حريق فيلاجيو يودي بحياة 19 بينهم 13 طفلاً
الدوحة في 28 مايو /قنا/ أعلن سعادة السيد عبد الله بن خالد القحطاني وزير الصحة العامة والأمين العام للمجلس الأعلى للصحة أن الحريق الذي شب بمجمع فلاجيو ظهر اليوم راح ضحيته 13 طفلا منهم سبع بنات وستة أولاد ، وأربع مدرسات من جنسيات مختلفة، بالإضافة إلى استشهاد اثنين من قوات الدفاع المدني.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك ، لوزير الدولة لشؤون الداخلية سعادة الشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني ووزير الصحة العامة سعادة السيد عبد الله بن خالد القحطاني، الذي عقد اليوم.
وفي بداية المؤتمر الصحفي تقدم سعادة الشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني وزير الدولة للشؤون الداخلية بخالص العزاء والمواساة إلى اسر الضحايا في الحريق، كما تقدم باحر التعازي الى أسر شهداء الواجب من رجال الدفاع المدني واثنى على الجهود التي بذلتها فرق الانقاذ والاخلاء والاسعاف وكافة الأجهزة المعنية.
وقال سعادته إن شهداء الواجب من رجال الدفاع المدني بذلوا ارواحهم في سبيل تلبية نداء الواجب وانقاذهم الاخرين ، وسأل الله ان يتغمد ارواحهم الجنة ويسكنهم فسيح جناته.
غرفة العمليات تلقت بلاغا بوقوع الحريقفي تمام الساعة الحادية عشرة صباحا ودقيقتين
واستعرض سعادة الشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني تفاصيل حادث حريق مجمع فيلاجيو اليوم ، وقال إن غرفة العمليات بمركز القيادة الوطني تلقت بلاغا بوقوع الحريق في المجمع في تمام الساعة الحادية عشرة صباحا ودقيقتين (11:02) لتستلم بعدها بدقيقة فقط (11:03) جميع الاجهزة الامنية المكلفة بهذه الامور من دفاع مدني ودوريات "الفزعة" والاجهزة المختصة البلاغ حيث تواجدت في تمام الساعة (11:04) اول دورية لشرطة الفزعة تلاها بدقيقة واحدة (11:05) تواجد الدفاع المدني.
وأكد سعادته أن الاستجابة - منذ تلقي البلاغ إلى الوصول لمكان الحادث - كانت سريعة جدا حيث قام افراد الشرطة والدفاع المدني باستكشاف مكان الحريق الذي شب بالقرب من أحد مراكز الحضانة بجمع فيلاجيو.
الجهود تركزت على اخلاء وانقاذ الاطفال واخماد الحريق
وأضاف أن البلاغ الثاني أفاد بتواجد 20 طفلا في مركز الحضانة بالمجمع حيث تركزت الجهود حينها على اخلاء وانقاذ هؤلاء الاطفال واخماد الحريق.
وأشار سعادة الشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني وزير الدولة للشؤون الداخلية إلى أنه فور وصول الاجهزة الامنية المكلفة من الدفاع المدني الى مكان الحريق باشرت في اداء مهامها ليتم في تمام الساعة (11:24) استدعاء فريق البحث والانقاذ التابع لقوة الامن الداخلي (لخويا) التي وصلت الى موقع الحادث في تمام الساعة (11:39) حيث باشر الجميع حينها بالعمل على محورين هما اخلاء الاطفال المحتجزين داخل الحضانة واطفاء الحريق.
الدخول الى حضانة الاطفال تم من على سطح المجمع
وأوضح سعادته أنه بسبب حجم الحريق الكبير وكثافة الدخان المتواجد إضافة إلى ضيق الممر المؤدي الى مركز الحضانة واحتراق المدخل بالكامل تم التفكير في خطة بديلة للدخول للحضانة حيث صدرت التعليمات لفريق البحث والانقاذ ومجموعة من رجال الدفاع المدني بالدخول الى حضانة الاطفال من على سطح المجمع خاصة بعد احتراق السلّم المؤدي الى الحضانة من الداخل.
كنا ندرك اننا سنخسر اكثر من اثنين
وأكد سعادة وزير الدولة للشؤون الداخلية - الذي كان يقود عملية الاخلاء واطفاء الحريق في الموقع - أنه كان هناك ادراك بان الخطة البديلة ستحدث خسائر بالنسبة لنا وانه لا بد من التضحية في هذا الموضوع لانه لا يوجد حل اخر.
وقال "إن رجال الدفاع المدني ورجال البحث والانقاذ قاموا بعمل بطولي وضحوا بانفسهم وكنا ندرك اننا سنخسر اكثر من اثنين من رجالنا في هذا الحادث وهذا هو واجب وزارة الداخلية والاجهزة الأمنية".
وشدد على "اننا في الوزارة على استعداد جميعا ان نضحي بانفسنا في سبيل انقاذ روح مواطن او مقيم على ارض دولة قطر". واستعرض سعادته في هذا الاطار صورا ملتقطة من مكان الحريق في المجمع توضح عملية الدخول الى الحضانة التي نفذها رجال الامن والاطفاء وفريق البحث والانقاذ.
الوزارة حرصت على نقل المعلومات الصحيحة والارقام الدقيقة للعموم
وفي رده على اسئلة الصحفيين أكد سعادة الشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني وزير الدولة للشؤون الداخلية ان الوزارة حرصت على نقل المعلومات الصحيحة والارقام الدقيقة للعموم ، وانه لم يكن هناك تأخر في اعطاء البيانات.
كما أكد في رده على أحد الاسئلة أن جميع افراد الامن الذين تواجدوا في مكان الحادث لم يدخروا جهدا في تنفيذ واجبهم بل كانوا يتدافعون لانقاذ ارواح المتواجدين داخل الحضانة واطفاء الحريق ، رافضا من يدعي عكس ذلك، وقال "كنت متواجدا في موقع الحادث ورأيت تدافع رجال جميع الاجهزة الامنية لاداء الواجب وكل من يقول عكس ذلك هو شخص جاحد".
وأوضح سعادته أن الفرق المختصة قامت بمسح مكان الحادث بعد اخماد الحريق اكثر من مرة ولا يوجد مفقودون ولم نتلق اي بلاغات تفيد بوجود مفقودين.
التحقيق سيوضح كافة ملابسات الحادث
وحول شروط السلامة في المجمعات التجارية وما اذا كان تواجد حضانة في مجمع تجاري مخالف للتراخيص المعمول بها بيّن سعادة وزير الدولة للشؤون الداخلية انه من الخطأ استباق الاحداث ، وان وزارة الداخلية ليست جهة اختصاص لمنح تراخيص للحضانات، ولكن التحقيق سيوضح كافة ملابسات الحادث ومعرفة اوجه القصور لاجراء محاسبة انية للمتسببين فيه والمعالجة مستقبلا.
وأشار الى وجود كود معين لمعايير السلامة خاصة بالمراكز التجارية والعمارات والمنازل والابراج حيث تقوم ادارة الوقاية بالدفاع المدني بمراجعة هذه المعايير قبل منح اي ترخيص.
لا توجد استثناءات في منح التراخيص لاي من كان على حساب ارواح الناس
وأضاف أنه لا توجد استثناءات في منح التراخيص لاي من كان على حساب ارواح الناس، وقال ان هناك لجنة عليا سيتم تشكيلها لمتابعة هذا الامر بالذات.
كما اكد سعادة الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة ال ثاني ان جميع الافراد الذين تعاملوا مع حادث الحريق مؤهلون بالكامل للتعامل مع مثل هذه الاحداث وكانت استجابة الجميع سريعة بمن فيهم رجال الاسعاف وتجهيز المستشفيات ولم يكن هناك تقصير من اي احد.
وعبر سعادته عن اسف وحزن الجميع جراء ما حدث اليوم بجمع فلاجيو وأكد بالقول "اننا حاولنا بكل ما نستطيع ان ننقذ ارواح الاشخاص وضحينا بعدد من رجال الدفاع المدني في سبيل ذلك".
الوفيات كانت بسبب الاختناق من دخان الحريق
من جهته ، قال سعادة السيد عبد الله بن خالد القحطاني وزير الصحة العامة الامين العام للمجلس الأعلى للصحة إن جميع الوفيات التي نتجت عن الحادث كانت بسبب الاختناق من دخان الحريق.
وأوضح أن المتوفين الـ19 (13 طفلا و4 مدرسات في الحضانة ورجلا دفاع مدني) توفوا جميعهم في مكان الحادث.
وأفاد بأن الحادث أسفر عن 17 مصابا معظمهم من رجال الدفاع المدني والامن نقلوا إلى المستشفى خرج منهم أربعة ومازال البقية يتلقون العلاج.
سيارات الاسعاف قامت بـ37 رحلة لنقل المصابين والإسعاف الطائر برحلة
وتحدث سعادة وزير الصحة في المؤتمر الصحفي عن دور الفريق الطبي والاسعاف في حادث حريق مجمع فيلاجيو حيث أوضح ان الفريق الطبي وصل إلى موقع الحادث على الساعة (11:11) وتم استلام أول مصاب الساعة (11:45) .
وأشار إلى ان سيارات الاسعاف قامت بـ37 رحلة لنقل المصابين من مكان الحادث مع توفير خمس سيارات تدخل سريع مع قيام الإسعاف الطائر (الهيلوكبتر) برحلة إسعاف واحدة.
وأكد أن استجابة الفريق الطبي للحادث كانت سريعة وتم توفير أسرّة للمصابين بسرعة فائقة وكذلك تجهيز المشرحة لاستقبال المتوفين إلى جانب تجهيز غرف لاستقبال عائلات الضحايا والتواصل معهم للتعرف على هويات أطفالهم المتوفين.
وأعلن سعادة وزير الصحة العامة أن الأطفال الـ13 المتوفين في الحادث يحملون كلهم جنسيات أجنبية من بينها الإسبانية واليابانية وإن المدرسات الأربع ثلاث منهن يحملن الجنسية الفلبينية والأخرى تحمل جنسية جنوب إفريقيا فيما يحمل رجلا الدفاع المدني جنسيات عربية.
وفي رده على سؤال حول إغلاق إدارة مجمع فلاجيو لبعض أبواب الطوارئ، أكد سعادة وزير الصحة أنه إذا ثبت بالفعل أن هناك إغلاقا لمنافذ الطوارئ لتوفير تكلفة المراقبين ستكون هناك محاسبة.
من جهته قال العميد حمد عثمان الدهيمي مدير إدارة العمليات بالدفاع المدني إن أجهزة الدفاع المدني تلقت بلاغ الحادث في الساعة (11:03) وذلك في مركز الدفاع بمنطقة العزيزية التي تعد أقرب نقطة لمكان الحادث.
وأضاف أنه حسب تقييم الضابط الموجود في المركز تمت في البداية عملية إخلاء الأشخاص المتواجدين في مكان الحريق ومن ثم تم تشكيل فرقتين الأولى للإنقاذ والثانية للاطفاء.
وأشار إلى ان الخطة اقتضت بعد ذلك تحريك فرق مساندة أخرى بسبب ضخامة الحريق حيث تحركت فرق من مركز الصناعية ووادي السيل إلى جانب عملية إسناد من إدارة الاسناد والتغطية وقسم الشؤون الإدارية للمتدربين حيث بلغ عدد الدفاع المدني في مكان الحادث 180 فردا.
وبين العميد حمد الدهيمي أن السيارات التي استخدمت كانت عبارة عن خمس سيارات سلالم وخمس سيارات إطفاء كبيرة وسيارتين تدخل سريع بالإضافة الى أربع "تناكر" من بينها قاطرة ومقطورة.
الحريق حدث ما بين بوابة 3 و4
وأفاد بأن الحريق حدث ما بين بوابة رقم 3 و4 في مجمع فلاجيو حيث كانت الحرارة داخل المجمع مرتفعة جدا بسبب النيران مع وجود دخان كثيف سبب انعدام الرؤية في الداخل.
ولفت إلى أن الحرارة الشديدة والدخان الكثيف منع رجال الدفاع المدني من الوصول إلى منطقة تواجد الأطفال داخل الحضانة ولذلك تمت الاستعانة بفريق البحث والإنقاذ بلخويا في عملية دخول المكان وذلك بناء على توجيهات سعادة وزير الدولة للشؤون الداخلية.
وفي رده على سؤال حول ما يتداول بأن مرشات المياه وجرس الإنذار لم يعمل أثناء الحريق في المجمع، أشار العميد الدهيمي إلى أن جرس إنذار الحريق عمل في بعض المحلات ومن الممكن أن خراطيم المرشات كان بها بعض التسريب، موضحا أن كل هذه الأمور ستتضح من خلال التحقيقات.
بدوره تحدث النقيب خميس محمد المريخي ضابط بفريق البحث والإنقاذ عن دور الفريق في عملية الانقاذ، وقال ان صعوبة الدخول من الأبواب السفلية للمجمع أجبرت فريق البحث على إيجاد خطة بديلة للوصول إلى الحضانة من سطح المجمع وإخراج الضحايا من هناك.
وأضاف أن فرق الإنقاذ والدفاع المدني واجهت صعوبات ومخاطر كبيرة ولكن الإصرار على إنقاذ الأرواح وتنفيذ الواجب ذلل هذه الصعوبات.
وكان سعادة وزير الدولة للشؤون الداخلية قد أشاد في بداية المؤتمر الصحفي بتفاعل اجهزة الامن المختلفة مع حادث الحريق وحرصها على تلبية الواجب وبذل أقصى جهد لإنقاذ الأرواح.
وقال إن الكثير من أفراد الامن والشرطة من مختلف أنحاء الدولة بمن فيها أمن الشمال حضروا إلى موقع الحادث وأبدوا استعدادهم لتأدية الواجب.
كما ثمن تواجد عدد من عناصر القوات المسلحة والحرس الاميري إلى مكان الحادث تلبية للواجب.
المصدر : وكالة الأنباء القطرية