنها كانت مدينة عامرة شهيرة فيما بين السنة "300" و "200" قبل الميلاد.
ويجوز أن تكون الشهرة التي اكتسبتها مدينة "تدمر" "تذمر" في أيام كتبة أسفار "أخبار الأيام" هي التي حملتهم على إضافتها إلى أعمال " سليمان"، لأنها "بمباني سليمان" أليق وأنسب من موضع صغير هو "تامار"، فأضافوا هذه المدينة المشهورة إليه، لتدل على شهرته وعلى مدى بلوغ ملكه في أيامه. وقد أضيف إلى ملك سليمان على هذا النحو من الإضافات ما لا تصح إضافته إليه، وبولغ ملكه وحكمه في الأيام القديمة التي تلت أيامه، لأنه كان من أشهر ملوك "بني اسرائيل"، حتى صارت أخباره من قبيل الأساطير.
وذهب المؤرخ اليهودي " يوسفوس فلافيوس" هذا المذهب أيضاً،فنسب بناء "تدمر" إلى "سليمان". أخذ رأيه هذا من هذا الموضع من التوراة بالطبع، ومن الروايات التي وصلت إليه وكانت قد ظهرت قبله، للسبب المذكور.



أما الروايات العربية، فهي لا تفيد علماً ولا تصلح أن تكون دليلاً، فهي روايات متأخرة دخلت إلى المسلمين من أهل الكتاب، أشاعها وروّ جها أمثال، " ابن الكلبي" بين الأخباريين، فأخذوها بغير تحقيق ولا تدقيق، وقد ذكر " ياقوت الحموي" إن قوماً" يزعمون انها مما بنته جنّ سليمان، وان أهل" تدمر" يزعمون إن ذلك البناء قبل سليمان بزمان.
ولدينا أبيات نسبت إلى "النابغة الذبياني" تتضمن أسصوا رة بناء جنّ سليمان لتدمر، امتثالاً لأمره الذي أصدره اليها، فقد نسب إليه قوله: الاّ سليمانَ إذ قال الإلـهَ لـه قم في بريةَ فاحْددها عن الفندَ
وجيش الجنّ اني قد أمرتهـمُ يبنون تدمرَ بالصفاح والعمـد
ولا يصلح شعر النابغة ولا أمثاله من شعراء الجاهلية أن يكون حجة في بناء "سليمان" لتدمر. فمن الجائز أن يكون النابغة أو غيره، قد أخذ فكرته هذه من أهل الكتاب، ومن الجائز أن يكون هذا الشعر من وضع الوضاعين نسبوه إليه. وقد وضعت أشعار في الإسلام ونسبت إلى الجاهليين، والى آدم وهابيل وقابيل والجن وابليس وبين الأخباريين من ينسب بناء "تدمر" إلى "تدمر بنت حسان بن أذينة ابن السميدع بن يزيد بن عمليق بن لاوذ بن سام بن نوح".

 

ملاك الشرق


&&&لا مستحيل عند أهل العزيمة&&&
ملاك الشرق غير متصل  
 
 

 
قديم 24-04-2010   #409
مراقبة الأبراج التربوية
 
الصورة الرمزية ملاك الشرق







مؤهلاتك بالحصن
  عدد نقاط تميزك بالحصن : 26790
  المستوى : ملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصف
ملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصف
  
عدد زياراتك للحصن:
عدد المرفقات :
  الحالة :ملاك الشرق غير متصل
 

 

!.. رسائلي ..!
 




 

من مواضيعي

الاوسمة

افتراضي

 

وذكروا قصة تفيد عثورهم على قبر "تدمر بنت حسان". وقد اعجبوا ببنائها ووصف الشعراء صورتين جميلتين من بقية صور كانت فيها. وقد حاصرها خالد بن الوليد ثم ارتحل عنها فبعث أهلها رسلاً وصالحوه على ما أدوه له ورضي به. أما قصة العثور على قبر في تدمر ووجود جثة فيه، فأمر ليس ببعيد ولا بغريب. وأما قصة " تدمر بنت حسان" ونسبها والكتابة التي على قبرها، فهي من وضع الأخباريين والقصاص ولا شك.
وقد أشار " بلنيوس" "بلينيوس" إلى مدينة " Palmyra"، وهو أول كاتب " كلاسيكي" عرض لها، فذكر أنها مدينة شهيرة، ولها موقع ممتاز، أرضها خصبة، وبها ينابيع وعيون، تحيط بحدائقها الرمال. وقد عزلتها الطبيعة عن العالم ببادية واسعة الأطراف، بعيدة المسافات، وتقع بين انبراطوريتين عظيمتين ا نبراطورية "رومة"، وامبراطورية "الفرث" "Parthia"، ولهذا" وخيس استرعت أنظارالدولتين. وورد اسمها في كتب " الكلاسيكيين" الذين عاشوا بعد " بلينيوس" مما يدل على ازدياد شهرة هذه المدينة بعد الميلاد.
ويعود الفضل في حصولنا عاى معارفنا التأ إيخية عن تدمر إلى الكتابات التدمرية التي درسها المستشرقون وترجموها الى لغاتهم وشرحوا ما جاء فيها، وهي يالإرمية واليونانية ثم اللاتينية والعمرانية، نشرت في كتب خاصة وفي كتب الكتابات السامية وفي ثنايا المجلات، والى كتب المؤلفين اليونان واللاتين والسريان. من هذه الموارد الرئيسية استقى المؤرخون معارفهم عن تأريخ هذه المدينة، تضاف اليها موارد ثانوية ذكرت "تدمر" عرضاً لوجود منا سبة دعت إلى ذلك مثل سجلات المجامع الكنيسية والتلمود.





أما تأريخ المدينة فلا نعرف من أمره شيثاً يذكر يعود إلى ما قبل الميلاد. وآخر ما كتب عن مدينة "تدمر" يعود إلى ما بعد الميلاد.
وكان غالبية أهل "تدمر" برغم كتابة أمورهم بالإرمية وبالقلم الإرمي من العرب على رأي أكثر الباحثين، شأنهم في ذلك شأن نبط " بطرا". وهم يرون إن القبائل العربية التي أخذت تستولي على المناطق الخصبة الواقعة في شرقي أرض "كنعان"، بعد سقوط الدولة البابلية، كتبوا بالإرمية، لأنها كانت لغة الكتابة والثقافة في المنطقة الواسعة الواقعة غربي الفرات. وتظهر في بعض الكتابات بعض المصطلحات والكلمات العربية الأصيلة،.كما نجد فيها أسماء أصنام عربية مع أصنام إرمية. وبالجملة فإن في "تدمر" ثقافة هي خلاصة جملة ثقافات: عربية وإرمية ويونانية ولاتينية" وأقدم كتابة عثر عليها فيها لا يتجاوز تأريخها سنة "304" من التأريخ السلوقي، أي سنة "9" قبل الميلاد.
كانت تدمر عقدة من العقد الخطيرة في العمود الفقري لعالم التجارة بعد الميلاد تمر بها القوافل تمحل اثمن البضائع في ذلك الوقت. كانت على اتصال بأسواق العراق وما يتصل بالعراق من أسواق في ايران والهند والخليج والعربية الشرقية، كما كانت على اتصال بأسواق البحر المتوسط ولا سيما ديار الشام ومصر، كما كانت على اتصال بالعربية الغربية وبأسواقها الغنية بأموال افريقية والعربية الجنوبية والهند.




إن هذه التجارة هي التي أحيت تلك المدينة كما إن تغير طرق المواصلات بسبب تغيرالأوضاع السياسية هو الذي شل " جسم تلك المدينة فأقعدها عن الحركة بالتدريج.
لقد كانت القوافل الذاهبة من العراق إلى بلاد الشام والقادمة من بلاد الشام إلى العراق، تمر بمدينة "تدمر". وكان الموضع الذي تحط فيه قوافل "تدمر" هو موضع " Vologesias"="Vologesokerta" على نهر الفرات. ومن هذا المكان تنقل التجارة إلى الجهات المقصودة في العراق، ومنه تحمل تجارة العراق بالبر إلى "تدمر" فدمشق.
ويظهر من كتابة عثر عليها في احدى المقابر أن القوافل التجارية كانت تمر في حوالي سنة مئة قبل الميلاد بمدينة "تدمر" في أثناء أسفارها بين مدينة "دورا" "Doura" والشام. وبين الطريق القديم وهذا الطريق، تسكن قبائل عربية من سكان الخيام، أي من النوع المعروف باسم "سكينيته" "Skenita" عند "الكلاسيكيين".





"الكلاسيكيين".
الرومان بهم في جيوشهم، فاستخدموهم في حروبهم في شمال إفريقية. وقد عز على كتابات أثبت انهم كانوا في جملة القوات الرومانية التي كانت في بريطانية. واشتهر التدمريون بفرسانهم كذلك، فقد ألف "أذينة" قوة من القوات الراكبة لمحاربة أعدائه، جهزها بأسلحة واقية من دروع ومن صفائح من المعدن يلبسها الفارس من أعلى رأسه إلى أسفل قدمه، فلا يستطيع عدوّ ه أن يناله باذى، كما درعت الخيل والجمال بصفائح الوقاية، على نحوما كان يفعله الفرس في قوافلهم الراكبهّ في أثناء القتال. وقد اكتسبت هذه القوّ ات شهرة واسعة في حروبها مع الفرس والرومان.
وكان أهل تدمر خليطاً من تجار ومزارعين. أما أطرافها وحواليها، فكانوا أعراباً ورعاةً. وكانت مدينة يونانية ولكنها لم تكن مثل المدن الأخرى المتأثرة بالهيلينية في الشرق، ولم تخضع لنظام المدن اليونانية " Greek Polis"، وكانت خاضعة للرومان وبها حامية رومانية، ولكن خضوعها كان في الواقع صورياً، كما أن الحامية لم تكن شيئاً تجاه أهل المدينة والقبائل المحيطة بها. كانت المدينة بالرغم من الطابع الهليني-





الروماني الذي يبدو عليها، مدينة شرقية، الحكم فيها في يد الأسر ذات السلطان في البلدة تحكمها في السلم والحرب. لقد خلقت الاضطرابات السياسية التي حدثت في الشرق لضعف الحكومات الكبرى وانحلالها وانقسامها إلى "ملوك طوائف". جماعة من الحكام السادات "Tyrannies" تزعموا القبائل أو المدن، وشاركوا الحكومات في الحكم. ومن هؤلاء الأسرة التي حكمت "تدمر". والأسرة التي حكمت "حمص" "Emesa"="Hemesa". وكانت في تدمر جاليات يونانية ورومانية، أقامت فيها وفضلت السكنى فيها على المواضع الأخرى. أقامت بين أهل المدينة حتى صارت من سكان المدينة، كما كانت فيها جاليات يهودية نزحت اليها في زمن لا نستطيع تعيينه بالظبط، قد يكون قبل سقوط القدس في أيدي الرومان بأمد للاتجار، قامت بأعمال التبشر بين. السكان، فتهوّ د أناس منهم، ورحل قسم من هؤلاء. المتهودين إلى القدس، ُأقاموا فيها قبل خراب الهيكل بأمدا.

 

ملاك الشرق


&&&لا مستحيل عند أهل العزيمة&&&
ملاك الشرق غير متصل  
 
 

 
قديم 24-04-2010   #410
مراقبة الأبراج التربوية
 
الصورة الرمزية ملاك الشرق







مؤهلاتك بالحصن
  عدد نقاط تميزك بالحصن : 26790
  المستوى : ملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصف
ملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصف
  
عدد زياراتك للحصن:
عدد المرفقات :
  الحالة :ملاك الشرق غير متصل
 

 

!.. رسائلي ..!
 




 

من مواضيعي

الاوسمة

افتراضي

 

تمكنت هذه المدينة الصحراوية من رفع منزلتها من منزل منعزل في البادية تنزل به القوافل إلى مكانة مدينة من الدرجة الأولى، ومركز ديني خطير لعبادة الأصنام يحج إليه أعراب البادية،وسوق للتجارة تكلست فيه أنفس البضائع وأثمنها وتجمعت فيه رؤوس الأموال والذهب والفضة والجواهر ولا سيما بعد سقوط "بطرا" بأيدي الرومان، وذهاب ملكهم، فانتقلت اسواقهم الي أيدي للتدمريين. وتولت قوافل "تدمر" نقل البضائع بين العراق والشام مخترقة البادية إلى المرافىء العراقية على الفرات. وقد عادت هذه القوافل على المدينة بخيرعميم من أجور الوساطة في البيع والعشراء ومن الضرائب التي تجبيها عن البضائع التي تمر بها أو تباع فيها، والتي يحددها مجلس سادات المدينة. وتتبين مظاهر هذه الثروة في المباني الجميلة المنقوشة والتي تتحدث آثارها عنها، وفي بقايا الهياكل والأعمدة المرتفعة الجميلة المصنوعة من الحجر الصلد المصفوفة على جانب الشارع الكبير من قوس النصر المقام عند المعبد الكبير إلى نهايته في مسافة لا تقل عن "1245" ياردة.






ولما كانت "تدمر" مدينة حياتها الأساسية بالتجارة، صار للتجار وأرباب القوافل ولزعماء القوافل شأن خطير في الحياة الاجتماعية للمدينة، حتى أشير اليهم في الكتابات، حيث كثر فيها ورود ذكر "زعيم القافلة" و "زعيم السوق". ومدينة مهمة لها مال وثروة وليس لها جيش ضخم قوي ولا مجال لتكوين هذا الجيش فيها،لا يمكن أن تبقى في مأمن ومنجاة من مطامع الطامعين. ولو كانت في بقعة منعزلة وفي بادية بعيدة. فقد كان لعاب الدول القوية يسيل عند سماعها بوجود شعوب صغيرة أو حكومات مدن أو مواضع ذات ثراء ومال، فتكتب اليها إما باغطاء ما عندها اليها، وإما بدفع جزية ترضيها،راضية مرضية، وإما أن تمتنع فتنرحف جيوشها عليها عندئذ فيكون كل ما يصل إليه يدها حلالاً طيباً، ويكون الناس لها عبيداً و*********اً، لا نستثني "تدمر" من هذا الولع . الانساني بالحصول على الثراء السهل بالطبع. لذلك طمع فيها الطامعون من شرقيين و وغربيين. طمع فيها أهل العراق، وطمع فيها الفرس، وطمع فيها لليونان والرومان والبيزنطيون. وكان أول طامع فيها وصل خبره الينا من الفاتحين الأقوياء هو الملك " تغلت فلاصر" "تغلات برليزر"Tiglath-Pilezer " الأول تلاه جملة غزاة ورثوا الحكم والملك والتسلط في أرض الشرق الأدنى.






واذا عرفنا أن "تغلت فلاصر الأول" "17 1 1 - 080 1 ق. م."، كان قد استولى عليها، فإن ذلك ينفي ما ورد في أخبار اليهود من بناء سليمان لتلك المدينة على نحو ما ذكرت. فقد جاء حكم "سليمان" بعد حكم هذا الملك الاشوري بنحو قرن، وقد كانت المدينة قائمة قبل ذلك الملك بالطبع. وقد صارت "تدمر" في جملة الأرضين التي أخضعها "الاسكندر" الكيير لحكمه. لحكم تلك الامبراطورية التي أراد آن يكوّ نها في ذلك العالم، ليوحد فيها الأجناس والأديان، وليقيم مملكة واحدة على هذه الأرض. ومن عهد الاسكندر ظهر اسم "تدمر" الأجنبي، أي " بالميرا" "Palmyra" بين اليونان واللاتين. ولما انقسمت دولة "الاسكندر" قسمين، صارت "تدمر" من نصيب "السلوقيين" على ما يظهر. وْلكننا لا نعلم شيئاً عن عهد استيلائهم عليها،ولا عن مدة بقائهم فيها. وقد حاولت "تدمر" أن تقف موقف الحياد بن " الفرث" والرومان، وتمكنت من ذلك أمداً، اذ كان من مصلحة الدولتين المتنافستين وجود محل منعزل محايد، كي يتمكن تجار الدولتين من الاتجار فيه ومن التسوق منه.وقد قام أحد القادة السلوقيين ببناء حصن ليضم إليه الجنود المقدونيبن




في مدينة "تدمر". فعل ذلك سنة "280" قبل الميلاد. ولعلّ هذا الحصن، هو واحد من سلسلة حصون أقامها السلوقيون في المواضع المهمة ذات المكانة الخطرة من الوجهة السياسية والعسكرية والتجارية لحماية مصالحهم فيها ولا يعرف تأريخ خضوع تدمر للرومان معرفة أكيدة. وقد ورد في تأريخ "أفيفانوس" أن "مرقس أنطو نيوس" القائد الروماني بعد أن حارب الملوك. "الأرشكيين"، ودارت عليه الدوائر،توجه إلى الشلم عائداً من ثم إلى "رومة". فلم قرب من "تدمر" أوفد إلى أهلها رسلاً يخبرونهم أنه قاصد مدينتهم ليريح فيها جنوده من أتعاب الحرب ومشقة الطريق. وكان يريد في نفسه الاستيلاء على المدينة وأخذ ما فيها من اموال. ونفائس. فأحس التدمريون بالمكيدة، وبادروا إلى نقل أموالهم وما يملكون من أشياء ثمينة، فتعقبهم الرومان حتى أدركوهم فاقتتلوا قتالاً شديداً تهانت الغلبة فيه للتدمريين. أما المدينة نفسها فقد حلّ بها الخراب وأصبحت ركاماً، وكان ذلك فى حوالي سنة "41" قبل الميلاد، وفي أيام القيصر "طيباريوس" "طبريوس" "Tiberius" "14 - 107 م" كانت "تدمر" في جملة الأرضين التابعة لحكم الرومان.




ونجد بين الكتابات التي عثر عليها في هذه المدينة قوائم " كمركية" تبين بعض الرسوم التي كانت تجبى عن البضائع وأثمانها باليونانية والتدمرية يعود تأريخها إلى سنة "17" بعد الميلاد ويظهر من قائمة الضرائب التي وضعت في أيام "جرمانيكوس" "Germanicus" ""17 - 19 م" لجبايتها عن البضائع التي ترد دوائر "كمارك" المدينة، وفي أيام "دوميطيوس كو ربولو" "Domitius Corbulo" "57 - 66 م" أن مدينة "تدمر" كانت في نفوذ وحكم "رومة" في العصر الأول للميلاد. وقد كانت تابعة للرومان في أيام الأنبراطور " فيسبسيان" "Vespasian" 60-79 م". غير أن هذا لا يعني انها كانت خاضعة للرومان خضوعاً تاماً، وأن الاشراف على شؤون المدينة كان كله بأيدي موظقي "رومة"، بل كان ذلك اشرافاًعاماً، أما الادارة،فكانت بأيدي أهل المدينة. وأن الحكم الروماني لم يتدخل في أمورها تدخلاً فعلياً. حتى إن الرومان سمحوا للمدينة الاحتفاظ بحامياتها " Militia" التي كانت لها في الخارج في مثل موضع "Vologasia" وفي مواضع أخرى.






وقد زارها الانبراطور "هدريانوس" "Hadrianus" "7 1 1 - 38 1 م" سنة "130" بعد الميلاد،ومنحها لقب " هدريانا بالميرا" "Hadriana Pamyra" و "هديريا نوبوليس" "Hadrianopolis"، وعثر فيها على كتابة مدوّ نة بالإرمية واليونانية يرتقي تأريخها إلى سنة "137" بعد الميلاد، أي إلى أيام هذا الانبراطور، جاء فيها أشياء تخص الأحوال التجارية في هذه المدينة أصدرها مجلس سادات المدينة لتنظيم التجارة، وتثبيت الضرائب، وكيفية الجبايه وما إلى ذلك من أمور. وهي من الكتابات المهمة الطويلة التي ترينا ناحية خطيرة من نواحي حياة تدمر.
وقد بذل "هدريانوس" عناية كبيرة ب "تدمر"، حتى قيل فيه انه مؤسس المدينة الثاني. واعتنى عناية خاصة بحماية الطرق البرية التي تصلها بنهر " الفرات" الذي كان شرياناً مهماً من شرايين التجارة العالمية في ذلك العهد، فقد كان يقوم بالمهمة الني عهدت إلى "قناة السويس"، فيما بعد. ولأهمية هذا النهر الذي هو الممر المائي الذي يوصل تجارة ذلك المحيط الغالية الى الموانىء الواقعة عليه، سعى لتحسين صلاته بالفرس وبالمحافظة على الأمن في البادية، لتنمكن القوافل من المرور منها بأمن وسلام. وأوصل حامياته إلى شواطىء الفرات الغربية،





بل يقال انه أنشأ أسطولاً فيه،وان التجار التدمريين أقاموا في مدينة "Vologasia" وأقاموا لهم معبداً هناك، ليتعبدوا فيه لإلهَهم الذي منحهم الخير والرفاه.
وقد منحت "تدمر" درجة مستعمرة رومانية عليا، فاكتسبت بذلك حق الامتلاك التام والاعفاء من الخراج، والحرية الكاملة في ادارة سياسة المدينة. ونالت الحقوق الايطا لية "Colonia Juris Italici" "Italici Juris" "Jus Italicum".
منحت هذه الدرجة في ايام "هدريانوس" على رأي أو في ايام "سبتيميوس سويروس" "Septimius Severrus" 0 " 93 1 - 1 1 2 م" على رأي آخر. وكانت تتمتع بهذه المنزلة في ايام "كراكلا" "Caracalla" "1 21 - 217 م" كذلك. ولكن منحها درجة " مستعمرة" لا يعني انها صارت مقاطعة رومانية مئة بالمئة، بل كانت في الواقع حكومة مستقلة ذات سلطة واستقلال في ادارة شؤونها خاضعة خضوعاً شكلياً لحكم الرومان.

 

ملاك الشرق


&&&لا مستحيل عند أهل العزيمة&&&
ملاك الشرق غير متصل  
 
 

 
قديم 24-04-2010   #411
مراقبة الأبراج التربوية
 
الصورة الرمزية ملاك الشرق







مؤهلاتك بالحصن
  عدد نقاط تميزك بالحصن : 26790
  المستوى : ملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصف
ملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصف
  
عدد زياراتك للحصن:
عدد المرفقات :
  الحالة :ملاك الشرق غير متصل
 

 

!.. رسائلي ..!
 




 

من مواضيعي

الاوسمة

افتراضي

 

وقد استفادت "تدمر" من سياسة "هدريانوس" المنطوية على الميل إلى السلم ومجانبة الحرب، ومن سياسة "انطونينوس بيوس" "Antoninus Pius" "138 - 1 6 1 م" الذي نشر ألوية السلم والطمأنينة، فوسعت تجارتها، وزادت في عدد قوافلها، وحصلت على ثروة طائلة. وتعدّ المدة المنصرمة بين سنة "130" و "270" بعد الميلاد من احسن أيام هذه المدينة. فالى هذه الأيآم ترجع معظم النصب والآثار العظيمة التي ما برحت تشاهد بقاياها في جملة ما يشاهد من أشلاء المدينة وجدثها المهشم بين الأتربة والصخور.
وقد كانت في تدمر حامية رومانية ايام "ماركوس أوريليوس" "مارقوس أوريليوس" "Marcus Aurelius" "1 16 - 180 م"، على طريقة من سبقه من الحكّام في وضع حامية رومانية في هذه المدينة.
ولسلطان "رومة" على تدمر، استفاد الرومان من المحاربين التدمريين وكونوا منهم فرقاً وكراديس لحماية الطرق ومصالحهم الممتدة في البوادي، فأودعوا أمر الدفاع عن "دورا" "Doura" "إلى الكردوس الستدمري العشرين "Xxth Cohore Palmyrenorum". وتركوا مهمة حراسة "الفنادق" "Funduq" التي أقامها الرومان على الطريق إلى كراديس الرماة التدمريين لحماية القوافل من لصوص الطرق والسالبين.





وقد تأثرت "تدمر" بأصول اليونان والرومان وطرقهم في ادارة الحكم،فكان للمدينة مجلس " شيوخ" "Senatus" له سلطة سن القوانين والتشريع، وله رئيس وكاتب وجملة أعضاء.ويشرف على السلطة الاجرائية شيخان "Archontes" وديوان يتألف من عشرة حكام. أما السلطة القضائية فينظر فيها بعض الوكلاء "Syndices" وغيرهم من العمال.
ويحمل موظفو المدينة عناوين يونانية تشر إلى اثر التنظيم اليوناني فيها، والى انها كانت تنفذ النظم الادارية اليونانية في اعمال الشعب.فالرئيس هو "Proedros" والكاتب أي "السكرتير" هو "Grammateus"، وهنالك عناوين وظائف أخرى هي: "Archontes" و"Syndicus" و"Dekaprotoi"، وهي المجالس المحلية التي يتألف كل مجلس منها من عشرة أعضاء. جرى هذا التنظيم على وفق نظام المدن اليونانية في حماية "الامبراطورية" الرومانية ودعيت السلطة التنفيذية، المؤلفة من أعضاء مجلس الشيوخ، وكذلك الشعب ب "Strategoi" و هي تعادل "Duumviri" "Dumviri" عند الرومان. وتجمل التدمريون الذين حصلوا على حقوق "مواطن روماني" بأسماء رومانية مثل "سبتيميوس" "Septimius" و "يوليوس أوريليوس" "Julius Aurelius" وضعوها في مقدمة أسمائهم النبطية أو العربية. وقد فعل ذلك قبلهم العبرانيون ونبط "بطرا" وسكان بلاد الشام وغيرهم من الضعفاء الذين يظنون انهم سيكتسبون بهذه المحاكاة الاحترام والتقدير. والضعيف انما يتشبه بالأقوياء ليخفي ضعفه.





أسرة "أذينة"
.
كان للانقلاب الذي وقع في مملكة الفرث. أثر كبير في حياة مدينة تدمر، وأعني بهذا الانقلاب ثورة "أردشير بن بابك بن ساسان" على الملك "أرطبان" الخامس ملك الفرث، وتأسيسه حكومة جديدة هي دولة "الساسانيين" "226 م". فكان من نتائج ظهور الدولة الساسانية تجدد الحروب بين الرومان والفرس ووقوع معارك بين الدولتين..
وقد أحسنت أسرة عريقة من أسر "تدمر" الاستفادة من هذه الحروب، وجر المغانم اليها، والحصول على مركز عال لدى الرومان. وزعيم هذه الأسرة هو "أذينة" من "بني السميدع"، ينسبه "الطرفي" إلى "هوبر العمليقي"، "العملقي" من عاملة العماليق، فهي من بقايا " العماليق." على رأي الأخباريين. و "أذينة" من أسرة قديمة معروفة، تولى رجالها رئاسة تدمر والزعامة عليها، واستطاعت بفضل تأيدها للرومان وتقربها اليهم أن تكتسب ودّ القياصرة وعطفهم عليها والانعام على أفرادها بالألقاب والأوسمة وبالمال في بعض الأحيان، وبالقوة والمعونة وهي غاية كل سيد قبيلة وأمنية كل رئيس في مجتمع قبلي يقوم النظام السياسي والاجتماعي فيه على مفهوم الحكم القبلي في كل زمان ومكان.

 

ملاك الشرق


&&&لا مستحيل عند أهل العزيمة&&&
ملاك الشرق غير متصل  
 
 

 
قديم 24-04-2010   #412
مراقبة الأبراج التربوية
 
الصورة الرمزية ملاك الشرق







مؤهلاتك بالحصن
  عدد نقاط تميزك بالحصن : 26790
  المستوى : ملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصف
ملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصف
  
عدد زياراتك للحصن:
عدد المرفقات :
  الحالة :ملاك الشرق غير متصل
 

 

!.. رسائلي ..!
 




 

من مواضيعي

الاوسمة

افتراضي

 

ولم يتعرض الرومان لحكم أفرادها على المدينة اذ كانت أحكامهم لا تعارض أحكام "رومة" ولا تصطدم بها. فتركوهم يديرون شؤونها على وفق السياسة الرومانية وادارة القياصرة وأوامرهم التي يصدرونها إلى "المشيخة"، فكانوا يعدّ ونهم "Procuratores" لدى قياصرة الرومان.
ووردت في الكتابات التدمرية أسماء نفر من رجال هذه الأسرة،منهم "نصور" "Nasores" "Naswar" "نصر" "ناصور"، وقد جد "أذينة" واسمه يشير إلى اسم عربي الأصل هو "نصور" أو " ناصر" أو "نصر" تحول إلى "نصرو" ليلائم النطق النبطي. وهو والد "وهبلات" "وهب اللات" "Vahballatat" "Vaballathus" و" وهب اللات"، هو والد ولد اسمه "خيران" "حيران" "Airanes". و "حيران" "خيران"، هو والد "أذينة".
و " نصور" اذن هو أقدم من وصل الينا اسمه من أسماء الأسرة التي حكمت مدينة "تدمر". وهو شخص لا نعرف عنه شيئاً ما. وقد يكون من سادات الفبائل في الأصل من جاء إلى هذا المكان فاستقر فيه، وتولى نسله أو هو الحكم فيه. وقد يكون لهذا الاسم صلة ب "نصر" الذي ينسب أهل الأخبار ملوك الحيرة إليه، فيقولون انهم من "آل نصر" وكان "سبتيميوس خيران"، على رأس مجلس المدينة، ولقبه الرسمي الذي عرف به عند أهل مدينته "رأس تدمر" "رش تذمور" إضافة إلى لقبه الذي لقبه به الرومان.




وقد تمكن من تثبيت سحكم أسرته ومن الهيمنة على شؤون المدينة ومن توسيع تجارتها، فاكتسب بذلك منزلة كبيرة عند أهل تدمر، وعند الرومان. ورافق "سبتيميوس مويروس" "193 - 1 1 2 م" في حروبه مع الفرث وتقرب إليه، ولقب نفسه ب "سبتيميوس"، فصار اسمه "سبتيميوس خيران" "سبتيميوس حيران".
وقد عثر على كتابة يرجع الباحثون زمان كتابتها إلى حوالي السنة "235" للميلاد، أو بعد ذلك بشىء قليل، ورد فيها اسم "أذينة بن خيران بن وهب اللات ابن نصور". وقد لقب "أذينة" فيها بلقب " سقلطيق" "Skiltyk". وقد كان يحمل لقب عضو في مجلس "الشيوخ" الروماني وقد نعت "سبتيميوس أذينة" ب "سقلطيقا" "Skiltyka" في الكتابة التي دونت لتكون شاخصاً لأحد القبور. وقد حصل على لقب عضو مجلس الشيوخ، ثم لقب نفسه بلقب " ملك" "Rex"، وذلك في حوالي سنة "255" للميلاد.
وجمع الناس عليه، فأدرك الرومان ما وراء هذه الدعوة من خطر على مصالحهم، فأوعز القيصر إلى "روفينوس " Rufinus" باغتياله، فقتل وتخلص الرومان منه. ومن ولد "أذينة"، " سبتيميوس خيران" "حيران" "Septimius Hairan" "تولى رئاسة تدمر بعد مقتل أبيه.






وقد ذكر اسمه في كتابة دونت سنة "251" للميلاد، ولم يصطدم بالرومان. وقد كان مثل أبيه بدرجة Senator" كما لقب ايضاً بلقب "رش تدمور"، أي "رأس تدمر" "رئيس تدمر". ولقب بلقب " Exarkus" "Exarchus". .
ولما مات "سبتيميوس خيران"، خلفه "أذينة" "Odenatus" على شؤون المدينة. ولم يرد نسبه في النصوص،فلا ندري أكان ابنا أم شقيقاً ل "سبتيميوس خيران". وقد ذهب بعضهم إلى انه كان اخاه. وكان شجاعاً فارسًا ألف حياة البداوة جريئأ، محباً للصيد ولا سيما صيد الذئاب والفهود والأسود. تولى قبل انتقال الحكم إليه قيادة الجيش والقوافل ورئاسة قبائل البادية،فكانت له مؤهلات خاصة وكفايات حسنة مكنته من رفع شأن "تدمر" في أعين الرومان، ومن تكوين اسم لها عند رجال الدولتين المتزاحمتين.
وقد تبين من كتابه دونت سنة "258" للميلاد ومن كتابتين أخريين انه كان يحمل درجة قنصل "Vir Consularis" في عهد القيصر "فالريانوس" "Valerianus"، كما كان يحمل لقب " مرن"، أي "سيدنا"، وهو اللقب الذي يستعمله أهل "تدمر"، وهو يعادل لقب " Exarkos" "Exarchos" في اليونانية.







وقد ذكر بعض المؤرخين أن "اذينة" الذي نتحدث عنه كان ابناً ل "أذينة" ابن "خيران" ووالد "سبتيميوس خيران"، وانه كان قد هرب إلى الجبال وألف حياة البداوة والربى منذ صغره لينتقم من الرومان الذين اغتال قائدهم "روفينوس" "Rufinus" أباه. فلما انتقل الحكم إليه، عمل جهده على الأخذ بثأر أبيه، فراجع " فالريانوس" "والريانوس" شاكياً إليه ما فعله "روفينوس" بأبيه، طالباً منه انزال العقاب به. أما القيصر، فلم يأبه لهذه الشكوى، ولم يحسب لها حساباً، فغاظ ذلك "أذينة" وأزعجه وحمله على التفكير في الاتصل بأعداء الرومان،وهم الفرس. فلما بلغه نبأ زحف "فالريانوس" على الفرس في عام "259" بعد الميلاد وخيانة قائده "مكريانوس" وسقوط القيصر أسيراً في أيدي الفرس على مقربة من "الرها"، أرسل رسلاً إلى "سابور" حملهم هدايا كثيرة وكتاباً يتودد فيه إليه ويظهر رغبته في مصالحته ومحالفته. فلما بلغ الرسل معسكر الملك، وطلبوا ملاقاته لابلاغه الرسالة،





استكبر عليهم وتجبر وأظهر عجبه من تجاسر" شيخ" على الكتابة إليه، ومخاطبته مع أنه "ملك الملوك"، وهو رئيس مدينة في بيداء قفرة لا قيمة لها ولا أهمية ومن يكون أذينة ? هذا الرجل، الذي دفعته حماقته إلى التجاسر عل سيده بالكتابة اليه ? فإن كان له أمل في عقوبة خفية فليأت إلي ويداه مغلولتان إلى ظهره ا وإن لم يفعل، فليعلم بأني سأهلكه وأهلك أسرته وأنزل الدمار بمدينته ? ثم مزَّ ق الرسالة، ورمى بالهدايا تحت قدميه. فعاد الوفد كاسف البال خائفاً مما قد يقوم به هذا الملك المغرور الطائش من عمل تجاه مدينة خسرت الرومان، ولم تحظ بالاتفاق مع الساسانيين.
ولما رجع الرسل إلى تدمر وأعلموه بما جرى، قرر الأخذ بثأره من هذا الملك المتغطرس الطائش، فجمع القبائل بظاهر. تدمر وجعلها تحت امرة ابنه "هروديس"، وضم اليها فرسان تدمر بقيادة "زبدا" كبير قواده، وقوّاسيها بقيادة "زباي"، وهما من "آل سبتيميوس" أي من أقرباه أذينة،







وحشد معهم بعض الكتائب الرومانية وفلول جند "والريانوس" وسار على رأس هذا للجيش قاصداً المدائن للانتقام من "سابور" الذي كان قد انشغل بغزو الأنحاء الشمالية، ولانقاذ القيصر من الأسر وفي أثناء زحف "أذينة" على المدائن، وصلته أنباء تغلب القائد الروماني "كاليستوس" على الفرس، وتشتت شملهم وهربهم، فغير اتجاهه وأسرع اليهم لملاقاتهم، وقد أدركهم قبل تمكنهم من عبور نهر الفرات،فالتحم بهم وتغلب عليهم،وولى " سابور" مع فلول جيشه مذعوراً تاركاً أمواله وحرمه غنيمة في أيدي التدمريين.ولم يتمكن الفرس من عبور نهر الفرات الا بعد تعب. ولما عبروه هنأ بعضهم بعضاً على السلامة والنجاح. اما أذينة، المنتصر الظافر، فكتب إلى "غاليانوس ابن والريانوس" "كاليانوس بن والريانوس" يخبره بهزيمة الفرس، وباخلاصه للامبراطورية، ففرح القيصر بالطبع بخبر النصر فرحاً عظيماً، وأنعم عليه بدرجة قائد عام على جميع عساكر المشرق "Dux Romanorum"، وحثه على مواصلة الحرب لانقاذ "والريانوس" والده من الأسر.

 

ملاك الشرق


&&&لا مستحيل عند أهل العزيمة&&&
ملاك الشرق غير متصل  
 
 

 
قديم 24-04-2010   #413
مراقبة الأبراج التربوية
 
الصورة الرمزية ملاك الشرق







مؤهلاتك بالحصن
  عدد نقاط تميزك بالحصن : 26790
  المستوى : ملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصف
ملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصف
  
عدد زياراتك للحصن:
عدد المرفقات :
  الحالة :ملاك الشرق غير متصل
 

 

!.. رسائلي ..!
 




 

من مواضيعي

الاوسمة

افتراضي

 

وقد أشار المؤرخ "ملالا" "ملالس" إلى ملك دعاه "Enath"، ذكر انه كان ملك العرب "السرسين" "Saracens" الأجلاف الغلاظ وحاكم "العربية" وحليف الرومان، وذكر انه هاجم ملك الفرس "سابور" في ايام "والريانوس" وكان قد سار إلى حدود الامبراطورية الساسانية،وتوغل فيها وأوقع خسائر بالفرس. وقد قصد به الملك "أذينة" هذا الملك الذي نتحدث عنه.
ويظهر أن "أذينة" كان يتحبب إلى الرومان، فأنعموا عليه بالألقاب، ومن ذلك لقب"Vir Concularis" الذي كان يحمله في عام "258" للميلاد. وقد منح قبل هذه السنة على ما يظهر. ولعلّ ضغطه المتزايد على الفرس هو
الذي حملهم على ترك "دورا" "Dura" "Doura" ففسح بذلك المجال لعودة الحامية الرومانية إلى هذه المدينة، فرقع ذلك من شأنه في أعين الروسان. وتمكن "أذينة" من تحرير الجزيرة من الفرس، وفتح "نصيبين" "Nicibis" "Nisibis" و "حرّان" فاستقبل هو وجنوده استقبالاً عظيماً. وكان الناس يذكرون بازدراء "غاليانوس" الذي تركهم فريسة للفرس. ثم سأر بجيوشه إلى "Ktesiphon" "264 م"، فخاف " سابور" وأمر بجمع كل ما عنده من قوات للدفاع عن عاصته، غير انها لم تتمكن من وقف زحف التدمريين فوصل "أذينة" إلى "المدائن"




وحاصرها، ونصب المجانيق وآلات الحصار لفتحها، وكاد " سابور" يلتمس منه الأمان لولا حدوث حادث أكره أذينة على ترك الحصار والتراجع، هو خروج " مكريانوس" "Macrianus" "Macrinus" القائد الذي كان السبب في وقوع "والريانوس" في السصر على القيصر "غاليانوس" وتنصيبه نفسه قيصراً على آسية الصغرى ومصر وفلسطين والشام. فاضطر هذا الانقلاب "أذينة" إلى الرجوع إلى مدينته بسرعة، لاتخاذ موقف حاسم تجاه هذا الوضع السياسي الجديد.
لم يكن "أذينة" مطمئناً إلى "مكريا نوس" "Macrianus" "Macrinus" كان يكرهه ويخشى أن يستولي على ملكه إن تمكن واستأثر في الحكم، فقرر منازلته قبل منازلة " مكريانوس" له. وبينما كان يهمّ بالزحف على "حمص" "Emisa" "Emissa" جاء نبأ مقتل، "مكريانوس"، فأعلن السوريون ولاءهم لأذينة وخروجهم على "كياثوس بن مكريانوس" وساروا مع التدمريين لمحاصرة "كياثوس" في مدينة "حمص". ولما اشتد الحصارعلى المدينة وطال، قتل "كاليستوس" سيده "كياثوس." ورمى برإسة من فوق السور تحت قدمي "أذينة" ثم فتح له أبواب المدينة والتمس منه الأمان، فمنحه اياه ودخل المدينة في سنة "262" للميلاد.






ولم يكن استسلام أهل "حمص" للتدمربين أمرأ سهلاً عليهم فقد كانت بين الفريقين شحناء وبغضاء. نظر أهل حمص إلى أهل تدمر نظرة ازدراء وغضاضة.، إذ كانوا يرونهم ناساً أجلافاً، ليس لهم حظ من حضارة وثقافة، أهل بادية حفاة جفاة. وقد يكون لاتصال حدود "تدمر" بحدود حكومة "حمص" وغارات أعراب تدمر على أرض حمص يد في خلق هذا النزاع. وقد لاقت حمص من استيلاء أهل تدمر عليها عنتاً شديداً إذ،حل بها حمار وخراب لرفضها الاستسلام ل"برابرة تدمر". لقد سقطت حمص في أيدي التدمريين،بالرغم من تضرع أهلها وتوسلهم بالإلهة "الشمس" لتنصرهم على أعدائهم وتنزل بهم خسائر فادحة. وقد كانوا من عبادها المخلصين. ولكن أهل تدمر كانوا يتعبدون للشمس كذلك، وقد توسلوا وتفرعوا اليها تتنصرهم على أعدائهم أهل حمص. لقد كان موقف "الشمس" موقفاً حرجاً. فالطرفان المتخاصمان، من عبادها. وقد أقام كل منهما معبداً ضخماً فخماً لعبادتها، زوقت أبوابه وذهبت قبابه، وكل منهما يتوسل اليها، فأي طرف تؤيد إذن ? والظاهر إن اختيارها وقع على تدمر إذ انتصروا على أهل حمص، ودخلوا المدينة ظافرين




وسرّ "أذينة" ولا شك من هذه النتيجة، فقرر بعد استراحة جنوده بضعة أيام أن يسير نحو الشمال للقضاء على المنشقين. وبينا هو في طريقه، تلقى أنباء تمرد "كاليستوس" وخروجه عليه واعلان نفسه ملكاً، فأمر نفراً من رجاله بالذهاب إلى معسكر "كاليستوس" لاغتياله، فذهبوا إليه، وتمكن فارس من الد********* إلى خيمته وقتله. عندئذ تحسن موقفه،فسار إلى الجزيرة، وتعقب الفرس فقبض على عدد من "المرازبة" "Satrapen" وأرسلهم إلى "رومة"، وأظهر اخلاصه وطاعته لقيصر، فرضي عنه واطمأن إليه، وأعطاه منزلة رفيعة هي: "Imperator Totius" "Dux Orientis" ودعاه انبراطوراً على جميع أنحاء المشرق، أي علي الشام والجزيرة وآسية الصغرى عدا "بتينية" وبضع نواح شمالية، " 264 م". وضربت نقود باسمه صور عليها أذينة ووراءه بعض أسرى الفرس. وجعل تحت امرته جميع القوات الرومانية المعسكرة في المشرق. وكلفه القضاء على فلول جيش "مكريانوس" وتطهير المقاطعات الرومانية منهم.
واختار أذينة لنفسه لقباً آخر حبيباً إلى نفوس الشرقيين هو لقب "ملك الملوك"





ملك ملكا" 3، لعله فعل ذلك محاكاة لملوك الفرس. ومنح لقباً آخر هو "أغسطس" "Augustus" لقب قياصرة الرومان. والانسان متى أبطرته النعمة مال إلى اتخاذ أمثال هذه الألقاب وفي رواية أن مجلس الشيوخ الروماني منحه لقب "أغسطس"، فصار مساوياً للقيصر، وأنه أمر بوضع صورته مع صورة الانبراطور على النقود التي أخذت غنيمة من الفرس.
وعرف "أذينة" ب "متقنا دي مدنحا كله"، "متقنا متقنانوتا"، وتقابل معنى "Reparator Totius Orientis" أو "Correctores Italiae" "Utriusque Italiae, Italiae Regionis Transpadanae"، وتقا بل درجة "Correctores" منزلة "رئيس" "praesides"، أي رئيس مقاطعة من المقاطعات.
وقام "أذينة" باصل*********ت جمة أظهر فيها أنه لم يكن قائداً قديراً فقط، بل كان إلى ذلك رجل ادارة وسياسة وتسامح أيضاً. فمنع تعصب الوثنيين على النصارى واضطهادهم لهم، ومنح كل طائفة حريتها في ممارسة شعائر دينها، وخوّ ل النصارى حق بناء الكنائس حيثما شاؤوا





وتعقب اللصوص وقطاع الطرق من الجنود الهاربين والمسرحين من الخدمة والصعاليك الذين وجدوا في الاعتداء على الامنين ومهاجمة القوافل والقرى والمدن خير مصدر للحصول على الكسب والمغانم والمال، وقتل "كاليستوس" زعيم الصعاليك الذي اسمال من لا عمل له إلاّ الفتنة والاعتداء على الناس، وبذلك أراح أذينة نفسه وأراح المقاطعات الرومانية من اثر هؤلاء، واطمأن الناس على أنفسهم، وعادوا إلى أماكنهم التي اضطروا إلى تركهم لها بسبب تلك الاعتداء ات التي قام بها من أطلق عليهم الكتاب اسم "الظالمون".
وصمم "امبراطور الشرق" و "ملك الملوك" بعد هذه الأعمال على انتزاع القيصر "والريانوس" من أيدي الفرس، ومحاربة خصمه المتغطرس المتلقب بلقب "ملك الملوك" كذلك. قد يكون حباً في اذلال من استهان به فمزق رسالته أمام أعين رسله، وقد يكون تقرباً للرومان وتودداً إلى القيصر "غاليانوس". والشرقيون مبالغون ويا للاسف في اكرام الغرباء، متزلفون إلى القوي منهم،






ولو كان في ذلك هلاك الوطن والرعية. عيّن ابنه البكر " سبتيميوس هيرودس" ""Septimuis Herodes" من زوجته الأولى نائباً عنه في ادارة شؤون الملك، وأخذ هو جيشه وسار به لمحاربة الفرس في أوائل عام " 265" بعد الميلاد. سار به إلى "طيسفون" عاصمة "سابور" فحاصرها أمداً، ويظهر أن "سابور" أظهر استعداده لعقد صلح لولا اشتراط "أذينة" فك أسر "والريانوس"، وهو شرط كان في نظر الفرس جدّ عظيم.
ووقع حادث مهم اضطر "أذينة" إلى تبديل خططه العسكرية وترك حصار"طيسفون". ذلك هو انتهاز "القوط" فرصة محاصرة "أذينة" للمدائن وابتعاده عن آسية الصغرى وبلاد الشام، فعبروا بحر "بنطس" "Pontus" أي البحر الأسود ونزلوا بميناء " هرقلية" "Heraclea" ثم زحفوا على " بتينية" و "فريجية" و "غلاطية" و "قيادوقية"، وكانوا يقصدون من وراء زحفهم هذا التوسع والاستيلاء على آسية الصغرى وبلاد الشام وكل ما يمكن الاستيلاءعليه من بلاد الشرق.






فلما علم "القوط" بمجيء "أذينة" هربوا إلى ميناء "هرقلية" مسرعين، ومنه ركبوا الى بلادهم التي جاءوا منها. فقرر عندئذ الرجوع إلى العراق لفتح "طيسفون". وبينما كان "أذينة" في "حمص" لاراحة الجند، أعد وليمة كييرة تذكاراً ليوم ميلاده حضرها قواده وكبار القوم. فانتهز "معنى" "Maeonius" ابن اخيه "خيران" هذه الفرصة، فقتل هو وعصابته عمه "أذينة" وابن عمه "هيرودس" "Herodus"، لاغتصاب عمه منه ملكه الذي ورثه من أبيه. ونادى بنفسه ملكاً على المملكة التي أنشأها وكوّ نها "أذينة" القتيل، وبذلك استرجع حقه من المقتول. ولكن حياة القاتل كما يقول المثل الشرقي لا تطول، وذلك قولهم: "بعثر القاتل بالقتل"، فما كاد يتربع على العرش اياماً حتى انتقمت منه سيوف "حمص"، وألحقته بالعالم الواسع الذي ذهب إليه القتيلان "66 2 - 67 2 م".
مأ أعجب الحياة في مدة قصيرة ظفر فيها رجل "تدمر" من رئيس في مدينة صحراوية إلى ملك على عرش مملكة، فقائد كبير في أعظم،انبراطورية في عالم ذلك الزمن، ومنافس للقيصر وملك على الشرق، وفي لحظة واحدة انتقل فيها هذا القائد الملك من هذا العالم إلى عالم القبر.






انها الحياة لا بد لها من نهاية مهما بلغ الإنسان من منزلة ومكانة، لا تعرف قوة وصولة ولا فقراً وضعفاً، الجميع إلى هذه النهاية منتهون، وللفيلسوف أن يستخرج منها حكمة الحياة. هل قتل "معنى" عمه لاغتصابه حقه الطبيعي في الملك ? أو قتله لأسباب أخرى وهل كان لأحد مثل الملكة "الزباء" ضلع في الحادث ? وهل كان للرومان يد في هذه الجريمة ? وهل كان للحزب الوطني التدمري الذي كان يكره اليونان والرومان وكل سيطرة غريبة يد في هذا الاغتيال لما عرف عن "أذينة" من دفاعه عن الانبراطورية الرومانية وحماسته في الدفاع عنها ? هذه أسئلة سألها المتعمقون في تأريخ "تدمر" والباحثون فيه، وأجابوا عنها أجوبة مختلفة. فمنهم من رأى إن الجريمة هي انتقام شخس بسبب اغتصاب "أذينة" حق القاتل الذي ورثه من أبيه، ومنهم من رأى انها مسألة مسيرة مدروسة وان للزباء يداً فيها. ومنهم من رأى انها بتدبر الرومان وعلمهم، فعلوها للتخلص من رجل أخذوا يشكّون في اخلاصه، ويرتابون منه ومنهم من رأى عكس ذلك: رأى انها فاجعة للرومان وخسارة كبيرة لسياستهم في الشرق، وانها من أعمال الوطنيين الذين رأوا في ملك تدمر أداة طيعة مسخرة في ايدي سادة"رومة" فقرروا لذلك الانتقام منه، أما نحن فنرى أن من الصعب البت في سرّ قتل "أذينة" وابنه، فالأخبار الواردة في هذا الموضوع غامضة، والأدلة غير متوفرة،

 

ملاك الشرق


&&&لا مستحيل عند أهل العزيمة&&&
ملاك الشرق غير متصل  
 
 

 
قديم 24-04-2010   #414
مراقبة الأبراج التربوية
 
الصورة الرمزية ملاك الشرق







مؤهلاتك بالحصن
  عدد نقاط تميزك بالحصن : 26790
  المستوى : ملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصف
ملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصف
  
عدد زياراتك للحصن:
عدد المرفقات :
  الحالة :ملاك الشرق غير متصل
 

 

!.. رسائلي ..!
 




 

من مواضيعي

الاوسمة

افتراضي

 

ومبايعة الجيش وقواده للقاتل في سرعة ومن غير كلام أو قتال، ثم قيام أهل حمص بقتل القاتل بعد أيام، وتولى الملكة "الزباء" بعده وبسرعة هي قضايا فيها نظر. ولهذا تعددت الاراء، ولن تتفق ما دامت الروايات المقدمة الينا على هذا النحو من التعقد والأمور.
أظهر "أذينة" مقدرة فائقة جديرة بالاعجاب، استطاع أن يكوّ ن جيشاً قوياً يخيف الفرس ويلحق بهم الخسائر ويكتسب تقدير الرومان واحترامهم في مدة قصيرة، واستطاع أن يكوّن من القلعة الصغيرة المبنية في البادية مملكة كان لها أثر خطير في النزاع السياسي العسكري بين الرومان والفرس. لقد قام بعمل عسكري عظيم في محاولاته الحربية لانقاذ القيصر "والريانوس" محاولات لم يقم بها سيد "رومة" وابن القيصر الأسير ولا أتباعه الرومان. لقد "أرسلته الشمس اسداً مخيفاً مرعباً".
لقد وقعت في ايام "أذينة" أحداث خطيرة عظيمة في الشرق الأدنى من المعسكرين: المعسكر الشرقي وهو معسكر الفرس، والمعسكر الغربي وهو معسكر الرومان يساعدهم التدمريون. كانت انتصارات الفرس في سنة "260" بعد الميلاد، ثم أسر القيصر "والريانوس"، وغزو بلاد الشام، وقيام




أذينة.، بالهجرم على الفرس، وطردهم من الأرضن التي احتلوها من الأمور الخطيرة التي وقعت، في ذلك العهد، أفادت الرومان ولا شك كثيراً، ولكنها لفتت أنظارهم في الوقت نفسه إلى الخطر الجديد الذي أخذ يتهددهم من ظهور قوة "تدمر"، وتدمر في بلاد الشام. وقد تزعم الحركات الوطنية المعادية للرومان في الشرق،، فتكون كارثة على "رومة". ونجد أخبار "أذينة" وأعماله خاصة بعد معركة "الرها". Edessa" "في تأريخ " سوزيموس" "Zosimus"".
ولا بد لي في هذا الموضع، وقد انتهيت من الحديث عن لذينة، من الإشارة إلى رجل كان له شأن وذكر في ايام "أذينة"، وكان أقوى شخصية في تدمر الا وهو " ورود" Worod" "الذي ورد ذكره في عدد من الكتابات، أقدمها الكتابة المدونة بشهر نيسان من سنة "262" للميلاد وقد لقب فيها ب "Procurator Ducenarius""، كما لقب بلقب "مرن" الذي تلقب به "أذينة" أيضاً، أي " سيدنا" و "أمر نا"، وبألقاب أخرى، مثل "Cursus Honorum" و "قائد القافلة" و "شريف المستوطنة" وغيبر ذلك من نعوت حملها "أذينة" نفسه، مما يحملنا على الاعتقاد بأنه كان الرجل الثاني في تدمر بعد "أذينة"، ومن الغريب إن اسمه اختفى مع اسم أذينة في السنة التي قتل فيها الملك نفسِها، فلم نعد نقرأه في الكتابات.






وكان " ورود" يقوم مقام "أذينة" بأعباء الحكم عند غياب "أذينة" عن عاصمته. ويرى بعض الباحثين إن اسمه الكامل هو " يوليوس أورليوس سبتيميوس ورود" Jolius Aurelius SeotimiusWord" وانه كان من الطبقة " الأرستقراطية"، وهو من أصل فارسي روماني. وقد نال أعلى الألقاب المعروفة في أيامه، حتى ضاهت الألقاب التي لقب بها "أذينة". والظاهر انه كان شخصاً كفؤأ حازماً لذلك نال مركزاً لم يبلغه أحد غير "أذينة"، اذ كان الرجل الثاني في تدمر بعد الملك.
ولا نعرف شيئاً كثيراً عن المكانة التي حصل عليها بعد مقتل "أذينة" وتولى"الزباء" اعباء الحكم نياية عن ابنها "وهبلات"، والظاهر انه لم ينل عند الملكة المنزلة التي بلغها عند "أذينة"، وان عينّته الملكة نائباً عنها في بعض الأوقات، وكل ما وصل إليه عندها هو منصب "مستشار"، فقد كانت تستدعيه عند الحاجة لاستشارته في بعض الأمور الخطرة. وقد كان لها جماعة مستشارين تستعين برائهم في ادارة الحكم وفي تنظيم الأمور المالية،ولا سيما الجباية من التجارة و التجار.






ولم يشر "الطبري" ولا غيره من المؤرخين المسلمين إلى حروب "أذينة" مع "سابور" على أهميتها وبلوغ ملك "تدمر" فيها العاصة "طيسفون". وهذا أمر يدعو إلى العجب حقاً اذ كيف يهمل المؤرخون والأخباريون هذا الحدث الخطير ? فلا بد أن يكون هنالك سيب. ورأيي إن سببه الموارد الأصيلة التي اعتمد عليها المؤرخون المسلمون والأخباريون واخذوا منها، وهي موارد فارسية الأصل متعصبة للفرس، أو موارد عراقية ميّالة الهم.
وقد أخذ المؤرخون المسلمون لّأريخ الفرس من موارد فارسية، أما تأريخ الرومان واليونان، فقد أخذوه من موارد نصرانية سريانية في الغالب، ولكنهم أخذوه بقدر، ولم يتوسعوا في الطلب، لذلك كان تأريخ الرومان واليونان مختصراً جداً وضعيفاً يالقياس إلى ما دوّ ن عن تأريخ الفرس، عبارة عن جريدة بأسماء القياصرة جافة في.الغالب، ونتف وقطع مبثوثة هنا وهناك في الفصول المدوّ نة عن تاريخ الدول الفارسية ذكرت في المواضع التي تكون لها صلات بتأريخ الفرس، ولذلك أيضاً أدمج أكثرما دون عن تأريخ الغساسنة وعرب الشام في الأوراق التي دونت عن تأريخ الحيرة وعرب العراق.




وقد انتزعت من موارد فارسية- عراقية، ففيها تعصب للفرس وللعراق على الروم والرومان وبلاد الشام.
واظن إن الموارد الأولى الني نقل منها الأخباريون والمؤرخون كلامهم عن تاريخ الفرس لم ترقها الاشارة إلى انتصارات ملك كوّ ن مملكة في البادية بنفسه، على "سابور" صاحب انبراطورية واسعة تتباهى بنفسها على الرومان، فأهملت الكلام عنها بداقع العاطفة والنزعات القومية. فلما ترجمت تلك الموارد إلى العربية أو نقل منها، لم يجد الأخباريون والمؤرخون شيثاً يقولونه عن انتصارت "أذينة" على "سابور"، وإلا ذكروه كما ذكروا حادث أسر " سابور" للقيصر "والريانوس" في أثناء كلامهم عن سابور. وقد ذكره الطري فقال: "وانه حاصر ملكا كان بالروم يقال له الريانوس بمدينة انطاكية، فأسره وحمله وجماعة كثيرة معه وأسكنهم جنديسابور".
الزباء
انتقل الملك بعد مقتل "أذينة" و "معن" إلى "وهبلت" و "هبلات" "وهب اللاث". ، وهو ابن "أذينة" من زوجه " الزّ باء" ويعرف في اليونانية ب "اتينودورس" Athenodrus" ". وكان لوهبلات اخوة هم: "حيران" "خيران" و " تيم الله" من أذينة "أذينة" وامه "الزباء". وكان قاصراً، لذلك تولت الوصاية-عليه وتأديبه بأدب الملوك حتى يبلغ سن الرشد، فعلّمته "اللاتينة" والفروسية، وهيأته ليكون ملكاً. كبراً كقياصرة الرومان أو أكاسرة الفرس وسعت هي لتهذيب الدولة وتوسيعها وبسط نفوذها على أماكن واسعة لم تكن خاضعة لتدمر، لذلك كان لا بد من حدوث احتكاك وتصادم بينها وبين الرومان.





وللاخباريين *********ديث واقاصيص عن الزباء، واسمها عندهم "نائلة بنت عمرو ابن الظرب بن حسان بن أذينة بن السميدع بن هوبر العميلقي" "العملقي" من العماليق. و "الزباء بنت عمرو بن الظرب بن حسان بن أذينة بن السميدع ين هوبر" على زعم، و "ليلى" في زعم آخر. وزعوا إن لها اختاً اسمها "زبيبة" بنت "الزباء" لها قصر حصين على الشاطئ الفرات الغربي، وكانت تشوعند اختها وتربع ببطن النجار، وتصير الى تدمر. كما كان لها جنود هم نظرهم بقايا من العماليق والعاربة الاولى، وتزيد وسليح ابن " حلوان بن عمران ابن الحاف ين قضاعة" ومن كان معهم من قبائل قضاعة. وذكر "ابن خلدون" إن ملك العرب بأرض الحيرة ومشارف الشام كان.لعمرو بن الظرب،و.كان جنود ألزباء من بقايا العمالقة من عاد الأولى ومن نهد وسليح ابني حلولن ومن كان معهم من قبائل قضاعة، وكانت تسكن على شاطىء الفرات وقد بنت هنالك قصراً، وتربع عند بطن المجاز، وتصيف بتدمر، أخذ قوله هذا من. تأريخ الطبري وتصرّ ف فيه بعض التصرف. أما الأصل، فخبر من اخبار الأخبارين، واما النقل فحكمه حكم الأصل بالطبع.





وأما ان جنود "الزباء" من بقايا "العمالقة"، فهو أمر مقبول في نظر اصحابنا الأخباريين، و لم لا ? أن "الزباء" في رأيهم من بقايا العمالقة، اي من العرب الأولى فلم لا يكون جنودها اذن من اولئك لقوم ? وزعم بعض الأخباريين إن "الزياء" من ذرية "السميدع بن هوثر" من "بني قطورا" اهل مكة، وهي بنت " عمرو بن أذينة بن، الظرب بن حسان". ويبن " حسان" و "السميدع" آباء. وزعم آخرون أن "عمرو بن الظرب" كان على مشارف الشام والجزيرة، و كَان منزله بين " الخابور" و "قرقيساء"، فوقعت بينه " وبين "مالك بن فهم" حروب هلك "عمرو" في بعضها، فقامت بملكه من بعده ابنته "الزباء". وقد استمرت الحرب بين "مالك" و "الزباء" إلى إن الجأها إلى اطراف مملكتها. وكان " مالك" على ما يصفه الأخباريون رجلا قديراً يغير على ملوك الطوائف حتى غلبهم على كثير مما في ايديهم. وهو في نظرهم اول من ملك من "عرب الضاحية". وكان منزله مما يلي "الأنبار"، ثم ملك بعده أخوه "عمرو بن فهم". فلما هلك تولى من بعده "جذيمة الأبرش" الشهير في تأريخ الحيرة.





والذي حارب "عمرو بن الظرب" على رواية منسوبة إلى "ابن الكلبي" ذكرها " الطبري" هو "جذيمة الأبرش"، وكان جذيمة على هذه الرواية قد جمع جموعا من العرب سار بها يريد غزاة "عمرو"، وأقبل "عمرو" بمجموعة من الشام فالتقوا فاقتتلوا قتالاً شديداً فقتل "عمرو بن الظرب" وانفضت جموعه. فأجمعت الزباء رأيها لغزو "جذيمة" للاخذ بثأر أبيها، ولستعدت لذلك. غير إن اختاً لها هي " زبيبة"، وكانت ذات رأي ودهاء وأدب، نصحتها بترك الحرب، فإن عواقبها غير مضمونة، فاستجابت لنصيحتها، وعمدت إلى طرق المكر والحيل فراسلته واستدرجته إلى عاصمتها في قصة معروفة مشهورة لا حاجة بي إلى اعادتها، فغدرت به وقتلته. وطلب "قصير بن سعد بن عمرو ابن جذيمة بن قيس بن ربي بن نمارة بن لخم"، وكانْ اريباً حازماً أثيراً عند "جذيمة ين الأبرش" من "عمرو بن عدي" خليفة " جذيمة" على الحيرة الخروج لقتال "الزباء"، فأحجم فلما رأى ذلك منه، صمم على أن يأخذ هو بالثأر، فذهب اليها مدعيأ انه مضطهد ممقوت لتهمة نسبت إليه هي انه ساهم في - قتل "جذيمة" فوثقت به واطمأنت إليه وهي لا تعلم ما في يخفي لها،






ثم طلب منها أن يعود إلى بلده ليعود بأمواله ونفائس ما لديه فسمحت له وأعطته تجارةً لتصريفها هناك، فباعها وعاد بأرباح طائلة وبأموال كثيرة، فزادت ثقتها به وتكرر الحال، حتى اذا ما وثق من اطمئنانها إليه عاد في المرة الأخيرة برجال أشداء من بني قومه ومعهم "عمرو بن عدي"، وضعهم في جوالق كبيرة فلما توسطوا في المدينة، أنزلت الجوالق وخرج الرجال منها، فوضعوا سيوفهم في رقاب أهلها، فلما رأت الزبّاء ذلك. أرادت الهرب من نفق حفرته لمثل هذه الأيام، اطلع قصير عليه، فوضع "عمرو بن عدي" على بابه. فلما رأته الزياء مصت خاتمها، وكان فيه سم، قائلة: "بيدي لا بيدك يا عمرو"، وتلقاها عمرو بن عدي بالسيف فجللها به وقتلها، وغنم كثيراً، وانكفأ راجعاً إلى العراق.
وهي قصة محشوة بالأمثال المنسوبة إلى أبطالها: جذيمة وقصر والزباء وعمرو ابن عدي، وفيها على عادة الأخباريين في رواية أمثال هذا القصص شعر نسب بعضه إلى هؤلاء الأبطال، ونسب بعضه الآخر إلى شعراء أقحمت أسماؤهم في القصة ليؤكد واضعوها ولا شك صدق حديثهم،وليلوّ نوا كلامهم بعض التلوين. ونجد قصة الزباء وجذيمة وقصير المطالب بالثأز في شعر ينسب إلى "عديّ بن زيد العبادي"، جاء فيه: ألا أيها الملـك الـمـرجـىّ ألم تسمع بخطب الأولـينـا
دعا بالبـقَّة الأمـراء يومـاً جذيمة عصر ينجوهم ثبـينـا




فطاوع أمرهم وعصى قصيراً وكان يقول لو تبع اليقـينـا
ثم يستمر في نظم القصة شعراً حتى تنتهي. وقد ختمت بنصح للانسان ليتعظ بالحوادث والمنايا، التي لا تعرف أحداً مهما كانت درجته ومنزلته، إلا أخذته، ثم صيرته أثراً بعد عين.
وذكر أهل الأخبار أن "الزبّاء" كانت تأتي الحصون، فتنزل بها، فلما نزلت ب "مارد"، حصن دومة الجندل، وبالأبلق، حصن تيماء، قالت تمرد مارد وعز الأبلق، فذهبت مثلاً.
ولم يبخل الأخباريون على الزباء، فمنحوها ابياتا زعموا انها قالتها، وجعلوها أديبة في العربية بليغة إلى اعلى درجات البلاغة. لها حكم وامثال بهذه العربية، عربية القرآن الكوريم. ولا غراية في ذلك، فالذي ينسب شعراً عربياً إلى آدم وابليس ويرويه مشكَّلاً مضبوطاً على وفق قواعد النحو والصرف، لا يعجز عن رواية شعر ينسب إلى "عمرو بن الظرب" والى ابنته الزباء.
وذكر إن معاوية ذكر في أحد مجالسه "الزباء" وابنة "عفزر"، فقال: "اني لأحب إن أسمع حديث ماوية وحاتم، فقال رجل من القوم: أفلا أحدثك يا امير المؤمنين ? فقال: بلى، فقال: إن ماوية بنت عفزر، كانت ملكة وكانت تتزوج من أرادت".

 

ملاك الشرق


&&&لا مستحيل عند أهل العزيمة&&&
ملاك الشرق غير متصل  
 
 

 
قديم 24-04-2010   #415
مراقبة الأبراج التربوية
 
الصورة الرمزية ملاك الشرق







مؤهلاتك بالحصن
  عدد نقاط تميزك بالحصن : 26790
  المستوى : ملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصف
ملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصف
  
عدد زياراتك للحصن:
عدد المرفقات :
  الحالة :ملاك الشرق غير متصل
 

 

!.. رسائلي ..!
 




 

من مواضيعي

الاوسمة

افتراضي

 

ويذكر اهل الأخبار أن "ابنة عفزر" قينة كانت في الدهر الأول، لا تدوم على عهد، فصارت مثلاً. وقيل: قينة كانت في الحيرة، وكان وفْدُ النعمان اذا اتوه لهوا بها. وذكر أن "عفزر" اسم اعجمي، ولذلك لم يصرفه "امرؤ القيس" في قوله: أشميمُ بروق المُزنِ أين مصـابُـهُ ولا شيء يشفي مناك يا ابنة عفزرا
ولم تشاً الكتابات التدمريه الاعلان عن اسم ملكة تدمر، بل ذكرتها على هذه الصورة: "بت زباي" اي " بنت زباي". و "زباي" هو اسم والد الملكة، حذفت كلمة "بت" وهي "بنت" في العربية، وقلب الحرف الأخير وهو الباء من كلمة "زباي" وْصيّر همزة، فصار " زباء"، وعرفت ملكَة تدمر عند العرب باسم "الزباء".
وقد ذكر المؤرخ "فلافيوس فوبسكوس" Flavius Vopiscus"" إن والد "الزباء" رجل من تدمر اسمه "اخليو" "Achilleo"، و Achilleo"" هو "انطيوخس" "Antiochus" في رواية اخرى.





وقد أثنىَ عليها المؤرخ "تريبليوس بوليو" "Trebellius Pollio" "ووصفها وصفا جميلاً، واشار إلى مقدرتها وقابليتها، وذكر انها كانت تتكلم اليونانية وتحسن "اللاتينية"، وتتقن اللغة المصرية وتتحدث بها بكل طلاقة، وتهتم بشؤون المملكة، وتقطع المسافات الطويلة سيراً على الأقدام في طيعة رجال جيشها، إلى غير ذلك من كلام فيه ثناء واطراء على هذه الملكةْ.
وقد بلغتنا روايات تفيد إن الملكة ادعت انها من مصر، من سلالات الملوك وانها من صلب الملكة الشهيرة "قلبطرة" "كليوبطرة" Celopatra"" "، وانها كانت نفسها تتكلم المصرية بطلاقة، وانها ألفت كتاباً كتبته بخط يدها اختصرت فيه ما قرأته من تواريخ الأمم الشرقية ولا سيما تأريخ مصر، وانها استقدمت مشاهير رجال الفكر إلى عاصمتها، مثل الفيلسوف الشهير " كاسيوس ديونيسيوس لونجينوس" Cassius Longinus" "" 0 2 2 - 273 م" بعد الميلاد. وكان فيلسوفاً على مذهب الأفلاطونية الحديثة ومن أصدقاء الفيلسوف " فرفوريس" Phorphyrios" "،




استقدمته الملكة إلى عاصمتها واستضافته عندها وجعلته مستشاراً لها، فأخلص لها في مشورته،فكان ذلك سبباَ في قتله. فقتله القيصر " أوريليانوس" Aurelianus" "، لاتهامه انه كان يحرض الملكة على الرومان.
ومثل الكاتب المؤرخ " كليكراتس الصوري"، و "لوبوكوس" البيروتي اللغوي الفيلسوف، و "بوسانياس" الدمشقي المؤرخ، "ونيوكوماخس" "Nicomachus " من زمرة الكتّاب المؤرخين، المتضلعين بالإغريقية،ومن الفلاسفة، وقد تولى الكتابة باللغة الإغريقية، وصار من مستشاريها كذلك. ولذلك أمر به القيصر "أورليانوس" فقتل بعد محاكمته بمدينة حمص، في الوقت الذي حوكمت فيه الملكة والفيلسوف "لونجينوس"، الذي قطع رأسه بعد إن مثلّ به. وفي حشد هذا النوع من الرجال دلالة على ميول الملكة الفلسفية الأدبية وثقافتها العالية ولا شك.
وملكة شأنها هذا، لا بد إن تكون حرة الفكر، متساهلة مع اصحاب العقائد والاراء. وهذا ما كان. ففي مدينة "تدمر" الوثنية عاشت جالية كبيرة من اليهود يمتعت بممارسة شعائرها الدينية يكل حرية، ونالت حقوق المواطنة التي كان يتمتع بها التدمريون، جاءت إلى المدينة مهاجرة من فلسطين خاصة،بعد خراب القدس على ايدي القيصر " طيطوس" "تيتوس" "Titus" في سنة "70" بعد الميلادْ.




فاشتغلت فيها بالتجارة، فحصلت على ارباح طائلة جداً، وصار لها في المدينة اسم وشأن حتى إن مجلس المدينة والشعب اقام تمثالاً في سنة "569" السلوقية المقابلة لسنة " 257" الميلادية ليهودي يدعى " يوليوس أورليوس شلميط" "Julius Aurelius Schalmath" "قائد القافلة، لأنه ترأس القافلة، وأنفق عليها من ماله.
وقد بالغ المؤرخين في عدد اليهود الذين كانوا في "تدمر" ايام حكم الزباء فزعم انه بلغ نصف عدد سكان المدينة، وهو زعم يحتاج إلى اثبات. وزعم القديس "أثناسيوس" "St.Athanasius" إن ملكة تدمر كانت تدين باليهودية ولكنها مع تهودها لم تهب أبناء دينها الكنائس لتكون لهم مجامع ومحافل. وذهب إلى هذا الرأي المؤرخ "فوتيوس" "Photius"". وذكر "فيلاستريوس" Philastrius"" إن الذي هوّ د الملكة هو "بولس السميساطي" "paulus Samosatius" وهو أسقف كان مقرباً إلى الزباء، وله منزلة عاليه لديها.






ونسبت إليه آراء في المسيح وفي بعض الأمور الدينية الأخرى دعت إلى محاكمته في مجمع "انطاكية" الذي انعقد في سنة "264" للميلاد، فوجد المجمع إن تعاليمه تشبه تعاليم "اًرتاماس" "أرتامون" الذي حكم عليه قبلا، فحرموا آراءه كذلك، ثم حكم عليه في "انطاكية" سنة "269" بعزله عن الأسقفية، ولم تتدخل "الزباء" في القّرارات التي اتخذها رجال الكنيسة تجاه بولس، كما انها لم تنفذ قراراتهم بحقه، بل أبقته في مركزه وتركته على ما كان عليه.
ويرى بعض المؤرخين أن خبر تهود الملكة خبر مختلق، وضعه آباء الكنيسكة للاساءة إلى سمعه "بولس السميساطي" والطعن فيه والحط من تعاليمه وللتأثير في نفوس أتباعه. وقد لاقى "بولس" من خصومه عنتا شديداً. ولا يعقل بالطبع أن يعمد رجل كنيسة إلى تهويد شخص مهما كان مذهبه ورأيه في طبيعة المسيح واللاهوت، بل المعقول أن يعمد للتأثير فيه وادخاله إلى مذهبه. ولدينا خبرآخر أراه من جنس خبر "

 

ملاك الشرق


&&&لا مستحيل عند أهل العزيمة&&&
ملاك الشرق غير متصل  
 
 

 
قديم 24-04-2010   #416
مراقبة الأبراج التربوية
 
الصورة الرمزية ملاك الشرق







مؤهلاتك بالحصن
  عدد نقاط تميزك بالحصن : 26790
  المستوى : ملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصف
ملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصف
  
عدد زياراتك للحصن:
عدد المرفقات :
  الحالة :ملاك الشرق غير متصل
 

 

!.. رسائلي ..!
 




 

من مواضيعي

الاوسمة

افتراضي

 

"فيلاستريوس" ذكره "تيودوريت" "Theodoret"، خلاصته: أن الأسقف "بولس" أخذ رأيه في "الثالوث" من آراء الملكة المتأثرة باليهودية، وأنه كان قد تأثر بالمرأة حتى سقط إلى الحضيض. ولايخفى ما في هذا الخبر من طعن في عقيدة الرحل الذي أبدى رأياً فىِ " الثالوث" سبب غضب الاباء عليه.
ولم نجد في الآثار اليهودية التي بين أيدينا ما يفيد تهود "الزباء"، نعم ورد في التلمود خبر يفيد حماية " الزياء" للأحبار، غير أنه وردت أخبار أخرى تفيد أن اليهود كانوا ناقمين على "تدمر" حاقدين عليها يرجون من الله أن يطيل في عمرهم ليروا نهايتها. هذا الحبر الكبير "يوحانان" "يوخانان" "Johanan" "" Jochanan" " رئيس "أكاديمية" "طبرية" و المعامر لأذينة والزباء، يقول: "مخلد وسعيد من يدرك نهاية أيام تدمر". و لو كانت الملكة على دين يهود، لما صدرت هذه الجملة من فم ذلك الحبر ولا شك. ويفهم من بعض الروايات المروية عن فقهاء اليهود وأحبارهم في فلسطين في ذلك العهد، أن الملكة اضطهدت اليهود وعذبتهم. وهي روايات. لا يمكن التسليم بصحتها ايضاً، ويجوز انها ظهرت على أثر توسع.الملكة في الأرضين التيّ كانت تحت سسِطرة الرومان ومنها "اليهودية" غير أن هذا الاستيلاء لم يكن أمده طويلاً.






ووردت روايات أخرى تشير إلى كراهية يهود منطقة الفرات لتدمر، ورد إن الحبر "يهودا" "R.Juda" تلميذ الحبر "صموئيل" "Samuel" تحدث عن تدمر، فقال: "سيحتفل الاسرائيليون في أحد الأيام بعيد، انه عيد هلاك ترمود "Tarmud"، انها ستهلك كما هلكت تمود " Tarmud" وقد هلكت. وورد إن الحبر "آشة" "R.Asche" ذكر "ترمود" "Tarmud" فقال: ترمود مثل تمود، انهما شيئان لأمر واحد، اذا هلك أحدهما قام الثاني مقامه.
. ويراد ب "ترمود" مدينة "تدمر". وقد اشترك عدد كبير من اليهود في صفوف أعداء الزباء، واشتركوا مع الفرس في حروبهم مع تدمر كما اشتركوا مع الرومان. وقبض على عدد من الأحبار أحضروا إلى الملكة كانوا يحرضون الناس على التدمريين.
أما "تمود"، الذين هلكوا قبل هلاك "ترمود"، فهم قوم ثمود. ويظهر انهم حلت بهم نكبة أدت إلى هلاكهم حتى صار هلاكهم مضرب الأمثال. ولم يشر الى زمن حلول تلك النكبة. ولكن ذلك كان قبل سقوط "تدمر" في أيدي الرومان على كل حال، كما يفهم من كلام الحبر "يهودا" المتوفى سنة "257" للميلاد




أما أسباب هذا البغض، فلم تذكر. ويظهر إن هنالك جملة عوامل دعت إلى ظهوره، منها اراء الملكة الفلسفية وآراء الفلاسفة والكتاب الذين كانوا يحيطون بها، وكانوا يبثونها في تدمر وفي البقاع التي استولى عليها التدمريون، فنفقت نفاقاً كييراً بين يهود "تدمر" ويهود "الكالوتات" على نهر الفرات، فأثارت هذه الاراء "الالحادية" عند اليهود حقد الأحبار والمتدينين. ومنها الزواج المختلط الذي انتشر في تدمر بين اليهود وغير اليهود، ونشوء جيل جديد من هذا الزواج أضاع الدين وتقاليد الإسرائيليين. وهو أمر نهى عنه اليهود. ومنها الحالة السياسية التي نشأت من أسر الفرس للقيصر "والريانوس"، وهجوم أذينة على الفرس وما أعقب ذلك من حروب ألحقت ضرراً كبيراً بالجاليات اليهودية الكبيرة التي كانت تسكن شواطىء القرات، ومعظمها من التجار الذين كانوا يتاجرون مع الفرس والروم، ويبن العراق وديار الشام، فأصيبت هذه "الكالوتات" اليهودية التي كانت تتمتع بشبه استقلال بأضرار كبيرة، وفقدت استقلالها خلال مدة استيلاء التدمريين على شواطى الفرات. فلهذه الأسباب كانت نقمة اليهود على التد مريين.




وحرص بعضى المؤرخن على ادخال الملكة في زمرة النصارى فزعموا. انها كانت على دين المسيح. وتساهل آخرون بعض التساهل فقالوا انها لم تكن نصرانية أصيلة ولكنها كانت قريبة منها ميالة اليها، وجحد ححج من قال بتهود الملكة وسخفها. وتوسط آخرون فقالوا انها لم تكن يهودية محضة، ولا نصرانية خالصة، إنما كان دينها وسطاً بين الدينين: كانت تعتقد بوجود الله، وترى التوحيد،ولكنها لم تكن على اليهودية وعلى النصرانية، بل رأت الخالق كما يراه الفيلسوف.
وللمؤرخين آراء في أصل "الزباء" ونسبها وأسرتها، فمنهم من ذهب إلى أنها مصرية، ومنهم من ذهب إلى أنها من العماليقْ ومن هؤلاء المؤرخ "آيشهورن" "Eichhorn". وقد أخذ هؤلاء آرامهم من الكتب العربية على ما يظهر. وذهب المؤرخ اليهودي "كريتس" "Graetz" " Graetz" إلى أنها "ادومية" من نسل "هيرودس وا نها يهودية الدين. ورأى "رايت" "Wright" " و "أو بردك" "Oberdick" وآخرون انها من أب عربي ولكنها من دم مصري من ناحية الأم. والذي عليه أكثرهم. أنها عربية الأصل.








وقد ذكر "المسعودي" إن بعض المؤرخين كانوا يزعمون انها "رومية" تتكلم العربية.
أظهرت "الزباء" مقدرة فائقة في ادارة شؤون الملك، فخاف منها الرومان، وعزم "غاليانوس" بتحريض من شيوخ "رومة" على القضاء عليها قبل استفحال أمرها، فأرسل جيشاً إلى الشرق تظاهر انه يريد من ارساله محاربة "سابور" غير انه كان يربد في الواقع مهاجمة تدمر واخضاع الملكة. فبلغ خبره مسامع "الزباء" فاستعدت لمقابلته وخرجت له، والتحمت فعلاً بكتائب الرومان،وانتصرت عليه انصاراً باهرا، وولت هاربة تاركة قائدها "هرقليانوس" "Heraclianus" قتيلاً في ساحة الحرب.
ورأت الملكة الحذر من الفرس، وذلك بتقوية حدود مملكتها، فأمرت بانشاء حصن "زنوبيا" "Zanobia" على نهر الفرات، ليقف أملم الهجمات التي قد يوجهها الساسانيون عليها من الشرق. ويقول "بروكوبيوس" انه سمي بهذا الاسم نسبة إلى الملكة مؤسسته.
وقد اتبعت "الزباء" بعد مقتل زوجها سياسة عربية، سياسة تعتمد على التقرب من الأعراب والتودد اليهم والاعتماد عليهم في القتال والحروب. وذلك بعد أن رأت إن الرومان هم أعداء تدمر، وانهم لا يفكرون الا في مصالح الرومان الخاصة. وبهذه السياسة تقربت أيضاً إلى العناصر العربية المستوطنة في المدن، وأخذت تعمل على تكوين دولة عربية قوية واحدة بزعامتها، وخاصة بعد أن أدركت إن الأعراب قوة لا يستهان بها،





وانهم لو نظموا واستغلوا استغلالا جيداً، صاروا قوة يحسب لها كل حساب، فأخذت تعمل لتكوين هذه القوة، ولكن الرومان كانوا أسرع منها، فقضوا على مآربها قبل أن تتحقق، فاستولوا على تدمر وأزالوا مملكة ملكة الشرق.
وجهت "الزباء" أنظارها إلى مصر، ووضعت الخطط للاستيلاء على هذا القطر، بعد أن مهدت لنقسها الدعوة فيه باعلانها انها مصرية وانها من نسل الملكة "كليوبطرة" "قلبطرة" فلها إذن فيه ما يسمح لها بالتدخل في شؤونه، وأخذت تترقب الفرص وتتحين الأسبالب، فلما قتل القيصر "غاليانس" سنة "268" للميلاد، وانتقل الحكم إلى "أوريليوس فلوديوس" "Marcus Aurelius Claudius" "" 268 - 5 27 م"، وجدت الجو صالحاً للتدخل،كان الألمان "Alemannen" قد هاجموا حدود الإمبراطورية في مطلع هذا العام، وكان "الغوظ" "القوط" "Gothen " "Goths" قد أربكوا الدولة. وكان أثر الخسارة التي ألحقتها الملكة في الجيش الروماني، ومقتل "هرقليانوس" بالغاً في نفوس الرومان، يتجلى في صياح أعضاء مجلس الشيوخ بصوت واحد سبع مرات في أثناء مبايعة القيصر الجديد: "ياقلوديوس أغسطس نجنّا من فكتوريا ومن زنوبيا، ياقلوديوس أغسطس أغثنا من التدمريين".







وفي للرسالة المؤثزة للتي وجهها القيصر إلى مجلس الشيوخ ومدينة "رومة" وهو في طريقه لتأديب المهاجمين، وفيها "إن جبيني ليندى خجلاً كلما تذكرت أن جميع الرماة بالقسي هم في خسمة زنوبية" فانتهزت الملكة هذه الفرصة المؤاتية وأرسلت جيشها لاحتلال مصر.
كان القيصر قد أمر عامله. على مصر المدعو "بروبوس" "Probus" بالخروج على رأس اسطول الاسكندرية إلى عرض البحر: لمطاردة "الغوط" " القوط" "Goths" ولمنعهم من الهرب عبر المضايق فخرج علي رأس قوة كبرة من الرومان لمطاردتهم فانتهز الوطنيون والمعارضون لحكم الرومان - وعلى رأسهم "تيماجينيس" "Timagenes"، وهو رجل يوناني الأصل مبغض للرومان - هذه الفرصة، فكتبوا إلى الملكة يحضونها على تحرير مصر من حكم "رومة" وتولى الحكم فيها. وأظهر "فيرموس" "Firmus"، وهو رجل ثري جداً، استعداده لمساعدة الملكة بالمال وبكل ما ينبغي اذا أرادت الاستيلاء على مصر





فأمرت "الزباء" قائدها "زبدا" بقصد مصر على رأس جيش قوامه سبعون الف رجل. وقد قاتل الجيش الروماني الذي كان مؤلفاً من خمسبن الف مقاتل وتغلب عليه، ثم قرر العودة إلى تدمر تاركاً في مصر حامية صغيرة من خمسة آلاف رجل، ويظهر انه تركها تحت إمرة "تيماجينيس" الذي عيّن نائباً عن الملكَة على مصر. فلما سمع "بروبوس" بهجوم التدمريين وتغلهم على الرومان، أسرع عائدا الى مصر، فألف جيشاً من المصريين الموالين للرومان، وزحف على الالسكندرية وأخذ يتعقب التدمريين، وأعمل فيهم السيف، فلما سمعت "الزباء" بذلك، أمرت قائدها بالعودة ثانية الى مصر، فجرت معارك بين الطرفين انتهت بانتصار التدمرين على "بروبوس" عند "بابلون" أي "الفسطاط"، وكتب النصر لجيش الملكة في مصر.
وقد ساعد عرب مصر من سكان الأقسام الشرقية من مصر، جيش تدمر مساعدة كبيرة، ولا سيما فيما جرى من قتال حول حصن "بابلون" "Babylon" الذي عرف ب "الفسطاط" فيما بعد. ويظن بعض الباحثين أن "تيماجينس" "Timagenes" الذي وصفه المؤرخ "زوسيموس" "Zosimos" "Zosimus" بأنه مصري، كان في الحقيقة عربياً، واسمه عربي أخذ من "تيم اللات"، أو من "تيم جن". وكان من المبغضين للرومان.

 

ملاك الشرق


&&&لا مستحيل عند أهل العزيمة&&&
ملاك الشرق غير متصل  
 
 

 
قديم 24-04-2010   #417
مراقبة الأبراج التربوية
 
الصورة الرمزية ملاك الشرق







مؤهلاتك بالحصن
  عدد نقاط تميزك بالحصن : 26790
  المستوى : ملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصف
ملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصف
  
عدد زياراتك للحصن:
عدد المرفقات :
  الحالة :ملاك الشرق غير متصل
 

 

!.. رسائلي ..!
 




 

من مواضيعي

الاوسمة

افتراضي

 

ولم تتحدث الموارد التأريخية عن الحوادث التي جرت في مصر بعد هذا النصر ولا عن موقف الرومان من هذا التطور الذي وقع في منطقة خطيرة من مناطق الانبراطورية. ويظهر إن الملكة تراضت مع "رومة" وعقدت اتفاقية معها، وافقت "رومة" فيها على بقاء جيوش تدمر في مصر، مع اعتراف "تدمر" بسيادة الرومان على وادي النيل. وقد عقدت هذه الاتفاقية في أواخر ايام حكم " قلوديوس".
كما يتبين ذلك من خبر ذكره " تربيليوس بوليو" "Tebellius Pollio" ما له حلف المصريين يمين الولاء والاخلاص للقيصر. وقد دام هذا الاتفاق في أوائل سني حكم القيصر "اورليانوس" "Aurelianus" "275 - 275 م" أيضاً كالذي يتبين من نقد ضرب في الإسكندرية في سنتي "275" و "271" للميلاد، وقد ضربت على أحد وجهي النقد صورة مزدوجة لوجه القيصر "اورلبانوس" " Aurelianus " حاملاً لقب "أغسطس" " Augustus " مع وجه " هبلات"، وقد نعت ب: Vir Consularis Romanorum" Imperator Dux Romanorum" ويشير إلى اللقب الذي تلقب به أيام حكمه. وأما ازدواج صورة القيصر مع صورة "وهبلات"، فيشير إلى الحكم المزدوج على مصر.





ولم يدم هذا الاتفاق بين الرومان وبين الملكة طويلاً، فقد ضغط سادات "رومة" على الإمبراطور باًن ينقذ الامبراطورية مما حاق بها من تصدع في أوروبة وفي الشرق. وفي جملة هذا التصدع ظهور ملكة "تدمر" وأطماعها في مصر وفي الأرضين الأخرى من بلاد الشام وآسية الصغرى. واضطر القيصر "اوريليانوس" بعد الانتهاء من فتنة "رومة" ومن تأديب الجرمان إلى التدخل والعمل للقضاء على عصيان العصاة وطمع الطامعين. وبلغ سمع الملكة من أصدقائها و مخبريها في "رومة" عزمُ الانبراطور على القضاء عليها، فقررت القيام بعمل سريع قبل مباغتة القيصر لها، فألغت الاتفاق المعقود مع الرومان في ايام "قلوديوس"، وأمرت بمحو صورة "اوريليانوس" من النقود لتبرهن على قطع علاقتها بالقيصر، وعدم اعترافها بسيادة "رومة" الاسمية عليها، وأمرت بضرب صورة "وهبلات" وحده، مع اللقب. " الانبراطوري" المخصص بقياصرة "رومة" وذلك في السنة الخامسة من حكمه. وقد تلقبت الزباء نفسها بهذا اللقب في النقود التي ضربت باسمها في الخارج. اما نقود "تدمر"، فقد لقبت فيها بلقب "ملكة"، ولقبت في مصر هي وابنها بلقب "أغسطس".





وهو لقب القيصر "أوريليانوس". وفي هذا التحدي الصريح، دليل واضح على ما حدث من نزاع شديد في العلاقات السياسية بين تدمر ورومة.
وتفاوضت الملكة "الزباء" على رواية مع الملكة " فيكتوريا" "فيكتورية" Victoria " عاهلة إقليم "الغال"، لتوحيد الخطط في مهاجمة القيصرية الرومانية واقتسامها، وأمرت جيوشها بالسير إلى "بيتينية" " Bithynia" فاستولت عليها، وظلت تتقدم دون ملاقاة معارضة تذكر حتى بلغت "خلقيدون" بازاء " القسطنطينية". ويقال إن الملكة كانت قد امرت بصنع عجلة فاخرة للد********* بها في موكب الظفر إلى عاصمة الرومان.
واضطرت الملكة لتنفيذ خطتها هذه إلى سحب القسم الأعظم من جيشها المعسكر في مصر معتمدة على دفاع المصريين انفسهم اذا هجم عليهم الرومان. فانتهز "اوريليانوس" هذه الفرصة فأرسل مدداً إلى "بروبس"، وكان القائد "زبدا" قد وصل إلى مصر لمساعدة "فيرموس" نائب الملكة على صد الرومان. فوقعت معارك بين الفريقين كاد يكون النصر فيها للتدمريين لولا استمالة " يروبس" جماعة من المصريين، فآزروه ودحروا جيش " زبدا" في سنة "271" للميلاد. واضطر التدمريون إلى ترك مصر إلى أعدائهم، فكانت هذه أول نكبة عظيمة تنزل بالزباّء. ومنذ " 29" أغسطس من سنة "271 م" انقطع في الاسكندرية ضرب النقود التي تحمل صورة الزباء ووهبلات.





وجعلت في امكانهم تهديدها من الجنوب، كما إن موقف جيشها عند " خلقيدون"، وعدم تمكنها من الإستيلاء على " نيقية" وتوقف خططها العسكرية الهجومية، ثم اتخاذها خطة الدفاع ثم التراجع ومجيء "أورليانوس" بقوات كبيرة نحو الشرق، كل ذلك قد يكون نتيجة من نتائج هذا الاندحار الذي مني به جيش الملكة وأحزابها الموالية لها بمصر، فأضعف معنويات التدمريين ومن كان يواليهم وشدّ من أزر الرومان ومن كان يناصرهم.
قاوم أهل "خلقيدون" التدمرين، وأبوا التسليم لهم، وأرسلوا إلى القيصر لينجدهم ويظهر إن الملكة عرفتّ حراجة وضعها العسكري، وعدم استطاعتها التقدم،فقررت التراجع إلى مواضع جديدة تدافع فيها عن نفسها اذا هاجمها الرومان. وقد هاجمها الرومان فعلا، اذ عبر القيصر مضيق "البسفور" وفاجأ التدمريين في "بيثينية" في أواخر سنة "271 م" أو أوائل السنة التالية،وأجلاهم عنها، ثم سار إلى "غلاطية" " Galatia " و "قفادوقية" "Cappadocia " حتى بلغ " أنقرة" " Ancyra "، فسلمت له. وأخذ الرومان يتقدمون بسرعة إلى بلاد الشام.







أفزع تقدم الرومان السريع الزباء ورجالها ولا شك، وأخذت المدن التي كانت تساندها تشكُّ في تمكن الملكة من الدفاع عن نفسها، وشاعت بين الناس قصص عن نهاية تدمر وخرابها بايدي الرومان وعن سقوطها لا محالة، أثرت مع وصول أنباء اعتزام القيصر القضاء على حكم الملكة واخضاع "تدمر" لحكم الرومان. ومن يدري ? فلعل الرومان وأنصارهم وأعوانهم وجواسيسهم هم الذين صنعوها وأذاعوها بين الناس لإماتة همة جيش الملكة وأعوانها، والايحاء إليه انه مغلوب لا محالة وان ارادة الالهة قد قضت بذلك ولا رادّ لها. فكان من بين ما أشيع إن معبد "الزهرة" في "أفقة" " Aphca" أنبأ الحجاج التدمريين الذين حجّوا قبل سنة من سقوط مدينتهم، يستفتون "الزهرة" فيما سيحل بهم في السنة المقبلة بمصير سيئ سيلحق بتدمر، وان كارثة ستنزل بهم، أنبأهم بذلك على عادة المعبد في موسم الحج الذي يلي الموسم الذي سئل فيه السؤال.
وكان من بين ما أشيع تخرّصات زعم أنها صدرت من معبد "أبولو" "Apollo" تنبئ بزوال دولة التدمريين ومشيئة الآلهة بانتصار "أورليانوس" على الزباء، وتخرصات تزعم أن الحبر " يهودا" " R.Juda" تلميذ الحبر "صموئبل" Samuel" تنبأ بها عن تدمر، إذ كان قد قال:




سيحتفل الاسرائيليون في أحد الأيام بعيد، إنه عيد هلال "ترمود" "Tarmud"، انها ستهلك كما هلكت "تمود" " Tamud" وقد هلكت". وورد إن الحبر "أشه" " R.Asche" ذكر "ترمود" " Tarmud" فقال: "ترمود مثل تمود، انهما شيئان لأمر واحد، اذا هلك أحدهما قام الآخر مقامه". ويراد ب "ترمود" مدينة "تدمر".
إلى غير ذلك من تخرصات أوحت بها دعاية الرومان، وأعداء الملكة من يهود ومن قوميات أخرى قهرتها "الزباء" فأذاعتها بين الناس، لافهامهم أن من العبث مقاومة القيصر وجنوده، وان من الخير ترك المقاومة والاستسلام، وأن اليوم الذي ستحرر فيه تلك الشعوب من حكم الملكة آت قريب، لأن ارادة الالهة قضت ان يكون ذلك، ولا رادّ لأمر الآلهة: نعم، لم تصدق الملكة العاقلة الحكيمه بهذه الخرافات، فحاربت. ولكن عقول العامة لم تكن على شاكلة عقل الملكة، لقد أثرت فيها هذه الدعاية، وقضت على معنويات التدمريين الوثنيين الذين يدينون بهذه الخرافاتَ ويؤمنون بها، وما زال من طرازهم خلق كثر في القرن العشرين الميلادي هذا.
تهيأت الملكة "الزباء" لملاقاة "أورليانوس" عند مدينة "انطاكية" "Antiochia"، وكانت هي على رأس الجيش فارسة تحارب في الطليعة.





أما القيادة، فكانت لقائدها "زبدا". وفي الوقعة الأولى هجم فرسان تدمر على الكتائب الرومانية فشتتوا شملها، فأمر القيصر جنوده بالرجوع إلى مسافات بعيدة، ليوهم التدمريين أنه قد فرّ،فإذا ساروا في أثرهم وابتعدوا عن قواعدهم باغتهم بالهجوم، فلا يتمكن فرسان تدمر من الهزيمة لثقل أسلحة الفرسان ومعداتهم وبطئ خيلهم بالقياس إلى خيل الرومان. وهو ما حدث. فقد خُدع التدمريون وظنوا رجوعهم هزيمة، فتعقبوهم إلى مسافات بعيدة، وفجأة انقَلبت الكتائب الرومانية على التدمريين، وأطبقوا عليهم، وأعملوا فيهم السيوف وانهزموا هزيمة منكرة إلى مدينة "انطاكية". وفي هذه المدينة قرَ رأي الملكة على ترك أنطاكية والارتحال عنها بسرعة لأسباب، منها وجود جالية يونانية كبيرة فيها كانت تفضل حكم الرومان على حكم الشرقيين عليهم، وقد كان لها النفوذ والكلمة في المدينة. ومنها نفرة النصارى من الملكة بسبب موقفها من "بولس السميساطي" الذي قرر مجمع "انطاكية" عزله من وظيفته، فلم تنفذ الملكة قرار المجمع، وتركته يتصرف في أموال الكنيسة،ولم تكتف بذلك بل عينته "على Procurator Decenarius" على المدينة، أي انها جعلته الرئيس الروحي والدنيوي على الانطاكيين. أضف إلى ذلك كره اليهود الذين في المدينة للتدمرين. وقد نفذت الملكة هذا القرار في اليوم الذي دخلت فيه جيوشها المدينة، فأمرت قائدها بتركها والسير إلى "حمص" فِوراً. وفي اليوم الثاني دخل "أورليانوس". تلك المدينة وأعطاها الأمان.

 

ملاك الشرق


&&&لا مستحيل عند أهل العزيمة&&&
ملاك الشرق غير متصل  
 
 

 
قديم 24-04-2010   #418
مراقبة الأبراج التربوية
 
الصورة الرمزية ملاك الشرق







مؤهلاتك بالحصن
  عدد نقاط تميزك بالحصن : 26790
  المستوى : ملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصف
ملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصف
  
عدد زياراتك للحصن:
عدد المرفقات :
  الحالة :ملاك الشرق غير متصل
 

 

!.. رسائلي ..!
 




 

من مواضيعي

الاوسمة

افتراضي

 

وتعقب القيصر أثر الملكة ففتح جملة مدن حتى بلغ "حمص" " Emisa"، وهناك وجدها على رأس جيش قوامه سبعون الفاً في مفازة عريضة تقع شمالي المدينة.
فاشتبك الرومان والتدمريون في معركة حامية ربح فيها التدمريون. الجولة الأولى، فولى الرومان مدبرين مذعورين تفتك فيهم سيول تدمر. غير إن القيصر حزم رأيه، وأدرك وجود ضعف في خطة قتال الملكة، سببه ابتعاد فرسان تدمر عن مشاتهم في أثناء تعقب فرسان الروم، فأمر جنوده بالهجوم على مشاة التدمريين، ولم يكونوا في التدريب والقابلية مثل مشاة الرومان، فمزقوا مشاة الملكة كل ممزق وحلت هزيمة منكرة عامة بجيش الزباء اضطرتها إلى ترك "حمص" وتفضيل الرجوع إلى عاصمتها تدمر للدفاع عنها، فلعل البادية تعصمها منه وتمنعه من الوصول اليها. ودخل القيصر مدينة "حمص"، فتوجه بالشكر والحمد إلى إلهَ "حمص" "الشمس" قاطعاً على نفسه عهداً إن يوسع المعبد ويجمله ويزينه أحسن زينة، مقدماً له نذوراً هي أكثر ما غنمه من الغنائم من التدمريين.
أدرك القيصر إن النصر الحقيقي لن يتم له الا بالقبض على "الزباء" وفتح "تدمر"، وانه لن يدرك هذا الا اذا سار هو بنفسه على رأس جيشه لفتح تلك المدينة. لذلك قرر الزحف اليها بكل سرعة قبل أن تتمكن الملكة من تحصين مدينتها ومن الاتصال بالفرس وبالقبائل العربية الضاربة في البادية،





فيصعب عندئذ الاستيلاء عليها. فسار مسرعاً حتى بلغ المدينة. برغم الصعوبات والمشقات التي جابهت الكتائب "اللجيونات" 0 الرومانية في أثناء قطعها الصحراء، وألقى الحصار على "تدمر" القلعة الصحراوية الحصينة، غير إن المدافعين عنها قابلوه بشدة وصرامة برمي الحجارة والسهام والنيران على جيشه وبالشتائم والسخرية والهزء ترسل إليه من أعالي السور. ويظهر أن "رومة" سمعت بذلك فسخرت من عجز القيصر عن احتلال مدينة صحراوية، ومن التغلب على امرأة، فساء "أورليانوس" ذلك كثيراً، فكتب إلى مجلس الشيوخ يقول: ". ... قد يستضحك مني بعض الناس لمحاربتي امرأة.... فاعلموا إن الزباء " Zenobia" اذا قاتلت كانت أرجل من الرجال 0000". وبعثت سخرية أهل تدمر وهزؤ أهل "رومة" منه في القيصر عزماً جديداً على فتح المدينة ودكَها دكاً مهما كلفه الأمر، ليمحو عنه هذه الوصمة المخجلة التي لحقت به. فكاتب الملكة طالبا منها التسليم والخضوع للرومان لتنال السلامة وتستحق العفو، فيسمح لها بالاقامة مع أسرتها في مدينة يعينها مجلس الشيوخ لها. أما جواب الملكة، فكان: " إن ما التمسته مني في كتابك لم يتجاسر أحد من قبلك أن يطلبه مني برسالة. أنسيت إن الغلبة بالشجاعة،





لا بتسويد الصفحات. إنك تريد أن أستسلم لك. أتجهل أن كليوبترة "كليوبطرة" قد آثرت الموت على حياة سبقها عار الدّبرة. فها أنا في منتظرة عضد الفرس والأرمن والعرب " Saracens" لفل شباتك وكسر شوكتك. واذا كان لصوص الشام قد تغلبوا عليك وهم منفردون، فما يكون حالك إذا اجتمعتُ بحلفائي على مقاتلتك. لا شك أنك ستذل وتخنع لي فتجرد نفسك من كبريائها التي حملتك على طلب المحال كأنك مظفر منصور في كل أين وآن".
لم ينجد الفرسُ ملكة الشرق، ولم يرسلوا اليها مدداً ما. فقد كانوا هم أنفسهم في شغل شاغل عنها. توفي "سابور" الأول في عام " 271" للميلاد، فتولى "هرمز" " Ormidus" الملك من بعده، وكان رجلاَ ضعيفاً خائر القوى، فعزل بعد سنة قضاها ملكاً. وظهرت فتن داخلية بسبب ذلك لم تسمح للفرس وهم في هذه الحال أن يرسلوا قوة لمساعدة ملكة البادية عدوّة "أورليانوس" قيصر الروم. وأما القبائل، فأمرها معروف، إنها مع القوي ما دام قوياً، فإذا ظهرت عليه علائم الضعف، صارت مع غيره. تحرش قسمٌ منها بجيوش الرومان المحاصرة للمدينة وهاجمتها، غير أنها منيت بخسائر فادحة، فتركت التحرش بالمحاصرين. ورأى قسم منها الاتفاق مع القيصر، ففي الاتفاق الربح والسلامة.




وما الذي يجنيه سادات القبائل من ملكة محاصرة، لم يبق من ملكها غير مدينة في بادية وثروة سيستولي عليها الرومان. وإن بقيت لها فلن يصيبها منها ما يصيبهم من القيصر من مال كثير. ومن لقب وجاه يأتيهم من حاكم مدني قوي. وقد عرف القيصر فيهم هذه الخصلة فاشترى أنفس الرؤساء بالمال. فأمن بذلك شر القبائل، وسلم من عدو يحسب لعداوته ألف حساب.
ولما رأت الزباء إن ما كانت تأمله من مساعدة الفرس والقبائل والأرمن لم يتحقق، وان ما كانت ترجوه من مساعدة الحظ لها بإطالة أمد الدفاع لاكراه عدوها على فك الحصار والرجوع لم يتحقق نحلك، وان وضع القيصر قد تحسن بوصول مدد عظيم إليه من الشام وبوصول مواد غذائية اليه كافية لاطالة مدة الحصار، قررت ترك عاصمتها للاقدار، والتسلل منها ليلاّ للوصول بنفسها إلى الفرس علهم يرسلون لها نجدة تغيّر الموقف وتبدل الحال، ودبرت أمر خطتها بكل تكتم وهربت من مدينتها من غير إن يشعر بخروجها الرومان، وامتطت ناقة اتجهت نحو الفرات،




ولعلها كانت تقصد الوصول إلى حصنها " زنوبية" ومنه إلى الفرس. على كل حال، فقد حالفها الحظ في أول الأمر، فأوصلها سالمة إلى شاطئ النهر، عند " الدير" "دير الزور" قريب من "زليبية" Halebiya" ثم خانها خيانة فظيعة. فلما علم "أورليانوس" بنبأ هرب الملكة، أيقن إن أتعابه ستذهب كلها سدى إن لم يتمكن من القبض عليها حية. لهذا أوعز إلى خيرة فرسانه وأسرع رجاله باقتفاء أثر الملكة والقبض عليها مهما كلفهم الأمر. وقال الحظ كلمته. انه سيكون في جانب القوي ما دام الناس في جانبه. نقل فرسان القيصر إلى موضع وجود الملكة على الشاطىء، في اللحظة الدقيقة الفاصلة الحاسمة بين الموت والهلاك والدمار وبين العز والسلطان واسترجاع ما ذهب من ملك. كانت الملكة تهم بوضع نفسها في زورق لينقلها إلى الشاطئ الثاني من نهر الفرات. ولو عبرت لتغير اذن كل شيء. واذا بالفرسان ينقضون عليها ويأخذون "ملكة الشرق" معهم مسرعين الى معيد الشرق للرومان: " Recepto Orientis"، وهو على رأس جنوده يحاصر هذه المدينة العنيدة التي أبت الخضوع لحكمه والتسليم له.

 

ملاك الشرق


&&&لا مستحيل عند أهل العزيمة&&&
ملاك الشرق غير متصل  
 
 

 
قديم 24-04-2010   #419
مراقبة الأبراج التربوية
 
الصورة الرمزية ملاك الشرق







مؤهلاتك بالحصن
  عدد نقاط تميزك بالحصن : 26790
  المستوى : ملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصف
ملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصف
  
عدد زياراتك للحصن:
عدد المرفقات :
  الحالة :ملاك الشرق غير متصل
 

 

!.. رسائلي ..!
 




 

من مواضيعي

الاوسمة

افتراضي

 

من الباحثين من يرى إن الملكة هربت من نفق سري يصل معبد المدينة بالخارج يمر من تحت السور له باب سري خارج الأسوار أعدّ لمثل هذه المناسبات، أو من أنفاق أخرى، اذ يصعب تصور خروج الملكة ليلا من مدينتها ولو بحفر نفق في السور دون أن يشعر بذلك الرومْان. ويستشهدون على صحة رأيهم هذا بالسراديب والقنوات التي ترى بقاياها تحت أسوار تدمر وقلاعها إلى اليوم. أحضرت الزباّء أمام القيصر، فقال لها: "صرت في قبضتنا يا زينب، ألست أنت التي أدت بك الجسارة إلى أن تستصغري شأن قيصر روماني ". فأجابت: "نعم، إني أقر لك الان بكونك قيصراً، وقد تغلبت علي". وأما غاليانوس وأورليوس وغيرهما، فلست أنظمهم في سلك القياصرة. وإنما بارني فيكتورية في السلطنة والعز، فلولا بعد الأوطان لعرضت عليها أن تشاركني في الملك". فأثرت كلمات الملكة في نفس "اوريليانوس"، فمنحها الأمان. وقد أثر أسرها في نفوس التدمريين المتحصنين في بلدتهم، فرأى قسم منهم الاستمرار في الدفاع وعدم تسليم المدينة مهما كلف الأمر، ورأى قسم آخر فتح الأبواب والتسليم، وصاحوا من أعلى الأسوار في طلب الأمان، وفتحوا له أبواب المدينة في بدء السنة "273" للميلاد. فدخلها د********* الظافرين، فقبض على حاشية الملكة السابقة ومستشاريها ومن كان يحرض على معارضة الرومان، واستصفى أموال الملكة وجميع كنوزها، وأخذ الزباء ومن قبض عليهم معه وتوجه بهم إلى "حمص".






وتذكر بعض الروايات أن القيصر كان اول ما فعله عند د*********ه إلى المدينة أن توجه إلى معبد الإلهَ "بعل" " Bel"، فشكر الإلهَ وحمده على توفيقه له ونصره له على أهل تدمر. ثم.اختار له قائداً نصبه على "تدمر" اسمه "Sandarion" على رواية و " Aspaeus" على رواية أخرى، ليحافظ على الأمن ويحكم المدينة. وجعل في إمرته حامية فيها ستمائة من الرماة، ثم غادر تدمر تاركاً أمرها إلى هذا القائد.
في حمص كما زعم المؤرخ: "زوسيموس" " Zosimus" حاكم القيصر الملكةَ وأصحابها "استحضر القيصر سلطانة تدمر وأشياعها فلما مثلت بين يديه، جعلت تعتذر إليه وتتنصل وتدافع عن نفسها مدافعة الداهية حتى قرفت كثيرين من اصحابها بأنهم أصلوها بسوء نصائحهم وورطوها في الغرور. وكان من جملة الذين وشت بهم عند القيصر "لونجينوس". ... فحكم عليه القيصر من ساعته بالموت بعد أن مثّل به. فكابد لونجينوس العقاب بشجاعة وصبر جميل حتى انه عند وفاته كان يعزى أصدقاءه وأقاربه. وكذلك نكّل بكل من تجرمت زينب عليه".
وقد اختلف الباحثون في صحة رواية هذا المؤرخ، فمنهم من شك فيها ومن هؤلاء "الأب سبستيان رتزفال" الذي نقلت ترجمته العربية لرواية " زوسيموس" فقد استبعد صدور الوشاية والخيانة من ملكة كانت على جانب عظيم من سموّ الأخلاق والثقافة.





ومنهم من اعتقد بصحتها وسلّم بها ولام الزباء على صدور مثل هذا العمل الشائن منها، ومن هؤلاء المؤرخ الألماني "مومزن" " Mommsen" الشهير في تأريخ الرومان.
وغادر "أورليانوس" مدينة حمص إلى "رومة" ومعه "الزباء" وأبناؤها وعدد من الأسرى أراد إلحاقهم بموكب النصر الذي سيقيمه عند د*********ه العاصمة ليتفرج عليهم الناس. وفي أثناء عبور "البسقور" غرق عدة من أصحاب "الزباء" في جملتهم "وهبلات" على رواية المؤرخ "زوسيموس". وبينما كان القيصر في "تراقية" " Thrazien" اذ جاءته الأخبار تنبئ بثورة أهل تدمر على قائد المدينة "سنداريون" " Sandarion" الذي عيّنه القيصر اكماً على تدمرْ، وبظهور ثورة أخرى في مصر بطلها "فيرموس" " Firmus" الثري الشهير. وكان هدف الثورتين واحداَ،هو التحرر من حكم الرومان والحصول على الاستقلال، فأنقق " فيوموس" وهو من كبار رجال المال في العالم في ذلك الحين أموالاً كبيرة على الجمعيات الوطنية المناهضة لرومة، وألفّ جيشاً تمكن به من الاستيلاء على الاسكندرية، وجمع حوله أشياع "الزباء" في مصر، ولقب نفسه بألقاب القياصرة، وأخذ يتفاوض مع التدمريين في توحيد الخطط والعمل بجد في تقويض الانبراطورية الرومانية في الشرق.




وقرر القيصر الاسراع في العودة إلى الشرق لمعالجة الحالة قبل فوات الوقت، فوصل إلى "تدمر" بسرعة كبيرة أذهلت المدينة الثائرة، فلم تدرِ ما تصنع. كانت قد قتلت القائد "سنداريون" "سوداريون" " Sandarion"، وفتكت بالحامية الرومانية، ورفعت راية العصيان في الشرق وتزعمت الحركة الوطنية المعادية للدخلاء وتبنتها، فبأي وجه ستقابل "أورليانوس" القيصر المتغطرس الجبار وماذا سيكون موقفه منها ? وهي في وضع حرج لا تأمل الحصول على مساعدة لا من الفرس ولا من المصريين. وتداعت المدينة بسرعة حينما مثل أمامها الرومان وسلّمت نفسها للقيصر، فسلّمها هو غنيمة إلى جنده يفعلون بها ما يشاءون بغير حساب.
عفا القيصر "أنطيوخس" عن أقارب الزباء، وكان التدمريون أقاموه ملكاَ عليهم. ولم يعف عن الرعية فتناولتهم سيوف الرعاع من جنود "رومة" وخناجرهم من غير تمييز في العمر أو تفريق في الجنس. أباح القيصر لجنوده تهديم أبنية المدينة، فدكّت الأسوار وهدمت الأبراج وقوضت الأبنية، حتى إن القيصر نفسه رق قلبه على من تبقى حياً من المدينة، فكتب إلى " Cerronius Bassus" قائد المدينة أن.يصفح عنهم، وأن يعيد بناء هيكل الشمس إلى ما كان عليه، وكان جنود "اللجيون" الثالث قد نهبوه وخربوه، وأمر بالانفاق عليه وبتزيينه وتجميله من الأموال التي استصفيت من خزائن "الزباء".




وطلب من مجلس الشيوخ في "رومة" ارسال كاهن ليدشن المعبدْ. وأرسل بعض نفائس الهيكل إلى عاصمته لتوضع في معبد الشمس الذي أقامه هناك، ومنها أعمدة مصورة غير أن ما أفسده الدهر لا يصلحه العطار. ولم يتمكن القيصر من اصلاح ما أفسده السهر على يديه، فلم يعد المعبد معبداً كما كان، ولم تعد "تدمر" تدمر الزباء.
وقبل أن يرحل "اوريليانوس" عن أرض تدمر، غزا الفرس ويظهر أنه غزا قوة كانت قد أرسلت لمساعدة "تدمر"، فأرجعها على أعقابها، ثم عينّ قائده المحنك " ساترنينوس" " Saturninus" بدرجة " Dux" قائداً على الحدود لحمايتها من الفرس، وتوجه إلى مصر للقضاء على ثورة "فيرموس"، فكان الحظ فيها حليفه و احتل الإسكندرية وقبض على التاجر الحاكم، الذي لقب نفسه قيصراً، فأمر بمعاقبته بعقاب السراق واللصوص، أي بصلبه على الصليب. وبذلك أعاد معيد الشرق إلى الرومان الشرق المنفتل منهم مرة أخرى إلى الرومان. بعد هذه الانتصارات وانتصارات أخرى أحرزها في غالية، عاد إلى عاصمته في سنة "274" للميلاد في موكب قيصري عظيم وصفه المؤرخ "Flavius Vopiscus" وصفاً رائعاً، اشترك فيه "1600" مصارع وعدد غفير من الأسرى من مختلف الأقوام،





ومن بينهم الملكة الزباء ومعها أحد أبنائها، وقيل كلاهما، وبعض رعاياها، وثلاثة عجلات ملكية: عجلة "أذينة" زوج الزباء وهي مزينة بالذهب والجواهر، وعجلة أهداها "هرمز بن سابور" إلى القيصر، وعجلة "الزباء" الخاصة التي أعدتها لتدخل فوقها منتصرة عاصمة الرومان. وتقدم الموكب عشرون فيلا وعدة وحوش وحيوانات جيء بها من فلسطين وليبيا ومصر وأماكن أخرى. سار إلى "الكابيتول" ثم إلى قصر "الانبراطور". واحتفل الشعب في اليوم الثاني احتفالاً خاصا كانت فيه ألعاب مختلفة وكان فيه تمثيل وسباق مختلف الأنواع. كان هذا الاحتفال نهاية فصل وبداية فصل جديد، قضى على الملكة أن تقبع منذ نهايته في بيت خصص بها في "تيبور" "Tibur" مع أولادها، وأن تعتزل السياسة والشرق. عاشت في عزلة في هذه البقعة من ايطالية، ولم يتحدث عنها مؤرخو عصر "أورليانوس" شيئاً بعد أن صارت من سواد الناس. ويظهر إن ما ذكره. بعض المؤرخين اليونان عن زواج الزباء بعضو من أعضاء مجلس الشيوخ هو أسطورة من الأساطير العديدة التي راجت بعد ذلك عن حياة ملكة الشرق.





وأما أولاد الملكة، فقد ذكرتُ قريباً إن بعض المؤرخين أشار إلى غرق "وهبلات" في أثناء عبور القيصر مضيق "البسفور". وأشار آخرون إلى انه نقل مع أمه إلى "رومة". وأما "تيم الله" "Timolaus"، فأسكن مع أمه أيضاً في "تيبور". وزعم في رواية انه مات مع أخيه "خيران" "حيران" "Herennanus" في أثناء الاحتفال بموكب النصر. وزُْعم أيضا انه عاش وصار خطيباً مصقعاً من خطباء "اللاتين". وروي أيضاً انها زوجت بناتها بأعيان من الرومان. وروى المؤرخ "تربيليوس بوليو" "Trebellius"، وهو من رجال القرن الرابع للميلاد "حوالي سنة 354 م"، إن ذرية الزباء كانت في ايامه. وذكر إن الأسقف الشهير القديس "زنوبيوس" "Zenobius" أسقف مدينة "فلورنسة" ومعاصر القديس "أنبروميوس" "Ambrosius" كان من نسلها أيضاً.
ولم تكن تدمر في عهد "ديوقليطيانوس" "ديوكليتيانوس" "Diocletian" "Diocletian"" 285 - 305 م" سوى قرية صغيرة وقلعة من قلاع اسود لحمايتهما من هجمات القبائل وغزوها للمدن القريبة من البادية. ويخبرنا المؤرخ "ملالا" أن "ديوقليطيانوس" ابنتى "Castra" فيها، وذلك بعد عقده الصلح مع الفرس، ورمم بعض ابنيتها. ويرى "الاْب سبستيان رتزفال" أنه اضطهد نصارى تدمر كما فعل في سائر الاقاليم.






وفي حوالي القرن الحامس. للميلاد "450 م" كانت تسمر مقاطعة تابعة لولاية "فينيقية" وقد عين "تاودوسيوس" "تيودوسيوس" "ثيودوسيوس" الثاني "408 - 450 م" فرقة من الجند لحراسة "تدمر". والظاهر أن وظيفتها كانت حماية الحدود من هجمات رجال البادية. أما الكتيبة الرومانية التي عسكرت فيها في حوالي سنة "400" بعد الميلاد، فهي "اللجيون الأليري" "Illyrian" الأول.
وذكر الراهب "إسكندر" "Alexander the Acoemete" المتوفى في حوالي سنة "435" للميلاد أنه في أثناء سفره من الفرات إلى مصر قابله الجنود الرومان المعسكرون في القلاع بكل ترحاب وقدموا له ولمرافقيه كل المساعدات الممكنة، وانه وجد قلاعاً مقامة على طول حدود الفرس والروم على مسافات تتراوح من عشرة أميال إلى عشرين ميلاً رومانياً. وقد قطع الحدود هذه حتى بلغ مدينة "سليمان"، ويقصد بها مدينة تدمر.
وأمر القيصر "يوسطنيانوس" "جستنيانوس" "Justinianus" "527 - 565م." في أوائل تبوئه الحكم "527م" "أرمينيوس" "Armenius" بالذهاب إلى "تدمر" لترميم ما تهدم من المباني واعادة المدينة إلى ما كانت عليه.





وأمده بالأموال اللازمة لهذا المشروع، كما أمر بتقوية حامية المدينة، وان تكون مقر حاكم "Dux" مقاطعة "فينيقية لبنان" "Phoenice Libanesia" وذلك لحماية الحدود خاصة حدود الأرض المقدسة، وذكر المؤرخ "بروكوبيوس" "Procopius"" إن القيصر المذكور قوى أسوار المدينة وقلاعها وحصنها تحصيناً قوياً، وحسن موارد مياهها. ولا تزال آثار هذا العهد باقية حتى الآن.
وقد كانت مدينة "تدمر" على الحدود الداخلية "Limes Interior" للانراطورية في أيام "يوسطينيانوس". ويسكن في المناطق التي بين هذه الحدود وبين الحدود الخارجية "Limes Exterior" القبائل المحالفة للرومان. ومن هذه المنطقة تغزو القبائل الحدود. وقد كان سلطان الروم وقواتهم العسكرية أقوى في الحدود الداخلية منها على الحدود الخارجية التي كان يقوم بالدفاع عنها رجال القبائل الحليفة بالدرجة الأولى بأجور ومخصصات تدفعها الحكومة إلى رؤسائها لضمان حماية تلك الحدود. وقد كانت القبائل العربية قبل الميلاد وبعده تقلق راحة سكان الحدود وتزعج الحاميات الموكول اليها أمر سلامتها، وتكون مصدر خطر دائم للحكومات. وكان من الصعب الاطمئنان اليها ثم إن البادية كانت تصدّر لهم بين حين وآخر بضاعة جديدة منها، وموجة عنيفة تزعج القبائل القديمة والحدود معاً، "فكان على تلك الحكومات مداراتها واكتساب ود القوية منها،






ويقال إن القيصر "دقيوس" "Decius" "249-251م" في زمانه من هذا الوضع وبرم به، ففكر في ادخال الرعب في نفوس هذه القبائل وقهرها، فجاء بأسود اصطادها من افريقية في البادية لتتناسل وتتوالد ولتكون مصدر خطر ورعب للاعراب.
وقد اتخذ بعض ملوك الغساسنة تدمر منزلاً لهم ومحل اقامة. ولم تزل على هذا الشأن حتى فتحها المسلمون سنة "634 م". غير انها منذ تركتها الزباء لم ترجع إلى ما كانت عليه. وقد أثر تحول الطرق التجارية في مركز هذه المدينة كثيراً ولا شك.
وانتهت الينا أسماء عدد من أساقفة مدينة "تدمر" مدونة في سجلات الأعمال الكنسية، منهم: الأسقف "مارينوس" "Marinus" وقد حضر المجمع النيقاوي "Nicaa" "Nicaea" الذي انعقد سنة "325" للميلاد، والأسقف "يوحنا" "357 م" وقد ورد اسمه في سجلات أعمال مجمع "خلقيدون" "Chalcedon" المنعقد عام "451 م"، و "يوحنا" الثاني المشهور في أيا "انستاس" "أنسطاس" "نسطاس" القيصر "491- 581م". وكان نفي في عهد "يوسطينوس" خليفته لدفاعه عن "المجمع الخلقيدوني" ولقوله بطبيعتين في المسيح سنة "518م". ويستدل من وجود أساقفه في تدمر على انتشار النصرانية في هذه المدينة.

 

ملاك الشرق


&&&لا مستحيل عند أهل العزيمة&&&
ملاك الشرق غير متصل  
 
 

 
قديم 24-04-2010   #420
مراقبة الأبراج التربوية
 
الصورة الرمزية ملاك الشرق







مؤهلاتك بالحصن
  عدد نقاط تميزك بالحصن : 26790
  المستوى : ملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصف
ملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصف
  
عدد زياراتك للحصن:
عدد المرفقات :
  الحالة :ملاك الشرق غير متصل
 

 

!.. رسائلي ..!
 




 

من مواضيعي

الاوسمة

افتراضي

 

وفي "تدمر" في الزمن الحاضر ثروة تأريخية مطمورة تحت الأنقاض ستفيدنا ولاشك فائدة كبيرة في تدوين تاًريخ المدينة وتأريخ صلاتها بالخارج. لقد عثر فيها على كتابات آفادتنا كثيراً في تدوين تأريخ المدينة، ولكن ما سيعثر عليه منها مما هو مطمور سيفيدنا ايضاً، وقد يفيدنا أكثر في كتابة تأريخها. وقد قام علماء بالتنقيب في مواضع منها، للكشف عن المواضع المهمة منها، وكتبوا عنها. غير إن المدينة لا تزال في انتظار من يكشف عنها.
ووردت في الكتابات التدمرية أسماء اصنام عديدة عبدها التدمريون، بلغ عددها زهاء اثنين وعشرين صنماً، منها ما هو معروف ومشهور عند العرب، وأسماؤها أسماء عربية. ومنها ما هو إرمي، وعلى رأس آلهة تدمر الإله "شمش" "شمس". وقد اتصفت دياناتهم بمزايا النظام الشمسي الذي تركزت عليه ديانة عرب الشمال. ومن هذه الأصنام "بل"، أي "بعل"، و "يرح بل" "يرح بول" "يرح بعل"، و "عجل بل" "عجل بول" و "عجل بعل" و"الت" أي "اللات"، و "رحم" "رحيم"، "اشتر" أي "عشتار"، و "عثتر" عند العرب الجنوبيين، و "ملك بل" "ملك بعل"، و"عزيزو" "عزيز".





و "سعد"، و "اب جل"، و "اشر"، و "بل شمن" "بل شمين" "بعل شمين"،أي "بعل السماوات" "رب السماوات" و "جد" وغيرها.
وعثر في تدمر على مقابر عديدة خارج أسوار المدينة على التلال المشرفة عليها تذكِّر الأحياء عبّاد المال بالمصير المحتوم الذي سيواجه كل حي غني أو فقير أو متوسط، تضم رفات من تستقبلهم ثم لاتسمح، لهم بالانتقال منها إلى دار أخرى.
انها دور الأبدية والاستقرار، وقد أجاد أهل المدينة كل الاجادة باطلاقهم "بيت الأبدية" على القبر. ضمت بيوت الأبدية هذه رفات الآباء والأبناء إلى الأبد: بعضها على هيأة أبراج ذوات غرف تودع فيها الموتى، وبعضها على هيأة بيوت ذوات غرفة واحدة مزينة بالنقوش وأنواع الزخرفة كتبت على جوانبها أسماء ساكنيها في الأبدية ورسمت صورهم عليها. هذه هي مدينة الأموات تشرف على مدينة الأحياء وتضحك منها.
حصن "زنوبية"
لم تفكر "الزباء"، على ما يظهر، في نقاط عاصمتها إلى موضع آخر، وقد عملت على تقوية "تدمر" وتحصينها وتجميلها، ومعظم الاثار الباقية فيها هي من أيامها. ولو إن كثيراً من الأبنية التي كانت فيها قبل أيام الملكة قد صيرّت باسمها، غير انها عُنيت عناية فائقة بتحسين عاصمتها ولا شك.وابتنت مدينة على نهر الفرات لحماية حدودها من المشرق عرفت ب "زنوبية" وهو اسمها باليونانية. ويظهر إن هذه المدينة هي التي أشار اليها "الطبري" بقوله:





وكانت للزباء أخت يقال لها زبيبة، فبنت لها قصرآَ حصيناً على شاطىء الفرات الغربي"، فجعل المدينة قصراً، وصيّر اسم المدينة وهو "زنوبية" "زبيبة" وجعله اسم أخت للزباء. وذكر "المسعودي" إن مدائن الزباء على شاطىء الفرات من الجانب الشرقي والغربي، "وكانت فيما ذكر قد سقفت الفرات وجعلت من فوقه أبنية رومية، وجعلته أنقاباً بين مدائنها". وذكر أيضاً انها حفرت سرباً من تحت سريرها وبنته حتى خرج من تحت الفرات إلى سرير أختها. وقد أشير إلى هذا النفق في قصة مقتلها. وذكر "ابن الكلبي" إن أبا الزبّاء اتخذ النفق لها ولأختها، وكان الحصن لأختها داخل المدينة.
وذكر "البكري" إن المدينة التي بنتها الزباء على شاطىء الفرات هي "الخانوقة"، وزعم إن "الزبّاء" "عمدت إلى الفرات عند قلة مائه فسكر، ثم بنت في بطنه ازجاً جعلت فيه نفقاً إلى البرية وأجرت عليه الماء، فكانت اذا خافت عدواً دخلت إلى النفق وخرجت إلى مدينة اختها الزبيبة". وسمى "ياقوت الحموي" تلك المدينة "الزباء"، قال: انها "سميت بالزباء صاحبة جذيمة الأبرش". ودعاها في موضع آخر "عزان" وقال: إنّ في مقابلها على الضفة الثانية من الفرات مدينة تدعى "عدان"، وهي لأخت الزباء.




ويظهر إن هرب "الزبّاء" سراً من نفق سري، يمر من داخل المدينة من معبدها أو من قصر الملكة ومن تحت السور إلى الخارج، هو الذي أوحى إلى أهل الأخبار قصة ذلك النفق الطويل الذي زعموا أن الملكة بنته تحت الأرض من قصرها إلى نهر الفرات، حيث مدينتها الثانية، وهو نفق يجب أن يكون طوله مئات من الأميال. وقد عثرعلى بقايا سراديب وقنوات. تحت أسوار تدمر وقلاعها تشير إلى وجود أنفاق للهرب منها عند الاضطرار، ولكنها لا يمكن أن تكون على شاكلة نفق أهل الأخبار بالطبع.
ولا يستبعد احتمال وجود نفق في حصن "زنوبية" على الفرات أيضاً، ساعد وجوده في تثبيت هذه القصة في رواية الأخباريين.
ويرى "هرتسفلد" "E.Herefeld" أن هذه المدينة هي الموضع الذي يعرف اليوم باسم "الحلبية"، ويقابله في الضفة الثانية من النهر موضع آخر يسمى "الزليبية". وهو يعارض رأي من يدعى أن "الزليبية" هي المدينة التي بنتها الزباء. وينسب بناء موضع "حلبية" "الحلبية" إلى "الزباّء" كذلك. ويرى بعض الباحثين احتمال كون "الحلبية" القصر الثاني الذي نسب بناؤه إلى الزباّء، وذكر في الروايات العربية.





وذهب بعض آخر إلى أن "زنوبية" هي مدينة "السبخة" الحاليهَ.
ويرى "موسل" أن "الحلبية" هي "دور كرباتي" "Dur Karpati"" "Nibarti Aschur" التي بنيت بأمر "آشور نصربال الثالث" "Asurnazirpal" عام "877" قبل الميلاد، وأنها عرفت ب "زنوبية" ثم "الزبّاء" فيما بعد.
ويعزو "سبستيان رتزفال" سيب بناء مدينة "زنوبية" الى عزم الملكة على اذلال مدينة "فلوغيسية" "Vologasia"Vologesias"" المعروفة في الكتابات التدمرية باسم "ألجيسيا" "Ologesia" "ألجاشيا"، وهي في نظر بعض الباحثين "الكفل" على نهر الفرات في لواء الحلة بالعراق، بناها "فلوجاس" "فلوكاس" من ملوك "إلأرشيكيين" "بنو أرشك" حوالي سنة "60" لئميلاد. وذلك لاستجلاب التجارات الواردة عن طريق نهر الفرات من أقاصي الهند والشام وآسية الصغرى. فرأت "الزبّاء" منافسة هذه المدينة ببناء مدينة جديدة تقع في منطقة نفوذها على نهر الفرات.
وكانت قوافل "تدمر" تتاجر مع هذه المدينة العراقية "ألجاشيا"، تحمل اليها بضائع أهل الشام وسواحل البحر المتوسط، وتنقل منها إلى "تدمر" بضائع الهند وايران والخليج والعراق. يقود هذه القوافل زعماء شجعان خبروا الطرق وعرفوها معرفة جيدة، ولهم في المدينة مقام محترم




وطالما عمل لهم رجال القافلة والمساهمون في أموالها، التماثيل، تقديراً لهم وتخليداً لأسمائهم وكتبوا شكرهم لهم على الحجارة، ولدينا نماذج عديدة منها. من ذلك كتابة دوّنها رجال قافلة لزعيمهم وقائدهم "يوليوس أورليوس زبيد بن مقيمو بن زبيدا عشتور بيدا"، لأنه أحسن اليهم حين قاد قافلتهم وأوصلها سالمة الى "الجاشيا" في العراق. وكغاية أخرى دوّنها جماعة قافلة تولى قيادتها زعيم اسمه "نسى بن حالا" لمناسبة توفيقه في حمايتهم وحماية أموالهم في أثناء ذهابهم وعودتهم الى "الفرات" والى "ألجيسيا" "Ologesia" وقد صنعوا لذلك تمثالاً له في شهر "نيسان" من سنة "142" للميلاد تخليداً لاسمه.
قد استولى "خسرو" الأول في حوالي سنة "540" بعد الميلاد على "زنوبية" فدّمرها. فلما استرجعها "يوسطنيانوس" "جستنيانوس" "Justinianus" "527 - 565م"، أعاد بناء ما تهدّم منها. وقد عثر على بقايا المباني التي تعود الى أيامه، وبعضها من عمل معماريه "يوحنا البيزنطي" و "أزيدوروس الملطي" "Isidoros Miletus" حفيد البّناء البيزنطي الشهير "أيا صوفيا" "Hagia Sophia" كلفهما القيصر انشاء تلك العمارات.





غير إن اصل*********ت هذا القيصر لم تضف الى حياة المدينة عمراً طويلاً، لقد كانت نوعاً من أنواع الحقن المقوية،تقوّم الجسم الى حين ولكنها لا تمنحه الاْبدية. ففي سنة "610" للميلاد. وفي أيام القيصر "فوقاس" "Phokas" هاجمها "خسرو" الثاني وأنزل فيها الخراب والدمار. فقد عبر "شهربراز" "Shahrvaraz" نهر القرات في اليوم ألسادس من شهر "أغسطس" من عام "610" للميلاد، واستولى على مدينة "زنوبية" "Zenobia". وأخذ نجمها منذ ذلك الحين في الأول، فلم يسمع عنها شيء، حتى انها لم تذكر في اْخبار الفتوح، ويدل هذا على أنها لم تكن شيئاً يذكر في ذلك الحين ويحدثنا المؤرخ "بروكوبيوس" أن الأيام أثرت في مدينة "زنوبية" "Zenobia" مدينة "الزباء"، فأنزلت فيها الخراب، وتركها أهلها، فانتهز الفرس هذه الفرصة ودخلوها وتمكنوا بذلك من الولوج في الأرضين الخاضعة للروم دون أن يشعر الروم بذلك، ولذلك أعاد "يوسطنيانوس" بناء هذه المدينة وأحكم حصونها وجدد قلاعها وأنزل الناس فيها، وأسكن فيها حامية قوية جعلها تحت امرة قائد، وأقام لها سدوداً من الحجارة لحمايتها من فيضان الفرات، وقد كانت مياه الفيضان تصل اليها فتلحق بها أضراراً جسيمة

 

ملاك الشرق


&&&لا مستحيل عند أهل العزيمة&&&
ملاك الشرق غير متصل  
 
 
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
بحث عن العولمة وموقف الإسلام منها ملاك الشرق التربية الإسلامية 0 31-01-2010 12:13 AM
ملفَ تِسبّبْ فيّ اسٍلاّم المٍلايًينْ ميشو الإتحادية برج الصوتيات والمرئيات الإسلامية 2 29-10-2009 08:42 AM
الحياة الاجتماعية قبل الإسلام وبعد الإسلام وفي العصر الحديث COMANDER الدراسات الاجتماعية 0 23-02-2009 08:15 PM
المَرأة ..قَبل وبَعد الإسلام ..! الملاك الغريب التربية الإسلامية 0 20-04-2008 12:03 AM
مقاطع فيديو لبعض قصص أعتناق الإسلام في الغرب البراء برج الصوتيات والمرئيات الإسلامية 3 01-03-2008 05:03 PM


الساعة الآن 11:15 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. , Designed & TranZ By Almuhajir
لا تتحمل منتديات حصن عمان ولا إدارتها أية مسؤولية عن أي موضوع يطرح فيها

a.d - i.s.s.w