حطام القلوب
قصة قصيرة
حطام القلوب
مع سحر نجوم الليل ونور القمر المتساقط علي شرفتي
أضيع كما تضيع الكلمات من ثغر العاشق المذبوح
أبصرت الطرقات لا أجد غيرالسكون والنسيم المرفق معه لذة الأيام
غادرت شرفتي متوجهاً نحو الطرقات احمل معيخوف الأيام
أبعثر ما في الطرقات وأطارد الحزن المتبقي من اثر الأيام
طريق واسع وممرات ضيقة
والنور سطععلي الصمت المتكلف بارعا في الاستنزاف
فسالت نفسي؟ ماذا وراء هذه الأبواب المغلقة
وهل وراء تلك القضبان من يشعر بقدمي
إنني أهذي من تلك الكلمات
وسبقتني الطرقات لتسمع صوت أنفاسي لمن مثلي في المكان
فقابلت رجلا يهذي بالوعة الحبوالفراق
فانتظرت واقتربت وتحسست مشاعر نزفت علي الطرقات
فانسحبت مسرعاً بدون إزعاج وغادرت المكان من غير سؤال أو فضولاً وتركت الجواب
وامتثلت أمام قلبييحاكم في كل شيء قد فات عبر طريق يجر طريق حتى تعبت قدامي
فقصد درباً ينتهي إلي بيتاً فدنوت فسمعت أنين إنسان تنفطر لها القلوب
فعرفت إنها دموع الكتمان
فدنوت أكثر فإذا هي فتاة تتكئ علي شرفتها تواصل البكاء
حتى أصبح المكان كئيبا موحشا تتملكه الأحزان
فهل اسأل أم أعود إلي أدراجي وأواصل دربي لا اعرف؟ فلكل إنسان حياة
ولكن البكاء جعلني أبصر وجع الزمان
فحملتني قدامي وأنا غارقا في صوت من العذاب
فسلمت وسألت لماذا البكاء
فقالت اركض بعيداً أن مكانك غمرته الأيام حبا وحنان لن أنساه
فاهتز شيء بداخلي وتشبثت قدامي
واعدت السؤال لماذا الدموع واشعر كأنك من المحال أن يغدر بيكي إنسان
فبمثلك يمحي الأحزان وقهر الزمان
فأسدلت وجهها بكآبة ورمقتني رمقه استحالت قدامي عن الثبات
فانتشلت نفسي من غرقها في عيونها
وأدركت قدامي أن هذا نهاية الجواب
فانسحبت بدون أي إزعاج
وانطلقت وأنا في حيرة فكم سؤال وراءهذه الأبواب المغلقة
فتركت نفسي للشكوك والتفكير فانحسرت نفسي في دربا مظلميهذي عن ظلم الأيام
فركض مسرعا إلي بيتي وأنا اعرف كم فيه من الأحزان
فتعثرت قدامي في رجل غريب الأطوار يضحك بصرخة عاليه ثم تعتليه البكاء
وتترنح جوارحه وتتمايل علي بريق عيني المندهشة من نحيب الضحكات
فقلت أيضحك فؤادك هل أيقظك شبحا الأحلام
فقال هل تريد الجواب عن رجل يبكي وامرأة تحنو علي ما فات
فقلت وماأدراك قال هذان كانا في يوم حب في كتمان
وعندما ظهر قمرهما طغت عليهما الأحزان
فما عاد لهما غير البكاء
وأخذت ضحكاته تصيح في كل مكان
ولااعرف هل يضحك من فرط السعادة أم من قدر الأيام
ثم قال بعيون تهذي لعلك أنت الآخر في عيونك البكاء
ثم ساد صمته ثم تنهد وقال حباً ضائع وما أكثر الدوامات وزمن البكاء
وارتفعت الضحكات مع البكاء
فشعرت بالخوف يسري في جسدي وركض مهرولاً ولا اعرف إلي أي مكان
اشعر أنني فقد عقلي أين السعادة والحب الذي طال انتظاره اين الصمود أمام قهر الأيام
لا تنسخ الا باذن من المؤلف
تاليف
علي العدل
التعديل الأخير تم بواسطة علي العدل ; 08-02-2010 الساعة 12:42 PM.
|