تحقيق: أحمد بن عبدالله الحسني
تصوير: إبراهيم بن خلفان الجرداني
قبل فترة زمنية ليست بالبعيدة توجهت الحكومة الى ايجاد ثقافة التسوق الليلي وذلك بعزمها إنشاء ميادين مخصصة للتسوق الليلي شبيهة بالأسواق التي تقتصر على المشي والتجول والتي ستعمل من الساعة السادسة مساء وحتى الساعة الثانية عشرة ليلا، والتي تتيح للمواطنين والمقيمين والسائحين التجول والترفيه والتسوق بحرية تامة بعيدا عن صخب الاسواق العامة ودخول السيارات.
وقد تم اختيار خمسة مواقع بمحافظة مسقط مهيأة لتنفيذ الاسواق وكل منها يتميز بخصوصية معينة، كما سيتم تزويدها بساحات وميادين للتنزه ومقاعد ومظلات للجلوس مزودة بالانارة، ومطاعم ومقاه بدرجات سياحية إضافة إلى محلات متخصصة لبيع ما يرغبه السائح والمقيم والمواطن، كما سيتم انشاء دورات مياه، بالإضافة إلى مواقف للسيارات، وبالرغم ما اردنا معرفته في هذا الجانب، قمنا بمخاطبة الجهة المختصة منذ اشهر عدة، ولكن من دون رد!.
صرحت بلدية مسقط منذ فترة طويلة بأنها في إطار الجهود المبذولة منها لتقديم أفضل الخدمات للمواطنين والمقيمين وزوار المدينة بمختلف المناطق والأحياء بمحافظة مسقط انتهت من وضع المخططات والتصاميم الخاصة بإنشاء ميادين مخصصة للتسوق الليلي والتي ستنفرد بخصوصية المشي والتجول على الأقدام ولا يسمح فيها بدخول السيارات اضافة الى أنها ستعمل من الساعة السادسة مساء وحتى الثانية عشرة ليلا وذلك في خمسة مواقع تم اختيارها لتنفيذ المشروع وسيبدأ العمل بها خلال الفترة القادمة، وقد تم اختيار خمسة مواقع في محافظة مسقط مهيأة لتنفيذ الأسواق بها وكل منها يتميز بخصوصية معينة، ويعد المشروع من الأنشطة التي تجمع بين الترفيه وتوفير الخدمات التسويقية المختلفة لزوار المدينة وسكانها لغرض التنزه وقضاء أوقات ممتعة وهناك العديد من الأسواق بالمدينة ولكن هذه الأسواق الليلية تهدف البلدية من ورائها الى التركيز على عامل الترفيه والتسوق في إطار فلسفة (التنزه والشراء) بما يتناسب وطبيعة الطقس بالمدينة، ويتضمن مشروع الأسواق الليلية عددا من العناصر أبرزها تخطيط مواقع متكاملة مزودة بممرات للمشاة على غرار ما تم تنفيذه من عناصر في سوق الخوض التجاري وهي تجربة نجحت البلدية من خلالها في تطوير وتنظيم السوق وأصبح السوق يعج بالحركة التجارية النشطة خاصة في الفترات المسائية كما سيتم تزويد هذه الأسواق بساحات وميادين للتنزه ومقاعد ومظلات للجلوس مزودة بأعمدة إنارة مزينة وإنشاء مطاعم ومقاه بدرجات سياحية إضافة إلى محلات متخصصة في بيع التحف والهدايا والمثلجات والحلويات كما سيتم توفير خدمات عامة كدورات المياه وغيرها بالإضافة إلى إنشاء مواقف عامة للسيارات بجانب الأسواق.

فكرة جيدة

في جولة سريعة، وبعد عدم تلقينا الرد من قبل بلدية مسقط، التقينا بالعديد من المواطنين لنتعرف عن كثب على فكرة المشروع والذي لم ير النور حتى هذا الوقت حيث رحب الجميع بفكرة المشروع والتي ستكون بعيدا عن الازدحام والصخب وضجيج السيارات المعتاد في الاسواق العامة، حيث قال أحمد بن عبد الله البوسعيدي: ان فكرة هذه المشروع قد سمعنا عنها منذ فترة طويلة ولكن ربما لم تر النور قريبا، او تم إلغاؤها، وفكرة المشروع جيدة حيث ستتمتع العائلات بالجو والترفيه عن النفس والتسوق، حيث بإمكان اقامة هذه الاسواق في اماكن جميلة والتي بحق يطلق عليها (اعجوبة عمان)، وما نشاهده من مشاهد جميلة في الطريق البحري بمطرح لهو يدعو الى اقامة مثل هذا السوق في الولاية، وخاصة بجانب سوق مطرح للاسماك، حيث تم انشاء ميدان جميل، واصبح الزوار والسياح يرتادونه بالرغم من عدم جاهزيته، ونتمى ان يتم البدء في العمل بهذا المشروع، والذي بالفعل، كما قلت ان هذا المشروع سيخدم العديد من العائلات والزوار والسياح وخاصة المطاعم والمقاهي واذا تم تزويدها بشاشات كبيرة لمشاهدة مختلف المباريات والبرامج التلفزيونية، وبالامكان اقامة حفلات مصغرة بجانب هذه المشاريع مثل حفلات القرنقشوه وأعياد الميلاد، وما نشاهده في بعض الاماكن والتي يرتادها الزوار لهو دليل على ذلك.

عامل للترفيه

ويقول ايمن بن عامر الشبلي: ان ما نشاهده في المهرجان لهو خير دليل على اقامة مثل هذه الاسواق، حيث تجد العائلات في الاسواق الليلية متعة للترفيه عن النفس، بغض النظر عن التسوق، وما نشاهده من السائح خير دليل على ذلك، حيث اغلب السياح يجدون في التسوق الليلي متعة وبعيدا عن صخب الاسواق المعتاد، ويشاركه عيسى بن سعيد الجرداني قائلا: ان الكثير من البلدان العربية والاوروبية اتجهت الى ثقافة التسوق الليلي، صحيح ان تلك الدول لديها الامكانيات في اقامة الاسواق الليلية الكبيرة، فلا يمنع ان تقوم الحكومة بإنشاء مثل هذه المشاريع والتي بحق انها ستجد زوارها، فمثلا في الدول الاخرى فنجد ثقافة (التسوق الخفيف)، حيث تم انشاء اكشاك على جانب الطرقات لبيع مختلف البضائع المتنوعة والاطعمة والفواكه، انها بالفعل تجربة مثيرة حيث تكون متعة التسوق.

التجربة جيدة

اما سالم بن جمعة الحبيشي فقال: من المعلوم ان عامل الترفيه والمتعة التي يجدها الزائر والمقيم في محافظة مسقط هي الحدائق، ولكن ينقص هذه الحدائق عامل الترفيه للكبار، ولو كان توجد مثل هذه الاسواق في معظم الحدائق لكان الحال افضل، اما بالنسبة لمشروع الاسواق الليلية في محافظة مسقط فأنا ارى من وجهة نظري بأنها تجربة جيدة ومثيرة للغاية، واذا كانت النية تتجه الى مثل هذه المشاريع فنقترح ان يتم تزويد مثل هذه الاسواق الليلية بمختلف اصناف الاطعمة والفواكه والعصائر، وايضا بيع العاب الاطفال والتراثيات، ونتمنى ان نشاهد هذه التجربة عما قريب حيث ستكون فريدة من نوعها في منطقة الخليج.

مشروع حي الميناء

من جانب آخر يقول سامي بن محمد الشبلي ان ما نشاهده من تطوير في حي الميناء بجانب سوق السمك بمطرح لهو خير دليل في عامل الترفيه والتنزه، حيث من المؤمل ان هذا الموقع سيعج بمختلف شرائح المجتمع والمقيمين والزوار والسياح، حيث روعة المكان، وما نقترحه ان تقوم الجهات المعنية بإنشاء اسواق، على شكل اكشاك صغيرة، لبيع مختلف اصناف المأكولات والعصائر والهدايا، وايضا توجد اماكن كثيرة في محافظة مسقط بالامكان ان يقام فيها مثل هذه الاسواق الليلية، وأن ما نشاهده من التسوق الليلي في الاسواق العامة لهو دليل على تغير نمط ثقافة المستهلك، حيث اصبحت الاسواق الليلية هي السائدة عند مختلف الناس بسبب زحمة الاعمال اليومية في الفترة النهارية، وأنا على يقين بأن الاسواق الليلية المزمع اقامتها في مختلف ميادين ومواقع محافظة مسقط ستلقى ترحيبا واسعا من قبل المواطنين والمقيمين والزوار.

أسواق الأعياد الليلية

وتساءل سيف بن سعيد الجرداني: لماذا يتم اعداد برنامج للاسواق الليلية في مواسم الاعياد فقط؟ ولماذا لا يتم انشاء مثل هذه الاسواق اسوة بالبلدان الاخرى؟ ان ثقافة التسوق عند البعض اصبحت في طور التغيير، وما نشاهده في مواسم الاعياد من تسوق ليلي في مختلف الحدائق والميادين لهو يدعو الى انشاء مثل هذه الاسواق في مختلف الميادين، ولو تخيلنا مدى الاقبال الجيد للتسوق الليلي عند اقامة المعارض لهو دليل على ان غالبية الناس اصبحت لديها ثقافة التسوق الليلي، وها هو مهرجان مسقط يستقطب الآلاف من المواطنين والمقيمين، واغلب الجمهور يحضر الى هذا المهرجان للتسوق، وأن اغلب التسوق نجده في وقت المساء، وأخيرا نتمنى ان يجد مشروع اقامة الاسواق الليلية النور قريبا.

المصدر / جريدة عمان