احتضار عاشقة
احتضار عاشقة
بقلم: هيثم سليمان
من نافذتي .. اه يانافذتي..
أحدق عبر رشات المطر لعلني..
أرى حبيبي مقبلا كالغد..
لعلني أنام مرة في حضنه تحت المطر..
ملمس نافذتي بارد كبرودة خدي ..
وفي جوفي تشتعل نار خفية..
وددت لو أنني الأن أخلع ثيابي..
ولكن برودة الجو حالت دون تحقيق مرادي..
في أزقة الحي تنساب مياه المطر في جداول..
فيتسابق أطفال الحي الى اللعب فيها..
والفتيات قد افترشن مداخل البيوت..
يرقصن ويغنين أغاني الحب والهيام..
والمطر يستجيب فيشاركهن الغناء في ايقاع شعبي سعيد..
وأنا خلف نافذتي المغلقة تنساب عبراتي بصمت..
واراقب بصمت.. وانتظر بصمت..
وشفتي تردد أغاني الفتيات بصمت..
اه يانافذتي..
متى سياتي حبيبي؟؟
متشحا بالسواد وعلى رقبته البيضاء ياقته الحمراء..
واضعا يديه في جيبي معطفه الاسود..
وشعره الاسود مبلل بقطرات المطر الطاهرة..
وفي عينيع يشع بريق غامض حنون حزين..
وابتسامته الهادئة الحنونة التي تحيل
برودة الليل الى دفيء النهار..
مازال المطر يهطل ويهطل بلاتوقف..
اه يانافذتي.. ماذا أرى؟؟
شبحا متشحا بالسواد فيه ياقة حمراء..
انه يقترب وانا امسح نافذتي من قطرات الندى..
انه يقترب.. يالهي انه حبيبي الذي انتظره..
انه قادم يمشي الهوينا وعلى شفتيه ابتسامة..
يمر وسط الأزقة دون أن يلحظه حد..
الا أنا ... الا أنا..
يقترب ويقترب وفي كل خطوة قلبي يخفق بقوة..
ويزداد نحيبي مع سيلان دموعي المدرارة..
تعال يا حبيبي تعال..
تعال ايها الموت وخذني الى دنياك..
فلم يتبقى لي هذه الدنيا الا سواك..
تعال..اقترب ..أحس بروحي تغادرني..
جسدي يصبح شاحب البياض..
ثم يزرق كزرقة المطر الحنون..
وتخفق همساتي ويظلم العالم من حولي..
ماهذا الذي اراه..؟
لاشك انه معطفه الاسود..
لاشك أنه شعره الاسود..
أه يانافذتي... متى ساراك مرة أخرى..؟
أعيدي.. أعيدي الي ياحكاياتي
أعيدي الي ماضي المسلوب من ذكرياتي
وافتحي في حاضري نافذتي وشرفاتي
واشربي الشاي في مقاهي حماقاتي |
|