تمخـض الجبــــل فولد فــــأرا .... !!!!!!
أعلنت الدول الصناعية فى قمة كوبنهاجن للمناخ عن توصلها لاتفاق غير ملزم لمكافحة ظاهرة الاحتباس الحرارى، اعتبره الرئيس الأمريكى باراك أوباما «هاماً» و«غير كاف»، وانضمت للاتفاق أكثر من ٣٠ دولة فى صدارتها الولايات المتحدة وألمانيا والصين والبرازيل، وذلك وسط رفض من جانب الدول الفقيرة وجماعات الدفاع عن البيئة التى رأت أن الاتفاق لا يفى بمتطلبات الحفاظ على البيئة، ولا يتناسب مع الضجة التى أثيرت حول مؤتمر كوبنهاجن. وقال الرئيس الأمريكى إنه على الرغم من أهمية الاتفاق إلا «أنه مازال يجب على العالم الذهاب إلى مدى أبعد فى مكافحة ارتفاع درجة حرارة الارض».
وأقرت كل الأطراف بأن الاتفاق لم يصل إلى حد طموحات الأمم المتحدة، ولكنها قالت إنه نقطة بداية لجهود دولية منسقة لتفادى التأثيرات المفجعة للتغير المناخى.
ولم تحدد الاتفاقية أى التزامات على الدول لخفض الانبعاثات، حيث أعلن أوباما أن كل دولة ستحدد «التزامات ملموسة» ستخضع بعد ذلك «للتشاور والتحليل الدوليين»، بينما سادت وجهة نظر الدول الصناعية التى ترغب فى خفض الانبعاث والغازات بحيث تقتصر الزيادة فى درجة حرارة الأرض على درجتين مئويتين بدلاً من درجة ونصف مثلما كانت الدول النامية تطالب، ويدعو الإعلان إلى إبرام اتفاق كامل بحلول نهاية ٢٠١٠.
وقال أوباما «علينا الاستفادة من الزخم الذى حققناه هنا فى كوبنهاجن لضمان أن يكون العمل الدولى الرامى إلى خفض الانبعاثات بشكل كبير دائما وكافيا على مر الوقت».
وقال الرئيس الفرنسى، نيكولا ساركوزى، إن كل الدول المشاركة فى المحادثات وافقت على الاتفاق وإن الاتفاق نجح فى إلزام الدول الرئيسية التى ينبعث منها ثانى أكسيد الكربون على الحد من تلوثها، وأضاف أنه بموجب الاتفاق سيكون على كل الدول ومنها الصين تقديم خطط مكتوبة لكبح انبعاثات ثانى أكسيد الكربون بحلول يناير كانون الثانى ٢٠١٠ . وقال إن كل الدول وقعت على خطة لتقديم ١٠٠ مليار دولار من المساعدات للدول النامية سنويا بحلول ٢٠٢٠ .
وقال ساركوزى «النص الذى لدينا ليس كاملا.. لو لم نكن توصلنا لاتفاق فإن هذا كان سيعنى تحرر دولتين مهمتين مثل الهند والصين من أى نوع من التعهدات.. وستكون الولايات المتحدة غير المشاركة فى كيوتو حرة من أى نوع من التعهدات»، مضيفا أن المستشارة الألمانية ستدعو إلى قمة أخرى لمكافحة ظاهرة الاحتباس الحرارى وتعهدات الدول فى هذا الإطار خلال ٦ أشهر.
وأعرب الاتحاد الأوروبى عن أسفه، خصوصا لغياب هدف طموح وملزم لتخفيض انبعاثات غازات الدفيئة، معبراً فى بيان له عن أمله فى تغيير الوضع الحالى قريبا، واعتبر رئيس المفوضية الأوروبية، خوسيه مانويل باروزو، أن هذا النص هو «أفضل من لا شىء» حتى وإن كان «أدنى مما كنا ننتظره»، معبراً عن خيبة أمله فيما تم التوصل إليه فى الاتفاق.
من جانبها، أعلنت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، ورئيس الوزراء البريطانى، جوردون براون، قبولهما لاتفاقية بشأن المناخ فى كوبنهاجن ولكنهما قالا إنهما يريدان المزيد، وقالت ميركل إنها ستؤيد هذا الحل الوسط «على الرغم من المشاعر المتضاربة»، بينما أكد براون الحاجة للتوصل لاتفاق ملزم قانوناً لمكافحة ظاهرة الاحتباس الحرارى.
وأيدت البرازيل الاتفاق ولكن مندوبها فى محادثات تغير المناخ قال «إنه أمر مخيب للآمال جداً ولكن ليس إخفاقا.. إذا اتفقنا على الاجتماع مرة أخرى ومعالجة القضايا التى مازالت معلقة، بينما قال شيه تشنهوا، كبير المفاوضين الصينيين، إن اجتماع قمة الأمم المتحدة بشأن المناخ توصل لنتيجة إيجابية وأن الكل يجب أن يكون سعيدا.
ومن جهته، وصف رئيس الوزراء الكندى، ستيفن هاربر، اتفاق كوبنهاجن بأنه «كامل وواقعى»، مضيفاً أنه يجب العمل على التوصل إلى اتفاق أفضل لما بعد عام ٢٠١٢.
وفيما يتعلق بالمساعدات، تعهدت الولايات المتحدة بدفع ٦.٣ مليار دولار كمساعدة للدول الفقيرة حتى العام ٢٠١٢ لمساعدتها على التأقلم مع تأثيرات التغير المناخى، بينما تعهد الاتحاد الأوروبى بدفع ١٠.٦ مليار دولار واليابان بدفع ١١ مليار دولار، ليبلغ إجمالى تعهدات الدول الصناعية ٣٠ مليار دولار سنويا تقريباً.
وفى المقابل، ظهرت العديد من الانتقادات لإعلان كوبنهاجن أبرزها أنه تم التفاوض عليه سراً وراء الأبواب المغلقة، وهو ما يتعارض مع القواعد المتعددة الأطراف للأمم المتحدة، كما لم يضع أى قواعد واضحة لمكافحة الاحتباس الحرارى، كما لم تتعهد الدول الكبرى بخفض واضح لانبعاثاتها، وعبرت الدول النامية ومنظمات حماية البيئة عن العديد من الانتقادات.
واعتبر الموفد السودانى، لومومبا ستانيسلاس ديا-بينج، ممثل مجموعة الـ٧٧ (والتى تمثل ١٣٠ بلداً نامياً) أن الاتفاق الذى تم التوصل اليه فى العاصمة الدنماركية هو «الأسوأ فى التاريخ»، مضيفا أن الاتفاق لا يحوز على الإجماع الواجب لكى يتم تطبيقه من قبل جميع دول العالم.
من جهته، وصف الرئيس الفنزويلى، هوجو تشافيز، الولايات المتحدة بأنها «أكبر ملوث»، واتهم الرئيس الأمريكى باراك أوباما بمحاولة صياغة اتفاقية للمناخ من وراء ظهر الزعماء الآخرين، وقال «إن الإمبراطور الذى جاء فى منتصف الليل وتحت جنح الظلام يعد من وراء كل شخص وبطريقة غير ديمقراطية وثيقة... لن نقبلها».
وقال إيان فرى، وهو مندوب لجزيرة توفالو الواقعة فى المحيط الهادى والتى تخشى من أن تمحى من على الخريطة بسبب ارتفاع منسوب مياه البحار: «يؤسفنى أن أبلغكم أن توفالو لا يمكن أن تقبل هذه الوثيقة لأنها وثيقة انتحار».
من جانبهم، انتقد دعاة الحفاظ على البيئة «اتفاق الحد الأدنى» الذى توصل إليه الوسطاء الدوليون بهدف إبطاء ظاهرة الاحتباس الحرارى حيث قام نشطاء بحلق شعر رؤوسهم بسبب خيبة الأمل التى أصيبوا بها، وقالت منظمة «السلام الأخضر» فى بيان لها إن «المفاوضات التى أجريت تحت رعاية الأمم المتحدة فشلت، ولم تتمكن من التوصل إلى اتفاق يقترب حتى مما هو ضرورى للسيطرة على تغير المناخ».
كما أعلنت المنظمة غير الحكومية «أصدقاء الأرض» أن «إعلان كوبنهاجن» هو «كارثة على الدول الأكثر فقراً»، وقال رئيس المنظمة نمو باساى فى بيان «لقد أحبطنا من عجز الدول الغنية على الالتزام بتخفيض انبعاثات الغازات الدفيئة التى تعرف أنه ضرورى وخصوصا الولايات المتحدة التى هى تاريخيا أول باعث عالمى لهذه الغازات».
منقـــــــــول
 |
التعديل الأخير تم بواسطة nouri ; 20-12-2009 الساعة 03:02 PM.
|
السلام عليكم
العرض العادي
