هي سفرة جمعتهم في مكان
ربما هي لن تبوح
ربما تبوح
فالفتى كله نار لمعرفة ما يجري حوله
تتوقف الفتاة
تحمد الله بصوتها الابدي
يهتز كيان الفتى للمرة الثانية لعذوبة صوتها
ربما يخفي الكثير مما يلتهب في فؤاده
لكنه ابدا لن يستطيع الفرار بعيدا بتلك المشاعر كي يخفيها عن عمي العربي
ابدا
هو ابنه
هو تلميذه
هو بذرة طالما تعاهدها يوما بعد اخر
يتمتم الفتى بصوت خفي
لكنه لا يعرف ان كل من حوله يسمعه
ارتجاف شفتيه لا ينبئ بخير
لانه لم يعد بخير
يخرج عمي العربي ليتركه مع الفتاة الى حين عودته من عند والد الفتى يطمئنه عليه
لانه يريده ان يبيت عنده الليلة متسترا عن كل ما حدث
ربما حين وجد الفتى نفسه وحيدا هناك معها احس بخوف
او ربما احس بامن
هو لا يدري بعد لانه مغمور باحساس جديد لم يعهده ابدا
قد يكون الخوف هو عين الامن لانه طريقه طبعا
او ربما نحن البشر مهما عشنا في امن الا ان الخوف يلاحقنا
يعيش بين ثنايا الامن ولو كان خوفا من ذهاب الامن
هو وحده يعرف ما الامن؟
يعرف ما الخوف
كما يعرف ماذا يعني ان تعيش بلا امن
او بلا خوف
هي مشاعر كل من عاش فترة نصبح فيها على اعداد من القتلى
او المذبوحين
لكنه ابدا ما كان ليعرف ماذا يعني ان تعيش بلاحب
لانه ما عرف بعد ذلك الشعور الاسمى
ولا احس به
لكنه بدا يعانيه ويتعذب به من اول لحظات نموه بين جنباته
لعلها دائما هي هكذا تلك اللحظات
لحظات البدايات تشبه جدا غرز شئ بجسدك
مؤلم الى حد الصداع
محزن كذلك
مع غمرة اخرة من فرح
لم يعد يدري ذاك الفتى أي شئ يعيشه بالضبط
فيستلقي نائما للحظات
حين يفتح عينه يبصرها تنظر اليه
هي تبتسم
هو يبتسم
هي تخجل فتطرق براسها
هو يموت ذهولا فيغمض عينيه مرة اخرى
لكنه لن يتجرا ابدا على محو صورة ترتسم في الواقع امامه
يفتح عينيه
يعتدل
ويستجمع قواه سائلا
الا تقصين علي قصتك؟؟؟؟
تسكت وكانها تبحث مثله عن جواب
لكنها لم تعد تحتمل
انا؟؟؟
ماذا جرى لي؟
صرت اخشى على نفسي من نفسي
لم اعد يا سيدي افهم ما جرى
بل كيف جرى
كنت ضحية
وكنت موضوع قصة اخرى تبكيك لانها لم تعد تبكيني
تزهق روحك لانها فعلت اكثر من ذلك بي
قصتي يا سيدي مثل حلم كابوس يجعلنا ننتفض هلعا من فراش
لست مثلك يا سيدي
كل ما حولك جميل
لكنني اعيش هناك حيث لا جمال
حيث نقتات على جثث تموت تسمما بالدينار
هناك اعيش انا عند رجل كان ابي
يكاد يملك كل شئ
مال وجاه وقوة وحقائق هي لكم مجرد احلام
هناك يا سيدي اعيش مثل الاميرات
لا يمسني ريح
ولا اشم الا انسم عطر وريح
هناك يا سيدي كنت اعيش مع رجل كان ابي
كان منصبه يفرض عليه ان يكون بعيدا عني
لكن ماله زادني بعدا منه
هو لا يفكر كيف يقبلني
كيف يجعلني ارتمي بين احضانه ابا ووالدا
هو يفكر كيف يجعلني اسعد بالمال
كيف افرح بوجاهته
لم اكن ادري انني قد اتعس بسبب هذا الترف
لانه كان مستهدفا من طرف من كنت عندهم قبلك
اختطفوني
وساوموه بمال هو لا يعني له شيئا لانه يملك اضعافه
ليته خلصني من بين ايديهم
لكنه ابى
لانه يعبد الدرهم
يعشق الدينار
هو لا يعشق روحه التي خلقت منه
هو لا يعيرني ذلك الاهتمام الذي يعيره لتلك الصرة من الدنانير
هو لا يعيرني اهتماما لانهم قابلوني بالمال الذي يحب
كلمته بنفسي بجوالهم
ترجيته ان ينقذني
لكنه ابى لانهم طلبوا الكثير
تسكت
وتجهش بالبكاء
ليس بالكثير لانه بعض من ثروته
تنوح باعلى صوتها على رجل كان اباها
ماله الذي اراد ان يسعد به هو اشقاني
هو اتعسني
هو من رمى بي بين احضان وحوش
هي لا تزال تبكي
لكنه يقاطعها
اتشربين ماء؟؟؟؟
**
**
*
يتبع