حب من أول نظرة
أنا منك أشكو فاسمعي بل أنصتي
وإليك أشكو بائساً يا حبيتي
أنا غارق في بحر عشقك هائجاً
والموج حاصرني فهل من نجدة
كيف الوصول وباب خدرك موصد؟
يا فاتنة سابت الفؤاد فولّت
قرت بها عيناي حين رأيتها
لكنها كوميض برق مرَت
علّقتها وقد افتتنت بحبها
أصبو إليها ، أشتكي من وحشة
هي من ذوي شرف رفيع ذكرهم
لا تسألني عنهم فهم في الذروة
وعشية غرّاء زرنا دارهم
كانت وربّ الدهر خير عشية
لما طرقنا بابهم فتحت لنا
فإذا بشمس أشرقت وتجلّت
فرأيت وجهاً مستديراً زاهراً
متلألأً، وعيون حور الجنة
وجمال يوسف ، ثم قلت تعجباً
ملَكٌ، وأبهرني بهاء الطلعة
قالت لنا : أهلا بثغر باسم
وتفضلوا فأصبت عند البسمة
لكنها بعد السلام تستّرت
خلف الستار ، فكان مطلع حسرتي
أنا لست أخفي ما جرى يا قومنا
أحببتها والحبّ أول نظرة
أنا شاعر سخر الهوى من عقله
وبقلبه نار الجوى واللهفة
لا تعجبوا أنا عاشق أنا مغرم
لا تتعجبوا ليس الغرام ببدعة
لو كان يدري قيس ليلى حالتي
لمّا ادّعى حبّاً لهول مشقتي
ولأخبر العشّاق أني شيخهم
ولجاء معتبراّ كثيّر عزّة
يا ذاهبين إلى اليمامة بلّغوا
شعري لها، واحكوا مرارة قصتي
قولوا لمن سحرت فؤادي واختفت
هذي رسالة شاعر ذي جنّة
قد كان ذا عقل رزين ثاقب
فغدا بحبك تائهاً ذا حيرة
ما كاد يملك نفسه في ذا الزمان
وكان يعرف بالذكا والحكمة
قولوا لها هل ترحمين معذّباً
أم ليس عندك يا بنت بنت أدنى رحمة
ماذا أقول وكيف أروي قصتي
أطلق لساني ربّ واحلل عقدتي
أجهلت مأساتي وبائس منظري
أم هل رضيت بويلتي ومنيتي ؟
ولقد هجرت النوم منذ ألمّ بي
ألم الهوى، إنّ المصيبة جلّت
أسهو بذكرك في الصلاة مناجياً
وبه أغنّي دائماً في خلوتي
يا قرة العنينين تلك قصيدة
سطّرت أحرفها بأصدق لهجة
ردّي عليّ إذا أتتك رسالتي
ردّا جميلاً وارحميني
وقولي أحبك
واضربي لي موعداً
ألقاك فيه
وليكن في بيتكم ...
مشاعري سماء يطال للوصول إليها ...لا أرضا يداس عليها
جزائرية حرة |
|