عذرا لبعثرة الأحرف وبكاءها هنا ..
فالرحيل مفجع .. والبكاء والنحيب مؤلم ..
غيابك ِ مبكي يا جدتي ..
نبكي والبكاء لا يجدي ..
ننتحب علّ النحيب يطفي آهات الوجدان المتأججة ..
نحيب أمي حطمني ..
بكاء والدي أخرسني ..
صمت خالي آلمني ..
وسقوط خالتي أوجعني ..
أي مرض خبيث أصابك ِ ؟!؟
لم يجد إلا جسدك الضعيف ليستولي عليه ..!
بلا رحمة حطم خلايا جسدك الطاهر ..
ليتركك لنا جسد لا روح ..
تلك الجنازة قلبت المواجع ..
جدي وجدتي " رحمهم الله جميعا "
لتخبرنا بأنها قد حانت لحظة الوداع القاتلة ..
حان الرحيل بلا عودة ..
صورة خروجك ِ المؤلمة وأنتِ محملة على أكتافهم
وهم يبكون بعمقٍ وبألم ..!
ليعلمون جميعا
أن الموت أقوى منهم جميعا ..!
لقاءنا هذا العيد كان صامتا بمرضك..
الجميع يرسم البسمة ويخفي دموعه ..
إلا أن كلماتك حطمت كل جبال الصمت ..
" أنا عنكم راحلة .. أمكم سترحل قريبا ..! "
لتغرق أعيينا بالدمع
وتنبض قلوبنا بالدعاء بالرحمة ..
رغم الحزن العميق الذي يستوطن قلوبنا الصغيرة ..
إلا أننا ما زلنا نحكي قصصك وعاداتك ..
" البيذام على ثلاجة المطبخ "
" قطع الحلاوة تحت ملابسك "
" الخماسين معقودة على أطراف لحافك "
تلك الذكريات تعيد شذا ذكراكِ
ونبض روحك ِ لتلك الأشياء ..
فأرجوحة المنزل جاثمة ..
وشجرة الليمون خاوية ..
وفناء المنزل موحش جدا ..!
المنذر يتساءل عن تفاصيل ما حدث ..
لأخبره بعين دامعة .. " لقد توفت " !
كان جوابه بريئا :
" جدتي مرضت وماتت والحين جدتي مرضت وتعبت وماتت
كلهم المريضين !! "
تبعه بسؤال : ماذا أقول ؟!؟
أخبرته " إنا لله وإنا إليه لراجعون " رددها ورائي ..
عندها لم أتمالك نفسي وأنا احضنه بقوة ..!
جدتي برحيلك ِ
الكل يتيم من بعدك
الكل يبكي رحيل روحك ..
هزني خبر ذلك الرحيل ..
لن تموت ذكراك .. سقى الرحمن مثواك ..
رحمك ِ الله وأسكنك ِ فسيح جناته
رحمك ِ الله رحمة وسعت كل شيء ..