الزفت أو الأسفلت asphalt مادة صلبة غير بلورية، أو مائعة شديدة اللزوجة، ذات خواص لاصقة، لونها أسود أو بني داكن جداً، خاملة مع الوسط المحيط، حلولة في كبريت الكربون وغير نفوذة.
لمحة تاريخية
يعود اكتشاف الزفت أو القار إلى الألفية الثالثة قبل الميلاد، وانتشر استعماله في أودية السند والفرات والنيل والبلاد العربية الأخرى، ثم انتقل إلى دول أوربا بعد اكتشاف سلسلة من التوضعات الأسفلتية الصخرية الطبيعية في ألمانيا وفرنسا وسويسرا وكندا وفنزويلا ورابطة الدول المستقلة (دول الاتحاد السوڤييتي سابقاً) وهنغاريا. ومن أنواعه الأسفلتيت asphaltite وهو زفت فقير إلى المواد المعدنية والحُمّر [ر]. ويوجد في سورية وكوبا وكولومبيا وأمريكا وجزر البحر الكاريبي (بحيرة ترينيداد).
استحصال الزفت
يستحصل على الزفت طبيعياً أو صناعيّاً.
ـ في الطبيعة يوجد الزفت في مناطق مختلفة منها:
أـ المناجم: يتوضع الزفت في صخور زفتية كلسيّة مُشبعة بالحُمّر، أو في أحجار رمليّة مُشربة بالحُمّر، يستخرج من المقالع أو المناجم، كما هي الحال في سورية (قرية كفرية، شمالي اللاذقيّـة) وفرنسا وسويسرا وصقلية وألمانيا وأمريكا، حيث يُسحق ويُستخدم على شكل خلائط مع الحُمّر النفطي أو الزفت البُحيري.
بـ البُحيرات: يستحصل على الزفت من البُحيرات الغنية به، وتعد بُحيرة «بيتش ليك» في ترينيداد من أهم المصادر الطبيعية، إذ يتألف هذا التوضع في البحيرة من مزيج الحُمّر مع مواد معدنية دقيقة جداً وبعض الماء والغاز. ينقل الزفت من مصادره تحت الأرض إلى حفر ممتلئة به في مركز البُحيرة. وبعد استخراجه يحرر الزفت من الماء والغاز والشوائب الصلبة بالتسخين والغربلة، مُعطيّاً زفتاً صلباً.
ـ في الصناعة: يُحضّر الزفت صناعياً من بقايا أكسدة القُطارات النفطية الثقيلة أو رواسبها بعد تبخر القُطارات النفطية الخفيفة (بقايا عمليات التكسير)، وتعتمد هذه الطريقة على عزل كميات الزيوت ذات الوزن الجزيئي المرتفع (المالتينات) بالجرف بالبخار، أو بالتقطير تحت الفراغ، أو باستعمال طريقة أخرى تعتمد على النفخ بحقن الهواء الساخن مع الاستفادة من الحرارة المنتشرة من التفاعل لزيادة تماثر الزيوت ذات الوزن الجزيئي المرتفع وعزلها. ويكون قوام الناتج مرناً جداً، ضعيف السحب، ويتمتع بقابلية نفوذ عالية.
مواصفات الزفت العامة
الزفت مادة ذات خواص لاصقة، حلولة في البنزول، كبريت الكربون، الكلوروفورم، رابع كلور الكربون وغير حلولة في البرافينات والكحول، الأسيتون، الإيتر. يستحلب الزفت بالماء بعد إضافة عوامل الاستحلاب، ويتميز بنقطة تلين (النقطة العجينية) وقابلية نفوذ تحددان طريقة المعالجة والاستعمال، كما يتحمل فروق درجات الحرارة العالية في الصيف والشتاء والحمولات الكبيرة. ويعد الزفت جملة غروية تقوم فيها الزيوت ذات الوزن الجزيئي المرتفع (المالبتينات) بتشكيل الطور المبعثر من ضروب الأسفلتيت والكربوئيد والكربون تحميها الراتنجات، وهذا مايطلق عليه معقد مادة الزفت. وغالباً مايتصف الزفت بمايأتي: الكثافة: 1.1غ/سم3. درجة حرارة الانصهار: 20ـ100 ْم. البنية الكيمياوية: 20ـ40% زيوت، 60ـ75% أملاح أسفلتية. التركيب العنصري: 80ـ86 % كربون، 7ـ9% هدروجين، 2ـ10% أكسجين، 0.5ـ9% كبريت، 0ـ2% آزوت، 0.01ـ0.2% معادن (حديد، كلسيوم، مغنزيوم، نحاس وغيرها). لايحتوي الزفت على الفاناديوم والنيكل.
أنواع الزفت
للزفت أنواع عدة تختلف فيما بينها بالمحتوى والتركيب الكيمياوي من أهمها: الزفت الطبيعي والزفت الصناعي والأسفلتيت، والزفت البُحيري lake asphalt، والزفت الصخري الكلسي والزفت الإسمنتي والزفت الرملي sand asphalt.
استعمالات الزفت
يستعمل الزفت في مجالات شتى أهمها تعبيد الشوارع وصناعة حجارة الأرصفة، وتغطية سطوح المباني والمنشآت الصناعية وصناعة الدهانات وصناعة الألوان المطبوعة وصناعة طلاءات الموانئ.
الزفت
العرض المتطور
المواضيع المتشابهه
