يظل الماضي القاتم حاجزًا بين بعض الشباب والتوبة والاستقامة، وتتسارع في ذهنه حين يفكر في التوبة تلك المشاهد المؤلمة من حياته من الجرأة على المعصية، والتخلي عن طاعة لله سبحانه، ولتقف عقبه كأأداء في طريقه‘، ولسنا بجاحة إلى الجدل العقلي، أو وجهات النظر البشرية لتحطيم هذا الحاجز، فماترك الله من خير نحتاج إله وإلا وبينه لنا في كتابه أو سنة نبيه (صلى الله عليه وسلم)، وحين نعودإلى القرآن الكريم تقرأ فيه الدعوة إلى التوبة والإقبال عليه:
4- بل القنوط واليأس من رحمة الله من صفات الكافرين: (وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ (87)) ، وينهى الله عبداه في كتابه أن يصيبهم شعور اليأس من رحمة الله : ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53))
فيخاطبهم الله بهذا اللفظ المحبب الذي يشعرهم بالقرب منه سبحانه وتعالى: (يَا عِبَادِيَ )، وحتى لا تتحول هذه الدعوة للتوبة إلى رجاء خادع ووهم كاذب يعقب القرآن على تلك الدعوة للتوبة : ( وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ (54)وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (55))
5- بل أمر التوبة _ أخي الكريم_ فوق ذلك ، فأصغ سمعك إلى مايقوله (صلى الله عليه وسلم)" لله أشد فرحًا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كلن على راحلته بأرض فلاة، فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه فأيس منها، فأتى شجرة فاضطجع في ظلها- قد أيس من راحلته- فبينما هو كذلك إذ هو بها قائمة عنده فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي وأنا ربك- أخطأ من شدة الفرح"