شخص يدعى معاوية بن الحارث العلافي ومحمد بن الحارث العلافي وقاموا بقتل أمير مكران واستقلوا بمكران سنة 80 هـ إلى سنة 85 هـ. وقال في هذا الموقف الشاعر الفرزدق شعرا يرثي فيه سعيد بن أسلم والي مكران:-
سقى الله قبرا من سعيد تضمنت = نواحيه أكفانا عليك ثيابها
وحفرة بيت أنت فيها موسدٌ = وقد سدّ من دون العوائد بابها
لقد ضمّت أرض مكران سيّداً = كريما إذا الأنواء خفّ سحابها
شديد على الأدنين منك إذا احتوى = عليك من الترب الهيام حجابها
لتبك سعيداً مرضعٌ أم خمسة = يتامى ومن صرف القراح شرابها
إذا ذكرت عيني سعيداً تحدّرت = على عبراتٍ يستهلّ انسكابها
فأرسل الحجاج واليا من قبله هو مجاعة بن سعر التميمي ففتح مكران من جديد وحمل العلافيين على الفرار إلى داخل البلاد وعادت مكران للسيادة الأموية ولما مات مجاعة بن سعر التميمي اختار الحجاج محمد بن هارون بن زراع النمري ليحل محله ، وقد نجح ابن هارون في تنظيم مكران وقضى على زعماء الفتنة فيه وتتبع القتلة من العلافيين على مدار خمس سنوات وقضى عليهم دون أن يظهر العداء لملك السند.
وبعد تمرس المسلمين على فنون القتال في مكران وتأقلمهم وتدربهم على أساليب العدو وفنونه وخبرته بالمحيط الهندي ومسالكه وكذلك استتباب الأمن في العراق وانتظام أمر الخلافة الأموية ساعد ذلك كله على توجيه القوات الاسلامية للجهاد ونشر راية الاسلام في مناطق مثل السند والهند وكان أمير مكران حينها الوالي أمير البحر محمد بن هارون. واستؤنفت الفتوحات في زمن الوليد بن عبدالملك ولكن حدثت أمور أدت الى تغيير السياسة التي كان يتبناها الحجاج ومن سبقه في مكران وهذا الأمر دفع بالحجاج إلى التفكير في ارسال قوات لفتح بلاد السند على نور الاسلام يشرق عليها جميعا وبالتالي يتخلص المسلمون من مضايقات الأعداء القابعين في بلاد السند.
كل مافي الأمر أنه في سنة 90 هـ أهدى ملك جزيرة الياقوت المعروفة اليوم بسريلانكا ( سيلان ) للحجاج بعض الهدايا القيمة وحملتها عشرة سفن عربية واتجهت نحو العراق وضمت هذه السفن بعض النساء المسلمات اللائي عمل آباؤهن بالتجارة وماتوا في جزيرة سريلانكا. وكان ملك تلك البلاد يبغي التودد إلى أمير العراق وبينما السفن قريبة من ميناء الديبل ( كراتشي ) هجم عليها جماعة من القراصنة واستولوا عليها بكل مافيها ومن فيها من التجار والنساء المسلمات ومضوا بهم إلى داخل بلاد السند وعلم الحجاج بما جرى عن طريق تاجر تمكن من الهرب وأخبره وبرغم من ضيق الحجاج من تصرفات القراصنة ومن حماية ملك السند لهم ومن مساندة الملك للعلافين كذلك المتمردين هلى حكومة بني أمية إلا أنه آثر اللجوء إلى الطرق السلمية أولا خاصة وأرواح المسلمين والمسلمات في أيديهم ومن هنا أرسل الحجاج رسالة إلى ملك السند يطالب منه بالتدخل وارسال السفن واطلاق سراح الأسرى ولكن ( داهر ) ملك السند اعتذر بأنه لا سلطان له على القراصنة اللصوص. من هنا غضب الحجاج ورأى أن الواجب يفرض عليه استخدام القوة لانقاذ الأسرى وتأديب القراصنة.
أعد الحجاج جيشا بقيادة عبيد الله بن نبهان السلمى ووجهه بحرا إلى ميناء الديبل ( كراتشي الحالية ) عن طريق عمان ولكن الجيش فشل في تحقيق مهمته حيث أن الملك ( داهر ) كان ينتظر قدومه ومستعدا لمواجهته واستشهد عبيد الله نفسه في المعركة مع الكثيرين من جنده