من السنه ( 5)
أبواب الخير
شهررمضان علي ألآبواب وما هي إلا سويعات قليلة ويدحل الشهر الكريم ونحن ومن خلال حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم نعين علي فتح ابواب الخير تقبل الله منا ومنكم الصيام والذكر والقيام عن أبي ذَرٍّ رضي اللهُ عنه: "أَنَّ ناساً من أَصْحابِ رسولالله صلى الله عليه وسلم، قالوا لِلنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم: يا رسولَ اللهِ،ذَهَب أَهْلُ الدُّثورِ بالأُجورِ، يُصَلُّونَ كما نُصَلِّي، ويَصُومُونَ كمانَصُومُ، وَيَتَصَدَّقُون بِفضُولِ أَمْوَالِهِمْ. قَالَ: "أوَ ليسَ قَدْ جَعَلَاللهُ لَكُمْ مَا تَصَدَّقُونَ ؟ إنَّ لَكُمْ بكلِّ تَسْبيحَةٍ صَدَقَةً، وكُلِّتَكْبِيرَةٍ صَدَقَةً، وكُلِّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةً، وَكُلِّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةً،وَأَمْرٍ بِالْمَعرُوفِ صَدَقَةً، وَنَهْيٍ عَنْ مُنْكَرٍ صَدَقَةً، وفي بُضْعِأحَدِكُمْ صَدَقَةً. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيَأْتي أحَدُنَا شَهْوَتَهُوَيَكُونُ لَهُ فِيهَا أجرٌ ؟ قَالَ: أَرَأَيْتُمْ لَوْ وَضَعَها في حَرَامٍ،أَكَانَ عَليْهِ وزْرٌ ؟ فَكَذلِكَ إذَا وَضَعَها في الْحَلاَلِ كانَ لَهُ أَجْرٌ ". رواه مسلم.
مفردات الحديث:
"أن أناساً": الأناس والناس بمعنىواحد، وهؤلاء الناس هم فقراء المهاجرين.
"الدثور": جمع دَثْر، وهو المالالكثير.
"فضول أموالهم": أموالهم الزائدة عن كفايتهموحاجاتهم.
"تصدقون": تتصدقون به.
"تسبيحة": أي قول: سبحانالله. تكبيرة": قول: الله أكبر. تحميدة": قول: الحمدلله.
"تهليلة" : قول: لا إله إلا الله. صدقة": أجر كأجرالصدقة. بُضع": البُضع: الجماع.
"شهوته": لذته. وزر" : إثموعقاب.
المعنى العام:
"يا رسول الله، ذهب أهل الدثور بالأجور". لقدحاز أصحاب الأموال والغنى كل أجر وثواب، واستأثروا بذلك دوننا، وذلك أنهم "يصلونكما نصلي ويصومون كما نصوم". فنحن وإياهم في ذلك سواء، ولا ميزة لنا عليهم، ولكنهميفضلوننا ويتميزون علينا، فإنهم "يتصدقون بفضول أموالهم" ولا نملك نحن ما نتصدق بهلندرك مرتبتهم، ونفوسنا ترغب أن نكون في مرتبتهم عند الله تعالى، فماذا نفعل؟.
الحكمة البالغة وأبواب الخير الواسعة: يدرك المصطفى صلى الله عليه وسلملهفة هؤلاء وشوقهم إلى الدرجات العلى عند ربهم، ويداوي نفوسهم بما آتاه الله تعالىمن حكمة، فيطيب خاطرهم ويلفت أنظارهم إلى أن أبواب الخير واسعة، وأن هناك منالأعمال ما يساوي ثوابُه ثوابَ المتصدق، وتُدَاني مرتبةُ فاعله مرتبةَ المنفق، إنلم تزد عليها في بعض الأحيان.
"أو ليس قد جعل الله لكم ما تصدقون ؟ " بلى إنأنواع الصدقات بالنسبة إليكم كثيرة، منها ما هو إنفاق على الأهل، ومنها ما هو ليسبإنفاق، وكل منها لا يقل أجره عن أجر الإنفاق في سبيل الله عز وجل.
فإذا لميكن لديكم فضل مال، فسبحوا الله عز وجل وكبروه واحمدوه وهللوه، ففي كل لفظ من ذلكأجر صدقة، وأي أجر ؟
وروى أحمد والترمذي: أن رسول الله صلى الله عليه وسلمسئل : أي العباد أفضل عند الله يوم القيامة ؟ قال: "الذاكرون الله كثيراً ".
دعوة الخير صدقة على المجتمع: وكذلكم: باب الأمر بالمعروف والنهي عنالمنكر واسع ومفتوح، وأجر من يقوم بهذا الفرض الكفائي لا يقل عن أجر المنفقالمتصدق، بل ربما يفوقه مراتب كثيرة : "كل معروف صدقة" رواه مسلم. {كُنْتُمْ خَيْرَأُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْالْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} [آل عمران: 110].
سعة فضل الله عز وجل
وأيضاً فقد جعل الله عز وجل لكم أجراً وثواباً تنالونه كل يوم وليلة إذا أخلصتمالنية وأحسنتم القصد: أليس أحدكم ينفق على أهله وعياله: "ونفقة الرجل على أهلهوزوجته وعياله صدقة". رواه مسلم، و "إنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله تعالى إلاأجرت عليها، حتى اللقمة ترفعها إلى فيه امرأتك" متفق عليه. أي تطعمها إياها. بلأليس أحدكم يعاشر زوجته ويقوم بواجبه نحوها، ليعف نفسه ويكفها عن الحرام، ويحفظفرجه ويقف عند حدود الله، ويجتنب محرماته التي لو اقترفها كان عليه إثم وعقاب ؟فكذلك له أجر وثواب، حتى ولو ظن أنه يُحَصِّل لذته ويُشبع شهوته، طالما أنه يُخلصالنية في ذلك، ولا يقارب إلا ما أحلّ الله تعالى له.
ومن عظيم فضل الله عزوجل على المسلم: أن عادته تنقلب بالنية إلى عبادة يؤجر عليها، ويصير فعله وتركهقربة يتقرب بها من ربه جل وعلا، فإذا تناول الطعام والشراب المباح بقصد الحفاظ علىجسمه والتقوِّي على طاعة ربه، كان ذلك عبادة يثاب عليها، ولا سيما إذا قارن ذلك ذكرالله تعالى في بدء العمل وختامه، فسمى الله تعالى في البدء، وحمده وشكره فيالختام.
وكذلك: يربو الأجر وينمو عند الله عز وجل للمسلم الذي يكف عن محارمالله عز وجل، ولا سيما إذا جدّد العهد في كل حين، واستحضر في نفسه أنه يكف عن معصيةالله تبارك وتعالى امتثالاً لأمره واجتناباً لما نهى عنه،طمعاً في ثوابه وخوفاً_منعقابه وتحقق فيه وصف المؤمنين الصادقين: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَاذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُزَادَتْهُمْ إِيمَانًَا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} الأنفال 2.
أبواب الخيركثيرة:
ولا تقتصر أبواب الخير والصدقات على ما ذكر فيالحديث، فهناك أعمال أخرى يستطيع المسلم القيام بها ويحسب له فيها أجر الصدقة. وفيالصحيحين : "تكف شَرَّك عن الناس فإنها صدقة" وعند الترمذي: "تبسمك في وجه أخيك لكصدقة .. وإفراغك دلوك في دلو أخيك لك صدقة".
ما يستفاد من الحديث
استعمال الحكمة في معالجة المواقف، وإدخال البشرى على النفوس، وتطييبالخواطر.
فضيلة الأذكار المشار إليها في الحديث، وأن أجرها يساوي أجر الصدقةلمن لا يملك مالاً يتصدق به ولا سيما بعد الصلوات المفروضة.
استحباب الصدقةللفقير إذا كان لا يُضَيِّق على عياله ونفسه، والذكر للغني ولو أكثر من الإنفاق،استزادة في الخير والثواب.
التصدق بما يحتاج الإنسان إليه للنفقة على نفسهأو أهله وعياله مكروه، وقد يكون محرماً إذا أدى إلى ضياع من تجب عليهنفقتهم.
الصدقة للقادر عليها ولمن يملك مالاً أفضل من الذكر.
فضلالغني الشاكر المنفق والفقير الصابر المحتسب.
أهمية الأمر بالمعروف والنهيعن المنكر في المجتمع المسلم.
حسن معاشرة الزوجة والقيام بحقها بما يحقق سكننفسها ورغد عيشها، وكذلك حسن معاشرة الزوج اعترافاً بفضله وشكراًلإحسانه.
الحث على السؤال عما ينتفع به المسلم ويترقى به في مراتب الكمال.
للمستفتي أن يسأل عما خفي عليه من الدليل، إذا علم من حال المسؤولأنه لا يكره ذلك، ولم يكن فيه سوء أدب.
بيان الدليل للمتعلم، ولاسيما فيماخفي عليه، ليكون ذلك أثبت في قلبه وأدعى إلى امتثاله.
مشروعية القياس وترتيبالحكم إلحاقاً للأمر بما يشابهه أو يناظره.
المصادر:-
صحيح مسلم بشرح النووي
ألآربعين النووية بن دقيق العيد
التعديل الأخير تم بواسطة بن مضر ; 24-08-2008 الساعة 01:22 PM.
|