ساراييفو «ا ف ب»: عاشت ميلا فترة طفولة ومراهقة عادية في كنف العائلة التي تبنتها في
بلجراد، الى ان اكتشفت هويتها الحقيقية في سن السابعة عشرة: انها فتاة مسلمة من البوسنة
تدعى سينيدا بشيروفيتش اختفت خلال حرب 1992-1995.ميلا، التي يعني اسمها «لطيفة»،
لطالما عرفت انها وضعت في عهدة الزوجين الصربيين المسنين اللذين يحيطانها بالرعاية في بلجراد
في مطلع تسعينات القرن الماضي.
لكن ميلا ظلت ترغب في معرفة اصولها. وعندما اصبحت مراهقة، لجأت الى دائرة الخدمات
الاجتماعية الصربية طالبة منها مساعدتها على ايجاد عائلتها. وبعد اشهر من البحث، اكتشفت ان
حمضها النووي يتطابق مع حمض امرأة مسلمة من البوسنة فقدت شقيقتها وابنتي اخيها خلال
الحرب عند سقوط قريتهن في ايدي القوات الصربية البوسنية. وتم تأكيد هوية ميلا لاحقا بفضل
الحمض النووي لوالد الفتاة المفقودة. وتتذكر ميلا الصدمة التي اصيبت بها عندما عرفت الحقيقة في
مايو 2008. تقول هذه الشابة ذات العينين الكبيرتين والشعر الكستنائي الكث «جاء والدي
وأطلعني على اسمي الحقيقي. لم يكن اسمي ميلا بل سينيدا. في تلك الفترة، كنت افضل الموت على
سماع ذلك .