هدى طفله في حضن عباس تبكي... والحزن مرسوم على وجهها...رسمه الصهيون قبل القدر... صورة بالأمس أستوقفتني وأنا أقلب أوراق جريدتي..
ألمني ما رأيت... دمعة من عيني... أصرت على النزول...فذرفتها...تسألت.
ماذنب تلك الطفله...أن تشق حياتها...بلا أم ... بلا أب... بلا أخوة وأخوات..
ماذنبها أن تعيش حياتها يتيمه... وشفتاها لا تنطق كلمة أمي.. أبي... أخوتي..
كيف ومتى حدث لها هذا؟
وأين نحن عنها؟؟
بل أين العرب وشيوخنا ورؤسائنا؟؟ أما زالوا في سباتهم غارقين؟؟..
أسئلة بحثت لها عن أجابة بين أسطر جريدتي لعلي أجدها...
وبعد لحظات... أتضحت لي الصوره...تلك التي كان الغموض يحتويها..
فهدى قد تيتمت في غارة صهيونيه...على شاطئ كان بالأمس ينعم بالهدوء والأمان..غارة حدثت في لحظه ... خلفت مئات الجرحى ... عشرات القتلى... بل هم ألوف من الجرحى بلا دماء ...جرحى بجراح لا تداويها الأيام... غارة خلفت ورائها أرامل وأيتام... غارة مسحت بسمه كانت على الشفاه مرسومه..هذا هو حالك يافلسطين...
بالأمس كانت صبرا وشتيلا.. وهاهو شاطيء غزه يلحقهم...
بالأمس كان الدره في حضن أبيه...بدم بارد .. برصاص غادر قد قُتل.. والأب واحسرتاه على الأب... حاول بروحه أن يفتديه... لكنها الأقدار شاءت.. أن تكون الروح الطاهره للدره فداء لأمه فلسطين...وأن تُسقى بدمائه أرضها...
واليوم هدى.. كانت قبل الغاره بلحظه... تمرح مع أخوتها وتلعب...حنان الأم وعطف الأب يحتويهم... لكن فجأة غاره دبر لها الصهيون وخطط...حولتهم الى أشلاء وقطع متناثره هنا وهناك...جميعهم قد قتلوا ...
وبقيت هدى لتكون الشاهد على قسوة الحرب والصهيون...
أين الملوك ؟؟ أين الشيوخ؟؟ أين الروؤساء ؟؟ بل أين العرب جميعا؟؟
سؤال نطقت به عينا هدى قبل شفتيها.. سؤال ردده ومازال يردده كل فلسطيني..صغيرهم قبل كبيرهم... نساءهم قبل رجالهم...جميعهم رددوا بصوت عالي لأن الهمس لم يعد يجدي...
"أتحدوا ياعرب كعهد صلاح الدين ولا تقولوا....
عنان أين الحل؟؟؟
باول ماذا نفعل؟؟؟ الحمايه الدوليه أين أنت؟؟؟
أتحدووووووووووووووووا ياعرب....
فلسطين الجرح الدامي
العرض العادي
المواضيع المتشابهه
