الزمن : أحد أيام الطفولة !!
في الركن الشمالي من قريتي ..
في ذلك اليوم الحار من أيام الصيف ..
أعلنت تمردي .. وأعلنت بأن لحريتي ثمن !
وأن التضحية واجبة ..
فقررت الهروب من أجل جرعة ماء !
فكان الهروب وكان معلم القرآن ..
يهدر ويثور ويزمجر كألف بركان ..
ثم .. أمر بالهجوم ..
أولاد وبنات ..
ومن ثم الكلاب ..
فالويل لي في تلك اللحظات ..
عند الغروب ..
يمتصني الظلام بين غابات النخيل ..
فأتجمد خوفاً ..
أنفاسي تتلاحق ..
حينهـا أعود في آخر الليل وعلى وجهي ابتسامة النصر !
لأنام فوق السطح خوفاً من عمليات إنزال يقوم بها أبي ..
الصباح يعلن يوماً من أيام الحرية ..
أذهب للمدرسة وكل الألسنة تحكي ببطولتي وشجاعتي ..
فأرنو بطرف عيني وعظمة سلطاني للأقزام الصغيرة !
فيأتي المساء سريعاً ..
أدفع ثمن حريتي ..
لبست كل الصوف في البيت ..
وذهبت بصمت لأسلم رقبتي في مقصلة معلمي ..
فيتوعد ويثور ثم يحاكمني ..
بلا شهود ولا دفاع !
ثم العقاب بثلاث ضربات بالعصا ..
تنهال كقصف المدافع وغارات الطائرات ..
أجلس بين الوجوه الشامته وبداخلي عملاق منتصر !
من أجل رشفة ماء !
 |
التعديل الأخير تم بواسطة الملاك الغريب ; 01-11-2006 الساعة 09:58 PM.
|