فتاة الأحزان/ من تأليـــفي
آه لماذا أنا الوحيدة التي ليس لها أم؟ لماذا رحلت يا أمي؟ أرجوك عودي أنا بحاجه ماسه إلى حنانك وحضنك الدافئ أمي الحبيبه أرجوك عودي كانت هذه الكلمات تتردد دائما في فكر(سلوى) وكان يختلج صدرها الحنين إلى والدتها التي لم تراها في حياتها لقد توفيت والدتها وهي تلدها فرفضت زوجة والدها تربيتها فنشأت وترعرت في كنف خالتها التي لم تبخل عليها بحبها وحنانها وعطفها لكن بالنسبة (لسلوى) لا حضن أدفئ واحن من حضن الأم على الرغم من محبة خالتها وأبنائها لها الا أنها كانت تفتقد للمسة الحانية من أمها لكن مشيئة الله كانت اقوى من كل شئ اما والدها فهو لم يهتم في يوم من الأيام بها ولم يكترث لأمرها لأنه كان ملتهيا بزوجته واولاده الى ان بلغت (سلوى) السادسة عشر وأصبحت شابه أخذت زوجة الأب تحرض زوجها على ضرورة احضارها من بيت خالتها فقد اصبحت على وشك الزواج ولا يجوز ان تتزوج وهي ببيت خالتها فوالدها احق بالمهر اخذت تملأ راسه باشياء لم تخطر على باله وافق وبدون تردد وفي صباح اليوم التالي ذهب لاحضارها من بيت خالتها عز على خالتها ذلك لكن ماذا ستفعل؟ اذا رفضت سيشكوها وسيأخذ ابنته بالقوة سمعت (سلوى) ذلك ورفضت بشدة لكن لم يكن أمامها خيار سوى الرحيل رحلت والألم يعتصر قلبها والدموع تنهمر من عينيها ومن لحظة وصولها إلى بيت والدها وزوجة ابيها تهينها وتقسو عليها وتوكلها بكل اعمال المنزل حزنت (سلوى) كثيرا فهي لم تألف هذه الحياة حتى اخوتها من ابيها كانوا يعاملونها وكأنها خادمه ووالدها ينظر اليهم دون ان يحرك ساكنا فزوجته تسيطر عليه وبسبب سوء المعامله كانت (سلوى) تذهب الى ابنة الجيران لتخفف مما بداخلها وكان لدى ابنة الجيران اخ يكبر (سلوى) بخمسة اعوام احبته (سلوى) كثيرا وكانت تتحجج للذهاب الى جيرانهم لرؤية ابنهم لقد احبته بكل صدق واخلاص تقدم الشاب لخطبتها فطلب والدها منه مهرا غاليا حتى يعجزه ظنا منه انه بذلك سيثنيه عن قراره بالارتباط بابنته وانه سينساها لكن الشاب فعل كل ما بوسعه لجمع المبلغ الذي طلبه والدها وعندما اكتمل ذهب الشاب الى والد (سلوى) ظنا منه انه سيوافق لكن حدث ما لم يكن متوقعا لقد رمى والد (سلوى) النقود في وجه الشاب وطرده من المنزل غضب الشاب غضبا شديدا فقرر ان يرد له الصاع صاعين اما (سلوى) المسكينه غالبتها الدموع والأحزان لكنها لم تيأس وأخذ حبيبها يحرضها ويقول: ان كنت فعلا تحبيني اثبتي لي ذلك اذهبي الى دار القضاء للشكوى على ابيك ترددت في بادئ الأمر لكن لماذا التردد؟ فوالدها لم يكن يعاملها معاملة حسنة يجب ان افعلها لكي تجد روحي السكينة والهدوء مع من احب وبكل حزم ذهبت الى دار القضاء واخبرت القاضي بان والدها يرفض ان يزوجها قام القاضي باستدعاء والدها والشاب توجه القاضي بالسؤال للوالد لماذا لا تزوج ابنتك من هذا الشاب؟ رد وبكل غرور انه لا يناسب ابنتي قال القاضي: ابنتك ترغب بالزواج منه سكت ولم يجب قال القاضي: سوف ازوجهما الآن ورغما عنك لأن الشاب ذو خلق ولا يعيبه شئ كظم الوالد غيضه وقال: افعل لكن انا برئ منها وهي ليست ابنتي بعد الآن... توجه القاضي بالسؤال الى (سلوى) هل تقبلين الزواج من (احمد)؟ اجابت وبكل سرور نعم اقبل.. ثم توجه الى (احمد) وانت هل تقبل الزواج من (سلوى)؟ كان (احمد) يود الثأر لكرامته كان يود ان يرد الأهانه الى والدها عندما رمى النقود بوجهه وطرده سكت ثم قال:لا لا ارغب ان تكون (سلوى) زوجتي دهش جميع من كان في القاعه كيف؟ انه يحبها ما السبب؟ سر والد (سلوى) كثيرا لما سمع اما المسكينه فقد اغمي عليها ولم تستفق الى بالمستشفى يالي قسوة قلبه اين الحب؟ واين السعادة التي وعدني بها؟ فقط ليسترد كرامته ضحى بحبه ألهذه الدرجة اعماه الغضب عن من يحب؟ اما (سلوى) فقد اصبحت تعيش في عزلة عن الناس فهي لا تفارق غرفتها اصبحت الدموع والآهات والألم رفقائها في وحدتها اهملت نفسها حتى الطعام لم تكن تبالي به الا بما يسد الرمق اصيبت بحالة من الاكتئاب نحل جسمها وفارقتها الابتسامه وبسبب الحالة التي كانت تمر بها اصيبت بمرض القلب كان الألم يفتت قلبها لكنها كانت كتوم الى ان اشتد عليها ولم تستطع ان تسيطر على نفسها فانهارت قواها وسقطت على الارض لم يكترث والدها بذلك فمرضها وصحتها عنده سيان ما فعله انه قام بالاتصال بخالتها واخبارها وعندما سمعت خالتها بذلك جاءت على وجه السرعة وحملتها الى المستشفى وعندما اجريت لها الفحوصات عرف الطبيب مما تعاني فالمرض كان في بدايته اخبر خالتها فقامت بعرضها على امهر الأطباء واخذتها معها الى المنزل لتشرف على علاجها ولتهتم بها وترعاها وبفضل الله تحسنت (سلوى) واستعادت عافيتها فلقد هيأت لها خالتها وعائلتها الجو المناسب للراحه لقد ادخلو السرور الى قلبها المحطم لتستعيد (سلوى) ابتسامتها المفقوده وفي الفتره التي قضتها مع خالتها استطاعت نسيان بعض من الحزن الذي اعتصر فؤادها وهذا ما ساعد على شفائها وبعد فترة جاء شاب الى والد (سلوى) لخطبتها وطلب الأب مهلة ليسأل ابنته ذهب الى بيت خالتها واحضر (سلوى) معه واخبرها بامر الشاب وافقت (سلوى) لانه لا يهمها اكانت تحبه ام لا فالحياة القاسية التي عاشتها انستها معنى السعادة فلم تكترث اتعيش سعيدة ام تعيسة حدد موعد الزفاف وتزوجت (سلوى) وعاشت مع زوجها في بيت عائلته الكبيرة العدد كان زوجها يعاني من مرض نفسي كان دائما يضربها اما والداه يصبرانها ويقولان لها انه مريض ولو لم يكن كذلك لجعلك سعيدة لم يكن ذلك يهمها لقد اصبح الحزن رفيقها منذ الصغر فعرفت ان هذا قدرها ولا مفر من القدر كان لدى زوجها جد يعاني من داء السل الرئوي وكان محبوسا في غرفة لا يدخلها الا الخدم اشفقت (سلوى) على حاله فقد كانت تزوره كل يوم
لتطعمه وتعطيه الدواء كان طيبا جدا وجدت فيه (سلوى) الحنان الذي افتقدته من والدها كانت تحدثه بما يختلج صدرها من الم وهموم وعلى الرغم من ان الجد طلب منها ان لا تاتي لرؤيته لان مرضه معد الا ان محاولاته في ابعادها باءت بالفشل لقد احبته كثير كان الشخص الوحيد الذي يخفف عنها الامها كان الوحيد الذي يضمها الى صدره ويحنو عليها وفي احد الأيام دخلت (سلوى) على الجد فوجدته ميتا حزنت كثيرا لفراقه واخذت تبكي بحرقه وتقول: لماذا يرحل من احب؟ رحلت امي ولم اراها والآن رحلت انت ايها الطيب من لي غيرك الى من ساشكو همي يالهي ارحمني مضت الأيام والشهور وفي يوم ما اصيبت (سلوى) بزكام حاد وكانت تسعل لاحظت انها كلما سعلت صاحب ذلك خروج دم من فهما لم تكن تعرف ما السبب ولم تكترث بالأمر ولم تخبر زوجها وعائلته لأنه ليس من النوع الذي يعير اهتمام لذلك فهو يعاملها كاي قطعة اثاث بالمنزل لقد تزوجها لإشباع غريزته فحسب مضت الأيام وحال (سلوى) تزداد سوءا وعلى الرغم من ان زوجها يراها امام عينيه تتلوى من الألم لم يفكر بنقلها الى المستشفى لم تستطع (سلوى) ان تقاوم فنقلها والد زوجها الى المستشفى وبعد ان قام الطبيب باجراء الفحص اللازم عليها فوجئ انها تعاني من داء السل فقاموا بوضعها في غرفة الحجر الصحي لأن المرض كان في مرحلة متطوره ولا يستطيع الأطباء علاجه فمنعوا عنها الزيارة لان ايامها باتت معدوده كانت (سلوى) على علم بما قاله الأطباء وعرفت ان الموت قريب احست بالراحه كانت في قرارت نفسها تحس بالسعاده لانها واخيرا سوف تتخلص من هذه الدنيا التي لم تعرف فيها معنا للسعاده وقبل يومين من وفاتها جاء من تحب لزيارتها لأنه علم انها ستفارق الحياة لقد منعه الأطباء من الدخول ولكنه لم يكترث لهم لقد احس انه اذنب بحقها فلما رأها طلب منها السماح ولأن (سلوى) كانت على فراش الموت سامحته وطلبت منه الخروج حتى لا يصاب بالعدوى رحل وعندها بكت (سلوى) ودخلت في غيبوبه وبعد يومين فارقة الحياة يال سخرية القدر لقد نجت من مرض القلب في المرة الأولى لكن الموت هزمها هذه المره صعدت روحها الطاهرة الى السماء لتطوي معها صفحة من صفحات الألم والحزن والشقاء.
خــــــــــــــــاص بالمســــــــــــــــابقه
|
العرض العادي
المواضيع المتشابهه
