مشروع صندوق الزواج طال انتظاره
ترحيب واسع بالفكرة وتقنينها بما يناسب وطموحات الشباب
تحقيق: خالد العدوي – سوسن البوسعيدية
إن فكرة إنشاء صندوق زواج في السلطنة والذي أقره مكتب مجلس الشورى في اجتماعه الدوري الحادي عشر لدور الانعقاد السنوي الرابع ( 2010 - 2011م ) من الفترة السادسة برئاسة معالي الشيخ أحمد بن محمد العيسائي رئيس المجلس، والمقترح المرفوع إليه من اللجنة الصحية والاجتماعية بالمجلس لدراسة موضوع صندوق دعم الزواج، وكلّف اللجنة بدراسته، قد لاقى رواجا وترحيبا من قبل العديدين من الشباب المقبلين على الزواج من المواطنين على غرار ما كان ينتظرهم من مشقة وعناء غلاء المهور وصعوبة اختراقها لاسيما عند العديد من أولياء الأمور الذي لا يعوون المسؤولية الملقاة على عاتقهم ولا يقدرون الوضع الذي قد يخلفه ذلك المهر على ابنتهم، ومن ثم العيش في الديون قبل السجون إذا لم تسدد تلك في وقتها وأصبحت تشكل عبئا على الكثيرين ممن تزوجوا، إلا أن فكرة إنشاء صندوق ولأول مرة على مستوى تاريخ السلطنة فلربما قد يسهل عليهم الكثير والكثير من العبء وكذلك يبقى على الصندوق تحمل تكاليف مصاريف المهر ولوازم الزواج الأخرى، ولكن كيف يمكن أن يستغل هذا الصندوق بالشكل المطلوب والمرجو منه؟ وكذلك ما هي الأسس والمعايير المكفولة في إعطاء التكاليف الممنوحة للشباب المقبلين على الزواج من خلال هذا الصندوق؟ وكيف تصرف؟ ومن هم مستحقها؟ ومن المسؤول عنه ؟ ومتى يبدأ؟ كل هذه الأسئلة وغيرها سنحصل عليها من خلال إجابات العديد من الشباب والشابات الذين التقت $ بهم لمعرفة آرائهم وأطروحاتهم في هذا الجانب ليتسنى مدى النجاح الذي قد يحققه الصندوق في الوقت الراهن لاسيما وأن الكثير من الشباب بدأ بالعزوف والشابات بالنفور.
المطالبة بالتقيد بسقف للمهور والتقليل من الشروط التعجيزية ومحاسبة المتجاوزين
حيث أشار محمد بن شافي بن حميد الهاشمي من ولاية البريمي بمحافظة البريمي إلى أن عمره 25 سنة، ويعمل تحديدا في القطاع الحكومي، مؤكدا على أن فكرة إنشاء صندوق للزواج هي فكرة من المفترض أن تكون قائمة منذ فترة طويلة وليست مجرد فكرة يتم طرحها الآن لمناقشتها ودراستها، فقد لوحظ خلال السنوات الأخيرة وبالتحديد العقد الأخير تأخر سن الزواج وهذا راجع إلى عدة أسباب أهمها عدم توفر المادية التي تكفل للمقبل على الزواج إكماله نصف دينه، في ظل غلاء المعيشة وغلاء المهور والمتطلبات والشروط التي تصل إلى حد التعجيز أحياناً.
تشديد على إجراءات التوزيع
مشيرا إلى أن أن بعض الدول تبنت فكرة قيام مثل هذه الصناديق منذ فترة طويلة وهي لا تزال عاكفة على تطويرها والتعرف على منافعها والبعد عن الأضرار الناتجة عنها، فيجب أولاً الإطلاع على التجارب الأخرى في الدول للتعرف على النقاط السلبية والمشكلات التي وقع فيها الآخرين حتى لا تتكرر معنا في سلطنتنا الحبيبة، وخاصة تلك المشكلات الناجمة من بعض الشباب حيث اعتبروا أن الزيجة الأولى تعد منحة من لدى الحكومة وتكثر حالات الطلاق لأنها جاءتهم بسهولة ويسر، فيجب التشديد على إجراءات التوزيع للمنحة المقدمة للمقبلين على الزواج مع إعطائهم بعض النصائح قبل تسلمهم هذه المعونة.
نصف الدين
معربا عن أمله في إكمال نصف دينه عن طريق الزواج مثل ما يأمل الكثيرون من الشباب مثلي، هذا إلى جانب أملهم في تحقيق الإستقرار الأسري، والطمأنينة في الروح والعقل والبدن، فالزواج يبعد الشباب عن مواطئ الانجراف والانحراف وراء النزوات والشهوات التي تؤدي بهم إلى الوقوع في الحرمات والشبهات، وتكوين الأسرة وإنجاب الأبناء هو سر الحياة الدنيا وهو عامل مهم لكل إنسان، حيث قال سبحانه وتعالى"المال والبنون زينة الحياة الدنيا" ورسولنا الكريم قال" من أستطاع منكم الباءة فليتزوج".فالمتزوج أهدافه وطموحاته تتغير بمجرد أن يبدأ مشواره مع شريك حياته.
تحديد سقف للمهور
مضيفا أنه يجب قبل أي شيء أن يحدد سقف للمهور، وتحديد أن من يتجاوز هذا الحد المسموح به قانونياً سيعرض نفسه للمساءلة، فأحياناً المهور إلى جانب أنها تعجيزية فإنها خيالية، والمبالغات في الشروط لم تقتصر على المهور فقط بل اتسعت الدائرة لتشمل المتطلبات الأخرى كشروط خاصة مثل (قاعة الزفاف والأفراح، وفساتين الأفراح، وأطقم الألماس والذهب الذي ارتفع سعره بمقدار أربعة أضعاف خلال العشر سنوات الماضية، ناهيك عن الطعام وأصنافه والخدمات المصاحبة من تصوير وعازفين ومنظمين، وهدايا مثل سيارات وبيوت وعقارات وغرائب وعجائب كثيرة فقد قرأت في احدى الصحف أن أحد الأشخاص طلب مهراً لأبنته سيارتين من نوع وطراز معين إلى جانب سائق لكل سيارة وفيلا فخمة وديكورها وأثاثها من خارج البلد إلى جانب الخدم والقاعة والمهر والقائمة طالت كثيراً، فأين نحن من كلام سيدنا وشفيعنا صلى الله عليه وسلم " أقلهن مهوراً أكثرهن بركة".
صرف المعونة مقننة
أما عن آلية التوزيع فهذا يتم عن طريق أعطائهم مبلغا لا يقل عن خمسة آلاف ريال عماني للمقبل على الزواج لأول مرة، وسبعة الآف ريال للمقبل على الزواج للمرة الثانية لأن عدد العوانس وغير المتزوجات والمطلقات في سلطنتنا الغالية في زيادة مضطردة ولو أهملنا الموضوع لتحول إلى آفة اجتماعية، وعن آلية صرف المعونة فتتم عن طريق إعطائها للشاب بعد عقده للقرآن شريطة أن تعطى له لمرة واحدة إذا تزوج للمرة الأولى وتعطى له للمرة الثانية إذا تزوج الثانية، أما إذا تزوج وطلق فإنه لن ينظر إلى موضوعه تماماً ولا تصرف له معونة.
دوره ايجابي
من جانبها قالت رملة بنت محمود بن درويش العجمية من ولاية صحار العمر 25 سنة وتعمل لدى القطاع الحكومي: أن الحكومة تعكف حاليا على دراسة إنشاء صندوق للزواج يكفل الشباب المقبلين على الزواج ويسهل عليهم غلاء المهور والعزايم، وأن هذه الفكرة في إنشاء صندوق الزواج فكرة رائدة نظرا للوضع المادي للشباب مما يشجع اكبر شريحة في المجتمع إلى الزواج ويكفل لهم الحياة الهانئة والهادئة دون ضغوط مادية، وللمشروع دوره الايجابي في إيجاد قاعدة من الشباب المقبلين على الزواج والذين تقف أمامهم المطالب والمغالاة في المهور حجر عثرة في تحقيق أمانيهم ومطالبهم، فلابد من الأخذ بأيديهم حول بناء مستقبلهم ومساعدتهم على مقاومة معترك الحياة والاستفادة منهم في بناء هذا الوطن العزيز.
حل لمشاكل الزواج
وأضافت: من هنا ارتأت الحاجة الماسة لهذا الصندوق في السلطنة وما سيؤديه من تكافل اجتماعي ومادي في المجتمع المحلي وأهمية الاستقرار الأسري وتأثيره على الفرد سواء في مكان عمله أو في مجتمعه، وحلا للعديد من الصعوبات التي تواجه الشباب حول موضوع الزواج، والبعد كذلك عن المديونيات والآثار التي تسببها على حالة الفرد النفسية، وأنا على ثقة بأنه سوف يقدم خدمة عظيمة لشبابنا لاسيما وان الزواج بات مشكلة اجتماعية أساسية يترتب عليها الكثير من نقاط الخلل ومشاكل العنوسة والزواج من الأجنبيات وهذا غير السلبيات الخفية المتمثلة في الكسب السريع بطرق قد يكون فيها أضرار بليغة بالفرد والمجتمع إذ أن هذا المشروع يعتبر خطوة أكيدة للقضاء على ظاهرة العنوسة ويساعد في تشجيع الشباب على الزواج المبكر وهي حسنة تقي المجتمع شرور الكثير من الأمراض الاجتماعية، : قال الله تعالى: (ياأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا) صدق الله العظيم.
استقرار نفسي
أما أحمد بن خليفة العامري من محافظة مسقط يرى أن فكرة إنشاء صندوق الزواج فكرة جيدة لأنه في بعض المناطق تكلفة الزواج تكون عالية جدا بحيث لا يستطيع الرجل توفير جميع المتطلبات التي يطلبها أهل المرأة وعلى هذا يجب علينا التكافل بين جميع أفراد المجتمع من اجل حل هذه المشكلة، مشيرا إلى أن الزواج هدف كل شاب وذلك من اجل الاستقرار النفسي والتفرغ للعمل لأنه فطرة الإنسان تحتم على الزواج من اجل الرقي في الحياة العلمية والعملية .
وقال: عن المقترحات التي يمكن أن تساهم في آلية عمل المشروع وتحقق مطالب الشباب، و آلية توزيع المعونات فأتمنى أن يكون الصندوق خاص بفئة الشباب المتاحة و التي رواتبها لا تتجاوز أربعمائة ريال، وأن تكون المعونة خمسة آلاف ريال حتى يستطيع سد بقية الأعباء الأخرى.
تلاحم العمانيين
أما سعيد بن سليمان السعدي فيعتبرها فكرة رائدة من نوعها بالسلطنة وتسهل للشباب الراغبين بالزواج وتخفف عنهم تكاليف مصاريف الأعراس ونجد الكثيرين من الناس سيبادرون بالتبرع في هذا الصندوق لأن المستفيدين من أبناء بلدهم، وسيزيد تلاحم العمانيين مع بعضهم البعض وكل شخص يساعد الآخر.
وعن الأهداف والطموحات التي يمكن أن يحققها المشروع في حياة الشاب المقبل على الزواج يقول: من وجهة نظري الشخصية إذا تم عمل هذا الصندوق سيزداد عدد الشباب المتزوجين مقارنه بالسنوات الأخرى والى جانب آخر ستقل نسبة العنوسة بالسلطنة ويجد الشاب العماني كافة التسهيلات من هذا الصندوق وذلك من خلال حصوله على الدعم المادي، ويضيف على أن تكون مسؤولية الصندوق نابعة من قبل مؤسسة معينه تشرف عليه وتتابعه وتسن قوانينه ويدري الكل عن هذا الصندوق .
خصم ريال واحد شهريا
وما يخص بعملية أو كيفية جمع المعونات فأرى أن يتم من خلال عمل آلية معينه مثلا يخصم من راتب العمانيين ريال واحد شهريا, وما اعتقد هذا بضير لأنه المستفيد الكل من هذا الصندوق الأبناء والأخوة والجيران والأقارب وأهل البلد فالكل مستفيد، كما أنني أدعو بإلزام الشركات الرائدة في السلطنة بالتبرع شهريا للصندوق ولو بشيء رمزي، ويفتح صندوق لأي شخص متبرع وبأي مبلغ كان، كما أنني أدعو أن تشكل لجنة في كل ولاية و ويوضع عرس جماعي في كل ولاية مرتين في الصيف، بحيث يتكفل الصندوق تكاليف الولائم والعزايم وبالتالي يسهل على الكثير ممن يقبل على الزواج، كما يحدد للشباب المقبل للزواج مبلغ من المال مثلا ألف ريال وهذا ينطبق للجميع، ولا يحق للمتزوجين سابقا اخذ من المال من هذا الصندوق .
التقليل من القروض الشخصية
وقال محمد بن سعيد بن سليمان العيسائي: نظراً لمتغيرات العصر وواقع الحياة الحالي من ارتفاع في الأسعار والذي أدى إلى تبعات ارتفاع المهور، أرى شخصياً أن صندوق الزواج سوف يخدم كثيراً طبقة الشباب حيث انه سيسهل عليهم الكثير من متطلبات الزواج الصعبة والمستحيلة في بعض الأحيان ولفئة من الناس، كما أنه سيساعد كثيراً في تقليل نسبة العنوسة في المجتمع العماني، وبالتالي التقليل من معدلات الجريمة والحياد الأخلاقي، وعن الأهداف والطموحات التي يمكن أن يحققها المشروع في حياة الشاب المقبل على الزواج تشجيع الشباب العماني على الزواج، والتقليل كذلك من القروض الشخصية التي قد يضطر الشاب إلى اللجوء إليها في حال عدم توفر السيولة، وانخفاض معدل الجريمة الذي قد ينتج من تبعات عدم القدرة على الزواج، وانخفاض معدل العنوسة في المجتمع، وفتح مجال أوسع لمخيلة الشاب للتفكير في إبداعات اكبر وانجازات أضخم بعد تحقيقه لواحد من أهم أولوياته وهو (الزواج).
تبعات لا يحمد عقباها
أما علي بن عبدالله البريكي فأشار إلى أن صندوق الزواج لما فيه من حل لازمة الزواج التي يعاني منها غالبية المقبلين على الزواج من غلاء المهور و متطلبات لا يستطيع غالبيتهم تلبيتها مما يؤدي إلى تراكم الديون على المتزوج تظهر هذه العواقب بعد فتره الزواج إذ يتفاجىء المتزوج بصعوبة استمرار هذا الزواج لكثرة المطالب التي تلي ذلك الزواج ، مما يؤدي إلى تبعات لا يحمد عقباها كالطلاق أو التقصير في حق الأبناء، وارى أن الصندوق سيكون كمتنفس للمقبلين على الزواج بحيث يحمل جزء كبير عن كاهل الزوج .
ويضيف: أن هذا الصندوق سيحقق العديد من الأهداف للمقبل على الزواج حيث يعد المهر من أهم وأكبر العقبات التي تواجه المقبل على الزواج و هذا هو السبب الرئيسي لعزوف الكثيرين من الشباب عن الزواج لخوفهم من كابوس الدخول في دوامة الديون فإذا ما استطاع الصندوق تحمل عذاب العبء عن المقبلين على الزواج كبير جداُ فبالتالي سيصبح الإقبال على الزواج أكثر مما سيحد من نسبة العنوسة في المجتمع التي لا يخفى على الجميع ما تخلفه من أضرار نفسية قد تؤدي إلى سلوكيات لا يحمد عقباها.
يحق للفرد مرة واحدة
أما بالنسبة للآليات فقال: يجب وضع معايير للمتقدم بحيث يحق للشخص المتقدم أخد المساعدة مرة واحدة و هناك استثناء للذين يفقدون زوجاتهم بسبب الوفاة، والآلية الثانية فهي تحديد نسبة المعونة حيث تزيد النسبة في حالة كان المهر أقل و هذا سيقلل من غلاء المهور، كما يجب وضع نسبة أكبر للخريجين و هذا بدوره سيرفع من نسبة المتعلمين في المجتمع بالإضافة إلى تحديد عمر المتقدم من سن 23 و ما يليها.
بداية لحياة صحيحة
وقال: ناصر بن هلال بن ناصر النبهاني: نؤيد فكرة صندوق الزواج حيث من شأنه تسهيل الزواج للشباب العماني ودعمهم وتشجيعهم على الزواج ومن نتائجه تقليل نسبة العنوسة في المجتمع وعدم توجه الشباب الى اتباع الخطايا والطرق غير المشروعه، وعن الأهداف والطموحات التي يمكن أن يحققها المشروع في حياة الشاب المقبل على الزواج تكوين أسرة تساعد في بناء هذا الوطن الغالي وبداية حياة صحيحة وبدون ديون، واقترح أن توزع المعونات بشكل عادل بحيث ان كل شاب مقبل على الزواج يقدم طلبا إلى الصندوق .
تعزيز المرتكزات الاجتماعية
وقالت وردة بنت سالم بن ناصر الذهلية: أن إنشاء الصندوق من الضروريات المهمة التي يحتاج لها الشاب في الزمن الحالي وهي فكره جيدة تساعد الشباب على الزواج لتعزيز مرتكزات البناء الاجتماعي وتماسك نسيجه، والارتقاء به وتفعيله من جميع جوانبه ،بحيث يعود بالخير والاستقرار على كل من يستفيد منها كما يحرص على بناء أسرة مستقرة متماسكة لها دورها في تحقيق تطلعات الدولة في مسيرتها التنموية وأهدافها خاصة في الجانب الاجتماعي والتركيبة السكانية وذلك من خلال تشجيع زواج المواطنين من المواطنات، وعن الأهداف والطموحات التي يمكن أن يحققها المشروع في حياة الشاب المقبل على الزواج تقول أن الصندوق يعطى الكثير والكثير من الأهداف والطموحات التي تعطى الشاب راحة فكريه في بداية الموضوع تجعله يتجه إلى جهة محدده تغنيه عن البنوك والسلفيات وأيضا تجعل الشباب يقدمون إلى الزواج وعدم العزوف، وعن المقترحات التي تساهم في آلية عمل المشروع وتحقق مطالب الشباب عن طريق التوجيه والإرشاد الأسري ولتقديم محاضرات وندوات تثقيفية للجمهور بهذا الخصوص، إقامة الأعراس الجماعية وتقديم منح للمقبلين على الزواج ، على أن لا يكون المتقدم قد سبق لـه الـزواج إلا في حالات وفاة الزوجة الأولى أو عدم قدرة الزوجة الأولى على الإنجاب، وكذلك اعتماد شرط الدخل يتوافق والهدف من منحة صندوق الزواج الذي يبتغي إعطاء هذه المنحة أبعادها، ودلالاتها الاجتماعية، من خلال المساهمة في تحقيق تطلعات الشباب من ذوي الدخل المحدود، في بناء حياتهم الزوجية، ومستلزمات الاستقرار الأسري .
مكتب استشارات أسرية وزوجية
وقالت عزيزة راشد البلوشية من ولاية السويق العمر 28 سنة وباحثة تربوية بوزارة التربية والتعليم: تعتبر فكرة إنشاء الصندوق فكرة نموذجية وهادفة تأتي بثمارها على المجتمع بشكل عام ، وعلى أهم شرائحه المستهدفة وهم فئة الشباب بشكل خاص ،وهم الفئة الأبرز والاهم في السلم الاجتماعي، فالشباب هم طاقة الدول كما يقول غرامشي، والعديد من الدول قد سبقتنا في ذلك فالهدف الاجتماعي هو خير بالضرورة، والصندوق سوف يوفر المناخ الملائم لتحقيق الهدف الاجتماعي الطبيعي وهو الزواج سواء عن طريق التمويل المالي أو الاستشارات الأسرية والزوجية خصوصا، ونتمنى أن يحتوي الصندوق على مساحات هائلة من الدعم المالي في عالم أصبح فيه الغلاء سيد الموقف، كما اقترح تزويد الصندوق بمكتب استشارات أسرية وزوجية يقوم بحل أي مشكلات قد تعترض طريق الزوجين، فمهما بلغت ثقافة الزوجين تبقى الحاجة ملحة إلى النصائح والسؤدد الذي سوف يحققه الصندوق بوجود اختصاصيين من أهل الخبرة في القضايا الأسرية، فوجود صندوق زواج يوفر الطاقة المالية والدعم لزواج ينتهي بطلاق فالمعادلة هنا غير مكتملة، وارى أن من الضرورة بمكان أن تتم دراسة نسب انتشار العنوسة في المناطق والمحافظات العمانية، ودراسة العوائق واقتراح آليات لحلها في تلك المناطق، فأحيانا هناك عوائق أخرى أمام الشباب لإتمام الزواج غير المادة فيجب ألا ينحصر دور الصندوق في توفير المادة فقط فالمادة وسيلة وليست هدف.
أما نواف بن سعيد بن راشد الكلباني من ولاية عبري موظف في القطاع العام قال: كل الشكر والتقدير لصاحب الجلالة على هذه التوجيهات التي لها الأثر الكبير في نفوس الشباب، فصندوق الزواج التي يسعى من خلالها إلى تعزيز مجالات الاهتمام المشترك وتحقيق غاياتنا الإستراتيجية المتصلة بتطوير المجتمع العماني بفئاته المختلفة والاستقرار الأسري وتنمية مهارات الأجيال القادمة من شباب السلطنة.
وأضاف: أن الغرض من منحة الزواج توعية كافة المقبلين على الحياة الزوجية من مواطني سلطنة عمان وتقديم النصح لهم في أهم المواضيع التي تمس حياتهم الأسرية المستقبلية والتي تتضمن تربية الأطفال والتدخل المبكر والإعاقة والشؤون الأسرية، وسوف يخفف صندوق الزوج الأعباء والتكاليف التي يمكن أن تثقل كاهل الزوج مثلما كان في السابق، وهذه خطوة جريئة قامت بها حكومة السلطنة في المقابل توجد هناك دول شقيقة سبقتنا في هذا المجال.
وأكد على مشروع صندوق الزواج يعد من أهم المشاريع التي تدعم جيل الشباب الذين تثقلهم أعباء الزواج من جميع النواحي المادية وغيرها، فله أهمية كبيرة من مختلف النواحي فهذا المشروع يتيح للشباب التعاون مع بعضهم البعض.
ظروف قاهرة
من جانبه قال حمد بن سليمان بن علي الكلباني من ولاية عبري موظف بالقطاع العام: سيوفر هذا المشروع فرصة لشريحة كبيرة من الشباب الذين لا تتوفر لديهم الإمكانيات المادية، نظرا لأنهم قد يكونون قد مروا بظروف قاهرة فزادت عليهم الضغوطات المادية مما اثر في تأخر زواجهم .
جريدة عُمان
السبت 3 من جمادى الثانية 1432هـ .
الموافق 7 من مايو 2011
صندوق الزواج
العرض العادي
المواضيع المتشابهه
