غداً تحل الذكرى الثامنة والثلاثون ليوم النهضة، حيث تستدعي الذكرى الى الاذهان ذلك اليوم الذي انطلقت فيه نهضة عُمان الحديثة على يد المؤسس والباني وراعي المسيرة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ وسدد على طريق الخير خطاه، كي يحقق لنا مزيداً من الانجازات التي نتيه بها على باقي الأمم وتشكل لكل مواطن عماني وسام عز وفخار.
ولعل أكبر اهتمام لجلالته خلال رعايته لمسيرة النهضة كان في حقل العلم والتعليم ومنذ صيحته الأولى الداعية الى تعليم أبنائنا ولو تحت ظل شجرة، ومنذ هذه الصيحة المدوية انطلقت كل أسرة عمانية تحظى بنصيبها من هذه الهبة السخية، التي وفرت كل إمكانية ليحصل كل طفل يدب على أرض عُمان الطاهرة على نصيبه من العلم والمعرفة. ولعل الاحصائيات التي تصدر عن المؤسسات التعليمية والتربوية تشير بوضوح إلى الانجاز الكبير الذي تحقق في مجال التعليم والحصون التعليمية والعلمية التي نهضت وتنهض الى يومنا هذا، وعدد الطلاب المقيدين في مختلف الصفوف ومدى ما يشهد من تصاعد مستمر.
إنها احصائيات تثلج الصدر بالفعل ونحن نخطو مع يوم غد عتبات عام جديد من النهوض، بينما الخطة التعليمية تتحقق على خير وجه وكل يوم يمضي يقربنا من الهدف خطوة، هدف إنشاء مجتمع مثقف عارف بتضاريس حياته وحياة الأمم من حوله بكل تفاصيلها ومتابع لكل مخرجات الحركة العلمية والتكنولوجية في العالم، فالحمد لله أن أصبح لدينا هذا الرعيل من الأجهزة الإدارية الوطنية تنفذ وتؤسس البنية التحتية لكل مرحلة من مراحل المسيرة على أسس علمية حضارية تتواكب مع حركة التطور البشري في الداخل والخارج.
ولكي نترجم طموحات قائد مسيرة النهضة المباركة ونواكب كل دقائق هذه المسيرة في حاضرها ومستقبلها علينا الاستمرار في تطبيق كل جديد ينشأ في مجال التعليم، ومطاردة كل قصور يقعد بناء ولو للحظة عن الاستمرار في العمل، فالمشوار كبير، والآمال عريضة والمعوقات لا شك تلقي بعثراتها المفاجئة متأثرة بعوامل مرحلية سلبية على الساحتين الاقليمية والعالمية تستدعي التأهب المستمر للتعديل والتصحيح والتقويم والإجادة على مستوى الكم والكيف معاً، فقائد المسيرة المباركة لم يبخل برؤية أو انفاق مادي من أجل الدفع بمسيرتنا العلمية قدماً الى الأمام، وعلينا أن نثبت دائما اننا على قدر التحدي والامكانية للحفاظ على شعلة العلم والتعليم متوهجة على الدوام متزودة من خلال ارادتنا الفردية والجماعية بوقود لا ينضب لشعلة لا تنطفئ. كل عام وقائدنا المفدى بخير وعافية وعُمان بتقدم وانجاز على درب العلم والتعليم.