حتى النباتات لا تقلل من الاحتباس الحراري
حتى النباتات لا تقلل من الاحتباس الحراري
مينيسوتا ـ من دينيس لين*: توصلت دراسة أجراها فريق بحث بجامعة مينيسوتا إلى أن النباتات الخصراء لا تمتص كميات كبيرة من غاز ثاني أكسيد الكربون مما يعني انها لا تقلل من خطر الاحتباس الحراري كما كان يأمل العلماء.
وقد قادت الدلائل المعملية مجموعة من العلماء لإعادة التفكير في اعتمادهم على النباتات الخضراء في تقليل كميات غاز ثاني أكسيد الكربون الضار بالغلاف الجوي. ولكن الدراسة الأخيرة التي أجراها فريق البحث بجامعة مينيسوتا والتي استمرت لمدة 6 أعوام أثبتت أن النباتات الخضراء تمتص غاز ثاني أكسيد الكربون بكميات قليلة، لتضعف بذلك الآمال التي كان يضعها العلماء على هذه النباتات في الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري. وقد امتصت النباتات الموجودة في محيط منطقة سان باول بولاية مينيسوتا الأميركية كمية كبيرة من غاز ثاني أكسيد الكربون فقط عندما زودت بمحفزات صناعية من غاز النيتروجين والمواد المغذية التي ساعدتها على النمو.
وحتى وقتنا هذا، كان العلماء يعولون على النباتات الخضراء في امتصاص كمية كبيرة من غاز ثاني أكسيد الكربون الزائد الذي ينتج بكثافة من احتراق الفحم والنفط والغاز الطبيعي. ويعتبر غاز ثاني أكسيد الكربون أحد أكثر الغازات التي تسبب ظاهرة الاحتباس الحراري شيوعاً، ويتسبب في زيادة ثقب الأوزون وارتفاع درجات الحرارة على سطح الأرض.
يقول بيتر ريش، قائد فريق البحث والأستاذ بقسم موارد الغابات في جامعة مينيسوتا :على مستوى القاعدة، تعزز هذه النتائج من احتمال تزايد خطورة ظاهرة الاحتباس الحراري.
وقال إينيز فونغ، نائب مدير معهد بيركيلي للبيئة بجامعة كاليفورنيا: نتائج هذه الدراسة مهمة جداً، لأننا نعتمد على النباتات الخضراء في امتصاص غازات ثاني أكسيد الكربون، ولكن النتائج أظهرت أننا كنا متفائلين جداً.
وتعتبر الدراسة أول نظرة متفحصة لدورة الغازات في الغلاف الجوي الطبيعي بالنظام البيئي، ومدى تأثير غاز النيتروجين على امتصاص النباتات لغاز ثاني أكسيد الكربون.
وقد أكد فونغ على أهمية هذه الدراسة وخصوصاً لأنها أجريت في البيئة الطبيعية وليس في المعامل التي يمكن التحكم فيها.
وقد توصل الباحثون خلال الدراسة إلى أن النباتات تمتص غاز ثاني أكسيد الكربون بكمية أكبر عندما تزود بغاز النيتروجين وأن امتصاص تلك النباتات لغاز ثاني أكسيد الكربون لم يتم بالمعدل المأمول في الظروف العادية. وقال ريش: هذه النتائج تقدم سيناريو أقل تفاؤلاً بشأن قدرة النباتات الخضراء على امتصاص الكميات المتزايدة من غاز ثاني أكسيد الكربون.
وتقل كمية غاز النيتروجين الموجودة في التربة بمعظم دول العالم. وقال ريش إنه من غير المعقول أن يتم إضافة كمية إضافية من غاز النيتروجين إلى التربة لإحداث فرق في معدلات ثاني أكسيد الكربون.
وقد أجرى الباحثون دراستهم على 296 قطعة أرض زراعية تحتوي على كميات وأنواع مختلفة من النباتات والأعشاب المعمرة. وعرّض الباحثون هذه الأنواع لـ 4 ظروف مختلفة حيث حصلت بعض الأنواع على كمية إضافية من غاز النيتروجين بينما حصلت الأنواع الأخرى على كميات إضافية من غاز ثاني أكسيد الكربون وحصلت أنواع على كميات إضافية من الغازين معاً، في حين حصلت الأنواع الباقية على المعدلات العادية لغاز النيتروجين وثاني أكسيد الكربون.
وقاس الباحثون كمية المواد الغذائية التي أنتجتها النباتات في كل مرة. وبعد فترة متابعة استمرت 6 سنوات، لاحظ الباحثون أن الأراضي الزراعية التي حصلت على كمية أكبر من غاز النيتروجين امتصت غاز ثاني أكسيد الكربون بكمية أكبر 3 مرات من الأراضي التي تعرضت للظروف العادية.
يقول دريك هاميلتون، مدير مركز السياسات العلمية بجامعة مينيسوتا: هذا سبب إضافي يبين حاجتنا لتقليل الانبعاثات الغازية. ولا يمكننا أن نأمل في انتظار حدوث معجزة طبيعية من الأراضي الزراعية تساهم في الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري.
|
العرض العادي
