عَـبير الجنابي : أنا عاصـمة الأحزان و الآهات , و " حائــِط مبكى " تـنتحب عنده النّخوات !
أَنا آخر قــطرة حياء جَفت على جبين الأمة ,
أنا وَصمة عــَار لكل من باع الذمة ,
بني جام: هل نــَعرفك ؟
عبير الجنابي : كــلكم يعرف كــيف فتكت الذئــاب ببراءتي ,
كـلكم يتذكر كيف عبثَ العلـوج بطهارتي ,
و يوم كانت الوحوش تنـهش عفـتي ,
قد تخيلتم ...لحظة كـانوا يتضاحكون على جـثـتي ,
آه ,
لِنـظراتهم ,
لِصـرخاتهم ,
لِلُـعـابهم ,
آه لعرضي المذبــوح على صليبهم ,
و لنطفة الأنجــاس تخــرج من صلبهم ,
تلوثــني , و أنتم صـامتون , خـائفون , متواطـئون ...
بعضــكم : يَقرأ عَليّ الفاتـــحة ,
و بعضكم : يَبكي بـكاء النائــحة ,
مـِنكم من أدار ظهره و قال : غُضــّوا أبصاركـم عن الفاحشة !
و بعضكم يلومني و يقول : الحـل وأدُ الجــارية !
سيبقى قبري لكم قبراً , و عاري عليكم عــاراً , إلى أن تغسلوني بالدماء ,
و تدفنوني بين الأشــلاء ,
و تقتــلوا قاتلي ,
و تَحــرقوا غاصــبي ,
بني جام : وَددنا ذلك ...و لكن ..ليس لنا من رَاية ,
لا إذن ولي أمر , لا فتوى لعالم قصــر ,يعني ليس لنا من غاية !
عَبير الجنابي : أنا - لا أب لك- الرايــة , عِرضي الإِذن.. دَمــي الفتــوى... و الثأر لعرضي هو الغاية !
بني جــام : سأسأل شيخنا , لعل له اجتهـاد !
عَـبير الجنابي : و هل سيأذن بالجهـاد ؟
بني جــام : اصْــبري للغد يا عبير , فالصبر خير زاد ,
(اليوم التالي )
عَـبير الجنابي : اليـوم يومكِ يا سورة الأنفال ,
اليـوم يفتي شيـخه لينفر الخفاف و الثّقـال !
بَني جـام : عذراً يا عبير , فأنت فـتـنة و مؤامرة , أنت بدعـة و مغامرة !
عبير الجنابي (صارخة ): و ما ذنبي أنــا ؟
بني جام : لا تصرخي بنا ! فلقد سمعت من شيخي أن القتـال في العراق مهلكة ,
و الله تعالى يقول : و لا تلقوا بأيديــكم إلى التهلكة ,
عبير الجنابي : هل قال هذا شيــخك !!؟
بني جام : ليس شيخي و حده بل كل علماء المملكة !
نحن أهل الاتباع , لسنا أهل الابتداع !
عَبير الجــنابي : رُبّ وا معتصماه انطلقت ملئ أفواه الصبايا اليتم **
لا مست أسماعهم لكنها لم تلامس نخوة المعتصم !
(فارس ملثم يتراءى في الأفق )
الملثم : لَـبيك أختاه ,
عبير الجنابي : وا فرحــتاه وا فرحتاه , و لكن من أنت يا عبدالله ؟
الملثم : أنا حـفيد أبي عبيدة الجراح , أنا ابـن الأيوبي صَــلاح !
عَــبير الجنابي : لــمْ أعرفك بعد ؟
المــُلثّم : أشقاؤكم بالشرق شـَدّوا سروجهم *** وكــابول شدت والنجائب ضــمـر
وفي نجــد أعلنت الشباب جهادها *** وعــَدن تلبي والرّجــال تــدمـر
مدمـــرة يخشى أولو الباس بأْسها *** تَزيــدك رعبــا حين ترسو وتبــحر
تشق عباب البَــحر يحدو مسيرها *** غـرور وزهـــو وإقتــدار مــزوّر
عبيـر الجَنابي : و ماذا حــدث لها ؟
المُــلثم : فلما التقى الجــمعان جمع محــمد *** وجمــع صــليبي أتــى يتبخـــتر
أطل على القــرأن من قلب أمـــتي *** شهيدان باســم الله لبّــــوا وكــــبروا
ودكــــا من الكفار جيشا يقوده *** بـــحـــقد صليــبي المــنابع قيصر
ودارت رحى الحرب التي يعرفونها *** ثوان من الرعب بل هي أقصر
وكان لنصر الله وعد محقق *** فـلـم يتـــقـــــدم ســـاعة أو يـــؤخـــر
وطارت رؤوس الكفر في كل وجهة *** وأشلاؤهم من حــــولهم تتبعثر
فذلك يوم أنزل الله نصـــــــــــره *** وأصدق وعدا في الكتــــاب يسطر
عَبير الجَنابي : الله أكبر يا أيها المقدام , و لكني إلى الساعة لم أعرف الضّرغام ؟ فأنا مت صــَغيرة , وحياتي كانت قصيرة ,
المثلم : الله مَــقصدنا وهو لنا غاية
والشيخ أبو مــصعب قد أعلن الراية
قائدنا بن لادن يا مرهب أمريكا
بقوة الإيمان وســِلاحنا البيكا
أميرنــا المُــلا عن دينه ماتخلى
كل الجــنود باعوا أرواحهم لله
إن قالوا إرهابي قلت الشرف ليّــا
إرهابنا محمود بدعوة إلهيــة
شرطة عراقية ردة ونفاقية
بالذبح جــيناكم لا لا اتفاقيّة
دمــرنا أمريكا بطيارة مدنية
برج التجارة غدا كومة ترابية