"الجثمــــــــــــــــــــــــان "
إليك أيها الرجل...
إن سألت عني فابحث عن جثماني في صور..
فأنا مجرد أشلاء للطير نصيب منها إذا نقر..
ريحانة طاهرة اغتسلت بماء المطر..
عرفت تاريخ ميلادي على شفتيك ثم تلاشى وانكسر..
هويت غرامك الغامض حتى أنساني القمر..
تهت في بحر شعرك وفي عينيك ضفتين بلا نهر..
أسكنتك مابين أضلعي وخفقاتك بين النهد والنحر..
لا تدعي الحزن الكئيب فأنا أعلم أن أحزانك لي قدر..
أعلمت ما أصاب عيني حين لثمت عينيك الدرر؟..
وما جال في خاطري حين اقبل فقلت إن كان خطرا فما أحلاه من خطر..
شحب ناظري تأسفا على ما كان واستقر الشحوب في مقلتي النظر..
هل مازلت مجرد دفتر تخط في أشعارك وخواطر أخر؟..
لا يا عزيزي, أنا انسانة لست بقصيدة عربية أو بيتا من الشعر..
أنا انسانة أرجوك لا تحرمني من كوني بشر..
أتذكر ما درا بيننا من براءة الطفولة على فراش الصغر؟..
كم كنت محمومة في مشاعرك يتوه بي الفكر..
وأنت لاتعي شيئا وعقلك الرجولي على وردة أقسى من الحجر..
ولكن بعد الفراق لم يبقى من هذه الأحاديث سوى مجرد أثر..
لدي سؤال يبحث عن جواب في الزمن أعلن السفر..
أجبني هل يتبقى للجثمان بعد مواراته التراب أي عمر؟
أعيدي.. أعيدي الي ياحكاياتي
أعيدي الي ماضي المسلوب من ذكرياتي
وافتحي في حاضري نافذتي وشرفاتي
واشربي الشاي في مقاهي حماقاتي |
|