مرحبا بك أخي ابن مضر،
::
::
موضوعك قد يكون الأهم بالنسبة لك، لكن بالنسبة لنا قد "يوّدينا ف داهية" ويرمينا وراء الشمس!
ونجد أنفسنا باللباس الأحمر والسلاسل الذهبية في "غوانتنامو"!
أو على الأقل تلصق بجباهنا "ticket" مكتوب عليه "مشروع إرهابي"!
(خارج النص)
::
::
كيف تعود دولة الخلافة الإسلامية ؟
::
سؤال كبير جدا وعميق عمق جراح العالم الإسلامي!
يحتاج إلى وقفة لا يسع المجال للإلمام بكل حيثياته..
ولكن،
قبل طرح هذا السؤال، ينبغي أولا الإجابة على سؤال أسبق وهو:
هل تعود دولة الخلافة أم لا ؟
التاريخ يسجل أنه في زمن معين أقيمت فعلا دولة الخلافة الإسلامية، آخرها تجسد في الإمبراطورية العثمانية.
::
ومنذ سقوط وموت "الرجل المريض"، جرت محاولات عديدة لبعث نظام يشبه نظام الخلافة الإسلامية في أشكال عديدة لكن يتم إجهاض أفكارها مبكرا وباءت كلها بالفشل.
::
باختصار أخي "ابن مضر" لعل أبرز المحاولات الرامية لإقامة "خلافة إسلامية" هي محاولة "بعض الحركات الاسلامية" في العالم العربي منذ بداية العشرينيات، أهداف هذه الحركات أن يكون لها بعد عالمي والعمل وفق برنامج طويل المدى، يرتكز على أساس النخب والكفاءات والمهم بالنسبة لها هو العمل المتواصل دون استعجال الثمار والنتائج!
أسلوبها هو تجميع فسيفساء العمل القاعدي عبر كل مناطق العالم وفق توجيهات "مرشد عام"..
والمشاركة الفعالة في مختلف الأنشطة الحكومية وغير الحكومة وعدم الدخول في مواجهة مباشرة مع "السلطة" وتبني الديمقراطية و"مسك العصا من النص"!
::
::
لكن ما يعاب على هذه الحركات أن ثمارها لم تتجسد في الميدان، بل انصهرت في الأنظمة القائمة وتم تدجينها (إدخالها الصف) وحياكتها مع النسيج العالمي الجديد!
::
::
وما يعاب عليها أيضا أن هدفها الرامي إلى قيام خلافة إسلامية، تم تغيير مساره وانحرف منهجها السلمي وانشقت عنها حركات "شاذة" و"هدامة" تتخذ العنف والتخريب والترهيب وسيلة للرد على "المظالم" - حسب زعمها-، تكفّر الناس وتستبيح دماءهم وأموالهم وتنتهك حرماتهم!
اخترقت وأصبحت أداة في يد "أجهزة الاستخبارات" العالمية تستغلها كورقات جيوستراتيجية كيفما شاءت المصالح!
::
::
شوّهت الحركات الإسلامية وأصبحت مقرونة بالإرهاب!
وأية دولة تحاول مجرد التفكير في تطبيق بعض قيم الخلافة الإسلامية، تصنف في خانة "محور الشر" و"الدول المارقة" والدولة الإرهابية!
إذن وفق المعطيات الراهنة يمكن القول أن مجرد التفكير في قيام "خلافة إسلامية" هو ضرب من الخيال ومجرد "حماس زائد" و"عاطفة" لا تمت بأية صلة بالواقع!
هناك أسئلة جوهرية تطرح نفسها حول طموحات البعض في قيام خلافة إسلامية على المقاس،
::
::
فما جدوى قيامها ولكن على جماجم الأبرياء وعبر شلالات الدم ؟
::
وما جدوى قيامها قد يدخلون النار بسبب أعمالهم الهمجية وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا !؟
::
::
أقف أخي "ابن مضر" عند هذا الحد لأنه كما قلت لك سابقا الموضوع كبير جدا وحتى لا ندخل في متاهات لا تستطيع أسئلتك البريئة.. احتواءها!
::
::
قد تسألني عن الحل ؟
::
::
الحل يملكه كل مسلم فينا وهو أن يقيم كل واحد منا "خلافة إسلامية" في قلبه وعلى شخصه و"خلافة إسلامية" مصغرة على مستواه "العائلة".. !