المرأة "المسكونة" و الجنّي "السكران" !
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
حينما نقرأ عنوان الموضوع، يبدو لنا للوهلة الأولى وكأننا أمام قصة من القصص المشوّقة، مكانها في برج المقال والقصة!
هي فعلا قصة مشوّقة.. ولكن هذه المرة سيكون مكانها في برج النقاش،
إنها قصة من القصص الواقعية، حدثت وتحدث يوميا في مجتمعاتنا العربية-الإسلامية، لا تحتاج إلى وقفة للقراءة والاستمتاع وفقط، ولكنها تحتاج أيضا إلى وقفة للدراسة والتحليل والنقاش..
قصة تحمل في ثناياها مدى الانحطاط الذي وصلت إليه مجتمعاتنا في زمن الانفجار العلمي والمعرفي!
وتخفي في طياتها جهلا مركبا يقبع في فكر متحجر بعيد كل البعد عن النهوض الحضاري الذي يدعو إليه ديننا الحنيف!
جهل يتجسد في ظاهرة استفحال عزوف أصحاب الأمراض العضوية في كثير من الأحيان عن استشارة الأطباء خاصة المختصين منهم واللجوء إلى "التداوي" عند "الرقاة" ولو كان الأمر يقتصر على الرقاة الشرعيين لكان الأمر - مقبولا إلى حد ما وبتحفظ -.. ولكن الأمر يتعلق بـ "المشعوذين"!
باختصار، هي حادثة وقعت لامرأة في عقدها الرابع، أغمي عليها وأصبحت أطرافها ترتعد، حملها أهلها مباشرة إلى أحد الرقاة الذي بدأ يتلو عليها بعض الآيات القرآنية ليكتشف ببراعة أنها مسكونة بجني استعمرها لأنه واقع في غرامها!
أجبرها الراقي على شرب ما لا تطيق من الماء ومختلف أنواع الزيوت "المرقية" وهو يأمر الجني "المحتل" أن يسلّم نفسه ويتوب ويخرج صاغرا من جسد المرأة "المستعمرة"! لكن الجني الأخرس لا يأبه به! لذا يقرر الراقي "المحارب" الإنتقال إلى وسيلة أخرى من وسائل الردع، إنها الحرق بالنار! ورغم ذلك بقى الجنّي "العاشق الوفّي" صامدا صابرا!
ثم يأخذ حزاما جلديا وينهال على المرأة ضربا ويصعد فوق جسدها النحيل ويدعس صدرها برجليه، حتى أفاقت المسكينة رغما عنها وهي تئن شاكية آلامها، متوسلة إياه أن يدعها بسلام، لكنه يواصل المعركة حتى ينتصر على الجني العنيد ويطرده نهائيا ويحرّر جسدها!
بينما الراقي في قمة المعركة، خرج سائل بني اللون من فم المسكينة معلنا لفظها أنفاسها..
وعندما سألوه عن ذلك، أجاب أن الجني اللعين "سكران" وهو يتقيأ ما احتسى من شراب!
لقد ماتت المرأة "المسكونة".. لكن الجني "السكران" بقي حيا!!!
عند تشريح الجثة، اكتشفوا أن المرأة كانت مصابة بداء السكري وأن سبب الوفاة يرجع إلى ألوان العذاب الذي تلقته على أيدي الدكتور الراقي عفوا الجني السكران!
****
استفحال ظاهرة العزوف عن استشارة الأطباء والإقبال على غيرهم ؟
موضوع أطرحه للنقاش،،
بانتظار آرائكم.. تحليلاتكم.. و..إثرائكم..
- البريء -
صبـــر.. و إيمـــان.. إرادة.. و أمـــــــل.. |
|