طفولتي تيتمت
في يوم ماطر بلؤلؤات ٍعاكسة للرؤيـا
خرجت تلك الطفلة يشدها حب المطــر
ذهبت لتقف أمام محل فقد إشتد المطر
قد كنت حينها ألملم من البضائع داخل المحـــــــــــــل
أبحث عن ذاتي المدفونة بين أورقة الدنيا المجهولة
عندها رأيتها فقد كانت خلف الزجاج تشاهدنـــــــــي
وكانت إبتسامه الطفولة تشع من وجهها الصافــي
واضعة يدها الصغيرة في الزجاج وقد تبـــــــللــــت
إقتربت إليها ليشدني الفضـــــــول للمعرفــــــــــــــــــــــــــة
واضعا يدي في يدها وقد فصل بيننا جزئيات الزجــــــــــاج
لاعبتني لعبة الأيادي تحركها يمينا وأحرك يدي يمينــــــــا
وما زالت تلك الإبتسامه لم تفارق شفتيها الرقيقتـــــــــان
كأنها لم تعرف الإبتسامة في عالم مجهول لا أدركه بعــد
توقفت لعبة الأيادي لنخرج إلى عالم آخــــــــر
إلى عالم يتم الطـفــولة عالم الطفولة الضائع
نعم توقفت لعبة الأيادي لنخرج إلى عالم آخــــــر
إلى عالم يتم الطـفــولة عالم الطفولة الضائـــــع
ناديتها لتدخل لم تصدق ذلك !!!
أتت إلي مسرعة بلهف وصمت
:: قلت ::
إلى ماذا كنت ِ تنظرين ؟
:: قالت ::
إلى الملابس البيضاء التي لم أرهـــــــا قط
إلى تلك الألعاب التي لم تلمسها يــــــــداي
إلى عالمي الضائع الذي سلب منــــــــــي
إلى طفولتي التي تيتمت وإنـــــــــدثــــــرت
هنا لا شئ يلهيني سوى عصفــــــــــــوري
تبللنا انا وهو تحت المطر لينسينا أحزاننا
حتى المطر بكى لحزني فيا ليته لا ينقطـع
ودموعي يا عم صارت بحيرات مالحـــــه
فمن ينسيني أيامي ؟
ومن ينسيني أحزاني ؟
تتلون الصورة لتتضح معالمها أكـثــر
بكت الطفلة بدموع البحــر الحزينـــة
فحضنتها لعل عالم اليتم يــــــــــزول
تمسكت بي وإذا بالرعد يزيدها حزنا ً
:: قالت ::
يا عم لا تتركني فقد كان الطلاق بداية عالمي اليتيم
ياعم لا تتركني فقد تركوني عند مركز الأيتام أبكي
يا عم لا تهجرني فـ لا حياة لي بعد ذلك ضمني إليك أكثر
:: أبي وأمي تركوني وسلبوا طفولتي وتيتمت ٌ ::
هدأت وكان لهدؤها طمأنينة تكمن في قلبي
الصمت عم المكان حتى المطر جفت عيونه
حملتها وقلت إختاري ما تشائين من طفولتكـِ
إختاري براءتكِ التي إنتشلت منكـ ِ
أعيدي تلك البسمة إلى شفاهـــكِـ
فلا معنى للطفولة بدونكـــــــ ِ
إنعدمت الأبوة حينما تركوها وحيدة ً تعانـــــــــي
إنعدمت الأبوة حيث لم يقدروا معنى الطفولـــــة
سلبوا منها البراءة فكانت يتيمة في عالم اليتم
حينها بكت عيوني وأخذت بيديهــــــا
لتمسح بهما كل همومي وأحزانـــــي
مسحتها لتأخذني إلى عالم جديـــــــد
إلى عالم الأبــوة التي لم أعرفها قط
:: مركز الأيتام يبحث عن الطفلة ::
وجدوها في ثغرات المحل وهي بين أكتافي
قلت لهم إتركونا فقد تبنيت الطفلة البريئة
فلا معنى للملاكـ بدون ضوء يضيئـــــــــــه
في الساعة الرابعة إستيقظت من ذلك العالم
إستيقضت لصوت الأذان ينادي لصلاة الفجـــر
لأدرك بأني كنت في حلم من الـطـفـولــــــــــــة
الطفولة عالمنـا المـنـجـلي
وددت لو أنه لم ينجلــــــــي
الصرخة
العرض العادي
المواضيع المتشابهه
