الجزء الثاني .........
هنا بدأت أمل بسرد قصتها لي قائلة :
لقد كانت عائلتي من اغنى العائلات في مدينتي
والكل يعرفهم ويفخر بهم
ودائما ما يأتي أبي بكل جديد ليفرح اخوتي
ويدهش ابناء قريتنا
ولكن لا ادري ماذا حل فقد اوقع ولادي في مشكلة في عمله
دبرها له اعداءه في العمل
مما اضطر الى فصله من عمله وسجنه لمدة سنتين
في هذه الفترة لم اكن مولدة بعد
ولكن بعد خروج والدي من السجن انقلب حال الاسرة كثيرا
واصبح والدي بدون عمل ....
ولم يكن لديه ما يعول اسرتنا
وفي الوقت نفسه وبعد شعرين من خروجه من السجن حملت بي
وهذه اول مرة يشتاؤم منها اهلي من مولود قبل ولادته
فمنذ ان كنت في بطن امي كانوا يدعونني النحيسة
لجلبي النحس معي لعائلتي
وهل هذا يعقل طفل ينحس عائلته قبل خروجه من بطن امه
ظل والدي يبحث عن عمل في كل مكان ولكن لا احد يقبل به
بسبب انه كان بالسجن
ولم يكن يملك اي شهادات تخوله للعمل حتى وان كان بالقطاع الخاص
اما بالنسبة لاخوتي فلم يعودوا كما كانوا ابناء العائلة الثرية
المدللون وما يريدونه يجدونه عندهم
مرت الشهور ببطء شديد وابي لا يزال يبحث عن عمل
وفي يوم من الايام مر به احد اصدقائه القدامى من العمل السابق
ووضح له المكيدة التي دبرها له اعداءه
وقال بانه لم يستطع ان يدافع عن ابي لانهم هددوه بالسجن ايضا
ولكنه قد جاء ليطئن عليه وعلى احواله بعد تركه للعمل
اخبره ابي بكل شيء
وانه يبحث عن عمل
وبشره صديقه بعمل مع احد اقربائه
ولكنه عمل بسيط
وافق ابي على عرضه فلقمة صغيرة خير من لا شيء
بعد أيام بدأ ابي عمله
ولكن مدخوله لم يكن يكفي لسد حاجات البيت
وما هي الا اشهر وتلدني امي
كل طفل يولد يشعر بفرحة من حوله وبهجتهم بقدومه
ولكني لم اشعر بهذا الامر قط
ولكني قرأت في اعينهم عدم رغبتهم بوجودي حتى ابي
الذي يتمتع بقلب طيب غير سائر الرجال لم يرغب بوجودي بينهم
وقد تمنيت حينها لو يدفنوني خير لي من ان اعيش منبوذة من الجميع
الشركة التي عمل بها ابي اعجبوا بعمله كثيرا
مما اضطرهم الىى زيادة مرتبه الشهري
حتى اب يفوق مرتبه في عمله السابق
فرح اهلي كثيرا بهذا الخبر
وفرحة انا معهم
وقد كنت لم اكمل بعد السنتين
وعندما رأني اخوتي ابتسم لما ابتسموا
لا تفرحي ايتها النحيسة
انتِ مصدر الشؤم بهذا المنزل ...
حينها ورغم ضغر سني ولكني ادركت ما يقولون
كنت افهم حديثهم جيدا وما يقولونه عني
بعد سنة تقريبا رزقنا باخت لي فرحت كثيرا
ولكن ألمني استقبالهم لها الذي لم يكن كاستقبالهم لي
وقررت من حينها ان تكون هي صديقتي المقربة الى قلبي
ولدت اختي ولازلت انا المنحوسة كما ينعتوني
رغم تحسن اخوالنا وتيسيرها
كبرت اختي وكنت اهتم بها كثيرا
وشعرت بحبها لي ايضا
واصبحنا نلعب معا كثيرا
ولكن لم يزل اخوتي يضايقونني بكللماتهم
ويقذفوني بها في صميم قلبي
فقد كانوا يقولون لي تارة انتِ كبيرة فلما تلعبين وتجلسين من هم دون سنك
وافرح كثيرا
كنت افسر كلماتهم بانهم يريدونني ان العب واجلس معهم
فاهرع اجلس عندهم
فيصرخون علي
انتِ الصغيرة تجلسين مع الكبار؟؟؟
اذهبي والعبي مع من هم بسنك
هنا ادركت بانهم لا يريدون رؤيتي وانا افرح والعب
ولاحظت ذلك جليا لدى اخوتي الاناث الاتي يكبرنني سنا
فقد كن يأمرنني بان انهي بعض الاعمال المنزلية
وسني لم يتجاوز السادسة بعد ....
حنين: ولما يفعلون كل هذا معكِ
أمل : لانني المنحوسة ...
لم تنتهي القصة بعد ....