اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة معالي الوزيرة
ربما كنت ضيفة ثقيلة والا ماذا تقول سيدي ؟؟
اعجبني النقاش فيه لانه مثلما ما قلت هذا الموضوع بالذات يهمنا جميعا ..
دعوني اعترف لكم .. لست من مدمني التلفاز في السنوات الاخيرة ربما لانشغالي بالدراسة او بالمشاريع الاخرى ..
ولكني عندما يكون لدي وقت فراغ فانني انتظر واحدة من البرامج الاجنبية .. التي تظهر على mbc 4
رغم اختلافها عن عقائدنا الا انها مثرية في كل الجوانب وطريقة تقديمهم لها جذبتني ..
عدم احتكارهم للاشخاص معينين ولقصص معينة ولموضوع واحد يتكرر جعلني استمتع بمشاهدتها رغم انها مجرد برامج وليست افلام للترفيه
اذن .. الموضوع جدا سهل ..
نحن بحاجةالى مخططين على المدى البعيد ..
بحاجة الى مبدعين فكريا قبل ان يكون مبدعين ظاهريا
ومثلما قال اخي بحاجة الى استراتيجيات من كل المجالات .. تخدم الاعلام .. ليس تجاريا وانما فكريا وتنمويا ..
يعني شبكة الجزيرة .. اعتبرها الاولى بين الشبكات العربية المتقدمة في برامجها من كل الجوانب .. والسبب ؟؟ استعانتهم بخبراء ومتخصصين ( عرب ) دكاترة وربما اكثر .. لخدمة هذه الشبكة ..
لكن سؤالي هنا ؟؟
هل نحن المنتدى الوحيد الذي تكلم عن هذا الموضوع ؟؟
هل هناك من فعل شيئا تجاه هذا الموضوع ؟؟
غير الكتابة طبعا !!
ربما هو من اضعف الايمان فعلا .. وهو الخطوة الاولى لمعارضة هذه الامور .. ولكن الى متى ؟؟
واين اصحاب الاقلام مثلك اخي .. ومثل غيرك من الاعلاميين المثقفين لتغيير هذا الوضع ؟؟
*************
معالي الوزيرة هي فعلا ضيفة ثقيلة !!
ولكنها ثقيلة بفكرها الناضج وبعمق تحليلها!!
ثقيلة ثقل الهموم التي تحملها لقضاياها في "حقيبتها الوزارية"!!
بينما هي خفيفة كخفة روحها الطيبة !!
(يكفي هذا ام أزيد ؟؟)
***********
أكيد يا معالي الوزيرة أن التلفزيزن باعتباره وسيلة من وسائل الإتصال الجماهيري ..
يتوجه برسائله تقريبا إلى كل الفئات الإجتماعية المثقفة وغير المثقفة..
والرسالة فيه تكون أكثر مصداقية لأنه يجمع بين الصوت والصور وإمكانية النقل الحي للأحداث !!
وقد ذكرت في موضوع مشابه في برج النقاش الحر، أن أهم شيء بالإضافة إلى المحتوى هو البرمجة !!
وقلت أن البرمجة في التلفزيون هي عبارة عن استراتيجية !!
استراتيجية مدروسة بدقة .. وربما المشاهد البسيط قد لا يدرك أهداف تلك البرمجة .. فهو مجرد مستمتع بالإستهلاك !!
وقد قدمت مثالا على البرمجة المقصودة - ولا بأس أن أعيده هنا..
وقلت أن..
التلفزيون أصبح في الأسرة العربية فردا من أفراد الأسرة !!
تزينه أمهاتنا وأخواتنا ويؤخذ إلى الطبيب إذا فسد.. تماما كما نأخذ أطفالنا إذا مرضوا !!
في الصباح الباكر تنهض أمهاتنا يشغلن جهاز التلفاز عفويا (عملية آلية تلقائية) لأنه يضفي على البيت عنصر "الإمتاع والمؤانسة" وقد يبقى الجهاز مفتوحا طول النهار، حتى ولو كان لا أحد يشاهده.
أمهاتنا في المطبخ أو في إعداد البيت أو غيرهه من الأمور المنزلية، وحينما يحين موعد ركن الطبخ، يتركن كل شيئ ويقبعن أمام الجهاز حاملات أقلامهن كي يدوّن مقادير وطريقة إعداد المأكولات المقترحة.
وكي يتخلصن من أطفالهن الصغار دون سن الدراسة يخترن برامج الرسوم المتحركة وكلنا يعرف مدى تأثيرها على سلوكيات الطفل.
بعد إعداد وجبة الغداء، المسلسل العربي أو المدبلج لا غنى عنه. كل شيء يتوقف لأجل عيون المسلسل.
إعداد وجبة العشاء تتم مباشرة بعد هذا المسلسل كي يكون كل شيء جاهزا وتتفرغن للمسلسل العربي الآخر (المسائي) لدرجة أن تتساءل بعض ربات البيوت: "هل نتناول العشاء قبل أو بعد المسلسل" ؟
وهناك دراسات عديدة أجريت على جمهور المسلسلات وبينت مثلا أن نسبة استهلاك المياه في مطابخ العائلات العربية تنخفض إلى 70 بالمائة في أوقات معينة وهي أوقات تتبع النساء للمسلسلات.
تأتي بعد ذلك نشرة الأخبار الرئيسية ونعرف مدى تعلق آبائنا بها..
هذه النشرة تتزامن عادة مع وجبة العشاء فنلاحظ أن الأب (ملعقة في الصحن وأخرى خارجه) وبعد دقائق نراه يطالب الأم بوجبة جديدة لأنه لم يتذكر أنه استمتع بوجبته ؟؟؟
وتصوري يا معالي الوزيرة، أن أصدقاء تجمعهم "اللمة" خارج البيت وفي وقت معين يتفرقون فجأة وكأن لا صحبة بينهم لا لشيء سوى لأن مقابلة في كرة الكرم في إطار رابطة الأبطال أو غيرها تنطلق في ذلك الحين.
من خلال هذا السرد المتسلسل، نستنج أنه فعلا أصبح برنامج العائلة العربية أصبح بطريقة غير مباشرة مرتبط ببرامج القنوات الفضائية.
أما بخصوص القنوات التي تعجبك (وستشكرك تلك القناة لأنك عملتِ لها إشهارا مجانيا (هنا) !!
قلت أعجبتك لأنها ببساطة تمتاز بالإحترافية في عملها..
وعندما أقول "الإحترافية" فهذا يعني حسن أداء الطاقم البشري ونوعية التقنيات المستعملة وحسن اختيار توقيت البرامج ..الخ
ولكن الموضوع ليس سهلا يا معالي الوزيرة !!
أتعرفين لماذا ؟
لأنه حتى ولو امتلكتِ المال والموارد البشرية الكفئة وتكنولوجيا تقنية حديثة جدا..
فهذا لا يمنحك إعلاما محترفا ولا هادفا !!
لأنه ينقصك شيء أساسي .. وهو تغيير الذهنيات !!
فهل تستطيعين تغيير ذهنية رجل أعمال لا يهمه سوى الربح ؟
وهل تستطيعين تغيير ذهنية هيئة وصية لا تعرف معنى العولمة الإعلامية والثقافية وضرورة المشاركة فيها بفاعلية ؟؟
وهل تستطيعين تغيير ذهنية Manager "مسيّر" لا يعرف مبادئ اقتصاد السوق بصفة عامة والاقتصاد الإعلامي بصفة خاصة ؟؟
أما بخصوص نجاح تجارب بعض القنواة الإخبارية العربية .. فهذا يرجع كذلك إلى عامل الإحترافية + توفر المال + شبكة مراسلين + تحكم في تكنولوجيا وسائل الإعلام والاتصال + تبني مذهب إعلامي موّجه !!
كما انها تجلب زبدة ونخبة الإعلاميين والمثقفين العرب ..
بالإضافة إلى امتلاكها لمراكز التدريب والتاهيل والتكوين المتواصل !!
وطبعا هذا الأمر ليس متاحا للجميع !!
قد لا نكون نحن المنتدى الوحيد الذي تطرق إلى هذا الموضوع ولكن كل منتدى يتناوله من زاوية معينة !!
أما بخصوص التغيير .. فالكرة في مرمى أصحاب القرار !!
لأن ورغم أن الإعلامي هو أحد المساهمين في وضع الخطوط الكبرى للمجتمع ورغم انه إما رسول صغير إلى الناس وإما شيطان كبير .. فهو إذن إما مشيدا وإما مهدما ..
إلاّ أن دوره ليس التغيير المباشر وإنما وضع الخطوط الحمراء والإشارة إلى مواطن الخلل وتقديم انشغالات الرأي الرأي العام لأولي الأمر أمثالك يا "معالي الوزيرة" !!
ولكن غالبا ما يتم تجاهل صرخات الإعلاميين وتكبيلهم بقوانين إعدام عفوا إعلام !!
بالاضافة إلى تهميش الأفكار المبدعة ولا يتم استشارة أهل الإختصاص فيما يتعلق بقضايا الإعلام خاصة "القومية" منها !!
يجب تغيير الذهنيات والإستلهام من تجارب الآخرين الناجحة وتشجيع روح المبادرة !!