إسترجعت لأجد فكري قد وضع ملاذه في عبق إيماني
تذكرت رحلتي في العمرة حينما ركبت عائلة خليجية مـعنـا
تفرعت العائلة في أجزاء الباص ، وجزء منهم كـان خلف مقعدي ،
كـانوا ثلاثة أخوة يحتويهم طفل صغير لم يتجاوز الثامنة من عمره ..
كـان يعتمره جنون غريب ( ثرثار لا يسكت ) اللهم لا أحسد ...
يحادثني كأنه شرطي وأنـا الجاني محاضر لم أرى منـهـا إلا النعاس ...
ومـا زاد الطين بله أنه جاء بقربي يحادثني وأنـا أنتظر الغفوة
أن تأتيني ولكن لا جدوه أصبح يلازمني فتارة يسألني وتأرة كأنه سياف يقطع خلوتي ...
بالله عليكم متى سأنام وعيني بدات بالدمع من جراء تعب الطريق ...
وأخواه يقولان له كف عن الرجل فقد آذيته ...
" في العمرة "
تهديد ووعيد قبل النزول من الباص أن لا أغير مقعدي ( متى سأخلص من هذا الطفل ؟ )
حسـنـا أيها الفتى لك َ ذلك لن أغير مقعدي ...
ذهبنا وأعتمرنـا ( نسأل الله القبول )
" في السكن "
حتى في الأريكة جأني يود أن يرمس معي ( يثرثر )
بالله عليك َ يـا فتى أهذا وقته ؟
قال : صــبــاحي اليوم ( لا حول ولا قوة إلا بالله )
يا عم لا تتذمر هيا بنا لنلعب ( الساعة الواحده والنصف صباحـا ً ويود اللعب !! )
قال : يـا عم أنـا سألعب معك وليس أنت !
إنته فقط إرتاح ( سبحان الله خذوا الحكمه من الصغيرين )
قلت حسنا مـا إن تنتهي من اللعب معي أنهضني من النوم !
( اصبحت ُ مجنونـا ً مثله ) !!
" العودة إلى البلاد "
أصبح صديقنا الرحالة الصغير منشد الباص ( الحمد الله )